كيف تحافظ على شبابك مع التقدم في العمر؟

تُعَدُّ أسرار الحفاظ على الشباب مع التقدم في السن هامة في أي عمر إذا كنت تريد إعادة ساعتك البيولوجية إلى الوراء؛ إذ يبدأ معظم الأشخاص في الخمسينيات والستينيات من العمر الشعور بالخوف من التقدُّم في السن؛ إذ يخافون من المرض أو الضعف أو حتى من فقدان عقولهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة والمعالجة النفسية ماري جاكش (Mary Jaksch)، وتُخبرنا فيه عن تجربتها في الحفاظ على الشباب.

ماذا لو استطعت إيقاف الزمن أو حتى عكس عملية التقدم في السن؟

تخيَّل كيف سيكون الحال لو استطعت استعادة جسدك كما كان في مرحلة الشباب، وشحذ عقلك، وجعل هذا المخزون الإبداعي يتدفق من جديد؟

تُظهر الأبحاث العلمية الحديثة في التكنولوجيا الحيوية للتجديد أنَّه يمكننا إعادة ضبط الساعة وإبطاء أو حتى عكس الشيخوخة، ويطوِّر العلماء استراتيجيات للتغلُّب على الأضرار التي تسببها الشيخوخة لاستعادة الشباب لجسم الإنسان وعقله.

ماذا لو استطعت إيقاف الزمن أو حتى عكس عملية التقدم في السن؟

كل ما تدور حوله أسرار الحفاظ على الشباب:

ليست فقط التدخلات الطبية هي التي في إمكانها أن تُبطئ أو توقِف عملية الشيخوخة؛ إذ يمكن أن تؤدي تغييرات نمط الحياة المحددة إلى عكس جوانب الشيخوخة، حتى على المستوى الخلوي.

لقد أصدرتُ مؤخراً أول كتاب من سلسلة "أسرار الحفاظ على الشباب"، قدمتُ فيه نموذجاً جديداً للشيخوخة يرى الجزء الأخير من الحياة كفصل من الحيوية والإبداع والسعادة والإنجاز، وأُسمي هذا النموذج الجديد بالحفاظ على الشباب، ويستند هذا المخطط الجديد للحفاظ على الشباب إلى المرونة الإيجابية لدينا، والقدرة الفطرية للبشر على التكيُّف والتغيير والنمو في أي عمر.

إليك ما حدث:

خطرت لي فكرة كتابة هذا الكتاب في عيد ميلادي؛ إذ كنتُ أتدرَّب في فصل كاراتيه لحيازة الحزام الأسود، وفي نهاية الفصل التفتُّ إلى جاري قائلة:

"آل، سيكون فصل الحزام الأسود التالي صعباً".

فأجابني: لماذا؟

"يصادف عيد ميلادي الأسبوع المقبل، وكما تعلم، التقليد يقول إنَّه عليك أن تُعبِّر عن عمرك بعدد المرات التي تقوم بها بتمرين الضغط".

فقال آل: "كم سيصبح عمركِ الأسبوع القادم؟"

فأجبته: "70".

ففتح آل فمه مندهشاً وقال: "ماذا؟ لا بدَّ أنَّك تمزحين؛ لا يمكن أن يكون عمرك سبعين عاماً".

فأجبته: "بلى أنا كذلك، عيد ميلادي الأسبوع المقبل وعليَّ أن أطبق تمرين الضغط سبعين مرة".

فكر للحظة واحدة ثم قال: "حسناً، أعتقد أنَّه يمكنك القيام بها على ركبتيك".

"على ركبتيَّ؟" أجبته صارخة "بالتأكيد لا؛ لا أرغب في أن أبدو كالميتة وأنا أطبق تمرين الضغط على ركبتيَّ".

ثم خلال الأيام التالية كنتُ أمارس تمارين الضغط كل صباح، وكنت مصممة على القيام بتمارين رياضية مثالية على الطراز العسكري طوال ذلك الوقت.

أتت اللحظة الحاسمة:

بعد ساعتين مُرهقتين من فصل الحزام الأسود دعاني أستاذي إلى المقدمة، وأشار إلى الأرض قائلاً: "دعينا نرى كم أصبح عمرك من خلال عدد المرات التي ستؤدي فيها تمرين الضغط".

بدأ الجميع في الفصل العدَّ بصوت عالٍ، وعندما تجاوزت الخمسين ثم الستين أصبح العد أعلى وأعلى، وأخيراً أكملت تمرينات الضغط القليلة المتبقية بسرعة حتى وصلت إلى العدد سبعين؛ وانفجرت القاعة بأكملها بالهتافات والتصفيق.

في وقتٍ لاحق جاء زملائي الطلاب لتهنئتي، وقال بعض اللاعبين المتميزين في العشرينيات من العمر: "لم أستطع إكمال 70 مرة تمرينَ ضغط، وأنا بالتأكيد لا أستطيع أن أتخيَّل القيام بتمارين الضغط من هذا القبيل عندما أكون في عمرك".

فأجبتهم: "لماذا لا؟ كل ما عليك فعله هو المثابرة ومن ثم زيادة السرعة".

إقرأ أيضاً: 9 طرق لتحسين مهارات المثابرة لديك

مشكلة التوقعات السلبية:

لقد كانت صدمة عندما اكتشفتُ أنَّ هؤلاء الشباب قد ضيَّقوا بالفعل توقعاتهم للمراحل اللاحقة من حياتهم، فقد أظهرت الدراسات أنَّ أجسامنا تحقق توقعاتنا السلبية - وكذلك الإيجابية - فإذا كان شخص ما يتوقع أن يكون ضعيفاً وخائر القوى في السبعين؛ فهذا ما سيحدث، لكن بنفس القدر إذا كان شخص ما يتوقع أن يؤدي تمارين الكاراتيه - و70 دفعة - في سن السبعين، فمن المرجح أن يحقق ذلك.

تخيَّل أن تكون قادراً على قول ما قاله طبيب الأسنان البريطاني السويسري تشارلز إيجستر (Charles Eugster): "هذه المرحلة العمرية الناضجة من الحياة رائعة للغاية، مذهلة، عظيمة، مدهشة، ومثيرة".

بالمناسبة كان تشارلز في الـ 93 من عمره عندما قال ذلك، وكان هذا قبل وقت قصير من قراره بالبدء بسباقات الجري، ثم تابع ليصبح حامل الرقم القياسي العالمي في السنوات التالية.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟

في الختام:

أن تكون شاباً يعني أن تتوقع وتستمتع بحياتك؛ إذ يمكنك التعلُّم والتساؤل والاستكشاف والتجربة واللعب والإبداع من أجل التطور بكل طريقة ممكنة، وعملية الحفاظ على الشباب هي ثورة شخصية توقظ الإمكانات في داخلك وتحررك؛ وهذه الثورة لا تحدث بين عشية وضحاها، لكن يتطلب الأمر سلسلة من الخطوات لتجديد شباب الجسم والعقل والروح.

المصدر




مقالات مرتبطة