كيف تؤثر عبارات الدعم الإيجابية في معتقداتك؟

دعنا نضع تعريفاً أساسياً لعبارات الدعم الإيجابية: "عبارات الدعم الإيجابية هي تذكير للقلب والعقل والجسد بأنَّ التفاؤل هو الحالة الطبيعية، ففي عالم مليء بالتهكم والسلبية من السهل نسيان أنَّ كل يوم هو عبارة عن نعمة حتَّى ولو كانت النعمة خفية إلى حدٍّ ما، تُذكِّرنا الثقافة الشعبية والأخبار وأحياناً الأشخاص المحيطون بنا بحقيقة أنَّ العالم يمكن أن يكون مكاناً خطيراً ومخيفاً، لكن تساعدنا عبارات الدعم الإيجابية على إنشاء توازن في جوانب الحياة الإيجابية والسلبية".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "ستيفن أتشيسون" (Steven Aitchison)، ويُحدِّثنا فيه عن أثر عبارات الدعم الإيجابية في المعتقدات.

إنَّ ترسيخ عبارات الدعم الإيجابية في حياتنا ليست بالأمر السهل كما قد يبدو؛ فقد نشأنا على التركيز على الأشياء الخطرة المحيطة بنا، فكر مثلاً في أسلافنا من رجال الكهوف الذين كانوا عُرضةً دائماً لخطر الافتراس أو عدم وجود ما يكفي من الطعام.

من أجل البقاء على قيد الحياة كان يجب على أسلافنا أن يتعلموا اكتشاف الخطر وتداركه في جميع الأوقات مثل معظم الحيوانات، لقد تمسكنا نحن البشر نفسياً بهذا القلق بشأن الأشياء الخطرة على الرغم من أنَّه بالنسبة إلى معظمنا لم تعد هناك حاجة ملحة لتوخي الحذر في معظم الأوقات.

إنَّ عبارات الدعم الإيجابية هي ببساطة تذكيرات لفظية أو ذهنية أو حتَّى جسدية بأنَّ الحياة جيدة بطبيعتها، وأنَّنا نستطيع التخلي عن المخاوف التي ورثناها عن أسلافنا، فمع عبارات الدعم الإيجابية نتذكر حقيقة أنَّ القيم تحيط بحياتنا وأنَّه يوجد لدينا سبب للأمل، ومع ذلك فإنَّ عبارات الدعم الإيجابية هي أكثر من ذلك بكثير؛ لأنَّها تحدد الإجراءات التي نتخذها والأفكار التي نفكر فيها والقيم التي نمتلكها؛ لأنَّها بطبيعتها مرتبطة بمعتقداتنا.

كما قال الزعيم الروحي "مهاتما غاندي" (Mahatma Gandhi): "تتحول معتقداتك إلى أفكار، وأفكارك إلى كلمات، وكلماتك إلى أفعال، وأفعالك إلى عادات، وعاداتك إلى القيم التي بدورها تحدد مصيرك".

كم مرة قلت لنفسك وللآخرين من حولك:

  1. أنا لا أجيد ذلك.
  2. لا أستطيع أن أفعل ذلك.
  3. أنا لست ذكياً جداً.
  4. أنا لست ذا مظهرٍ جيد.
  5. أتمنى لو كنت مثلهم.
  6. سأفعل ذلك عندما أملك المال.

هذه كلها أمثلة عن العبارات غير الداعمة والسلبية التي نستخدمها يومياً بطريقة أو بأخرى، فإنَّ حديثك الذاتي هو الذي يحدد المعتقدات التي ستملكها حيال نفسك والآخرين وحتَّى العالم من حولك، وعبارات الدعم التي تستخدمها في الحياة اليومية سواء أكانت بوعي أم دون وعي هي التي تحدد معتقداتك التي ستقرر في النهاية مدى نجاحك في أي مجال من مجالات حياتك.

أهمية المعتقدات:

واحدة من أكبر الهِبَات التي منحها الله لنا في الحياة هي إمكانية تغيير معتقداتنا؛ فمعرفة أنَّنا نستطيع تغيير المعتقدات معدومة الفائدة التي كانت راسخة في داخلنا لسنوات هي معلومة رائعة يجب أن نكون على دراية بها.

لدينا معتقدات معينة في داخلنا تسلبنا قوتنا وهذا ما نريد النظر إليه لاكتشاف طرائق يمكن من خلالها إضعاف المعتقدات المحبطة أو التخلص منها تماماً وتبني معتقدات جديدة في حياتنا الخاصة.

تشكل معتقداتنا واقعنا؛ فواقعك مختلف عن واقعي تماماً، ومختلف أيضاً عن واقع شريكك وزملائك في العمل وأطفالك وجميع الأشخاص من حولك، أنت فريد بالنسبة إلى نفسك، والشيء الذي يجعلك مختلفاً هو المعتقدات التي تملكها حيال عالمك؛ لذا فكر في ذلك للحظة فأنت مَن أنشأتَ واقعك والشخص الذي أنت عليه اليوم، قد يربكك هذا الأمر قليلاً لكن إذا فكرت فيه حقاً فسوف تدرك ما يعنيه ذلك؛ إذ يعني أنَّك إذا كنت أنت مَن أنشأت حياتك في المقام الأول فبإمكانك تغييرها أيضاً.

حالتك الجسدية تتغير بتغير معتقداتك:

يروي الطبيب والكاتب الأمريكي "برنارد سيجل" (Dr. Bernard Siegel) قصصاً عن مرضى يعانون اضطراب تعدد الشخصيات حيث تغير لون عينيهم مع تغير شخصيتهم، لقد طوروا أيضاً أعراضاً جسدية مثل مرض السكري لمجرد أنَّهم تغيروا من شخصية إلى أخرى، وكان لكل منهم معتقدات مختلفة تماماً عن أنفسهم.

لقد دل ذلك على مقدار عمق ترسخ معتقداتنا، وكان هناك كثير من الأدلة التي تدعم ذلك، فإذا قرأت أياً من كتب الطبيب برنارد فسوف تدرك قوة المعتقدات؛ لذلك هذا لا يُظهر أنَّ المعتقدات موجودة في أذهاننا ويمكن أن تؤثر فيها فقط، لكن يمكنها أن تؤثر في أجسادنا أيضاً، إنَّها قوية للغاية في حد ذاتها؛ لذا من الهام أن تتعلم أشياء عن نفسك من خلال معتقداتك قدر المستطاع، وبعد ذلك إذا شعرت أنَّه من الضروري أن تتغير فغيِّرها أو تبنَّ معتقدات جديدة.

دعنا نفكر في تأثير العلاج الوهمي، حيث يكون هنالك مجموعتين من المرضى الذين أُعطوا مجموعتين من الحبوب المختلفة، وتكون قد أُعطَت إحدى المجموعتين حبة سكر وقيل لها إنَّ هذه الحبة ستساعدهم في شفاء حالاتهم كالألم أو الاكتئاب أو ما إلى ذلك، وأُعطَت المجموعة الأخرى دواء حقيقياً لعلاج حالتهم.

ما وجده العلماء مراراً وتكراراً منذ عام 1955 عندما صيغَت عبارة "تأثير العلاج الوهمي" هو أنَّ 50-60% من المرضى يستجيبون لأقراص الدواء الوهمي - أي حبوب السكر - لذلك كان لها التأثير المطلوب في معالجة الحالة على نحو إيجابي، ومن هنا نرى مدى قوة المعتقدات، وهذا لا يعني أنَّ البشر أغبياء؛ بل يعني فقط أنَّنا نخدع أنفسنا بقوة ذهننا من خلال الاعتقاد بأنَّ حبة السكر ستساعدنا؛ لذا فإنَّ ما يعنيه هذا حقاً هو أنَّ المعتقدات هي أشياء مترسخة في ذهنك، وتعلم على وجه اليقين بأنَّها صحيحة تماماً، وتثير إحساساً عميقاً في داخلك.

شاهد: كيف تحفز نفسك وتحثُّها على النجاح؟

المعتقدات هي أشياء تعلم على وجه اليقين بأنَّها صحيحة تماماً:

إذا قلت إنَّك شخص ذكي فإنَّ ما تقوله حقاً هو أنَّك تشعر بأنَّك شخص ذكي، فيسمح لك هذا الشعور باليقين بالاستفادة ممَّا تتمتع به في داخلك؛ ممَّا يسمح لك بإظهار الشعور بالذكاء، ومن ثمَّ التفكير واتخاذ الإجراءات بطريقة مختلفة؛ أي من منظور شخص ذكي، أو على الأقل تصورك للطريقة التي يتصرف بها الشخص الذكي.

