كيف تدعم نفسك عندما تتسم الحياة بالفوضى؟

لقد شعرتُ مؤخراً بالفوضى في حياتي؛ حيث كان ينبغي أن أنجز الكثير من المشاريع وأقوم بالعديد من المكالمات وغيرها من الأمور التي تتطلب مني الإبداع والتركيز، ولقد كنتُ أساعد الأشخاص المقربين أيضاً على إنجاز أمورهم، كما كنتُ أهيئ نفسي للانتقال إلى منزل جديد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "ليو بابوتا" (Leo Babauta)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في دعم نفسه حينما تملأ الفوضى حياته.

يمكن أن تكون الفوضى أمراً جميلاً، وأنا أتقبلها، ولكن قد يكون من الصعب تحمُّل الفوضى عندما نشعر بالتشتت أو الارتباك أو التوتر، وكي أتمكن من التعامل مع هذا الأمر، أدرِّب نفسي على الشعور بالثبات.

عندما ندعم ونسند أنفسنا ونستعيد تركيزنا، يمكننا أن نشعر بالهدوء والاسترخاء حيال كل ما يحدث حولنا، وهذا بالضبط ما نقصد به بـ "الشعور بالراحة حيال ما هو موجود"، فإنَّ القيام بهذا الأمر يتطلب بعض التدريب؛ لذلك دعونا نتحدث عن كيفية دعم أنفسنا.

1. الشعور بانعدام الدعم:

إنَّ الشي الأول الذي يتعين علينا القيام به هو أن نلاحظ متى نشعر بالفوضى أو نشعر بانعدام دعم أنفسنا أو بأنَّ طاقتنا قد نفدَت بسبب المصائب التي تحلُّ علينا بسبب ظروف الحياة، فنحن لا نلاحظ ذلك عادةً، وبدلاً من ذلك، نحاول القيام بالعديد من الأشياء دفعةً واحدة أو نحاول الانتقال من شيء إلى آخر بسرعة أو أنَّنا نفقد سيطرتنا وتركيزنا في المصادر التي تسبب لنا التشتت لإنجاز العمل المتراكم، كما أنَّنا نتخذ من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز وتناول الطعام، وما إلى ذلك سبلاً نشعر من خلالها بالراحة من عبء الحياة.

لذا، فإنَّ التمرين الأول الذي يساعدنا على دعم أنفسنا هو ملاحظة الوقت الذي نشعر فيه بالفوضى والتشتت، والوقت الذي نشعر فيه بعدم الثقة وانعدام الراحة، لكن قد لا نلاحظ هذه المشاعر على الفور، وبدلاً من ذلك، قد نلاحظ مدى فقدان سيطرتنا على تركيزنا وعلى ما نقوم به، أو كم أصبحنا أكثر عرضة لتشتيت انتباهنا، فمثلاً من الممكن أن نمسك هاتفنا كل دقيقتين سواء لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أم لإجراء مكالمة مع أشخاص آخرين.

يمكننا بعد ذلك أن نلاحظ كيف نشعر بالتشتت، كنوع من الأحاسيس التي نشعر بها من خلال الطريقة التي نتصرف بها، فما هي الأحاسيس التي يمكننا ملاحظتها عندما نكون في حالة عدم التركيز؟

شاهد بالفديو: 14 طريقة لتخلّص دماغك من الفوضى

2. ممارسة الدعم النفسي:

بمجرد أن نلاحظ أنَّنا نفقد ثقتنا بأنفسنا وسيطرتنا على التحكم بقراراتنا وحياتنا، يمكننا التدرب على دعم لأنفسنا، وهناك العديد من الطرائق لممارسة هذا؛ لذا سأشارك معكم ما أفعله:

  • التوقُّف عما تفعله: لاحظ كيف تشعر، لا تصف شعورك حيال ما تفكر به؛ بل بالألم الذي تشعر به في جسدك كنتيجة ناجمة عن الفوضى والشعور بعدم الثقة بنفسك، فربما تشعر بالإحباط أو التشتت أو القلق أو الخوف.
  • التنفس بعمق من بطنك: خذ أنفاساً عميقة لفترة طويلة تمنحك الشعور بالراحة.
  • ممارسة تمرينات الاسترخاء: دع عضلات جسدك تسترخي في الوقت الذي تتنفس فيه بعمق، وحرِّر نفسك من الضغط الذي تتعرض له من خلال الشعور باللامبالاة.
  • البحث عن طريقة للتواصل مع العالم من حولك: حاول أن تشعر بالامتنان لهذه اللحظة كي تشعر بالتقدير لمصائب الحياة ولتواصلك مع الآخرين ولتشعر بالحب للعالم كما هو، فبهذه الطريقة، لا أشعر وكأنَّني سفينة صغيرة تُقذَف في المياه العاصفة في مواجهة كل هذه الشدائد؛ بل أشعر أنَّني جزء من المحيط نفسه.
  • الامتنان: عليك أنتشعر بالامتنان لأنَّك على قيد الحياة، وعليك أن تبقى على تواصل بما حولك لتكون قادراً على رؤية هذا العالم الخلاب.

أنا شخصياً لا أمارس هذه الخطوات كلها دائماً، فمن الممكن أن يكون التوقف عن العمل وممارسة تمرينات التنفس كافيين في بعض الأحيان، وأحياناً يكون كل ما أحتاج القيام به هو الشعور بالقليل من الامتنان، لكن عندما أمارسها بهذا الترتيب تقريباً، يمكن أن تكون فعالة.

إقرأ أيضاً: أساليب علاجية: العلاج النفسي الذاتي

3. الشعور بالاسترخاء وعدم التوتر في أثناء حدوث الفوضى في حياتنا:

عندما ندعم أنفسنا بهذه الطريقة، فإنَّنا نتيح لأنفسنا فرصة كي نتنفس ونشعر بعدم التوتر حيال ما نتعرض له من شدائد في الوقت الحالي، فهذا يجعل القيام بشيء جديد أمراً ممكناً؛ حيث يمكننا أن نتعامل مع الفوضى بطريقة مريحة.

غالباً ما تكون حياتنا فوضوية ومليئة بالمصائب والشدائد، ويمكن أن تؤثر فينا الأحداث غير المتوقَّعة سلباً، ونتشتَّت، الأمر الذي يجعلنا منغلقين على أنفسنا أو يدخلنا في حالة من القلق الشديد، أو يمكننا ببساطة أن نتعامل مع الفوضى بطريقة مريحة؛ حيث يمكننا أن نبدأ من خلال إدراك أنَّنا نشعر بالفوضى، ثم ندرِّب أنفسنا على دعم وتقوية ثقتنا بأنفسنا.

من هذه النقطة التي ندعم بها أنفسنا، يمكننا الانفتاح على فوضى حياتنا، فقد نشعر بالخوف أو الإحباط، لكن يمكننا أن نتعامل مع كل ذلك بانفتاح؛ إذ إنَّنا ندرب أنفسنا على الانفتاح والاسترخاء والتعامل مع الشدائد مراراً وتكراراً؛ لذا يجب ألَّا تكون العاصفة نهاية العالم أو نهاية حياتنا؛ بل يجب أن تكون فقط مظهراً من مظاهر الجمال الذي يكمل حياتنا.

المصدر




مقالات مرتبطة