كيف تتغلب على القلق؟ إليك 4 نصائح

لقد مررنا بأزمة صحية واقتصادية واجتماعية عالمية في أثناء انتشار فيروس كورونا، وقد واجه معظمنا تحديات للحفاظ على قدرته على التركيز على مهامه، وكنَّا مشتتين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن 4 نصائح للتغلب على القلق.

إليك رد أحد قرائي على إحدى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالأعضاء فقط - وهي رسالة بريد إلكتروني شهرية مكونة من 1000 كلمة أرسلها إلى عملائي وطلابي - إذ كتب فيها: "أنا أتصفح بريدك الإلكتروني، وأعلم أنَّه هامٌّ، لكن في الوقت نفسه أفكر في مهمتي التالية، ولا يمكنني حتَّى التركيز على إنهاء قراءة البريد الإلكتروني، وأظنُّ أنَّني أعاني قلقاً مرتبطاً بريادة الأعمال، ومن كثرة المعلومات من الصعب تصفية أفكاري؛ لذا فإنَّني أفتقر إلى التركيز".

أستطيع أن أفهم هذا التحدي؛ فنحن نتعامل مع كثير من المعلومات؛ ونتيجة لذلك نشعر بالقلق، ونريد أن نعرف ما يحدث في العالم، ونريد أن نبقى على اطِّلاع ونفعل شيئاً ما، لكن هل الأمر يستحق القلق؟ إذا كنت ترغب في التغلب على هذا النوع من القلق فتعلم التحكم بانتباهك.

فيما يأتي 4 نصائح للتغلب على القلق:

1. اطَّلِع على معلوماتٍ أفضل:

أحد كتب التطوير الشخصي المفضلة لدي هو كتاب "التأثير المُرَكَّب" (The Power Of Compounding) للكاتب "دارين هاردي" (Darren Hardy) وفي هذا الكتاب - الذي أوصي حقَّاً بقراءته في الأوقات المضطربة - يذكر دارين كيف يؤثر مفهوم "المعلومات الرديئة تؤدي إلى نتائج رديئة" سلباً في نظرتنا إلى الحياة، فإذا كنت تستهلك محتوىً يثير الخوف من الأخبار السائدة ستكون أفكارك مليئة بالخوف والقلق، وإذا سمحت للخوف بالتغلغل في عقلك فلا يمكنك أن تتوقع ألَّا يؤثر فيك هذا.

فإذا أجبرت الأشخاص الأكثر ثقة في العالم على مشاهدة الأخبار السائدة لمدة أسبوع واحد سيتحولون إلى أشخاص منطويين؛ فلا أحد مُحَصَّنٌ ضد تأثير ترويج الخوف؛ لذا انتبه إلى المعلومات التي تسمح لها بالدخول إلى ذهنك، وبدلاً من اعتماد التواصل الاجتماعي أو التلفاز كن على استعدادٍ للبحث عن مصادر متنوعة للمعلومات، وحاول أيضاً الحصول عليها من الأفراد وليس من المنظمات؛ فثمة العديد من الكُتَّاب والصحفيين الذين لا يتبعون شركاتٍ أو أيديولوجيات.

شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق

2. ركز على الأفعال وليس الكلمات:

لا تهتم بالمظاهر؛ فلا يتعين عليك دائماً إثبات أنَّك ضد الظلم الاجتماعي أو أنَّك تشعر بالسوء تجاه الأشخاص المرضى، فقد أصبح اهتمام الناس بالأقوال أشد من اهتمامهم بالأفعال؛ لذا امنح انتباهك للأشياء التي لها تأثير فعلي في العالم.

أعجبتني الطريقة التي عاملت بها شركة "نايكي" (Nike) القضايا الاجتماعية خلال السنوات القليلة الماضية؛ فلقد أظهروا دعمهم لحركة حياة السود هامة (Black Lives Matter) في الماضي وتلقوا انتقادات كثيرة؛ لكنَّهم استمروا في ذلك؛ فعندما تفعل الشيء الصحيح لن تقلق بشأن الأشياء الأخرى التي يجب عليك القيام بها.

3. كن لطيفاً:

من أولوياتي أن أكون أكثر لطفاً مع الناس في الحياة الواقعية، وهذا شيء أعمل عليه منذ فترة، فعلى سبيل المثال أميل إلى الانزعاج عندما لا يعمل شيء أدفع مقابله، ومنذ فترة أزالت الشركة التي أستخدمها موقعي؛ لأنَّها اشتبهت في وجود برامج ضارة عليه، وعندما حاولت الاتصال بالشركة لم يكن الأمر سهلاً؛ فقد تواصلت معهم لأول مرة على موقعهم، ولم يستطع الشخص الداعم مساعدتي، وقال لي إنَّه يجب علي التواصل معهم عبر البريد الإلكتروني، وكنت قد فعلت ذلك بالفعل ولم ألقَ أيَّ رد، وهذا أغضبني.

