كيف تتفادى التحول إلى شخصية سامة؟

إنَّ فهم السلوكات السامة هو سرّ عيش حياةٍ تتّسم بعلاقاتٍ صحيّة؛ إذ نكون في وضعٍ أفضل حينما نتمكّن من معرفة حقيقة سهام "الحقد والأذى" التي تُرمى علينا، مما يساعدنا على حماية أنفسنا بصورةٍ أفضل، أو على تجنب الوقوع في شِركِهَا تماماً. لكن هل سبق وأن سألت نفسك إن كنت شخصاً ساماً؟ أو أن تعاملت مع الآخرين بطرق تضرهم بدلاً من أن تنفعهم؟ حسناً، لا وجود لما يسمى بالشخص المثالي؛ إذ قد نقع جميعاً في هذا الشرك بطريقةٍ أو بأخرى. فإذا أردت تجنب هذا، فإليك بعض الأمور التي يتعين عليك وضعها في عين الاعتبار.



1. كُن واعياً لنفسك:

توقف للحظة وأصغِ إلى نفسك؛ هل أنت غاضبٌ أو خائفٌ أو مكلوم؟ فنحن غالباً ما نؤذي الآخرين لأنَّنا نشعر بالأذى، أو لأنَّنا نفتقر إلى شيءٍ ما. ولعلك قد سمعت عبارة: "الناس المكلومون يجرحون مشاعر غيرهم".

فإذا كنا نرزح تحت ضغطٍ لا نُدرك ماهيته، سنؤذي الناس سواءً أدركنا ذلك أم لا.

تتحدث المؤلفة "سوزان سكوت" في كتابها "Fierce Conversations" عن التأثيرات التي نتركها على الآخرين قائلة: "في كلّ مرّةٍ نتحدّث أو نرسل رسالة بريدٍ إلكترونيّةً كانت أم نصية، فنحن نترك آثاراً عاطفية؛ فنُخفّف من وطأة نوبات الهلع أو نزيدها حدّة، ونُصيب الناس بالإحباط أو نشعرهم بالحماسة؛ لذا فإنَّ تأثيرنا الفردي أكبر مما نتوقّع".

وسواءٌ أحببنا ذلك أم لا، فنحن نؤثر على الآخرين، ويساعدنا إدراك تأثيرنا هذا على البدء في تقديرهم بدلاً من أذيتهم.

2. اعتنِ بنفسك:

إنَّه من الصعب التعامل مع الآخرين بشكلٍ جيّدٍ إذا كُنَّا مجروحين أو مُرهقين، لكنَّ الحلَّ يكمن في القيام بقليل من الرعاية الذاتية، حتى وإن جرى ذلك في خضمِّ ظروفٍ مُجهِدة.

يقترح معهد جوتمان تخصيصَ 20 دقيقة من الوقت لتهدئة الجسم والعقل؛ مثل قراءة الكتب أو القيام بنزهة، أو أيّ شيءٍ يساعد في هذا الصدد.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على قراءة الكتب بفعالية

3. فكّر في أهدافك واحتياجاتك الخاصة:

هل تشعر بالإحباط نتيجة عدم حصولك على وظيفةٍ أو عدم إنهاء دراستك أو عدم تحقيق هدفٍ من أهدافك؟ وهل تشعر بأنَّ الآخرين لا يفكرون في احتياجاتك؟ عندما نهمل أنفسنا والأشياء التي نهتمُّ لأجلها، يزداد استياؤنا نمواً؛ فنؤذي الآخرين في نوبةٍ من نوبات غضبنا.

كما تُقلِّل المشاعر السلبية التي تتراكم مع مرور الزمن إحساسنا بقيمة الذات، وتسمِّم طريقة تعاملنا مع الآخرين ونظرتنا إلى أنفسنا، لذا يكون من شأن تخصيص بعض الوقت للرعاية الذاتية والعمل على تحقيق أهداف ذات مغزى، أن يُساعد على بناء ثقتك في نفسك؛ فحينما تنظر إلى نفسك بأنَّك شخصٌ ذو قيمة، تزداد الثقة في النفس وتتقلص الميول السامة لديك.

4. احصل على المساعدة:

ساعد نفسك بأيّ طريقةٍ كانت؛ مثل الاستعانة بخدمات شخصٍ محترفٍ أو قراءة كتابٍ مفيد، أو أيّ شيءٍ يساعد في منحك المساعدة التي تحتاجها لتشعر بتحسّنٍ ينعكس إيجاباً على موقفك تجاه الآخرين.

5. سيطِر على أعصابك:

قد تكون العادات السامّة متجذّرةً فينا أحياناً، لدرجة أنَّنا نقوم بها لاشعورياً. لكن كُلّما كُنَّا أكثر وعياً بذاتنا، أصبحنا أكثر قدرةً على الانتباه إلى أنفسنا حينما نسلك سلوكاتٍ سامة تجاه الآخرين. لذا تحكّم بنفسك، وحاول مدح الآخرين بدلاً من انتقادهم؛ فبعض التجارب البسيطة تؤدي إلى تحولاتٍ داخليةٍ كبيرةٍ ينتج عنها الكثير من العلاقات الصحية.

6. تذكّر "القاعدة الذهبية":

الأمر غايةٌ في البساطة: عامل الآخرين كما تريد أن يعاملوك، وكفى بذلك قولاً.

إقرأ أيضاً: كيف تدير علاقاتك الصعبة مع الآخرين

كيف تشفي نفسك من تبعات علاقة سامة؟

الشفاء من علاقة سامة رحلة طويلة؛ فالابتعاد عن شخصٍ تلاعب بك وسمَّمَ حياتك بالأكاذيب عمليةٌ شاقةٌ ومؤلمة تتطلّب شجاعةً وصبراً من قِبَلِك. لذا اتبع النصائح التي قد ذُكرت أعلاه، واعتنِ بنفسك وعاملها كما ينبغي: باحترام ومحبةٍ وودٍّ وحرص، واعلم ما هي احتياجاتك. وتناول طعاماً صحياً ومارس الرياضة؛ فالعناية بجسمك تُشعر قلبك وعقلك أنَّك محبوب. وكن صادقاً مع نفسك ولا تحكم على مشاعرك واستمتع باللحظات الجيدة.

كيف تقي نفسك العلاقات السامة؟

رغم أنَّك قد لا تكون قادراً على تجنب الاختلاط بأشخاص سامين؛ بيد أنَّ معرفة أشكال سلوكاتهم قد يفيدك في حماية نفسك من آثارها. وإضافةً إلى بناء الوعي بأشكال تلك السلوكات، تستطيع القيام ببعض الأمور التي تقيك شرَّ الانخراط في علاقةٍ سامة.

أصغِ إلى نفسك، إذ تستجيب أجسادنا قبل عقولنا أحياناً؛ كأن تشعرَ بألمٍ في جسمك أو بضيقٍ في صدرك حينما تكون مع شخصٍ معين. ولكي تكون صادقاً مع نفسك، يتطلّب الأمر منك كثيراً من الشجاعة؛ وخاصةً إذا أخبرك ذلك الشخص أنَّ كلّ شيءٍ على ما يرام. خذ هذه المحادثة مع نفسك على محمل الجد؛ فقد تكون إحدى أهمّ المحادثات التي ستجريها على الإطلاق.

كما يجب أن تضع حدوداً صحية بمجرد ما إن تُصغي إلى نفسك؛ إذ تساعدك الحدود على معرفة أين تنتهي مسؤولياتك وتبدأ مسؤولية الآخرين، وتَعلُّمُ الاهتمام بقضاياك الشخصية والاعتراف بأنَّ الآخرين يتمتعون بالميزة ذاتها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة