كيف تحمي نفسك من الخوف المعدي؟

إذا ذهبتَ إلى محل بقالة في فترة الجائحة، فربما رأيتَ متسوقين قلقين يدفعون عربات مليئة بالمعلبات أو ورق التواليت، وربما دفعك الذعر من سلوكهم إلى الإفراط في الشراء أيضاً، تقول عالمة النفس "سوزان ديفيد" (Susan David): "إنَّ السبب في ذلك هو أنَّ البشر مخلوقات اجتماعية وأنَّ عواطفنا وأفعالنا تتأثر بشدة في الآخرين".



خلال الأوقات المضطربة، يمكن أن ينتشر الخوف والذعر بمعدل كبير لينذر بالخطر، فكيف يمكن أن تتخطى هذه المشاعر الصعبة دون أن تطغى عليك؟ تشارك "سوزان" في مدوَّنتها الصوتية كيف تعزز "مناعتك" ضد العدوى الاجتماعية؟

إليك فيما يلي مقتطفاً موجزاً:

"لقد مررنا جميعاً بالعدوى الاجتماعية من قبل؛ حيث نذهب إلى مكان، فنرى شخصاً يجري مكالمة هاتفية، فترانا نخرج هواتفنا أيضاً، وعلى عكس الأمراض المعدية، التي تنتقل من شخص لآخر، يمكنك التقاط سلوكات من أشخاص لم تتعامل معهم من قبل؛ إذ تشير إحدى الدراسات إلى أنَّه إذا قام شخص ما في محيطك الاجتماعي باكتساب الوزن، فإنَّ احتمالية اكتساب الوزن لديك تزداد بشكل ملحوظ أيضاً.

ما عليك سوى تصفح حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، أو متابعة نشرات الأخبار على التلفاز وسترى كيف يمكن للعدوى الاجتماعية أن تعرِّض صحتنا للخطر، فعندما يرى الناس أصدقاءهم وجيرانهم يرتدون الكمامات في أثناء الذهاب إلى متجر البقالة، سيشعر الكثيرون بأنَّهم مجبرون على تخزين الكمامات بأنفسهم، وقد أدى هذا التخزين إلى نقص كمية الكمامات للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يكافحون الجائحة.

الخوف والذعر من المشاعر القوية حقاً، لكنَّهما ليسا من المشاعر التي نريد التخلص منها، فقد تطورَت لمساعدتنا على البقاء على قيد الحياة، وبينما لا يجب أن نتخلص منها، لا ينبغي لنا أيضاً أن نسمح لهذه المشاعر بالسيطرة على حياتنا؛ بل يجب أن نتذكر أنَّنا نحن من نتحكم بها.

هذه طريقة يمكننا من خلالها القيام بذلك، فعندما نحدد قيمنا بوضوح، يمكننا أن نتجاوز مشاعر الخوف أو الذعر التي نشعر بها، ونركز على أجزاء أخرى أكثر فاعلية من أنفسنا، كنوايانا، وحكمتنا، وعواطفنا.

لتُعيد إحساسك بنفسك وسط الفوضى، إليك تمرين بسيط يمكنك القيام به: اجلس لبضع دقائق وضع ورقة وقلماً أمامك، واسأل نفسك هذا السؤال: "حتى وسط هذه الفوضى، من أريد أن أكون؟".

إقرأ أيضاً: العدوى العاطفية: القوة الاجتماعية للعواطف

اكتب لمدة دقيقة أو دقيقتين، فهذا التمرين يحمينا بشكل كبير ضد العدوى الاجتماعية والعاطفية، وإنَّه ينقلنا من التفكير في قيمنا كأفكار مجردة إلى طرائق يمكن أن تصبح فيها قيمنا أساس حياتنا؛ ونتيجة لذلك، أصبحنا أكثر مرونة وتركيزاً وتواصلاً، ونحن جميعاً بحاجة إلى المزيد من كل هذه الأشياء في حياتنا الآن.

المصدر




مقالات مرتبطة