كيف تتعلم وتتقن المهارات الاجتماعية؟

إحدى العقبات التي تقف في وجه نجاح الأشخاص على الصعيد المهني، هي أنَّهم على الرَّغم من معرفتهم بمهاراتهم المهنية إلا أنَّهم لا يمتلكون المهارات الاجتماعية اللازمة.



هذه المشكلة شائعة حتى لدى الأشخاص الذين يعملون في شركات كبيرة، فحتى لو كنت مُبرمجاً أو كاتباً أو مصمِّماً بارعاً، فلا يمكن لك تحقيق النجاح المهني ما لم تكن قادراً على التنسيق بأسلوب فعَّال مع الأشخاص الذين تعمل معهم، وفي الشركات الكبيرة يمكن أن يكون الأشخاص المحيطون بك هم أكبر عقبة في وجه نجاحك.

لذلك، فإنَّ معرفة كيفية التعامل مع الناس بمهارة تغدو أمراً أساسياً لتحقيق النجاح، والأمثلة كثيرة على الأشخاص الناجحين الذين تتمثَّل مهارتهم الأساسية بالتواصل الفعَّال مع الآخرين، وهذا صحيح أيضاً خارج مجال العمل، سواء كان ذلك مع أصدقائك، أم مع عائلتك، فإنَّ امتلاك مهارات اجتماعية ممتازة أمر غاية في الأهمية.

إذ إنَّ أولئك الذين يتمتَّعون بمهارة في التعامل مع الناس يجدون الحياة أسهل، ويتلقَّون المساعدة من الآخرين أكثر من غيرهم، ولديهم عدد قليل من الخلافات والمشكلات مع الآخرين.

الذكاء من خلال مفهومين مختلفين:

قد يكون الذكاء الاجتماعي مثل الذكاء بمفهومه العام؛ أي عبارة عن مزيج من الموهبة الفطرية والمهارات المُكتسبة، وبعض الأشخاص يمتلكون شخصيات أو إمكانات تجعلهم جذَّابين ومحبوبين اجتماعياً، لكن في نفس الوقت تؤدي المعرفة والمهارة المكتسبة دوراً أساسياً في المهارات الاجتماعية.

فلمجرد أنَّ لديك استعداداً معيَّناً لتكون بارعاً في التقاط الإشارات الاجتماعية، أو التكيُّف مع الأوساط الاجتماعية المختلفة، هذا وحده لا يضمن أنَّك ستحقق نجاحاً في أوساط أو مناسبات اجتماعية غير مألوفة بالنسبة إليك، مثل التحدُّث أمام الجمهور أو النجاح في التفاوض، وبالمثل، فإنَّ مجرد كون المواقف الاجتماعية تشكِّل بالنسبة إليك تحدياً أو صعوبة، فهذا لا يعني أنَّه ليس بمقدورك النجاح اجتماعياً.

لا تختلف المهارات الاجتماعية اختلافاً جوهرياً عن غيرها من المهارات، فأن تكون اجتماعياً وجذَّاباً وواثقاً وقادراً على فهم الإشارات الاجتماعية بسهولة كل هذا يسهِّل إتقان المهارات الاجتماعية، لكن حتى لو كنت تفتقر لهذه المواهب إلا أنَّك تستطيع اكتساب مهارات أخرى تعوِّض لديك هذا النقص.

النتائج التي تترتب على ضعف المهارات الاجتماعية:

لن ينتقدك المجتمع إذا كنت ضعيفاً في مهارات معيَّنة، مثل: الرياضيات، أو الرياضة، أو المهارات الفكرية، ولكنَّ الأمر مختلف بالنسبة إلى ضعف المهارات الاجتماعية، وذلك لأنَّ الضعف في هذه المهارات يُنظر إليه على أنَّه إخفاق أخلاقي وليس مجرد إخفاق فكري.

فغالباً ما يُتَّهم الأشخاص الذين يفتقرون للمهارات الاجتماعية بأنَّهم وصوليون أو مخادعون ومتكبرون وغريبو الأطوار وغير ذلك، على الرَّغم من كونهم لا يمتلكون نوايا سيئة، وهم فقط يفتقرون للمهارات الاجتماعية؛ إذ تعني المهارات الاجتماعية الجيدة أنَّك قادر على تجنُّب المشكلات أكثر من كونك قادراً على الحصول على المكاسب.