لكنَّني قررت عدم السماح لمشاعري بالسيطرة علي، واتصلت بالدعم الفني الخاص بهم، واخترت أن أكون لطيفاً منذ البداية، لكن لو أنَّ هذه التجربة حدثت قبل ذلك كنت سأتصل بهم منزعجاً؛ لأنَّ الشخص الذي تواصلت معه لا يمكنه المساعدة، وتبين أنَّ رجل الدعم "ميشيل" (Michiel) كان رائعاً، وكان يعمل عن بُعد، وكنت أسمع صوت طفله بجانبه، وقال لي: "إنَّه يجلس في حضني في أثناء عملي. أنا أحب طفلي"، وقد أصلح المشكلة في النهاية وتعلمت أنَّ كونك لطيفاً هو الخيار الأفضل؛ لأنَّه يتطلب طاقة أقل؛ فعندما تغضب يتجه انتباهك إلى المشاعر السلبية، وهذا يسبب القلق؛ لذا تجنب ذلك من خلال كونك لطيفاً.

إقرأ أيضاً: 9 تصرفات لطيفة لمساعدة الآخرين والمحافظة على البيئة

4. تجنَّب العادات السيئة:

قابلت صديقي "كوينسي" (Quincy) في نهاية الأسبوع الماضي بعد ثلاثة أشهر من الانقطاع، وعندما سألته عن حاله، قال: "يا رجل! لقد تناولت طعاماً رديئاً منذ يومين، وما زالت أمعائي تؤلمني"، ولأنَّنا بشر فنحن جميعاً نعرف شعور الرغبة في أخذ استراحة؛ فلدينا جميعاً لحظات ضعف.

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، فإنَّ تناول رقائق البطاطس يشعرهم بالراحة، وبعضهم الآخر مشاهدة المواسم المتتالية من برنامج تلفزيوني طوال عطلة نهاية الأسبوع، وبعضهم الآخر يشعر بالرغبة في الجلوس في المنزل طوال الوقت.

ولا بأس في تناول وجبة غير صحية أو أخذ قسط من الراحة، فأنا لا أتحدث عن الراحة أو الاستمتاع بالحياة؛ بل أتحدث عن مفهوم "قطعة واحدة من الشوكولاتة لن تؤذي"؛ لكنَّها مؤذية إذا كنت تتناولها كل يوم، فعندما ترتكب زلة واحدة من السهل أن ترتكب زلة أخرى، وقبل أن تشعر بالمشكلة تفقد زخمك كله، فلماذا هذا هام لاهتمامك؟ لأنَّه يتطلب قدراً هائلاً من الطاقة للبدء من جديد، وهذا يعني أنَّه عليك دائماً التركيز على البدء، وعدم إحراز تقدُّم مستمر.

إقرأ أيضاً: تجنَّب هذه العادات السلبية لتكون أكثر سعادة

في الختام: انتباهك هو كل شيء

لديك القدرة على التحكم بأفكارك؛ لأنَّك تستطيع تجاهل كل ما هو غير هام، وهذا هو السر؛ لذا تجاهل الأفكار غير المُجدية، وسيطر على أفكارك من خلال التدريب.

لقد كنت أتدرب منذ سنوات، وقد اعتدت أن أكون مشتتاً لدرجة لم أستطع التركيز على مهمة واحدة لأكثر من خمس دقائق؛ لكنَّني أدركت مدى أهمية هذا الموضوع؛ إذ تتعلق القدرة على السيطرة على انتباهك بتحديد ما ستركز عليه في الحياة؛ لذلك أنت تتحكم بعقلك عندما تتحكم بانتباهك؛ ونتيجة لذلك أنت تتحكم بحياتك بأكملها.

لكنَّ كل شيء يبدأ بإدارة المدخلات إلى عقلك؛ لذا انظر إلى نفسك بصفتك حارساً لأهم مورد على وجه الأرض؛ وهو عقلك، فعندما تهتم به ستفعل أيَّ شيء تريده، فإذا كنت تريد أخذ وقت للراحة فسوف يعطيك القدرة على الراحة، وإذا كنت تريد العمل فإنَّه يعطيك القدرة على العمل؛ فأنت تتحكم بأهمِّ أداة في الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة