كيف تتخلص من التوتر وتشحن طاقتك؟ (الجزء الثاني)

تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالنا عن ضغوطات الحياة وتأثيرها السلبي في صحتنا الجسدية والذهنية والنفسية، واستعرضنا بعضاً من الخطوات للحدِّ من التوتر وعيش حياة هادئة. وإن رغبتَ بمعرفة المزيد عن الموضوع، فتابِع معنا القراءة.



1. أخذ إجازة أو قضاء عطلة:

قد لا يكون بمقدورك طلبُ إجازة لقضاء العطلة متى ما رغبتَ؛ ومع ذلك، ليس من الضروري أن تقضي العطلة في منتجعات سياحية لتبتعد لفترة وجيزة عن روتينك اليومي.

إذا استثمرنا وقتنا بتطبيق بعض الاستراتيجيات المذكورة في مقالنا السابق، فربما نتمكن من قضاء عطلة طلباً للراحة أو حتى الذهاب في نزهة قصيرة مع العائلة. وإنَّ للخروج من بيئتنا المعتادة أثرٌ عظيم في أذهاننا وأجسادنا وأرواحنا، خاصة عند محاولة نيل بعض الراحة والتقليل من التوتر.

نحب قضاء الوقت في المنزل، ففيه نجد الراحة؛ لكن في المقابل، يفرِض البقاء في المنزل علينا القيام بمهام لا تنتهي، ويضعنا أمام الصعوبات التي تسهم في رفعِ مستويات التوتر لدينا؛ لذا سيحرر التوتر الابتعاد عن هذه البيئة والانخراط في بعض الأنشطة المفضلة لديك مع الأشخاص المقربين من ذهنك وجسدك.

لا شك أنَّ جائحة كورونا (COVID-19) قد حرمَتنا من الرحلات التي كانت جزءاً من إجازاتنا؛ ولكن بقليل من الإبداع، يمكِننا أن نخصِّص وقتاً لفترات الراحة الصغيرة الضرورية لتقليل التوتر، وإعادة التواصل مع الأشخاص المقربين، ومساعدتنا على الإحساس بأنَّنا مستعدون لمواجهة العقبة القادمة.

إقرأ أيضاً: 8 استراتيجيات لتحسين مزاجك ورفع مستوى طاقتك

2. المواظبة على ممارسة التأمل واليقظة الذهنية:

إنَّ للتأمل واليقظة الذهنية فوائد لا حصر لها عاطفياً ونفسياً؛ فهما يقللان مستويات التوتر بصورة طبيعية، وتشمل العديد من هذه الفوائد زيادة التركيز والاسترخاء والتقليل من تشوشِ أذهاننا. 

تتمثل إحدى أكبر الصعوبات في التأمل أو اليقظة الذهنية في ممارستهما باستمرار كي نلاحظ أثرهما، مما يفرض علينا الانضباط. فأكثر الأشخاص نجاحاً في تحقيق أقصى استفادة منهما هم مَن يجعلونهما جزءاً من ممارساتهم اليومية.

وكغيرها من الاستراتيجيات، لا يستغرق القيام بها الكثير من الوقت، حيث يمكِن أن تُحدث مجرد 5 أو 10 دقائق فقط في اليوم فرقاً طالما أنَّنا لا نتقاعس في القيام بها. فلا بُدَّ من وجود وقت فراغ لـ 5 أو 10 دقائق في يومك لممارسة كلٍّ من التأمل واليقظة الذهنية باستمرار، كما توجد الكثير من تطبيقات الهاتف المحمول الفاعلة التي ترشدك إلى كيفية التأمل بالاستعانة بالموسيقى والتخيلات.

3. محاولة إيجاد وقت تقضيه بمفردك:

تَدعم التجارب العلمية فائدة قضاء الوقت بمفردنا وفعلِ الأشياء التي كثيراً ما نعجز عن القيام بها عندما نشعر بالتوتر والإرهاق، أشياء مثل: الإبداع والقوة الذهنية والإنتاجية. فلقد حرمَت جائحة كورونا (COVID-19) العديد من الأشخاص فرصة قضاء الوقت بمفردهم، مما أضاف سبباً إضافياً لشعورهم بمزيد من التوتر وانخفاض قدرتهم على التعامل مع الصعوبات الروتينية.

قد يحتم عليك أن تَعرف التعامل مع الأجواء غير المريحة؛ ولكن يمكِنك تخصيص بعض الوقت لتكون بمفردك مثل: المشي في الخارج أو الذهاب لشراء البقالة.

4. إيجاد التوازن في حياتك:

يمكِن للتوتر أن يقلب حياتنا رأساً على عقب ويُخرجها عن سيطرتنا؛ لكن من الضروري الوصول للاتزان ومعرفة وضعِك جيداً، وإيجاد التوازن بين العديد من مطالب الأُسرة والشريك والعمل والأصدقاء.