قد يحب الناس الثناء على الأشخاص الذين لديهم كاريزما ساحرة والتي يمكن أن يحققوا من خلالها أشياء رائعة، لكن ليست هذه هي الطريقة المناسبة لتقييم المهارات الاجتماعية؛ بل ما يجب وضعه في الحسبان عند تقييم المهارات الاجتماعية هو قدرتنا على تجنُّب ارتكاب الأخطاء التي تؤدي إلى انهيار العلاقات مع الآخرين.

يمكن تشبيه المهارات الاجتماعية إلى حدٍّ كبير بالسفينة التي تبحر بواسطتها عبر محيط الحياة، لا يهم مدى سرعتها أو مدى خبرتك في الإبحار، فعندما يتسرَّب الماء إلى هيكل السفينة، فإنَّك لن تتمكَّن من متابعة الإبحار، وفي هذا المقال سنقدِّم بعض الأفكار التي تحسِّن من مهاراتك الاجتماعية.

كيف تصبح ماهراً في التواصل مع الآخرين؟

لأنَّ تعلُّم المهارات الاجتماعية يشبه تماماً تعلُّم أي مهارة أخرى، فيمكنك أن تطوِّر مهاراتك الاجتماعية، وأول شيء يجب استيعابه بشأن تعلُّم أي مهارة، أنَّ التعلُّم يتم من خلال إتقان المفاهيم الجزئية وليس الكلية، فمثلاً أنت لا تتعلم الرياضيات بالمفهوم الواسع، بل تتعلم مثلاً الاشتقاق أو قانون الجيب للمثلثات، وبالمثل أنت لا تتعلم المهارات الاجتماعية عموماً، بل تتقن جانباً معيناً، مثل التفاوض مع رئيسك في العمل، أو قراءة مشاعر الطرف الآخر في أثناء حدوث نزاع.

هذا التحديد هو المفتاح لبدء عملية التعلُّم، ولا ننكر أنَّه قد يكون مخيباً للآمال أن تدرك أنَّك تواجه مجموعة كبيرة من المواقف الاجتماعية، وهدفك هو تطوير مهاراتك في التعامل مع كل هذه المواقف؛ إذ لا يختلف هذا من حيث المبدأ عن تعلُّم أي موضوع متعدد الجوانب، مثل البرمجة أو الرياضيات أو التصميم، لكن إحدى المشكلات التي تواجهها عندما ترغب في تعلُّم المهارات الاجتماعية، هو أنَّه نظراً لأنَّه لا تُعلَّم في المناهج الدراسية، فقد تجد صعوبة في معرفة من أين تبدأ.

لذلك، سوف نقدِّم بعض الطرائق لتقسيم المهارات الاجتماعية لفئات، وهذا سوف يسهِّل عليك اختيار الفئة التي ترغب في تحسينها.

شاهد بالفديو: مهارات التواصل مع الآخرين

مهارات الإصغاء ومهارات التحدُّث:

يمكننا مبدئياً تقسيم المهارات الاجتماعية إلى قسم يتعلَّق بالإصغاء، وقسم يتعلَّق بالتحدُّث؛ إذ صحيحٌ أنَّ هذين الجانبين غالباً ما يتم مزجهما معاً من خلال التغذية الراجعة في المحادثات والمواقف الاجتماعية العادية، لكن كل واحد من هذه المكونات يعتمد على نقاط قوة مختلفة؛ لذلك قد تكون جيداً في التحدُّث، ولكنَّك سيئ في الإصغاء، وخلاف ذلك صحيح.

إنَّ التحدُّث أمام الجمهور، وكتابة رسائل البريد الإلكتروني، وكتابة إعلانات المبيعات ورواية القصة، والتحدُّث بنبرة تنمُّ عن الثقة، واستخدام لغة جسدك بإتقان، كل هذه من مهارات التحدُّث، وبالنظر إلى فهمك للحالة الذهنية للمستمعين والسياق والطريقة التي سيتلقَّى بها الآخرون رسالتك، ستكون قادراً على صياغة رسالتك بالشكل الأمثل.

إذاً، يكمن جزء كبير من التحدُّث الفعَّال في فهم الحالات النفسية للمستمعين؛ لذلك نجد أنَّ كثيراً من المتحدثين يفشلون في إلقاء نكتة، على سبيل المثال، لأنَّهم لا يفهمون جيداً كيف يتلقَّى الجمهور رسالتهم.

نظراً لأنَّه لا يمكن معرفة فشلك في التواصل إلا بعد إرسال رسالتك للطرف الآخر، ثمَّ تلقِّي الرد، فإنَّ كثيرين من ذوي المهارات الاجتماعية الضعيفة يعتقدون أنَّ لديهم مشكلة في التحدُّث، لكن ما ذكرناه يعني أنَّ المتحدُّث يعاني من ضعف في مهارات الإصغاء، وقد يكون تواصلهم جيداً، لكنَّ المشكلة أنَّهم لا يفهمون جيداً عقلية المستمع الذي يتوجهون إليه بالكلام، ولذلك لا يكون لكلماتهم التأثير المطلوب.

فمثلاً، قد يروي أحدهم نكتة غير لائقة ويضحك عليها الأشخاص من حوله للمجاملة فقط، لكن بعد أن يغادر هذا الشخص يبدأ الجميع بانتقاده، فقد يكون كل ما في الأمر أنَّ هذا الشخص لم يتمكَّن من التعرُّف إلى عقلية الأشخاص المحيطين به، وقال نكتة لا تتوافق مع عقلية هؤلاء الأشخاص.

إقرأ أيضاً: 8 أنواع للإصغاء لتحسين تواصلك مع الآخرين

تعتمد 80% من المهارات الاجتماعية على إتقان مهارة الإصغاء:

من الخطأ الاعتقاد بأنَّ الإصغاء والتحدُّث مهارتان متساويتان في الأهمية لتحقيق التواصل الناجح؛ بل إنَّ الإصغاء هو المجهود الذي يُبذل لفهم السياق الاجتماعي وعقلية الأشخاص الآخرين فهماً صحيحاً، ولذلك فإنَّ 80% من المهارات الاجتماعية أو ربما أكثر هي للإصغاء، مع 20% فقط للتحدُّث.

من الممكن أن تجد أشخاصاً لديهم مواهب اجتماعية قوية، ولكنَّهم يعانون من صعوبة في التحدُّث، لكن غالباً ما يحدث هذا بسبب وجود عامل آخر يؤثِّر في أدائهم، مثل: القلق الشديد، أو الشعور بصعوبة تنظيم الأفكار وصياغتها على النحو المناسب، لكنَّ السبب الرئيسي الكامن وراء الفشل في التحدُّث، هو الفشل في القراءة الصحيحة للموقف الاجتماعي وفهم عقلية المستمعين، وهذا الضعف في مهارة الإصغاء هو ما يسبِّب الفشل في مهارة التحدُّث.

بهذا المعنى فإنَّ الأشخاص الذين ينجحون في قراءة عقلية الآخرين وإحداث تناغم بينهم وبين عقليتهم الخاصة، يتمكَّنون من إلقاء نكات مضحكة وإعطاء ملاحظات مقنعة؛ فهذه القدرة على محاكاة عقلية الآخرين، يسمِّيها علماء النفس بنظرية العقل، وهي أصعب بكثير من تنظيم أفكارك وأهدافك تنظيماً فعَّالاً.

كيف تحسِّن مهاراتك الاجتماعية؟

التدرُّب هو مفتاح تحسين مهارتك في أي شيء، ومنها المهارات الاجتماعية، ومهارة الإصغاء بالتحديد؛ فالتغذية الراجعة هي آلية هامة في التدريب، فما يحدث هو أنَّك تجرِّب شيئاً ما، ثمَّ تتلقى عليه رداً، وتستخدم هذا الرد لتحسين نتائجك في المرة القادمة.

