كيف تروي قصة جيدة؟

يقول "بيتر جوبر" (Peter Guber)، الرئيس التنفيذي لشركة "ماندالاي إنترتينمنت" (Mandalay Entertainment): "للقصص قدرة فريدة على تحريك قلوب الناس".



إذا كنت قد حضرت حدثاً للكاتب "توني روبنز" (Tony Robbins)، فأنت تعلم أنَّه خبير في سرد ​​القصص؛ إذ تساعد القصصُ الناسَ على فهم مفاهيمه وإنشاء مزيد من التأثير. لقد عمل "توني" توَّاً مع مجموعة "ذا آرييل" (The Ariel Group)، وهي مبادرة مميزة يجتمع فيها ممثلين مسرحيين لتدريب المديرين التنفيذيين للشركات على كيفية سرد قصة رائعة، وهذا هو مقدار إيمانه بقوة سرد القصص، فلقد روى البشر القصص منذ أن كنَّا قادرين على الكتابة، وربما حتى قبل ذلك، باستخدام إيماءات اليد قبل أن تكون هناك لغة منطوقة.

كما اتخذت القصص أشكالاً عديدة، من القصص الخيالية إلى القصائد، وحتى الموسيقى هي شكل من أشكال سرد القصص، فالقصص جزء من إنسانيتنا، فنحن نرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، ولهذا يمكن أن تساعدنا القصة الجذَّابة على الاحتفاظ بالمعلومات، وتذكُّر المزيد من التفاصيل، ويمكن أن يؤدي سرد ​​قصة إلى زيادة قدراتك على الإقناع من خلال إنشاء حالة عاطفية إيجابية في جمهورك، فكلما تعلَّمت كيفية سرد قصة سرداً أفضل، زادت فاعليتك في العمل وفي الحياة.

إليك فيما يأتي 7 نصائح لمساعدتك على سرد قصص رائعة:

1. أصغِ أولاً:

سواء كنت تقدِّم عرضاً ترويجياً لأحد المديرين التنفيذيين، أو عرضاً تقديمياً للمئات من الأشخاص، قبل أن تتمكَّن من معرفة كيفية سرد قصة سرداً فعَّالاً، تحتاج إلى التعرُّف إلى جمهورك؛ فاطرح الأسئلة، واسرد الحكايات القصيرة لمساعدتك على تعديل نهجك، وأصغِ إلى التغذية الراجعة، فالإصغاء يأخذ التركيز عنك ويضعه على جمهورك، فكيف ستخدمهم قصتك؟ وكيف ستمكِّنهم من اتخاذ الإجراءات؟

2. راقب الجمهور:

لقد أخذتَ وقتك الكافي في الإصغاء وبناء الألفة مع الجمهور قبل أن تبدأ، وقمت ببناء سرد، وتعتقد أنَّك تفعل كل شيء بأسلوب صحيح، لكنَّ الجمهور لا يستجيب؛ في هذه الحالة، يقوم أولئك الذين يعرفون كيفية سرد قصة جيدة بقراءة رد فعل الجمهور، لذا فكِّر في الكوميديين أو المؤدِّين، فهم قادرون على تقييم الجمهور وتعديل لغة جسدهم ونبرة صوتهم، بحيث يتواصلون بأسلوبٍ أفضل معهم، ويتطلَّب ذلك مهارات تواصل ممتازة ومستويات عالية من الإدراك، وكلاهما مهارات يمكنك تطويرها.

3. أنشِئ الألفة مع الجمهور:

يساعدك الإصغاء إلى جمهورك أولاً على بناء الألفة؛ إذ يمكنك التوافق مع أي شخص، بما في ذلك الجماهير الكبيرة، ويتضمَّن ذلك طرح الأسئلة، ولكنَّه غالباً ما يتعلَّق بالمصداقية، خاصة للجمهور الكبير، ولهذا يعرف أفضل مندوبي المبيعات كيفية سرد قصة أولاً، ثمَّ البيع في المرتبة الثانية؛ إذ تُظهر القصة الجيدة أنَّهم متعاطفون مع احتياجات العميل، وهذا يبني الثقة والتي هي أساس التأثير في الآخرين.

