كيف تتعامل مع الإحساس بالملل ونفاد الصبر؟

لا شيء يزعجني أكثر من ضياع الوقت، فعندما أشعر بأنَّني أضيع وقتي في أنشطة غير مُجدية، أو أفعل أشياء لا معنى لها، أو عندما أقضي الوقت مع أشخاص سلبيين، أشعر بالإحباط، فعندما يتعلق الأمر بالوقت، أتفق مع ما قاله العالم داروين (Darwin) ذات مرة: "الرجل الذي يجرؤ على إضاعة ساعة واحدة من الوقت لم يكتشف قيمة الحياة".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية الصبر.

لكنَّني وجدت أنَّ الهوس بالوقت يسبب لك ضغطاً لا مبرر له، وأرى ذلك يحدث مع الأشخاص الطموحين؛ فأي شخص يريد تحقيق أقصى استفادة من الحياة، يشعر وكأنَّ عليه استخدام كلِّ دقيقة من حياته، ويجب أن تحدث الأشياء بسرعة وفي الحال؛ لذا عليك أن تستمر في التقدم إلى الأمام مثل قطار الشحن الذي لا يتوقف.

إنَّه لأمر رائع أنَّك تريد تحقيق الكثير، وتعيش حياة مليئة بالإنجازات، لكن هل هذا يعني أنَّك يجب أن تحقق ذلك الآن؟ يوجد خط رفيع بين فهم قيمة الوقت وعدم الصبر، منتوري رائد أعمال في أواخر الأربعينيات من عمره، وعندما أخبرته منذ فترة أنَّ صبري قد نفد، أخبرني أنَّه يشعر بالشيء نفسه، وقال: "نفاد الصبر يجعل الأذكياء يفعلون أشياء غبية"، نحن جميعا نحاول المضي قدماً ونعمل بجد ونضع كل طاقاتنا وحبنا في علاقاتنا ونحاول تطوير أنفسنا.

في بعض الأحيان، نشعر أنَّنا مقصرون:

لا أريد التظاهر بأنَّني تجاوزت ذلك، فكلُّنا لدينا تلك المشاعر، وكلَّما أحرزت تقدماً، ارتفعت معاييرك، وعندما كنت في الجامعة، نفد صبري من انتظار التخرج لأغادر الشقة التي أعيش فيها مع ثلاثة أشخاص غرباء وأجد مكاناً لأعيش فيه وحدي.

عندما بدأت في كسب المال، حصلت على مكان خاص بي، لكن بعد بضع سنوات، عندما انتقلت من هولندا (Holland) إلى لندن (London)، كان عليَّ أن أتخلى عن شقتي المكونة من غرفتي نوم مع شرفة على السطح للعيش في شقة أصغر، وكان عليَّ أن أتقاسمها مع شخص غريب، شعرت أنَّني عدت إلى البداية.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحفيز قدرتك على تحقيق أهدافك

خذ خطوة إلى الوراء:

تبديل الوظائف والتعليم والمدن كلُّها أمور صعبة، وبطريقة ما، أنت تأخذ خطوة إلى الوراء للحظات؛ لكنَّك ستتقدم مجدداً، لكن من الصعب تذكير نفسك بذلك في تلك اللحظة، فعندما كنت في الجامعة، كان لدي أستاذ تسويق كان طبيباً، وهذا يعني أنَّه درس تسع أو عشر سنوات ليصبح طبيباً عاماً؛ ومن ثَمَّ عمل بوصفه طبيباً عاماً لمدة عشر سنوات.

في الأربعينيات من عمره، قرر أنَّه لا يريد أن يصبح طبيباً بعد الآن، فقد كان دائماً شغوفاً بالأعمال والتسويق؛ لذلك حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وبعد ذلك حصل على درجة الدكتوراه في التسويق، وأعتقد أنَّ العملية برمتها استغرقت ست أو سبع سنوات، وعندما كان أستاذي، كان في أواخر الخمسينيات من عمره؛ لكنَّه بدا أصغر بعشرين عاماً وكان مليئاً بالطاقة، ولقد أحب حقاً ما فعله، إضافة إلى أنَّه كان فخوراً بالطريق الطويل الذي سلكه.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات مهمة تساعدك على المُضي قُدماً في الحياة

الطريق الذي سلكته جعلك الشخص الذي أنت عليه اليوم:

التقيت بمعظم الأشخاص في العشرينيات من العمر الذين يشعرون بالإحباط لأنَّ الحياة ليست بالطريقة التي يريدونها بالضبط، حتى إنَّني قابلت أشخاصاً في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر لديهم الشعور نفسه، والجميع ينتابه هذا الشعور الذي يسمى نفاد الصبر، وكما قال منتوري، أنت تفعل أشياء غبية عندما لا تتحلى بالصبر.

  • هل أنت بحاجة إلى شراء منزل حقاً؟
  • هل تريد الزواج حقاً؟
  • هل يجب أن تبيع شركتك حقاً؟
  • هل تحب عملك حقاً؟
  • هل عليك التعامل مع هذا العميل حقاً؟

لا تفعل كلَّ هذه الأشياء؛ لأنَّك أردت دائماً القيام بها، ولا تفعل أشياء لأنَّك تخشى الخيار البديل، ولأنَّ البديل أصعب دائماً.

  • "هل هذا يعني أنَّني يجب أن أعمل مجاناً؟".
  • "هل هذا يعني أنَّني يجب أن أبدأ من جديد؟".
  • "لا يمكنني أن أكون أعزباً".
  • "هل هذا يعني أنَّني يجب أن أدرس لسنوات؟".
إقرأ أيضاً: 7 أمور تخبرك أنَّ الصبر قوة خارقة

الجواب عن هذه الأسئلة هو نعم؛ لكنَّ المشقة تحدد هويتك وشخصيتك، فلا شيء يتحقق دون جهد ووقت، لكن تذكَّر: تروَّ في تحقيق أهدافك.




مقالات مرتبطة