كيف تتفاخر بنفسك دون الشعور بإحراج أو تقديم الأعذار؟

سواء أعجبكَ ذلك أم لا، فإنَّ الترويج الذاتي هو أحد أفضل الطرائق التي يمكن للأشخاص الاعتماد عليها للتطور في مكان العمل، كما يمكن أن يكون ذلك وسيلة هامة خاصة للنساء والأشخاص الذين يعملون مع المجموعات غير الممثلة بشكل كامل للتأكد من أنَّ إنجازاتهم يتم التعبير عنها وأنَّها معروفة، والاعتراف بها في نهاية المطاف.



ولكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يتقنون الترويج لأنفسهم، فإنَّ القيام بمثل هذا السلوك يمكن أن يُشعرهم بعدم الارتياح أو الخوف.

بالنسبة إلى النساء، فإنَّ أحد الأسباب التي تجعل الكثير منا يشعر بالحرج الشديد بشأن الترويج الذاتي هو أنَّ الحديث عن إنجازاتنا أمر مخجل، وفقاً لـ "جوليا سيلفا" (Julia Silva)، اختصاصية برامج التنوع في "غوغل" (Google)، وهي عبارة عن مبادرة لتمكين وتحفيز الآخرين تقودها "غوغل".

تقول "سيلفا": "هناك صورة نمطية مفادها أنَّه لا يُفترَض أن تتفاخر النساء بأنفسهن؛ حيث إنَّ دورنا كنساء هو أن نكون متواضعات وسيؤتي العمل الجاد الذي نقوم به ثماره".

هل تبدو هذه الصورة النمطية مألوفة؟ في الواقع، أظهرت بعض الدراسات أنَّ "التوقعات الثقافية بأن تكون المرأة متواضعة هي توقعات غالباً ما تدافع عنها النساء أكثر من الرجال"، على حد تعبير "سيلفا"، وموقف النساء هذا يمكن أن يسبب ضرراً حقيقياً.

تقول "سيلفا": "يمكن للصور النمطية الجنسانية والعرقية أن تؤثر في نظرتنا إلى كفاءة الفرد وقدرته"، وتوضح "سيلفا" أنَّ الأشخاص الذين يتقبلون هذه التحيزات هم في الواقع أقل احتمالاً لتقدير أفكارهم، وغالباً ما يتم مقاطعة حديثهم في الاجتماعات، ويكون تأثيرهم أقل على فرقهم، وتقول: "من الهام أن نستعرض قوة الترويج الذاتي هذه،" ونمارس هذه المهارات؛ "لأنَّنا إذا لم نفعل ذلك، فلا يمكننا أن نصبح مثل زملائنا الذين يروجون لأنفسهم".

"سيلفا" و"كانيكا راني" (Kanika Raney)، وهي الرئيسة العالمية لبرامج الأسهم في شركة "غوغل"، تعملان على تغيير الأفكار الخرافية حول ماهيَّة الترويج الذاتي ومنح الأشخاص الأدوات اللازمة للشعور بأكبر قدر من الراحة عند التحدث عن إنجازاتهم؛ حيث تشاركنا "سيلفا" السبب في تقديم هذه الأدوات اللازمة للترويج الذاتي قائلة: "نحاول التركيز على سبب أهمية الترويج لأنفسنا؛ لأنَّه في نهاية المطاف، لن تتحدث إنجازاتك عن نفسها"، فمثل أيَّة مهارة أخرى، فإنَّ تعلُّم الترويج الذاتي يتطلب تدريباً.

فيما يلي 6 نصائح تشاركها "سيلفا" و"راني" ويمكنك اتخاذها لجعل الترويج الذاتي عادةً عادية:

1. أعد صياغة طريقة تفكيرك حول الترويج الذاتي:

يشعر الكثير منا بالخجل من الترويج لأنفسنا؛ لأنَّ الأمر يبدو وكأنَّنا نتفاخر بأنفسنا، ولكن على حد تعبير "راني"، "ليس الأمر تفاخراً إذا كان مبنياً على حقائق"، وعند تدريس ورش عمل، فإنَّ كلاً من "سيلفا" و"راني" تواجهان صعوبة في تعليم الترويج الذاتي من خلال توضيح معناه في الواقع: إنَّ الترويج الذاتي هو مشاركة ما أنجزتَه بالفعل؛ حيث تقول "سيلفا": "عندما نعيد صياغة معنى الترويج الذاتي بهذه الطريقة، فإنَّ ذلك يسهل علينا الأمر".

شاهد بالفديو: أجمل الحكم والعبارات عن العمل والإنجاز

2. اعترف بتحيزاتك:

تتذكر "سيلفا" قبل بضع سنوات عندما انضمت امرأة أخرى إلى فريق المبيعات الذي كان يغلب عليه الرجال في ذلك الوقت، فقد "كانت الموظفة الجديدة تتحدث عن دورها في العمل السابق وكيف أنَّ نسبتها من حصة الأرباح ازدادت وكل هذه الصفقات الكبيرة التي أبرمتها"، وتعترف "سيلفا": "أتذكر بوضوح أنَّني عندما أصغيتُ لتلك الموظفة الجديدة، كنتُ أقول لنفسي: "يا إلهي، لماذا تتفاخر هذه الموظفة بنفسها؟".

انتبه عندما تحكم على شخص ما يروج لنفسه؛ حيث تقترح "راني": "يمكن لمجرد إدراك الأمر أن يساعدك على التحقق من نفسك"؛ لذلك اسأل نفسك: "لماذا أنا في موقف الحكم على الآخرين؟ وهل سيقوم هذا الشخص بتقييم ما أنا عليه يوماً ما؟".

تقول "راني" إنَّ هناك دراسة تظهر أنَّ النساء اللواتي يروجن لأنفسهن يُنظَر إليهن على أنَّهن أقل جاذبية اجتماعياً وأقل كفاءة وقابلية للتوظيف من أقرانهن الذكور الذين يروجون لأنفسهم، وتشرح "راني" قائلة: "عندما بدأتُ بالقيام في هذا التدريب لأول مرة، ربما كان هذا هو الشيء الأكثر إثارة للصدمة بالنسبة إليَّ؛ لأنَّني وجدتُ أنَّ النساء يملكن هذه الأفكار المتعلقة بالترويج الذاتي، وكانوا الأكثر تميزاً بإبداء الأحكام".

ولقد تمت تنشئة أغلب النساء اجتماعياً منذ أن كنَّ صغاراً للاستجابة بشكل سلبي عندما تتحدث النساء عن نجاحاتهن، ولكنَّ ملاحظة التفكير في الأحكام يمكن أن تكون الخطوة الأولى في تغيير موقفك.

إقرأ أيضاً: لماذا يعد إطلاق الأحكام بحق الآخرين أمراً لا جدوى منه؟

3. تدرب على قول الأشياء التي تفتخر بها بصوت عالٍ:

تعتقد "راني" أنَّه يمكننا أن نجعل من تعزيز الذات عادة نمارسها كل يوم من خلال التدرب مع زملائنا أو أصدقائنا أو عائلتنا؛ حيث تقول: "تدرب على التفاخر بنفسك حتى تضمن دائماً التكلم عن إنجازين إلى ثلاثة إنجازات في حياتك"، ففي حين أنَّك تتدرب على قول إنجازاتك بصوت عالٍ، تضيف "سيلفا": "في هذه اللحظة سوف تبدأ بفهم الأمور وسوف تبدو أكثر طبيعية بالنسبة إليك".

تنضم "سيلفا" إلى لقاءات مع مجموعة من أصدقائها؛ حيث يجتمعون مرة واحدة في الأسبوع ويناقشون آخر إنجازاتهم، ويمكن أن ينجح القيام بمثل هذا الأمر ضمن فريق أيضاً، فخصص فترة منتظمة مدتها خمس دقائق خلال اجتماع الفريق حيث تتم دعوة الجميع لمشاركة نجاحاتهم بصوت عالٍ، وتشرح "راني" الفوائد التي رأتها في اجتماعات الفريق: "إنَّها طريقة رائعة لعرض عمل الجميع؛ حيث إنَّها تسمح بالشعور بمزيد من الأمان النفسي، وتفسح المجال لمزيد من التعاون".

إذا كان الترويج الذاتي من الأمور غير المألوفة بالنسبة إليك، فقد تجد صعوبة في البداية في التوصل إلى أشياء تفتخر بها - لكنَّ هذا أمرٌ طبيعي، وللبدء بالترويج الذاتي، اطرح على نفسك أسئلة تساعدك على بدء هذه العملية، بما في ذلك أسئلة مثل "ما هو الأمر الرائع الذي قمتَ به؟" أو "ما هو المشروع أو المشاريع التي أنجزتَها مؤخراً؟" أو "ما هو الشيء الذي أبدعتَ بالقيام به بشكل فريد؟" أو "متى كانت آخر مرة شعرتَ فيها بالفخر حيال إنجاز ما، وماذا كان؟".

4. تتبع إنجازاتك:

قد يكون من الصعب تذكُّر كل الأشياء التي أنجزتَها؛ حيث تقول "سيلفا": "إنَّ تتبع إنجازاتك يجعل من السهل عليك أن تذهب إلى قائدك وتقول: "هذا كل ما قمتُ به خلال الفترة الأخيرة"، وهذه القائمة ستكون مفيدة في أثناء تقييم الأداء وعند طلب علاوة أو في أثناء مقابلات العمل، لكن لا يهم الشكل الذي يكون به هذا الشيء مفيداً، الهام هو أنَّك تحتفظ بقائمة طويلة تكتب بها الأشياء التي أنجزتَها والتي تفتخر بها.

5. تعلَّم أن تتقبل المجاملات:

الشعور بالمزيد من الاطمئنان تجاه مدح الآخرين لك سيجعلك تشعر بمزيد من الثقة في مدح نفسك، تعترف "راني": "هناك أوقات يمدحني فيها الناس، فأقلل من شأن ذلك وأقول إنَّه لم يكن أمراً هاماً أو أنَّ أي شخص كان بإمكانه فعل ذلك".

إذا كنتَ من النوع الذي يتجاهل المجاملات عادةً، فإنَّ "راني" توصي بالتوصل إلى "إجابة واحدة تشعر بالراحة في قولها عندما ترد على مجاملات الآخرين لك"، ويمكن أن تكون إحدى هذه الإجابات "نعم، لقد كان ذلك تحدياً كبيراً" أو "أنا متحمس لإنجاز ذلك"، أو الرد فقط بكلمة "شكراً".

إقرأ أيضاً: 16 عبارة مجاملة قد يُفهمون على أنَّهم إهانة

6. أنشئ ثقافة تنظيمية تحتفي بالترويج الذاتي:

في حين أنَّ الترويج لنفسك أمرٌ هام، إلا أنَّه قد يكون أمراً صعباً إذا لم تعمل في مكان تشعر فيه بالرضا حيال القيام بذلك، فعندما تواجه ردَّات فعل، فإنَّ "راني" توصي بأن تجد لنفسك نموذجاً يُحتذَى به في الترويج الذاتي.

وتشرح قائلة: "حتى لو لم تكن الثقافة هي التي تدعم هذا، فهناك دائماً أشخاص موجودون حولك يتقنون فعل ذلك"؛ لذا عليك أن تنظر حولك وتكتشف من هم هؤلاء الناس، وتذهب إليهم وتقول: "لقد لاحظتُ أنَّك شخص جيد بالفعل في التفاخر بإنجازاتك، وأود أن أتحسن في ذلك، فهل كنتَ دائماً على هذا النحو؟ وما الذي ساعدك في الوصول إلى هناك؟".

يمكنك أيضاً أن تغيِّر الثقافة التنظيمية من خلال مساعدة الآخرين على التحدُّث عن إنجازاتهم، فإذا كنتَ مديراً، فاسأل مرؤوسيك في اجتماعك التالي: "كيف تريد أن يتم الاعتراف بعملك؟" يمكن أن يكون لتطوير ثقافة الترويج الذاتي تأثير مضاعف في جميع أنحاء مؤسستك؛ حيث تقول "سيلفا": "من خلال زيادة الثقة والقدرة على الترويج لنفسك، سيساعد ذلك على تشجيع شخص آخر على فعل الشيء نفسه؛ وذلك لأنَّنا نتيح الفرصة لنقول إنَّه من الجيد لنا أن نكون فخورين بأنفسنا".

المصدر




مقالات مرتبطة