شاهد بالفديو: 8 طرق هامة لتعلّم فن مخاطبة الجمهور

4. ابدأ قصتك بالعاطفة:

يسهل على رجال الأعمال الانغماس في الإحصاءات والرسوم البيانية والمخططات، فالمعلومات أمر هام، لكنَّ العاطفة هي التي تحقِّق الهدف وتجعل الحياة تستحق العيش؛ لذا فكِّر في أكثر الأيام التي لا تُنسى في حياتك، والتي كانت عاطفية جداً؛ كالتخرج أو يوم زفافك أو ولادة طفلك؛ إذ يتغلغل سرد القصص في هذه المشاعر، وكما قال "بوب إيغر" (Bob Iger)، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "ديزني" (Disney): "ما يزال الناس يحبون القصة الجيدة، ولا أعتقد أنَّ ذلك سيتغيَّر"، وذلك لأنَّ الناس يتواصلون مع القصص بطريقة لا يتواصلون بها مع الأرقام.

5. استخدم الهيكل الصحيح للقصة:

ستجذب العاطفة جمهورك، ولكنَّك ستحتاج إلى سرد جيد للحفاظ على تفاعلهم، فالقصص ذات المخططات الزمنية المُربكة، والمراجع التي لا يفهمها جمهورك، أو ذات الإيقاع السريع أو البطيء جداً، سوف تفشل؛ لذا اجعل الهيكل مباشراً، واجعله حيوياً من خلال الصور والشخصيات التفصيلية، فلديك دائماً صراع أو حبكة.

لذا، اتَّبِع القصص الكلاسيكية التي تدعو للمغامرة والتحدي والمحن والتفكير والمكافأة والخلاص؛ إذ يتَّبع المؤلفون والمخرجون هذا الهيكل، لأنَّه أفضل توجيه لكيفية سرد قصة رائعة.

إقرأ أيضاً: فن الإقناع: 20 مهارة تجعل الجميع يوافق على ما تقوله

6. لا تكن البطل:

قصتك تحتاج إلى بطل، لكن لا يمكن أن تكون أنت هو؛ إذ نعرف جميعاً أشخاصاً يحبون التحدث عن أنفسهم وإنجازاتهم، ونعلم جميعاً كم هم مملون، فلن يتواصل الجمهور مع رسالة يرسم المتحدث نفسه فيها على أنَّه المنقذ.

يمكنك أن تكون شخصية محورية في قصتك، لكن الشخصية التي تنقذ الموقف وتحل المشكلة يجب أن تكون موظفيك أو عميلك أو حتى الجمهور نفسه، وسيشعر جمهورك بمزيد من العاطفة ويفهم بأسلوب أفضل مغزى القصة.

7. ابحث عن السبب:

الهدف من تعلُّم كيفية سرد قصة رائعة هو مساعدة الآخرين على فهم المفاهيم والأفكار غير المألوفة وإقناعهم في النهاية بفعل شيء ما، ولتلخيص قصتك، استعن بالسبب الذي يتساءل عنه جمهورك، فما هو الهدف من وجودهم هناك اليوم؟ وما الذي سيلهمهم لاتخاذ الإجراء الذي تريد منهم القيام به؟

إذ يعود الأمر كله إلى كيف يساعدهم منتجك أو فكرتك أو مفهومك على تجنُّب الألم أو زيادة المتعة، فاختتم بطريقة تركِّز على العاطفة، حتى يعرف جمهورك ما يجب فعله بعد ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تلقي خطاباً مُلهِماً يُحفَر في ذاكرة الجمهور؟

في الختام:

إنَّ اكتشاف كيفية رواية قصة جيدة يتعلَّق بالتواصل، كما يتعلَّق الأمر بمعرفة جمهورك ومنتجك ونفسك؛ إذ ينطوي على إتقان العاطفة وعلم وظائف الأعضاء ومهارات التواصل، وليس من السهل سرد قصة رائعة، لكن عندما تفعل ذلك سترى التأثير القوي الذي يمكن أن يكون لك في العالم.

المصدر




مقالات مرتبطة