كيف تختار بين اهتمامات عدة؟

أن تقول إنَّك متعدد الاهتمامات هو عذر تقدِّمه لترددك، ولتبرر عدم قيامك بأي إجراء أو خطوة للأمام، فكثيراً ما يُقال: "أنا متعدد الاهتمامات والعالم مليء بمجالات مختلفة مثيرة للشغف، فكيف يمكنني أن أختار واحداً من هذه المجالات فقط؟"، لكن إليك الحقيقة القاسية: عبارة "أنا متعدد الاهتمامات" ما هي إلا عذر للمماطلة؛ عذر يمنعك من الالتزام والمضي قدماً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "تانيا دالتون" (Tanya Dalton)، والتي تُحدِّثنا فيه عن مشكلة صعوبة اتخاذ قرار واضح بشأن مجالات العمل في الحياة وتُقدِّم فيه الحل.

أنت متعدد الاهتمامات؛ لكنَّك لا تتقدم أبداً:

يقع الكثيرون منا ضحية الانبهار بكل فكرة تبدو جميلة، فنبدأ جمع الكثير من الأفكار لكن دون أن نتمسك بواحدة منها، فكل ما يبدو جميلاً يلفت انتباهنا ولا نعرف على ماذا نركز، فإذا كان هذا الوضع ينطبق عليك، فربما تكون قد اختبرتَ الشعور كما لو كنتَ تدورُ في حلقة مفرغة، تدور في مكانك لكن لا تتحرك إلى الأمام أبداً؛ إذ إنَّه عندما تكون لديك الكثير من الأفكار غير الناضجة، فإنَّها تصبح عبئاً عليك وتمنعك من التقدم.

ولأنَّ هذه الأفكار لا تتطور، فإنَّك تميل إلى إضفاء الطابع الرومانسي عليها، معتقداً أنَّها أكثر إثارة من المهام التي يجب عليك القيام بها، وهكذا تصبح الكمالية قِناعاً لإخفاء المماطلة ويصبح هذا الكم الهائل من الأفكار التي تُراوح مكانها عبئاً ثقيلاً عليك.

إقرأ أيضاً: 10 أسئلة تساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة

طريقة لمساعدتك على الاختيار:

عدم اختيارك لمجال والالتزام به يعني أنَّك مشتت بين مجالات عدَّة، وإذا كنتَ تعتقد حقاً أنَّك متعدد الاهتمامات ويصعب عليك الاختيار، فإليك هذه الطريقة لمساعدتك على معرفة شغفك الحقيقي؛ حيث تعتمد هذه الطريقة على ثلاثة عناصر هي: القدرات والتأثير والحماسة.

خذ ورقة ودوِّن اهتماماتك دون أن تفكر كثيراً، وبمجرد أن تنتهي من تدوين اهتماماتك، سيكون عليك أن تتفحص ما كتبتَه بعناية وتُقيِّم كل واحد من اهتماماتك على أساس العناصر التي ذكرناها: قدراتك والتأثير والحماسة.

القدرات:

نملك جميعنا قدرات؛ بمعنى أنَّ كل شخص لديه مهارة معينة تجعله يجيد شيئاً ما بطريقة استثنائية، لكن ما يجب علينا فعله هو اكتشاف هذه القدرات واستغلالها لمصلحتنا، وتكمن الصعوبة في التعرُّف إلى قدراتنا؛ وذلك لأنَّنا نميل إلى التقليل من شأن مواهبنا والنظر إليها على أنَّها ليست بالشيء الهام.

للتعرُّف إلى قدراتك توقَّف عن عَدِّها شيئاً عادياً وفكِّر في المهام والمهارات التي تؤديها دون صعوبة، ففكر في كل شيء تجيده ويثني عليه أصدقاؤك وعائلتك وزملاؤك في العمل، وتوقَّف عن التواضع بشأن مواهبك واسعَ إلى امتلاكها حقاً.

بالعودة إلى الطريقة التي ذكرناها، أعطِ لكل واحدة من الاهتمامات التي دوَّنتَها على ورقة علامة وفقاً لقدرتك على القيام بها؛ إذ تبدأ العلامات من 1 إلى 10 وستكون 10 أعلى علامة.

إقرأ أيضاً: هل تعيش حياة مُستعجلة، أم حياة ذات أهمية؟

التأثير:

هنالك فارق كبير بين العمل الجيد والعمل الممتاز، فبينما يعني العمل الجيد التأكُّد من أنَّك أديت العمل كما يجب، فإنَّ العمل الممتاز يعني القيام بشيء يغير حياتك وحياة الآخرين، شيء تصل من خلاله إلى هدف عظيم.

عندما ندرك أنَّ أفعالنا تخلق تأثيراً، فإنَّنا نبدأ برؤية أنفسنا كأشخاص فاعلين، ولتعرِفَ مدى التأثير الإيجابي لعملك أَعطِ كل بند من بنود القائمة التي وضعتَها علامة من 1 إلى 10 تبعاً للتغيير الإيجابي الذي سيُحدثه عملك سواءً في حياتك أم حياة الآخرين.

الحماسة:

لا يكفي أن تكون بارعاً في شيء حتى تقوم به، فالشعور بالحماسة لفعل شيء ما هام جداً، وفي القائمة التي دوَّنت فيها اهتماماتك فكِّر في كل بند من البنود، فإذا شعرتَ بحماسة حقيقية لواحد منها وبأنَّك تفعل هذا الشيء دون أن تشعر بالوقت، فأعطِ لهذا البند علامة 10، والشيء الذي تفعله بدافع الواجب لا أكثر أعطِه علامة 1.

الآن أصبحَت جميع العلامات مدوَّنة بجانب كل بند، وما عليك سوى أن تقوم بعملية الجمع للحصول على قائمة مرتبة بالتدريج من أكثر ما يثير شغفك إلى أقل ما تشعر تجاهه بالاهتمام، وهذا كفيل بأن يجعلك تختار المجال الذي ستختاره، وبقي أن تتذكر أنَّ تركيزك على شيء ما لا يعني تجاهُل اهتماماتك الأخرى، والأمر لا يعدو أن يكون تحديداً للأولويات في حياتك وعيشها بطريقة جيدة.

المصدر




مقالات مرتبطة