كيف تتحرر من رغبتك بإرضاء الناس؟

أنا الآن في طريقي للتعافي من محاولة إرضاء الناس، بعدما بذلت ما في وسعي لمساعدتهم على حساب سلامتي وعافيتي، وأنا أيضاً انطوائية؛ لذلك إنَّ وضع الحدود والتحدث علناً ليس أمراً بتلك البساطة بالنسبة إلي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة ديسي سيمونس (DAISY SIMONIS)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في الكفِّ عن إرضاء الآخرين.

اليوم وبينما كنت في مكتبي، أدركت ضرورة تغيير حياتي بعدما طلبت مني زميلاتي أن أشم رائحة قمصانهن للتأكد من عدم وجود رائحة تعرُّق تنبعث منها.

صفات الشخص الذي يُرضي الناس:

هو الشخص الذي يبذل قصارى جهده لإسعاد الآخرين، إنَّه يحاول جاهداً فعل كل شيء على الوجه الصحيح، وغالباً ما يكون ذلك على حساب وقته أو ماله، وإذا كانت هذه الصفات الآتية تنطبق عليك، فمن المرجح أنَّك تريد إرضاء الناس:

  • لا تستطيع قول لا.
  • تكثر من الاعتذار.
  • تريد أن تحظى بمزيد من الحب والتقدير من قبل الآخرين.
  • لست صاحب رأي مستقل.
  • تشعر بأنَّك مسؤول عن عواطف الآخرين.
  • تقدم المساعدة، وإن كنت مشغولاً.

إنَّ كل ما تريده هو جعل الجميع حولك سعداء، ويكاد الأمر أن يصبح إدماناً، وكثيراً ما يبدأ بأمور صغيرة، مثل: الاعتذار قبل طرح سؤال، أو تحملك مسؤولية تنظيم حفلات عيد ميلاد ثلاثة أصدقاء، أو حتى صمتك وخنوعك في العمل إن سرق أحدٌ فكرتك.

ثم في يوم من الأيام، تنظر إلى تقويمك وقائمة مهامك وتدرك أنَّ كل شيء فيهما مخصَّص للآخرين، وأنت تدرك أنَّك تفعل المستحيل من أجل الآخرين.

لم يكن لدي وقت لنفسي، فانتهى بي المطاف في المكتب أشم رائحة قمصان زميلاتي، إذ لم أستطع رفض طلباتهن؛ لأنَّ طلبات الآخرين واحتياجاتهم كانت أهم من احتياجاتي، ما أدى في النهاية إلى تدمير إحساسي بقيمتي، وثقتي بنفسي، ومع ذلك، عندما تصل إلى الحضيض، فإنَّ الطريقة الوحيدة للتعافي هي الصعود نحو الأعلى.

أثار موجز عن المخاوف الصحية أفكاري عن الطريقة التي أردت أن أقضي بها وقتي؛ أردت أن أستيقظ يوماً ما لأجد متسعاً من الوقت لنفسي، أو أن أذهب إلى الفراش فخورة بإنجاز هدف شخصي يخصني وحدي، وكن على يقين، لن يقوم أحد بهذه المهمة نيابة عنك، فأنت الوحيد المسؤول عن حياتك، ولكي تكون على قدر المسؤولية، عليك وضع حد للناس في حياتك، وإدراك كفاءتك، وعدم حاجتك إلى تقديم فروض الولاء والطاعة لنيل قبول الآخرين واستحسانهم.

إقرأ أيضاً: 7 عادات فعالة لتتوقف عن إرضاء الآخرين

كيف بدأتُ في التحرر من قيود إرضاء الناس؟

إن كان بإمكاني أن أقول نعم للأشياء البسيطة، فأنا متأكدة من أنَّني أستطيع أن أقول لا أيضاً، وفي المرة القادمة التي يطلب مني أحدهم خدمة صغيرة قائلاً: "ديسي، هل يمكنك إحضار غسيلي في استراحة الغداء؟" سوف أرفض الذهاب.

إذا كان بإمكاني أن أتفق مع رأي شخص آخر، فأنا متأكدة تماماً بأنَّني أستطيع التعبير عن رأيي الخاص، وفي المرة التالية التي أجري فيها محادثة مع شخص ما، سوف أتخذ موقفاً إن تحدَّث عن أمر أؤمن به.

إذا كان بإمكاني الاعتذار عن كل حدث جرى عن طريق الخطأ، فأنا متأكدة من أنَّني أستطيع ترك هذه العادة إذا لم يكن ذلك خطئي، لمَ أعتذر، لكنَّ إظهار التعاطف مع أحد أفراد الأسرة الذي يمر بوقت عصيب هو قصة مختلفة.

كل خطوة اتخذتها ساعدتني على اكتساب المزيد من الثقة في قدرتي على تغيير مستوى ثقتي بنفسي؛ فقلت لنفسي عشرات المرات أنَّني على قدر كبير من الكفاءة، وبدأت الاعتماد على قبولي لنفسي بدلاً من قبول الآخرين لي، وتوقفت عن قول إنِّي لا أستطيع، واستبدلتها بقول لا أريد فعل ذلك لوضع حدود واضحة.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين

عدم معرفة الفرق بين إرضاء الناس واللطف البسيط:

كنت أقف إلى جانب أصدقائي وزملائي عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، ولكن لم أكن مضطرة إلى خدمتهم باستمرار على حساب حياتي؛ فإرضاء الناس ليس سلبياً بطبيعته، إلا عندما تتجاهل إحساسك بنفسك، وتعطي الأولوية لأيِّ شخص آخر.

عندما أدركت أنَّني ما زلت أستطيع إظهار اللطف عندما أريد - بدلاً من الشعور بأنَّه كان عليَّ القيام بذلك - تغيرت حياتي تغيراً جذرياً ومنحت نفسي الأولوية، ويُعَدُّ هذا هامَّاً في طريق التعافي من حبي الزائد لإرضاء الناس.

في الختام:

إنَّه لشعور رائع أن تدرك عدم مسؤوليتك عن حياة الآخرين، ولقد بدأت بالتعافي من هذه الرغبة بإرضاء الناس، وأنا سعيدة، سعيدة بمعرفة أنَّني أقدِّر وأحترم ذاتي، وأعطي الأولوية لاحتياجاتي ورغباتي، وأساعد الأشخاص الهامين في حياتي، أنا شخص يتعافى من إرضاء الناس، ويمكنك أن تفعل ذلك أيضاً.




مقالات مرتبطة