كيف تستثمر "تكديس العادات" في اكتساب عادات جديدة؟

إنَّ ما تفعله بصورة متكررة، وتفكر فيه باستمرار هو ما يشكِّل هويتك والأمور التي تحققها؛ فإذا كنت تريد تغيير حياتك فعليك أن تبدأ بتغيير سلوكك، وهنا يأتي دور العادات؛ وذلك لأنَّ عاداتك تحدد نوعية حياتك، نحن نصنع عاداتنا أولاً؛ ومن ثَمَّ تصنعنا عاداتنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن جاري رومير (Jari Roomer) يُحدِّثنا فيه عن أهمية "تكديس العادات".

إذا كانت لديك عادات صحية ومثمرة، فمن المحتمل أن تعيش حياة صحية ومثمرة، لكن إذا كانت لديك عادات رديئة، فمن المحتمل أن تعيش حياة رديئة.

يقول توني روبينز (Tony Robbins): "يجب أن نتحكم بتصرفاتنا التي نواظب عليها إذا أردنا توجيه حياتنا؛ فالأمر الذي نقوم به باستمرار هو ما يشكل حياتنا، وليس الأمر الذي نقوم به من حين لآخر".

ماذا يعني تكديس العادات؟

تكديس العادات هو مفهوم يعني ممارسة عادات متعددة معاً، واتباعها بفاعلية بدلاً من العشوائيَّة طيلة اليوم.

وكما قال المؤلف إس جي سكوت (S.J. Scott) صاحب الكتاب الذي يدعى "تكديس العادات" (Habit Stacking): "إنَّ ربط العادات معاً هو طريقة لإنجاز مزيد من الأمور في وقت أقل ممَّا يؤدي إلى تغيير إيجابي في حياتك، وفي أثناء قيامك بالإجراءات المكدسة كلَّ يوم، يصبح هذا الأمر جزءاً من روتينك اليومي".

من المحتمل أن تكون لديك عادات يومية راسخة تؤديها دون عناء سواء كانت القراءة أم تنظيف أسنانك أم الاستحمام؛ إذ تتمثل إحدى أسهل الطرائق لبناء عادة جديدة في تحديد العادة المتبعة بالفعل، ثم تكديس العادة الجديدة التي ترغب فيها فوقها.

يصف مؤلف الكتاب الذي يحمل اسم "العادات الذرية" (Atomic Habits)، جيمس كلير (James Clear)، صيغة تكديس العادات على النحو الآتي: سأقوم بالعادة الجديدة، بعد القيام بالعادة الحالية أو قبلها.

لنلقِ نظرة على بعض الأمثلة على العادات التي يمكنك تكديسها بسهولة:

  1. سوف أمارس كتابة يوميات الامتنان لمدة 3 دقائق بعد إعداد قهوتي الصباحية.
  2. سأستحم بالماء البارد بعد ممارسة الرياضة.
  3. سوف أتأمل لمدة 5 دقائق قبل الذهاب إلى الفراش.
  4. سوف أتدرب على اللغة الإسبانية لمدة 15 دقيقة بعد تناول العشاء.
  5. سأرتِّب سريري بعد أن أستيقظ.
  6. سوف أنشِئ قائمة بمهماتي لهذا اليوم بعد التأمل الصباحي.

يعمل تكديس العادات عملاً رائعاً؛ لأنَّك تملك عدة أنماط  وسلوكات موجودة سابقاً في ذهنك، وببساطة فمن المرجح أن تبقى في ذهنك عن طريق تكديس عادة جديدة قبل العادات الموجودة مسبقاً أو بعدها.

إقرأ أيضاً: روتين صباحي لمدة عشر دقائق لتصفية ذهنك

ثلاث عادات في روتين واحد:

كان الذهاب إلى النادي الرياضي نحو ثلاث مرات في الأسبوع هو من العادات التي قمت باتباعها، وكنت أبحث عن مزيد من الطرائق لتحسين صحتي، ولياقتي البدنية.

ولحسن الحظ، يحتوي النادي الرياضي الذي كنت أذهب إليه أيضاً على ساونا (sauna)، ومكان للاستحمام؛ لذلك قررت أن أكدس عادات أخرى إضافة إلى عادة ذهابي إلى النادي الرياضي التي كنت قد كوَّنتها بالفعل:

  • العادة الأولى: رفع الأثقال في النادي الرياضي.
  • العادة الثانية: جلسة ساونا من 15 إلى 20 دقيقة.
  • العادة الثالثة: الاستحمام بالماء البارد.

كان كلُّ ما عليَّ فعله هو الذهاب إلى النادي الرياضي، وسأقوم بالعادتين الإضافيتين أيضاً؛ لأنَّهما مرتبطتين بالعادة الأولى.

هذا مثال عن ثلاث عادات تُدمَج في روتين واحد.

شاهد بالفديو: 5 علامات تخبرك أنه يجب أن تغيّر طريقة حياتك حالاً

لماذا يعدُّ تأثير الروتين الصباحي والمسائي قوياً للغاية؟

إنَّ تأثير روتين الصباح والمساء قويٌّ للغاية؛ لأنَّه في الحقيقة مرحلةٌ واحدة يمكنك بواسطتها تكديس عادات مختلفة ومتعددة، وستنجز عادات متعددة في آنٍ واحد بمجرد أن تقرر اتباع روتين واحد، فقط عليك اتخاذ قرار اتباع الروتين لتحفيز مجموعة من السلوكات الإيجابية بدلاً من الاضطرار إلى اتخاذ كثير من القرارات الفردية المشتتة طيلة اليوم، وهذا الأمر يوفر كثيراً من الطاقة القيِّمة لاتخاذ القرار.

لنفترض أنَّ روتينك الصباحي يتكون من خمس عادات مختلفة ممَّا يعني أنَّك تقوم بخمس عادات في روتين واحد:

  • العادة الأولى: عدم التحقق من هاتفك عندما تستيقظ.
  • العادة الثانية: التمدد لمدة 10 دقائق.
  • العادة الثالثة: كتابة يوميات الامتنان.
  • العادة الرابعة: التأمل لمدة 10 دقائق.
  • العادة الخامسة: التخطيط ليومك.

إذا كنت ترغب في بناء عادة أخرى في روتينك اليومي، فمن السهل أن تربطها في روتينك المتَّبع بالفعل، فعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في قراءة الكتب الواقعية لمدة 15 دقيقة يومياً، فكدِّس هذه العادة قبل إحدى العادات التي تتبعها في روتينك الصباحي أو بعدها:

  • العادة الأولى: عدم التحقق من هاتفك عندما تستيقظ.
  • العادة الثانية: التمدد لمدة 10 دقائق.
  • العادة الثالثة: كتابة يوميات الامتنان.
  • العادة الرابعة: التأمل لمدة 10 دقائق.
  • العادة الخامسة: التخطيط ليومك.
  • العادة الجديدة: قراءة كتاب واقعي لمدة 15 دقيقة.
إقرأ أيضاً: أفضل 5 تطبيقات لتتبع العادات عن طريق الهواتف الذكية

في الختام:

من المرجح أن تكوِّن عادة جديدة بدلاً من التخطيط للقيام بها في وقت ما طيلة اليوم باستخدام طريقة تكديس العادات، وما عليك سوى إضافتها إلى الأنماط السلوكية الموجودة مسبقاً، وستكون احتمالات النجاح لمصلحتك.

المصدر




مقالات مرتبطة