تحسين مهاراتك في فهم عقلية الآخرين يُعدُّ تحدياً لأنَّه شيء غير ملموس، فنادراً ما يقول الناس ما يريدون قوله مباشرة، وهذا يعني أنَّك عندما ترتكب زلَّة اجتماعية، فإنَّ تشخيص الخطأ الذي ارتكبته لا يكون واضحاً، وإذا أضفنا إلى ذلك عدم قدرتك على فهم عقلية الآخرين، فلن تفهم فهماً صحيحاً التغذية الراجعة الاجتماعية التي تتلقاها، وهذه مشكلة صعبة، وهي تحدث في مجالات التعلُّم الأخرى، فعندما تجهل شيئاً ما، لا تكون قادراً على تشخيص المشكلات المتعلقة به.

إحدى الطرائق التي يتعامل بها الناس مع هذه المشكلة هي من خلال تعلُّم الكثير من النظريات أولاً، فعندما يتمكَّن الشخص من توضيح ما هو غامض؛ أي الفكرة الموجودة ما بين السطور، فإنَّه يصبح قادراً على تشخيص مشكلاته تشخيصاً أفضل.

إنَّ مشكلة هذه الطريقة تكمن في أمرين:

أولاً:

غالباً ما تكون النظريات الكبيرة عن المهارات الاجتماعية خاطئة، فنحن لا نفهم المهارات الاجتماعية مثل باقي المجالات المعرفية الأخرى، لذلك فإنَّ بناء آرائك على نظرية تعتمد بإتقان على الدوافع الخفية للبشر قد يكون أمراً خاطئاً، وهذا لا يعني أنَّ النظريات في هذا المجال معدومة الفائدة، لكنَّها ليست دليلاً خالياً من الأخطاء للفوائد العملية.

ثانياً:

إنَّ ما أسميناه معنى كامناً بين السطور غالباً ما يكون خفياً لسبب وجيه، فالناس لديهم دوافع خفية وسلوك غير واعي، لكن بناء أفعالك اعتماداً على إدراكك لهذه الحقيقة لا يجعلك تكتسب أصدقاء أو حلفاء في الحياة؛ أي إنَّ التعامل مع ما هو ضمني كما لو أنَّه واضح وصريح، هو بحد ذاته علامة على عدم الكفاءة الاجتماعية نفسها؛ لذلك إنَّ القيام بهذه النقلة من التعامل بناءً على ما هو واضح إلى التعامل بناءً على ما هو ضمني، يؤدي إلى نتائج سيئة في البداية، بدلاً من الحصول على نتائج إيجابية.

لذلك، نحن نقول إنَّ النظريات لا تؤدي إلى اكتساب مهارات على الصعيد الاجتماعي، وهذا يشبه فهم فن الرسم بناءً على فهم كيمياء الطلاء، مع التأكيد على أنَّ هذه النظريات ليست بلا فائدة، لكن من الأفضل أن توظِّف جهودك في سياق آخر.

المقصود هنا، قضاء كثير من الوقت في التدريب، وفي سياق التدريب قد يكون وجود بعض النظريات التي تفسِّر أنماط اجتماعية معينة أمراً مفيداً إذا ما اعتمدت على حدسك وليس على وعيك؛ أي أن تُدرِّب عقلك على معرفة ما يفكِّر فيه الآخرون بأسلوب حدسي وليس بأسلوب واعٍ.

إقرأ أيضاً: 7 مهارات اجتماعية بسيطة تجعلك شخصاً محبّباً لدى الآخرين

استراتيجية التدرُّب لتحسين مهاراتك الاجتماعية:

قد يكون من الصعب التدرُّب على إتقان المهارات الاجتماعية، لكن قد تسهِّل عليك النصائح الآتية هذا الأمر:

  1. ركِّز على بيئة اجتماعية واحدة فقط.
  2. ابحث عن طريقة للاندماج في هذه البيئة بمستوى أفضل من العادي.
  3. احصل على تغذية راجعة من زميل أو كوتش إذا كان ذلك ممكناً.

تتمثَّل الخطوة الأولى في التعمُّق في السياق المحدَّد الذي ترغب في إتقانه؛ إذ سيكون من الرائع أن يكون إتقان مهارة اجتماعية معيَّنة قابلاً للتعميم على المهارات الأخرى، ومن ثمَّ يكفي أن تتعلَّم مهارة واحدة لمرة واحدة فقط حتى تتمكَّن من تطبيق ما تعلَّمته في مجالات أخرى، لكن لسوء الحظ، تشير الأدلَّة إلى أنَّ تعلُّم المهارات يتمُّ من خلال التخصُّص والتحديد أولاً، ولا يمكن تعميمها إلا تعميماً طفيفاً بعد الممارسة الطويلة.

