كيف تحسِّن مزاجك عندما تمر بيوم سيء؟

بعد أسابيع من العمل الجاد فقدت شركتها أحد العروض الكبيرة لصالح أحد المنافسين فكان ذلك سبباً في شعور "تيانا مكدونالد" (Teanna McDonald) وهي صاحبة شركة التسويق الإعلامي بالإحباط وتعكير صفوها.



وكان ذلك أيضاً في يومٍ من الأيام حال "كريس بوست" (Chris Post)، و"جيف هوفمان" (Jeff Hoffman)، و"أدريين سميث" (Adrienne Smith) فقد مر أصحاب الشركات هؤلاء جميعاً بأيامٍ سيئة. إذ وجد "بوست" نفسه يؤدي دوراً لا يعجبه بعد إحدى عمليات الاستحواذ، وخسرَتْ شركة "هوفمان" التكنولوجية الكثير من العمل لصالح المتاجر المنافسة التي كانت تقدم أسعاراً أقل، ووجدَت "سميث" نفسها في وضعٍ صعب حينما غادر أحد الموظفين الأساسيين مخبزها على نحوٍ غير متوقع.

لقد مررنا جميعاً، كما هؤلاء الناس، بأيامٍ سيئةٍ فعلاً كنا فيها غارقين بالحزن والكآبة، ولكنَّك إذا كنت تدير شركةً أو إذا كنت مديراً تنفيذياً أو قائداً فإنَّ أيامك السيئة قد تبدو أسوأ من أيام الآخرين لأنَّ من يتبوؤون هذه المناصب تبوأً أساسياً يؤثرون في العديد من الأشخاص الآخرين، وحينما يشعرون بالحزن سيعلم الناس ذلك، ولأنَّ السلبية تتغذّى على السلبية سيعاني فريقك من الشعور بالشك، والتردّد، والتوتر، فحينما أكون صاحب شركة من غير المسموح لي أن أمُرَّ بيومٍ سيء، ولكنَّي أمر بمثل تلك الأيام بالتأكيد، إلَّا أنَّي لا أستطيع أن أسمح لأي شخصٍ بأن يشعر بذلك، وعملائي لا يرغبون في معرفة ذلك لأنَّ الجميع لديه مشاكله الخاصة التي يتعامل معها وهم يريدون منك أن ترفعهم إلى الأعلى لا أن تسحبهم نحو الأسفل.


اقرأ أيضاً:
4 أشياء تُعكِّر مزاجك وتجعل يومك سيء للغاية


إذن ماذا تفعل حينما تمر بيومٍ سيء؟ لقد تعلَّمت من مئات العملاء بأنَّنا جميعاً لدينا طرائقنا الخاصة للتعامل مع مثل تلك الأيام، وليس ثمَّة طريقة أفضل من الأخرى طالما أنَّها تؤتي أُكُلها مع الشخص. فـ "مكدونالد"، المسوِّقة، تلجأ إلى عائلتها، و"بوست" يأخذ إجازاتٍ طويلة، و"سميث" يلجأ إلى الصلاة، أما أنا فحينما أمر بيومٍ سيء فألجأ إلى هذه الخدعة البسيطة: أضع قائمة وأكسر الروتين.


اقرأ أيضاً:
كيف تحسّن حالتك المزاجية خلال التواجد في العمل


حينما أشعر أَني غارقٌ في الهموم أجلس وأضع قائمة بجميع الأسباب التي يمكن أن تقف خلف ذلك إذ يكون ثمَّة عادةً بضع أسباب فقط، وحمداً لله أنَّه من النادر أن يكون أيٌّ منها مرتبطاً بالصحّة، إذ إنَّها تكون غالباً إمَّا ذات صلة بالعملاء، أو بالتأخر في دفع إحدى الفواتير، أو بعائق حدث مع أحد أطفالي، أو باستحقاق إحدى الفواتير الضخمة للسداد، أو بموقفٍ صعب مع أحد الموظفين. فأقوم بكتابة جميع الأمور التي تسبب لي الحزن مهما كان السبب إذ كنت سابقاً معتاداً على كتابة تلك الأمور على دفترٍ والاحتفاظ به، أما الآن فأنا أقوم بهذا من خلال هاتفي الذكي.

حينما أدوِّن هذه المشاكل ثمَّة أمران يحدثان، الأوَّل أنَّني أشعر شعوراً أفضلَ قليلاً بعد توثيقها إذ إنَّي أعلم أنَّ الأمر مرتبطٌ بالحالة النفسية ولكنَّ قراءة هذه المشاكل على الورق أو على الشاشة يجعلها مشاكل غير شخصية وذات أهميةٍ أقل نوعاً ما. وثانيهما أمرٌ مرتبطٌ بالنظرة، فلأنَّني عكفْتُ على القيام بذلك فترةً طويلةً من الزمن، فإنَّني أستغل دائماً فرصة الرجوع إلى المشاكل التي كتبتها قبل أسابيع، وشهور، وحتى سنوات لأرى كيف أنَّها حُلَّت حلاً تدريجياً ثمَّ حَلَّت محلها مشاكل جديدة ستُحَلُّ كذلك بطريقةٍ أو بأخرى في نهاية المطاف وأكسب من خلال نظرتي إلى الأمور بهذه الطريقة شعوراً بالراحة.

ثمَّ أكسر الروتين الذي يطغى على حياتي إما من خلال ممارسة الرياضة، وإما الذهاب في نزهةٍ سيراً على الأقدام، أو الاتصال بصديقٍ مضت فترةٌ طويلة على آخر مرةٍ تحدثنا فيها مع بعضنا، أو مشاهدة فلم. إنَّ جميع هذه الأمور ليست من ابتكاري، فقد تعلمت منذ عدة سنوات مضت من أحدى الكتب الرائعة لـ "توني روبنز" مدى أهمية "تغيير الحالة" حينما تشعر شعوراً سيئاً وأنَّك من أجل القيام بذلك وجب عليك كسر روتين حياتك وهذا يعني فقط التوقف عمَّا تقوم به والقيام بأمرٍ لا يكون ثمَّة له أيَّة علاقة به.


اقرأ أيضاً:
 6 طرق للتغلب على التوتر في العمل


فانطلق في المرة القادمة التي تمر فيها بيومٍ مرعب – وأنت تعلم أنَّ هذا اليوم سيأتي لا محالة – وجرب هذا: دوِّن مشاكلك ثمَّ اكسر روتين حياتك، إنَّها خدعة سهلة وناجحة. وحينما تعود تدريجياً إلى مشاكلك ستجد أنَّ التعامل معها أصبح أسهل بكثير، وتذكَّر أنَّه مهما كانت مشاكلك الآن فإنَّك ستموت وتُدفَن بعد مئات السنين حالك حال جميع أصحاب الشركات الذين سبقوك وحال الأشخاص القريبين منك والذين تحيط بهم المشاكل أيضاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة