كيف تتغلب على المخاوف التي تمنعك من النوم ليلاً؟

لطالما حلمت بغرباء يقتحمون منزلي من قبل؛ لكنَّ تلك الكوابيس لم تكن بهذا السوء، وقد جلست وأنا أحاول السيطرة على دقات قلبي المتسارعة، أشعلت الضوء وبدأت بالعمل، وهكذا ضاعت راحة ليلة أخرى.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب علي سكارليت (ALI SCARLETT)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في التغلب على مخاوفه.

الخوف أمرٌ طبيعي، وله نوعان: خوفٌ مفيد وخوفٌ ضار؛ الخوف المفيد هو النوع الذي يحميك من الأذى، إنَّه النوع الذي يخبرك ألا تلمس الموقد الساخن مثلاً، أمَّا الخوف الضار، فهومن تحسين نوعية حياتك؛ لأنَّه يمنعك من المجازفة من أجل المضيِّ قدماً؛ لذا حاول أن النوع الذي يمنعك تتغلب على هذا الخوف.

شاهد بالفيديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

إليك فيما يأتي نصيحتان للتغلب على المخاوف:

1. تنفَّس:

ابدأ بالتنفس شهيقاً من الأنف وزفيراً من الفم، فعندما نتنفس من خلال فتحة الأنف اليمنى، تزداد حرارة أجسامنا، ويزيد معدل ضربات القلب لدينا، وتنشط الدورة الدموية؛ هذا لأنَّ فتحة الأنف اليمنى مرتبطةٌ بأعصاب تحفِّز الجانب الأيسر من الدماغ أكثر، وفي المقابل يُحدث التنفس من خلال فتحة الأنف اليسرى تأثيراً مهدِّئاً في أذهاننا وأجسامنا كما ينشط الجانب الأيمن من الدماغ أكثر.

قد تلاحظ أيضاً أنَّك عندما تقوم بذلك ينخفض معدل ضربات قلبك وتبدأ في الاسترخاء؛ لذلك، ومن خلال التنفس من الأنف والزفير من الفم، يمكننا خداع أذهاننا وأجسادنا والاستجابة استجابة أفضل للمشاعر التي يخلقها الخوف.

إقرأ أيضاً: فوائد تمرينات التنفس للعقل والروح والجسد

2. تبنَّ عقلية النمو:

تعني عقلية المتعلم؛ أي كن على يقين أنَّ الأشياء الوحيدة التي تقف بينك وبين أيِّ شيء تريد تحقيقه هي الوقت ومجموعة المهارات التي تنقصك، وبهذه الطريقة، وإن واجهت مواقف تثير مخاوفك، سيكون من الصعب إضعاف احترامك لذاتك وإرادتك، فاحترام الذات العالي هو ما تحتاج إليه لمواجهة ما يثير مخاوفك.

بعد تبنِّي هذه العقلية، يمكنك تطوير ما يسمى الأنا القوية، تبني الأنا القوية احترامك لذاتك على أسسٍ تزداد قوةً عندما تتعرض للهجوم، على سبيل المثال، إذا واجهت كابوساً تشعر فيه بالتهديد والخوف، ستجعلك عقلية الأنا القوية تقول: "أنا فخور بنفسي في كلِّ مرة أواجه فيها موقفاً صعباً؛ لأنَّني قادرٌ على إثبات قوَّة شخصيتي وصحتها لنفسي مع تنمية قوتي الشخصية".

سيمنحك هذا القوة، واحترام الذات، والقوة الذهنية التي تحتاج إليها لمواجهة ما كان سيهزمك، كما أنَّك ستشعر بالفخر فيما بعد لأنَّك واجهت هذا الموقف الصعب - الوقوف في وجه الخوف - وهو ما اخترت بناء الثقة بنفسك عليه.

إنَّها عملية تنطوي على التطور وقبول الذات، ومردودها مرتفعٌ بمجرد وصولك إلى خط النهاية؛ فالقوة العقلية التي اكتشفتها حديثاً للوقوف في وجه مخاوفك تستحق كل هذا العناء.

بعد الانتهاء من هذه العملية، ستتمكن من الاعتراف بأنَّ المكان الوحيد الذي يمكن أن يوجد فيه الخوف هو في أفكارك عن المستقبل، لا يمكننا بالتأكيد أن نعرف المستقبل فنحن دائماً في الحاضر؛ لذا فإنَّ أيَّ شيءٍ تخشى حدوثه يكون في ذهنك تماماً.

أنت تصنع مخاوفك وتعاستك بخيالك، ونحن نستطيع فقط أن نتخيَّل المستقبل ولا نستطيع أن نراه، كلُّ ما نراه هو الحاضر؛ لذلك في الوقت الحاضر، ذكِّر نفسك دائماً بأنَّ التخيل غالباً يكون أسوأ من الواقع.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتنمية عقلية النمو لتطوير الذات

في الختام:

بهذه العقلية والاستراتيجيات، استطعت التغلُّب على مخاوفي كما لو كانت أجزاء طبيعية من الحياة، فهي في الواقع كذلك، فقد أشعر بالخوف دقيقةً واحدة، ثَمَّ أتذكر أنَّ لا وجود لأي شيء أخاف منه حقاً في الدقيقة التالية، وأتابع يومي.

استخدم هذه العقلية وهاتان النصيحتان للتغلُّب على مخاوفك، حتى تتمكن من عيش حياتك دون تحمل عبء وثقل المخاوف التي تجعل حياتك بائسة، وسيطر على عقلك واكتسب القوة لتصبح حياتك أكثر سعادة وصحة.




مقالات مرتبطة