كيف تحسن أداءك وتتخلص من التسويف؟

عندما تتوقف عن التسويف ستبدأ بتحقيق النجاح؛ إذ يؤدي التسويف إلى دفع ثمن باهظ على صعيد العمل والحياة عموماً، ويؤدي إلى التوتر وسوء الفهم ويضيع عليك الكثير من الفرص، فالكثير من الأشخاص يؤجِّلون القيام بمهامهم حتى اللحظة الأخيرة، ووفقاً لدراسة نشرها موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): فإنَّ 20% من الناس يعانون من التسويف بشكل مزمن.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكوتش "كيلي آدامز" (Kelly Adams)، والذي يُحدِّثنا فيه عن مشكلات التسويف وطرائق حلها.

اليوم يبدو فقدان التركيز هو القاعدة؛ حيث ينجذب الناس نحو اتجاهات مختلفة ويتزايد الطلب على الالتزام بالوقت وتحديد جداول زمنية؛ وكحلٍّ للتعامل مع ضغوط الحياة والعمل، يقضي الكثيرون وقتا طويلاً على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز وغيرها من النشاطات التي تصرف الانتباه عن العمل، وكل هذه النشاطات تجعلنا نشعر بتحسُّن آني، ولكنَّها في الوقت نفسه تعوقنا عن القيام بمهام عملنا وتحقيق أحلامنا؛ إذ من المستحيل أن نصل بأدائنا إلى مستويات عالية بينما نقوم بإعاقة أنفسنا.

ما هو سبب التسويف؟

وفقاً لمقال كتبه كل من أخصائي علم النفس مورات بالكيس (Murat Balkis) وأخصائي علم التربية دورو إيردينك (Duru Erdinç)، يحدث التسويف بسبب عدم القدرة على إدارة الوقت، وعدم امتلاك مهارة التنظيم وفقدان الحافز، وعدم القدرة على التركيز في العمل والتوقعات غير المبنية على الواقع إضافةً إلى المشكلات الشخصية والتفكير السلبي وقلة الثقة بالنفس والقلق المتعلق بالنجاح والفشل.

في حياتي الخاصة كنت أتأرجح بين النية للقيام بشيء ما والقيام به حقاً، وماطلتُ في إنجاز المهام الشخصية والعملية، فكانت النتيجة ضياع الفرص وسوء الفهم والشعور بالتوتر، وكان بمقدوري تلافي كل هذا لو أنَّني لم أؤجل، وإليك بعض النصائح للتغلب على التسويف ورفع مستوى الأداء:

1. راجِع نفسك وكن واقعياً:

قد يكون من المفيد أن تنظر إلى وضعك من زاوية مختلفة، فإن كنت لا تعرف مكانك، فلن تعرف وجهتك؛ لذلك اطرح على نفسك بعض الأسئلة التي تساعدك على أن تكون واقعياً مع نفسك ومع وضعك الحالي، فما هو الجانب من حياتك الذي تبني عليه توقعات غير منطقية؟ وكيف تتعامل مع ضغوط الحياة؟ وكيف ترى نفسك؟ وما هو السبب وراء ما تريد أو تحتاج إلى تحقيقه؟ وما هي العواقب أو المكافآت التي ستجنيها من تحقيقه؟ وما الذي يعوق تحقيق رغباتك؟ أجب عن هذه الأسئلة بشفافية.

2. سامِح نفسك:

أسرع طريقة لتحقيق تقدُّم والوصول إلى ذروة الأداء هي أن تتقبَّل ما حدث، ولقد ماطل معظمنا في مرحلة ما من حياته؛ لذلك تقبَّل ما حدث وسامح نفسك بدلاً من توبيخها، ثم أكمِل طريقك، وتجنَّب المبالغة في التفكير واتَّخِذ الخطوات التي ستجعلك تتقدم.

3. حدِّد أولوياتك:

توجد طريقة فعَّالة لتحديد أولوياتك بناءً على عاملَين هما الأهمية والاستعجال، وتسمى هذه الطريقة بمصفوفة "آيزنهاور"؛ حيث تُقسَّم المهام إلى أربعة أجزاء:

  • عاجل/ هام.
  • عاجل/ قليل الأهمية.
  • غير عاجل/ هام.
  • غير عاجل/ غير هام.

من خلال هذه الطريقة يمكنك تحديد المهام التي تحتاج إلى تركيزك ووقتك وطاقتك.

شاهد بالفديو: كيف تتخلص من المماطلة والتأجيل؟

4. ابدأ مباشرةً:

كثير من الناس يفكرون كثيراً ويفعلون القليل، ولكن في الواقع، ما يتطلَّبه الأمر هو أن تبدأ حتى لو لم تكن مستعداً؛ لذلك انطلِق بغض النظر عن شعورك، فكل ما يتطلبه الأمر هو أن تبدأ فقط.

5. قسِّم الهدف إلى مهام صغيرة:

عندما يتطلب منا العمل القيام بالكثير من المهام، فعادةً ما نرغب في فعل كل شيء دفعة واحدة، الأمر الذي يسبب إرباكاً وعدم القدرة على التحليل الذي نحتاج إليه قبل أن نبدأ، والنتيجة أنَّنا لا نقوم بأي إجراء؛ لذلك قسِّم الهدف الكبير إلى مهام صغيرة عدَّة، فهذا يساعدك على القيام بها بسلاسة وستشعر بثقة بالنفس وزخم في الطاقة.

6. تجنَّب مصادر التشتيت:

نلجأ إلى التسويف أكثر عندما نسمح للبيئة المحيطة أو أي شيء آخر أن يشتت تركيزنا، وإذا تشتتَ تركيزك، فسوف تحتاج حوالي 23 دقيقة للعودة بالتركيز نفسه إلى ما كنت تفعله، وإذا فكرنا في وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف وغيرها، فسوف نجد أنَّ العالم الذي نعيش فيه مُشتِّت للانتباه أكثر من أي وقت مضى، وكي تحافظ على تركيزك من التشتت أوقِف إشعارات تطبيقات التواصل على هاتفك، وابحث عن مكان هادئ لا تُزعَجُ فيه.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من مصادر التشتيت؟

7. عاقِب نفسك عقاباً خفيفاً:

تعلمتُ هذه الطريقة في ندوة كان يلقيها الأستاذ "هارف إيكر" (Harv Eker)، وتتمثَّل في وضع سوار مطاطي في معصم اليد وسحبه وإفلاته؛ حيث يسبب لك ألماً في كل مرة تجد نفسك تماطل أو تفكر بطريقة سلبية؛ إذ تقوم الطريقة على ربط الألم الجسدي بالتسويف والأفكار السلبية ويمكن أن تكون فعالة للتغلُّب على هذه السلبيات.

8. حدِّد وقتاً لإنجاز المهام:

وفقاً لدراسة نشرها موقع سايكولوجيكال ساينس (Psychological Science) فقد تبيَّن أنَّ تحديد موعد نهائي يُحسِّن من القدرة على إتمام المهمة، فأجرِ هذا الاختبار: حدِّد لنفسك موعداً لإنجاز مَهمة معينة، واختبِر ما إذا كنت قادراً على إتمامها في الوقت المحدد، فقد يكون هذا ممتعاً وأقرب إلى لعبة تحدي بين ما تنوي القيام به وما تفعله حقاً.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح فعالة لإدارة الوقت وتحقيق الإنجازات

9. كافِئ نفسك:

عندما تنتهي من إنجاز مهمة كافئ نفسك بشيء ممتع، فهذه الآلية تعزز من كفاءتك للقيام بالمهام التي تتطلب وقتاً قصيراً؛ إذ إنَّ أداء المهام ومكافأة نفسك عليها يبني ثقتك بنفسك؛ لذلك خطط للمكافآت قبل أن تبدأ، وكلَّما ازدادت المكافآت ازدادت حماستك لإنجاز المزيد، واعلم أنَّ الثقة بالنفس تؤدي إلى النجاح وأنَّ النجاح يزيد من ثقتك بنفسك.

10. حدَّد الوقت والبيئة الملائمَين:

العلاقة بين بيئة العمل والطاقة أمر بالغ الأهمية لبدء العمل والتغلب على التسويف؛ لذلك حدد في أي وقت من اليوم وفي أيَّة بيئة تكون أكثر إنتاجية، فإنَّ اختيارك للوقت الذي يناسبك والبيئة التي تشعر فيها بالحماسة والأمان والإلهام يؤديان إلى تنمية الشعور بالنجاح والتوظيف الأمثل للطاقة؛ لذا عندما تفهم المشاعر الرئيسة والأسباب الداخلية والخارجية التي تُسبِّب التأجيل، يمكنك اتخاذ الإجراءات واتِّباع التقنيات الكفيلة بالتخلص منه.

المصدر




مقالات مرتبطة