كيف تحسن أيَّة لحظة في حياتك؟

يبدو عنوان هذا المقال مضللاً بعض الشيء؛ لأنَّ كل لحظة هي مثالية بالفعل (بقدر ما هي جيدة)، ولا تحتاج إلى تحسين؛ لكنَّ تجربتنا لهذه اللحظة يمكن أن تكون محفوفة بالصعوبات، ولدينا القدرة على خلق تجربة جديدة في كل لحظة.



غالباً ما تنبع المشكلات التي نواجهها من روايتنا عن اللحظة؛ إذ إنَّنا نستمر في تفسير الأشياء بطريقة معيَّنة، حتى إنَّنا قد لا نلاحظ هذا التفسير أو السرد لدينا.

على سبيل المثال: إذا لم يرد شخص ما على رسالتي النصية، فقد أفسر هذا التصرف على أنَّه يدل على استيائه منِّي بطريقة ما، ويشعر بالأذى، وعندما يسألني أحدهم سؤالاً، يمكنني تفسير ذلك على أنَّه نقد وربما أشعر بالانزعاج منه، أو عندما أفشل في إنجاز الأشياء في قائمة المهام الخاصة بي، يمكنني تفسير ذلك على أنَّه علامة أخرى على أنَّني أفعل الأشياء بشكل خاطئ، وأشعر بالإحباط والذنب حيال ذلك.

في أيَّة لحظة، لدينا قصة عن تلك اللحظة؛ يمكن أن نقول إنَّه لدينا قصة أو تفسير أو تقييم لتلك اللحظة، وهذه القصة ستحدد تجربتنا.

إليك الشيء القوي الذي يمكننا ممارسته:

  • يمكننا أن نتخلى عن القصة ونختبر اللحظة كما هي تماماً.
  • يمكننا إنشاء قصة أكثر قوة.

دعونا نتحدث عن كلٍّ من هذه النقاط بمفردها.

شاهد: 12 نصيحة كي تحسن حياتك للأفضل

تجربة اللحظة كما هي

الآن، ألقِ نظرة حولك، فأنت محاط بالهواء والضوء والصوت والأشياء والحياة؛ هذه هي اللحظة كما هي. والآن، ستبدأ مباشرةً بتفسير كل ذلك وإنشاء سرد حوله: إنَّه أمر فوضوي. هذا الشخص مزعج. لم تقم بأشياء معيَّنة. وما إلى ذلك.

ولكن كيف سيكون الأمر لو تركتَ تلك القصة ورأيت اللحظة كما هي، من دون تفسير؟ فكر في الأمر بعقل شخص مبتدئ، بعيون طفل يرى سحابة أو يذوق برتقالة أول مرة، كما لو كانت تجربة جديدة تماماً.

يمكنك ممارسة ذلك في أثناء الذهاب في نزهة على الأقدام، في أثناء المشي، جرب ذلك من جديد، من دون سرد أو تقييم، وانظر إلى اللحظة فحسب، واختبر العالم مباشرة من دون أيِّ تفسير، وأضف الفضول إلى كل ذلك، فإنَّ تأثير هذا هو التخلي عن القصة التي تخلق الألم والمعاناة؛ إنَّه يعطي توجيهاً مباشراً لتجربتك.

قم بإنشاء قصة جديدة قوية

من الصعب أن نعيش الحياة من دون قصة، ولكن هناك قصص يمكننا إدخالها في تجربتنا لتكون مفيدة؛ بل وقوية أيضاً، بمجرد أن نتخلى عن قصتنا القديمة ونختبر الحياة مباشرة. إليك بعض التفسيرات التي تبيَّن أنَّها قوية:

التعجب والروعة:

يمكننا أن نرى كل شيء من حولنا على أنَّه معجزة، عجيب ومذهل. هذا تقدير لطبيعة الحياة المذهلة، كما أنَّها ممارسة لحب ما هو موجود.

الامتنان:

على غرار العثور على الرهبة في كل شيء، هل يمكننا أن نكون ممتنين لما يوجد هنا في هذه اللحظة؟ لأنفسنا وللآخرين؟ هذا ليس مجرد تقدير لما هو موجود؛ ولكنَّه شعور بالامتنان لوجودك.

التعاطف:

عندما تلاحظ المعاناة في حياة الآخرين أو في نفسك، يمكنك أن تتمنى أن تنتهي هذه المعاناة، وأن يجد الشخص السلام وحتى السعادة. شارك هذا التعاطف مع الآخرين، فإنَّ هذا يولد شعوراً بالحب في القلب يضيف شيئاً رائعاً إلى تجربة هذه اللحظة.

نحن جميعاً مترابطون:

هذا تقدير لأنَّنا لسنا منعزلين؛ بل إنَّنا جميعاً ندعم بعضنا بعضاً؛ إذ إنَّ كل ما نملكه يدعمه العديد من الأشخاص الآخرين، وكل ما نقوم به يؤثر في الآخرين ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي في الآخرين؛ إذ إنَّ تقدير هذا الترابط يمنعنا من عدِّه أمراً مفروغاً منه ويلهمنا للتأثير بشكل إيجابي في الآخرين.

قد تكون لديك قصص أخرى تساعدك؛ قصص عن منح القوة والحب والكرم؛ وذلك بعد التخلي عن القصص القديمة وتجربة اللحظة مباشرةً؛ لذا جرب هذه القصص وانظر كيف تؤثر في تجربتك، ومع هذا النوع من التدريب، يمكنك إنشاء تجربة جميلة في أيَّة لحظة.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة