كيف تتجنب الإرهاق في العمل؟

نشعر جميعنا في مرحلة ما بالإرهاق؛ فله تأثير سلبي في كلِّ شيء تقريباً في حياتك، ومن ذلك أدائك وسلوكك وتحفيزك، فإذا لم تفهم سبب إرهاقك، وأجريت التغييرات المناسبة، فقد يكون له مخاطر كبيرة؛ فالإرهاق في العمل مشكلة حقيقية، وفي أثناء الحجر الصحي جميعنا معرضون لخطر الإرهاق؛ لذا اسعَ للتعرف إلى مسببات الإرهاق وكيف يمكنك علاجه.



لماذا نشعر بالإرهاق في العمل؟

يمكن أن يحدث الإرهاق في العمل لأسباب مختلفة، وعندما تفهم سبب شعورك بالإرهاق، فمن السهل إبطال تأثيره والعودة لتقديم أفضل ما لديك.

أسباب الإرهاق:

قد تواجه الإرهاق إذا كان مكان عملك فوضوياً أو غير فعال؛ فمن المتعب أن تعمل في بيئة عمل سريعة الوتيرة، وتسبب التوتر يوماً بعد يوم، وخاصةً إذا لم تكن قادراً على التحكم بجدولك الزمني أو جوانب أخرى من عملك، وإذا كنت تواجه صعوبة في التواصل الجيد مع زملائك أو مديرك في العمل، فقد تزداد الأمور سوءاً.

يعدُّ عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية سبباً محتملاً آخر للإرهاق، وقد يؤدي كثير من العمل وقلة وقت الراحة إلى الإرهاق، ويؤدي نقص الدعم الاجتماعي دوراً أيضاً في ذلك، كما أنَّ العمل في مهنة لمساعدة الناس، مثل: التمريض أو وظائف العمل الاجتماعي أو التعليم أو مواجهة صعوبة في وضع الحدود لعملك، يمكن أن يساهم في الإرهاق أيضاً.

تأثير الإرهاق على الأمد القصير:

إذا كنت تعاني من الإرهاق، فقد لا تشعر بالاهتمام بعملك أو بأيِّ أنشطة متعلقة به، ولا يمكنك الشعور بأيِّ حماسة للمشاريع التي أثارت حماستك في السابق، وتواجه صعوبة في التركيز في العمل، ونتيجة لذلك يتراجع أداؤك؛ إذ يمكن أن يتسبب الإرهاق في الشعور بالتعب والاستنزاف، وانخفاض الطاقة، وقد تعاني أعراضاً جسدية، مثل: آلام المعدة أو الصداع، وهذه كلُّها علامات تدلُّ على أنَّك منهك.

تأثير الإرهاق على الأمد الطويل:

كلَّما طالت مدة شعورك بالإرهاق، ساءت الأمور؛ فقد أظهر أحد الاستطلاعات أنَّ 76% من الموظفين قد عانوا نوعاً من أنواع الإرهاق، ويُرجح أن يأخذ هؤلاء الموظفون يوماً مرضياً بنسبة 63%، ويزيد احتمال دخولهم غرفة الطوارئ بنسبة 23%، ويزيد احتمال بحثهم عن وظيفة جديدة بنسبة 2.6 مرة أكثر من أقرانهم.

فإذا كنت تشعر بالإرهاق، فلا تنتظر حتى تتحسن الأمور؛ بل اتخذ إجراء لمعالجة الإرهاق الذي تمر به الآن، فإذا لم تفعل ذلك، فمن المحتمل أن يؤدي هذا الإرهاق إلى عرقلة حياتك المهنية بأكملها.

شاهد بالفيديو: 7 استراتيجيات للتعافي من إرهاق العمل

كيفية منع حدوث الإرهاق:

يمكنك تجنب الإرهاق باتباع هذه الخطوات البسيطة:

1. تحديد الأسباب الجذرية للإرهاق:

إذا كنت تشعر بالإرهاق، وترغب في علاجه نهائياً، فأنت بحاجة إلى معرفة السبب الجذري له؛ فهل أصابك الإرهاق بسبب الفوضى في مكان العمل؟ أم بسبب اختلال التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟ أم كليهما؟ أم لا هذا ولا ذاك؟ فمن المستحيل التخلص من حالة الإرهاق لديك نهائياً ما لم تجد السبب الأساسي وتعالجه؛ لذلك يجب أن تكون هذه دائماً خطوتك الأولى.

2. طلب المساعدة:

يمكن أن يصيبك الإرهاق بسبب العمل المفرط، لكن بتعلم التفويض لن تشعر بالضغط نفسه لإنجاز كلِّ شيء. فإذا واجهتك مشكلة في طلب المساعدة، فابدأ بشيء صغير، واعثر على زميل عمل أو صديق موثوق به لإنجاز بعض الأعمال عنك، فهذه طريقة ذكية لجعل قائمة مهامك أكثر قابلية للإدارة حتى لا تتعرض للإرهاق.

إقرأ أيضاً: أسباب الإرهاق أثناء العمل وطرق التخلص منه

3. وضع توقعات واقعية لأعباء العمل:

يعدُّ وضع توقعات واقعية لأعباء العمل أحد أفضل الطرائق لتقليل الإرهاق أو منعه؛ لذا ابدأ بتعلم مهارات إدارة الوقت، وأنشئ سجلاً لكيفية قضاء وقتك في العمل حتى تتمكن من معرفة كيف تقضيه بالضبط؛ سيساعدك هذا على معرفة مقدار ما يمكنك تحقيقه واقعياً كلَّ يوم، وأيِّ تغييرات تحتاج إلى إجرائها لإنجاز العمل.

من المفيد أيضاً تحديد مواعيد نهائية واقعية؛ فعندما يكون لديك مشروع جديد للعمل عليه، قدِّر تاريخ تسليمه بالتفكير في المشاريع المماثلة التي أنجزتها في الماضي والمدة التي استغرقتها، وستحتاج أيضاً إلى مراعاة الوقت المناسب لأيِّ مشاريع أخرى تعمل عليها في الوقت نفسه، وبتحديد مواعيد نهائية واقعية لن تضطر إلى الضغط على نفسك بشدة في محاولة إنهاء العمل في الوقت المناسب.

يجب عليك أيضاً تعلُّم كيفية التواصل مع مديرك في العمل عندما تكون توقعاته وأعباء عملك غير منطقية في أسرع وقت ممكن، والتحدث عن أسباب قلقك باحترام، واقترح خياراً بديلاً، كأن تطلب مساعدة زميل آخر في إنجاز مشروع لن تتمكن من إنهائه في الوقت المحدد، ومن المحتمل أنَّ مديرك سيقدر صدقك، والتزامك بإنجاز العمل إنجازاً جيداً؛ فإنَّ تعلُّم كيفية تحديد توقعات ومواعيد نهائية واقعية، سيساعدك على تقليل التوتر، ممَّا يمنع الإرهاق عامة.

إقرأ أيضاً: 4 طرق لاستعادة التركيز والتوازن عندما يضربك الإرهاق في العمل

4. المبادرة بإجراء التغيير:

لا يمكنك تجاوز الإرهاق بسهولة؛ لذلك لن تتحسن الأمور إلا إذا أجريت تغييراً؛ لذا بادر بإجراء تغييرات مستمرة في نمط حياتك لدعم صحتك الجسدية والعقلية، وتجنب الإرهاق، وقد يشمل ذلك التمرين أو ممارسة تمرينات اليقظة الذهنية أو أيِّ نشاط آخر هام بالنسبة إليك في أثناء سعيك إلى تجنُّب الإرهاق في العمل؛ إذ يمكن أن يساعد الاستثمار في نفسك أيضاً على منع الإرهاق لأنَّك تعزز ثقتك بنفسك.

المصدر




مقالات مرتبطة