كيف تتحقق سعادتك عبر إسعاد الآخرين؟

نشأت كلمة موديتا (mudita) من اللغتين السنسكريتية والبالي، وعلى الرغم من أنَّه ليس لها مقابل حرفي في اللغة العربية، إلا أنَّها تعني أن تستمد الفرح من إسعاد الآخرين؛ فهذه الممارسة متجذرة بعمق في الثقافة الشرقية، كما أنَّها اعتقاد راسخ في العديد من مجتمعات اليوغا، وتدعو الجميع للنظر إلى ما وراء أنفسهم وسعادتهم الشخصية، واستمداد سعادتهم من فرحة الآخرين.



فهي تشجعنا على النظر إلى ما هو أبعد من أي معاناة أو ألم أو خوف أو خسارة نعايشها حالياً، والتركيز بدلاً من ذلك على الشعور الأعمق في الفرح الذي يعيشه جميع الناس، لنستمد بذلك سعادتنا من فرحهم بحق.

هناك طرائِق عدة للتمتُّع بالعافية في حياتك الخاصة، وتثقيف الآخرين، وبناء العلاقات داخل مجتمعك:

1. اليوغا والحركة:

يؤدي تحريك جسدك إلى إيقاف الثرثرة التي تدور في عقلك، مما يخلق توازناً عاماً مع تقليل التوتر والجهد داخل الجسم، وتعدُّ اليوغا موجودة في حياتنا دائماً، سواء كان ذلك من خلال ممارسة اليوجا ذاتها، أم التعامل بلطف مع من حولنا.

ويبدأ الأمر بمعالجة الجسد أولاً، وذلك عبر ممارسة التمرينات وإيجاد الأعشاب التي تحافظ على التوازن والممارسات التي تجلب السعادة في الأوقات الصعبة؛ ومن أجل فعل الخير في العالم، يجب على المرء أن يبدأ بنفسه أولاً، فهل تقوم بمهام تجعلك تشعر بالرضا؟ وهل تتناول طعاماً صحياً وتمارس الرياضة في روتينك الأسبوعي؟ فالطقوس الصغيرة التي تقوم بها، تُحدِث فارقاً كبيراً في حياتك اليومية؛ حيث تبدأ العافية عموماً من داخلك وعندها فقط يمكن أن تشع في مجتمعك ومن حولك.

شاهد بالفديو: 5 تصرّفات تستطيع القيام بها لتشعر بسعادةٍ أكبر

2. الغذاء الصحي والمجتمع:

يُعدُّ الطعام وسيلة شائعة للمشاركة في المجتمع وبنائه، فمن خلال مشاركة الوصفات والأطباق الصحية مع مَن حولك، تستمد السعادة عندها من إسعاد الآخرين؛ علاوة على ذلك، تتيح مشاركة الوصفات الثقافية - من جميع أنحاء العالم - لأي شخص تذوق طعام بلد جديد وإلقاء نظرة على تقاليده.

يعزز تحضير الأطباق وتغيير بعض المكونات للأفراد الذين يعانون من الحساسية أو من مشكلات صحية انتشار نمط حياة صحي في المجتمع، فالصحة البدنية والنفسية مكونان هامان للصحة العامة، واستخدام الغذاء كدواء هو وسيلة للقيام بذلك؛ حيث إنَّ محاولة إضافة المزيد من الخضروات أو إيجاد بدائل صحية لوصفاتك المفضلة هي طريقة رائعة لتعزيز صحة وعافية من تهتم لأمرهم في الحياة اليومية، وتُعدُّ مشاركة وجبة أعددتها بكل حب سبيلاً لتمنح وتتشارك مع غيرك وتجمع بين جميع الناس.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: 7 استراتيجيات لتناول الطعام الصحي

3. الصحة النفسية:

للحالة العاطفية والنفسية القدرة على جعل المرء يشعر بالارتباط بالآخرين، من خلال المشاعر المشتركة أو خلق إحساس بالعزلة والوحدة العميقة، فجميع البشر تقريباً عايشوا هذه التجربة؛ أي الشعور المشترك بالفرح أو الحزن أو الغضب، بالإضافة إلى مشاعر العزلة التي قد تأتي من خسارة شخص ما أو اكتئاب أو قلق؛ ونظراً لأنَّ مفهوم الموديتا (mudita) يعتمد على الآخرين خارج نطاق ذاتك للعثور على سعادة عميقة ودائمة، يجب أن يكون مرتبطاً ارتباطاً جوهرياً بكيفية تعاملنا مع صحتنا العاطفية والنفسية.

ونظراً لأنَّ طبيعة الاكتئاب والقلق والصدمات والخسارة والعديد من الصراعات العاطفية والعقلية الأخرى متجذرة في العزلة والشعور بالوحدة، فإنَّ الترياق هو المجتمع، والدواء هو استمداد السعادة من إسعاد الآخرين، فرحلة الشفاء ليست رحلة تخوضها وحدك؛ إنَّما تعتمد أيضاً على مساعدة ودعم الآخرين، ومن خلال التجارب المشتركة، يتيح دعم الأحباء والمساعدة من المتخصصين في الصحة النفسية إمكانية العثور على الفرح في أحلك الظروف، فتصبح بذلك الرحلة إلى العافية أسهل عندما يسير الآخرون معنا، سواء في الأيام العصيبة، أم في تلك الأيام التي يبدأ فيها نور الأمل بالسطوع مرة أخرى.

المصدر




مقالات مرتبطة