كيف تتغلب اليقظة الذهنية على التوتر والقلق؟

يمكن لمخاوفنا الصغيرة اليومية أن تتراكم وتتحول في النهاية إلى حالة قلقٍ أو توترٍ شديدٍ، وتنشأُ بعضُ هذه المخاوف من عادة التفكير بالاحتمالات الأسوأ، ويمكن أن تنشأ من بعض الأفكار المرتبطة بالعمل أو العلاقات الأسريَّة أو حتى الضغط وازدحام جدول مواعيدنا.



للأسف يسمح بعضٌ منَّا لعوامل الحياة السلبية والتفكير السلبي بالسيطرة عليهم، ويشير الخبراء إلى أنَّ ذلك يُعَدُّ سبباً خطيراً للتوتر والاكتئاب وفي بعض الحالات يسبِّبُ القلق المزمن؛ لذا بدلاً من التركيز على عوامل الحياة السلبية والاحتمالات السيئة يمكن للمرء ببساطة التركيز على أن يكون يقظاً ذهنياً.

اليقظة الذهنية أمرٌ بالغُ الأهمية؛ إذ يمكن أن يساعدك على العيش في واقعك الحالي بدلاً من الخوض في سلبية الحياة ومشكلاتها، فالإفراطُ في مثل هذه الأفكار يمكن أن يسبِّب حالةً مزمنةً من الخوف.

ما هي اليقظة الذهنية؟

  1. حالةٌ من إدراك شيء ما أو الوعي به.
  2. حالة عقلية تتحقق من خلال تركيز المرء على اللحظة الحالية مع اعترافه بمشاعره وأفكاره وأحاسيسه الجسدية وتقبُّلها، وتُستخدَم بوصفها أسلوباً علاجياً.

من الضروري تطبيق اليقظة الذهنية للحرص على أنَّك تساعد عقلك على تخفيف التوتر، والجدير بالذكر هو أنَّ الخوف والقلق المزمنين غالباً ما يعوِّقان قدرة المرء على الإنجاز، ويمكن أن تكون اليقظة الذهنية فعَّالة في معاملة كلٍّ من التوتر والقلق، وبالتطبيق الصحيح يمكن أن تساعدك على الحدِّ منهما.

يمكن لهذه الممارسة أن تبدِّدَ كلَّ مخاوفك وتساعدك على التركيز على الحاضر، ويساعدك نشاط الذهن على تجنُّب التركيز على المشكلات التي تسبب التوتر والقلق؛ بعبارة أخرى هذه الممارسة هي محاولةٌ لعكس آلية عمل العقل النَّمطية.

عندما تكون يقظاً ذهنياً فإنَّك تحرر دماغك من التركيز على القضايا الصعبة والمجهدة؛ إذ تضمن اليقظة الذهنية أن تتصرف وتركز بالكامل على اللحظة الحالية فقط.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لممارسة تأملات اليقظة الذهنية

اليقظة الذهنية في أثناء العمل:

يمكنك ممارسة اليقظة الذهنية حتى عندما تكون منشغلاً في العمل، وفي هذه الحالة يعني ذلك أن توجِّه كامل تركيزك إلى المهمة الوحيدة التي تعمل عليها في اللحظة الراهنة؛ على سبيل المثال إذا كانت المهمة هي غسل الأطباق يمكنك توجيه تركيزك وانتباهك إلى تفصيلٍ معيَّنٍ يخصُّ نشاطك هذا؛ أي يمكنك التركيز على حركة عضلاتك ورائحة الصابون وأصوات احتكاك الأطباق أيضاً، والهدف من اليقظة الذهنية هنا هو التأكد من أنَّك منشغلٌ في نشاطك الحالي بالكامل.

اليقظة الذهنية في أثناء الاسترخاء:

تعمل الحواس باستمرار حتى في أثناء الراحة، ومع ذلك نادراً ما ننتبه إلى ذلك، وممارسة اليقظة الذهنية في أثناء الاسترخاء تعني التركيز بالكامل على الأحاسيس الجسدية فق؛ لذا ركِّز على ما تسمعه وما تراه وما تلمسه وما يمكنك شمُّه من حولك.

حاول أن تشعرَ بعضلاتِ جسدِك أو تشمَّ رائحة الهواء الذي يحيط بك، كما يمكنك الإنصات إلى صفير الريح أو حتى أصوات الطيور؛ الهدف من القيام بذلك هو إبعاد العقل عن المخاوف اليومية أو المستمرة؛ لذا احرص على التوقُّف عن التفكير، فإنَّ إجبار العقل على التركيز على الحاضر وحسب هو وسيلة ضرورية لضمان تحرير نفسك من المخاوف أو التوتر.

إقرأ أيضاً: تعريف الاسترخاء وفوائده وأهم أساليبه

ما هو سبب نجاح اليقظة الذهنية؟

لا يشكل القلق والتوتر مشكلةً ما لم نسمح لهما بالاستحواذ على عقولنا في المقام الأول، لكن للأسف حين نقع في شباك أحدهما لا نستطيع التركيز سوى عليه؛ ففي النهاية نحن البشر لا نستطيع التركيز سوى على شيء واحد في المرة الواحدة.

لكن إن كنت تعلم وتدرك أنَّك تستطيع التركيز فقط على المهمة التي تقوم بها إضافة إلى أحاسيسك الجسدية فحسب، فمن المستحيل أن تقع في حالة من القلق.

بوسعنا تطوير المهارات الذهنية لأنَّها ليست شيئاً فطرياً، ولحسن الحظ يمكنك التدرب على هذه المهارات في أيِّ وقت سواء أكنت منشغلاً أم مسترخياً.

في البداية سوف تلاحظ أنَّ العقل يميل إلى الشرود كثيراً، ومن الصعب محاولة إيقاف سيل أفكارك، لكن مع ذلك محاولة تهدئة عقلك والتركيز على أحاسيسك الجسدية فقط لمدة لا تزيد عن 15 ثانية يمكن أن تكون بداية جيدة للتدريب، ويمكنك القيام بذلك خلال الاستحمام أو التنظيف أو حتى المشي، وفي النهاية مع الممارسة الكافية ستتمكن من استخدام اليقظة الذهنية لتجنُّب القلق والتوتر والاكتئاب.

الهدف من هذه الممارسة هو إبقاء أفكارك تحت السيطرة في كلِّ لحظة في سبيل التركيز على الحاضر وحسب، ومن الهام والضروري محاولة إتقان هذه الممارسة؛ لأنَّها ستساعدك على الحدِّ من مخاوفك وتوترك.

إقرأ أيضاً: 6 عادات للصحة الذهنية ستغيِّر حياتك للأفضل

في الختام:

اليقظة الذهنية هي طريقة لمحاربة القلق بالحفاظ على العقل خالياً من التوتر والأفكار المزعجة، وقد يكون الأمر صعباً في البداية، ولكن في النهاية ومع التدريب المستمر يصبح سهلاً.

إنَّه أمر ضروري لضمان قدرة الفرد على التركيز والانشغال بالأحداث الحالية، وإفراغ العقل من القلق، وضمان استعادة راحة البال، فإذا كنت تمرُّ بأيام من القلق أو التوتر الشديد بوسعك تجربة اليقظة الذهنية وستمدك بشعور من السلام الداخلي وتخفف من توترك وقلقك.




مقالات مرتبطة