بعد أن تفرغ من الخطوة الأولى، سيكون عليك إيجاد بيئة تسمح لك بالتدرُّب بمعدل أعلى من الوسط، فمثلاً إذا أردت أن تتحسَّن في فن الخطابة، يجب أن تتَّبع دورة تعليمية، أو تنضم لنادي يهدف إلى تنمية هذه المهارة، وبالمثل إذا أردت أن تتحسَّن في المبيعات فيجب أن تفعل نفس الشيء، والسبب في أنَّه يجب أن تتدرَّب مع مجموعة من الأشخاص، هو أنَّ التدرُّب الفردي وإن كان يحقق فائدة إلى حدٍّ ما إلا أنَّه يتعذَّر عليك أن ترى نفسك كما يراك الآخرون.

لذلك، من المفضِّل أن تتدرَّب مع صديق يقدِّم لك تغذية راجعة على أدائك، وذلك لأنَّه يستطيع أن يرى الأخطاء التي ترتكبها بسهولة أكثر منك أنت، والأفضل من ذلك هو وجود كوتش، فالكوتش يمتلك مهارة أكثر منك، ومن ثمَّ ستكون لتغذيته الراجعة فوائد فعَّالة في تحسين أدائك.

شاهد بالفديو: 9 طرق لتطوير المهارات الاجتماعية

إلى أي درجة يمكن أن تتحسَّن؟

لدينا القدرة على التحسُّن في مجالات محددة بسهولة شديدة، في المقابل كلما حاولنا التحسُّن في مجالات عامة، أصبحت المهمة أصعب، فمثلاً، يمكن تعلُّم أحد قوانين الرياضيات بسهولة لدى معظم الناس، لكنَّ التحسُّن في الرياضيات من خلال المعرفة والمهارة المتراكمة وإن كان أمراً ممكناً إلا أنَّه صعب، والأمر نفسه ينطبق على المهارات الاجتماعية، فإذا كنت ضعيفاً في المهارات الاجتماعية فتستطيع تعلُّم وإتقان مهارات اجتماعية معيَّنة.

فمثلاً، إنَّ تعلُّم منع نفسك من قول "آه"، أو "هممم" عندما تتحدث، أو أن تتعلَّم كيف تجري تواصلاً فعَّالاً بالعين عند الحديث مع شخص آخر، هما بلا شك مهارات قابلة للتعلُّم لدرجة كبيرة.

فمن خلال التدريب المكثَّف، قد تحصل على مهارات اجتماعية ذات مستوى جيد يمكنك استخدامها في معظم المواقف، وقد تصبح ممتازاً في بعض المهارات المحدَّدة، مثل: التحدُّث أمام الجمهور، أو التفاوض، أو تأسيس علاقات جيدة.

ومع ذلك، حتى مع التدريب المكثَّف قد تكون هناك مواقف اجتماعية جديدة تكون فيها أقل مهارةً من شخص موهوب، لكن لا يجب أن تجعلك هذه الحقيقة تصاب بالإحباط، طالما أنَّك قادر على التحسُّن في مهارات أخرى حتى لو أنَّ هناك مهارات ستصل فيها إلى مستوى ما، ولن تكون قادراً على تخطيه.

فإذا كنت تعلم أنَّك لن تصل إلى مستويات عالية في بعض المهارات الاجتماعية، فما يزال في إمكانك من خلال التدريب أن تصبح جيداً في بعض المهارات التي تختارها، وقد تصبح جيداً في مهارات كنت سيئاً فيها سابقاً.

في الختام:

مع التدريب الجاد وعلى الأمد الطويل ستكون قادراً على التحسُّن في المهارات التي تعاني فيها من ضعف، لذلك ما يجب أن تركِّز عليه هو المهارات التي تعتقد أنَّك بحاجة إلى التحسُّن فيها، وذلك لأنَّها تساعدك في مجال معيَّن من مجالات حياتك، وبالتأكيد ستكون قادراً على تحقيق ذلك من خلال الصبر والمثابرة والتدريب.

المصدر




مقالات مرتبطة