إن شعرتَ بارتفاع مستويات التوتر لديك، راجعِ المطالب الواجبة عليك، واحرص على وجود توازن بين كافة جوانب حياتك، وخاصةً الجوانب التي تغذي روحك.

يُعدُّ تضمين استراتيجية كوتشينغ الحياة المعروفة بـ "عجلة الحياة" (life wheel) - وهي استراتيجية تكتب بواسطتها جوانب حياتك على دائرة وهي: النفسية، والروحية، والاجتماعية، والمهنية، والعائلية، والجسدية، والمالية، والشخصية، فتمنحك تمثيلاً مرئياً واضحاً للطريقة التي تعيش بها حياتك حالياً مقارنة بالطريقة التي تراها مثالية لك - طريقةً رائعة للتفكير في الجوانب المختلفة من حياتك، كي تتأكد من أن تَمنح هذه الجوانب جميعها الوقت والاهتمام اللازم.

5. نيل قسط من النوم الهانئ والصحي:

لا تخفى على أحد أهمية النوم وفوائده العظيمة؛ لكن قد يقول أحدهم إنَّ ليلة واحدة يُحرم فيها من النوم ليست بالأمر العظيم، فيغفل عن الأثر السلبي لحرمانه من النوم في أدائه في اليوم التالي. وفضلاً عن ذلك، عندما نعاني التوتر، يكون الحرمان من النوم أول الآثار السلبية الناتجة عنه.

إذا كنتَ تمرُّ بفترة توتر شديد، فمن المحتمل أن يعود السبب إلى زيادة مطالب الآخرين أو العائلة. وقد يحرمك التفكير الكثير في إيجاد الوقت الكافي لإنجاز كلِّ شيء أو التوتر من أن تنعم بنوم هانئ، وفي حال عانيتَ من هذين الأمرِين، فعليك النظر مجدداً في عادات نومك والحرص على اتخاذ إجراءات وقائية تحول دون حدوث ذلك.

هذه بعض الاستراتيجيات للحفاظ على نوم هانئ وصحي:

  • التخطيط مسبقاً.
  • الحفاظ على نشاطك البدني.
  • الامتناع عن المواد المضرة بصحتك.
  • النوم في بيئة ذات حرارة معتدلة.
  • التهوية الجيدة للغرفة.

قبل أن تفكر في تأجيل النوم، تذكَّر أنَّ الأشخاص الأصحاء المتمتعين بحياة متوازنة يحظون بقدر صحي من النوم في حياتهم.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح عملية لتحظى بنوم أفضل وتستيقظ نشيطاً

6. اقتناء حيوان أليف:

هناك الكثير من الأبحاث حول فوائد امتلاك حيوان أليف كقطة مثلاً، حيث يمكِن أن يكون لرعاية حيوان أليف أو الرأفة بجميع الحيوانات أثر إيجابي في مزاجنا وصحتنا النفسية نتيجة إطلاق أدمغتنا هرمون الأوكسيتوسين، أو ما يُسمى هرمون الحب.

صحيح أنَّنا نحصل على هذا الهرمون من العلاقات الاجتماعية الإيجابية بالبشر أيضاً؛ لكن لا يمكِننا التقليل من الأثر العظيم للاهتمام بالحيوانات الأليفة والتواصل معهم، فقد أفاد العديد من مالكي الحيوانات الأليفة بإحساسهم بالصلة التي تربطهم بحيواناتهم والتي تتخطى أيَّة صلة بشرية شديدة الأثر؛ بل قد يكون أثرها أكبر من الصلة مع البشر.

إضافة إلى ذلك، من المرجح أن يعزز امتلاك حيوان أليف عادات صحية أخرى مثل بعض مما تحدَّثنا عنها أعلاه كالتنزه في الخارج في كثير من الأحيان، وزيادة نشاطك البدني. وأما على المستوى الاجتماعي، يؤدي التواصل مع الأصدقاء والجيران الذين تشاركهم محبة الحيوانات إلى إيجاد علاقة متبادلة، وهو عامل وقائي آخر في محاربة التوتر.

الخلاصة:

تَفرض الحياة في عصرنا هذا علينا الكثير من المطالب التي تسبب لنا التوتر خلال فترات مختلفة من حياتنا، حيث يتطلب الحفاظ على سلامتنا الجسدية والنفسية والروحية نهجاً جديداً ومتجدداً بين الفينة والأخرى.

إذا خصصتَ الوقت الكافي يومياً للاهتمام بنفسك للمستقبل من خلال استراتيجيات الرعاية الذاتية، فستجني الفوائد أضعافاً مضاعفة، وإنَّ تعلُّم كيفية تقليل التوتر في حياتنا هو عملية تتطلب إعادة النظر فيها مراراً وتكراراً، وتتحسن في كلِّ مرة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة