كيف تجعلين نومك مريحاً أثناء الحمل؟

تُعدُّ فترة الحمل فترةً رائعة من عدة نواحٍ، لكنَّ النوم ليس واحداً منها، فقد تعاني العديد من النساء من الأرق لليالٍ طويلة قبل ولادة الطفل، نتيجة تضخم البطن والأوجاع والآلام والحرقة المعدية.



إنَّ صعوبة النوم أمر شائع جداً في أثناء الحمل؛ وذلك لأنَّ البطن ينمو، ويضغط على الحجاب الحاجز، ويزداد عدد مرات التبول، وقد تُصاب الحامل بداء الجزر المعدي المريئي ومتلازمة تململ الساقين، إضافةً إلى العديد من المشكلات الصحية التي تجعل النوم المريح أمراً شبه مستحيل.

تبدأ التغيرات عادةً في وقت مبكر من الثلث الأول من الحمل، عندما تشعر النساء بالنعاس أكثر من المعتاد بسبب ارتفاع هرمون البروجسترون، وهو هرمون يُنتجه المبيض والمشيمة في أثناء الحمل، وغالباً ما يجلب الثلث الثاني من الحمل بعض الراحة، لكن بحلول الثلث الثالث من الحمل، قد يصعب على الحامل العثور على وضعية نوم مريحة.

في هذه المرحلة، قد تؤدي المستويات المرتفعة من الإستروجين أيضاً إلى إصابة بعض النساء بالتهاب الأنف وتورم أنسجته، والذي قد يُسبب بدوره الشخير وانقطاع التنفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea).

تأثير قلة النوم في الحمل:

ليست قلة النوم مجرد إزعاج بسيط؛ إذ تقترح الأبحاث الجديدة أنَّ النساء اللواتي لا ينمن بالقدر الكافي في أثناء الحمل قد يكنَّ أمام خطر مرتفع للإصابة باختلاطات الحمل، ومن ذلك:

  1. مقدمات الارتعاج (Preeclampsia) أو ارتفاع ضغط الدم.
  2. الداء السكري الحملي.
  3. ولادات أطول مدةً من الطبيعي، ومعدلات أعلى للخضوع للعملية القيصرية، خاصةً بين النساء اللواتي ينمن أقل من ست ساعات في اليوم.

شاهد بالفديو: 8 أطعمة ممنوعة خلال فترة الحمل

متلازمة تململ الساقين وتأثيرها في الحمل:

تتصف متلازمة تململ الساقين (Restless legs syndrome) برغبةٍ ملحة لا يمكن السيطرة عليها لتحريك الساقين في أثناء الراحة، وعادةً ما تُصيب كبار السن، لكنَّها أيضاً من أكثر أسباب الأرق شيوعاً في أثناء الحمل.

تحدث هذه المتلازمة عادةً في المساء وغالباً بعد الخلود إلى النوم، وعلى الرغم من أنَّها مزعجةٌ جداً، إلا أنَّ لها جانباً إيجابياً، فهي لا تدوم إلى الأبد؛ فهي تتحسن بعد الولادة وبسرعةٍ كبيرة في الواقع، خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك.

غالباً ما ترتبط المتلازمة بفقر الدم، الذي يشيع جداً عند النساء الحوامل؛ لذا من الأفضل أن تتحدثي إلى طبيبك بشأن تناول الفيتامينات والمكملات قبل الولادة، مثل حمض الفوليك والحديد، للسيطرة على فقر الدم.

إقرأ أيضاً: فقر الدم عند المرأة الحامل: الأسباب والأعراض وسبل العلاج

كيف تحصلين على قسط كافٍ من الراحة في أثناء الحمل؟

لأنَّكِ ستسهرين الكثير من الليالي بعد ولادة الطفل، من الهام أن تحصلي على أكبر قدر من الراحة خلال الحمل، وعند الحاجة، يمكنك استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تحتوي على ديفينهيدرامين (Diphenhydramine)، فهي آمنةٌ إلى حدٍّ ما.

عندما تعانين من مشكلات النوم المزمنة، قد تستفيدين من تغيير نمط حياتك، مثل الامتناع عن مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، ويجب على النساء الحوامل ألَّا يقللن من تأثير التوتر النفسي في نومهن؛ لذلك فإنَّ تقنيات تخفيف التوتر ضرورية للغاية.

في الختام:

إنَّ الحمل هو فترةٌ تحمل الكثير من التغيرات البيولوجية، لكن بالإضافة إلى ذلك، قد ترغب العائلة في الانتقال إلى منزل جديد، أو تخطط لما يجب فعله بعد ولادة الطفل، وقد يكون لديها الكثير من الضغوطات الأخرى، وأحياناً تكون الفرصة الوحيدة للتفكير والتخطيط لهذه الأمور هي قبل النوم مباشرةً.

من المقترحات البسيطة إعداد قائمة مهام لليوم التالي قبل موعد النوم، لكي تتجنبي التوتر قبل النوم، وبعد أن يولد الطفل، تأكدي من إعطاء نومك أولويةً كبرى، حتى لو تغير نمط حياتك تغيراً جذرياً.

سيرغب الأقرباء غالباً في زيارتك، لكن لا تقلقي كثيراً بشأن التأكد من نظافة المنزل وما إلى ذلك، تأكدي أولاً من حصولك على قسط كافٍ من النوم، واعلمي أنَّ الأمر قد يستغرق بضعة أشهر ليعود نومك إلى حالته الطبيعية.

المصدر




مقالات مرتبطة