كيف تتحقق من صحة المحتوى والأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي؟
يعتبر اليوم أهم مصدر من مصادر الخبر وأسرعها انتشاراً المعلومة التي قد ننقلها لأشخاص مقربين وقد تكون حديث الشارع خلال ساعات بسيطة، أو يمكن أن نصّور فيديو خاصاً نرسله عبر الواتساب فنجده بعد ساعات قد رفع على اليوتيوب ولا نعلم كيف نُقِل هذا الخبر وانتشر بشكل سريع، إنه عالم التواصل الاجتماعي الذي يحمل كل قيم الإعلام ومفاهيم النشر، ولكن هذه المرة تقع المسؤولية على عاتق المستخدم نفسه بالتحري والتحقق من كل ما يقرأه أو يصل له.
أولاً: كيف تتحقق من صحة الأخبار المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي؟
1. تَحَرَّى المصدر:
بالغالب يكون المصدر رابط موقع ما، تأكد أنّ الرابط غير مضرّ ولا يحمل أي فيروسات فقد تكون بعض الأخبار هدفها تحفيزك على الضغط على الرابط ومن ثمّ يتم اختراق حساباتك، لو كان الرابط لموقعٍ موثوق عليك بقراءة نبذة عن الموقع والتعرف على الأخبار المنشورة ومن ثمّ تقرر مصداقية المصدر من عدمها.
2. اعرف ما وراء الخبر:
معرفة ما وراء الخبر أمرٌ مهم، لا ننسى أنّ الأخبار الصحفية لها دوافع في النشر مثل تلبية الفضول في بعض الأحيان، بينما تسعى وسائل الإعلام للتعريف بخبر ما وقضية تهمّ أكبر قَدَرٍ من الأشخاص على الإنترنت وتُقَدِّمُ لهم المعلومة بشكلٍ مختصر، لذلك حلّل ما تقرأه وتعرّف على دوافع النشر وتاريخ النشر هل هو قديمٌ أم خبرٌ حديث.
3. اعرف مصداقية الكاتب:
يلعب دور الثقة في الكتابة على الإنترنت عاملاً مهمّاً في معرفة الأسلوب الذي يكتب به الشخص والوصول إلى أرشيف مقالاته، ومن خلالها يمكن معرفة مصداقيّة الكاتب من عدمها، في بعض الأحيان هناك أسماء لا وجود لها وقد تكون هي من نشرت أخباراً مُلفَّقة ويمكن استشارة المختصين لمعرفة رأيهم.
4. تدعيم القصة:
يلجأ معظم ناشري الخبر إلى الأدلّة، القصص والأخبار القوية لها مضمون ومصادر موثوقة معروفة، عدم وجودها ينقصها قدرها وصحتها.
ثانياً: التحقق من المحتوى قبل نشره على وسائل التواصل الاجتماعي
ربما تمرّ الكثير من الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تجعلنا نشكّ للحظةٍ أنها حقيقة، لذا أصبحت قنوات الأخبار توظّف فريقَ عَمَلٍ للتحقّق من صِحَّةِ هذه المواد (News Validation and verifcation) باستخدام العديد من المهارات التقنية والتحريرية قبل نشرها، خصوصاً أننا في وقت سيل الأخبار وتدفقها من المستخدمين (user generated content). ولذا أصبح الصحفي يتأكّد حتى من السياق والرواية التي أسندت في القصة الصحفية، وهنا نأتي لبعض الطرق للتحقق من المحتوى:
- راجع دائماً جودة المحتوى المقدم لك من دقة الصورة وكذلك الصوت، غالباً معظم المواد المفبركة جودتها بسيطة.
- تأكّد من ملابس الأشخاص الذين تمّ تصويرهم، إذ قد يساعدك ذلك على معرفة فصل التصوير كالملابس الشتوية التي تدلّ على الشتاء.
- يتم دراسة الخلفية المحيطة بالفيديو أو الصورة ويتمّ الاستعانة بمواقع مثل google images وموقع tineye لمعرفة أوقات التقاط الصُّوَر.
- البحث عن المستخدم أو صاحب المحتوى، هل هو شخص موثوق؟ هل لديه خبرة في المجال الصحفي؟
- البحث عن نفس القصة من مصادر أخرى، فدائماً في العمل الصحفي نبحث عن تكرار القصة بنفس الوقت وبنفس المضمون وقد يكون ذلك غير صحيح.
- حاول دائماً أن تطلب من المستخدم معلوماتٍ عن حقوق المحتوى، قد يؤدّي استخدامك لمحتوىً لا تملكه إلى المساءلة القانونية.
- بعض المحلّلين يقتنعون بصحّة المحتوى لو كان معه صوت عن طريق اختبار اللهجة أو اللغة، ومنها يتم الوصول لصحة الخبر من عدمه.
- بعض الأحيان يساعد ظهور وسائل المواصلات على معرفة ظروف المنطقة التي التقط بها الفيديو أو الصورة.
ختاماً: مواقع التواصل الاجتماعي والتقنية تطورت بشكلٍ كبيرٍ، وحتى لا تقع بالخطأ احذر قبل أن تنشر.