صيغة المعتقد:

صيغة المعتقد هي:

التصور + الدليل + التكرار + الوقت = المعتقد

لتوضيح هذه الصيغة سوف أخبرك قصة عن فتاة تدعى "شارون" (Sharon) تبلغ من العمر 22 عاماً، لم تصدق شارون أنَّها جذابة على الإطلاق، وهذا ما يعتقد به معظم الناس في العالم اليوم من الذكور والإناث على حد سواء، وذات يوم في أثناء وجودها في العمل أثنى عليها أحد أصدقائها وقال لها إنَّها تبدو جميلة وجذابة، لقد فاجأها هذا الكلام؛ لكنَّها لم تفكر فيه حقاً حينها، ومع ذلك عندما عادت إلى المنزل في تلك الليلة نظرت إلى المرآة وفكرت فيما قاله صديقها واعتقدت بأنَّها تبدو أجمل بقليل ممَّا كانت عليه سابقاً، بعد عدة ليالٍ خرجت مع أصدقائها إلى مطعم واقترب منها رجل وسيم وأثنى عليها أيضاً، وقد أصابتها الدهشة فعلاً.

بدأت شارون في التفكير في الأحداث الأخيرة وفي التساؤل وتحدي تصورها لمعتقداتها حيال نفسها، فقد أدت هذه الأمور الصغيرة إلى ترسخ إيمان شارون بذاتها، بعد ذلك بدأت برؤية نفسها بطريقة أخرى وتمكنت من إدراك أنَّها تبدو جميلة بالفعل.

لقد كانت هذه بداية تشكيل معتقد جديد عن نفسها، وبعد بضعة أسابيع قالت لها والدتها إنَّها خلال الأشهر القليلة الماضية ظهر عليها اختلاف ملحوظ في مظهرها وإنَّها تبدو رائعة، لقد كان من غير المعتاد لوالدتها أن تثني عليها وكانت قادرة على تلقي هذا الثناء بطريقة إيجابية؛ لذلك استطاعت شارون ترسيخ هذا المعتقد الذي حصلت عليه في الأشهر القليلة الماضية في ذهنها.

لقد أصبحت تؤمن بأنَّها جذابة الآن، وبسبب تكوين هذا المعتقد - بأنَّها جذابة - الذي عززه ثناء الآخرين بدأت شارون بالتصرف بطريقة مختلفة، وكان هذا كله نتيجة إيمانها الجديد بنفسها، لقد أثر هذا التغيير في تفكيرها، وبدأت بالتفكير بثقة أكبر ومواجهة تحديات أكبر في الحياة.

كما ترى كان لدى شارون تصور عن نفسها وعن مظهرها، وقد تغير هذا التصور؛ لأنَّ ثناء الآخرين عليها أجبرها على إعادة النظر في تصورها، ومع مرور الوقت واستمرار الأدلة شكَّلت معتقداً جديداً عن نفسها.

التصور + الدليل + التكرار + الوقت = المعتقد

تبيِّن قصة شارون أنَّ المعتقدات قد تتشكل طوال سنوات اعتماداً على المرحلة التي نكون فيها في الحياة، إذا نظرت إلى التغيير الذي حدث لشارون فقد تمكَّنَت من تحدي تصوراتها ومعتقداتها الخاطئة عن نفسها من خلال عوامل تعزيز خارجية، وهذا ما يحدث لك؛ وذلك لأنَّ معتقداتك ستكون إمَّا إيجابية أو سلبية، وإذا كنت من النوع الذي يبدو فيه عالمك كئيباً ومظلماً وبائساً فذلك لأنَّ معتقداتك تحتاج إلى تغيير فيما يخص نفسك والعالم من حولك.

ما يحدث ليس ذو أهمية؛ بل ما يهم هو كيفية تفاعلك معه، فاعلم أنَّ الناس قد يمرون بتجارب مروعة، لكن كلما كانت تلك التجارب مؤلمة زادت الحاجة إلى مساعدة أشخاص متخصصين، ومع ذلك في الحياة اليومية العامة إذا كان لديك معتقدات مقيدة في حياتك فيمكنك تغييرها (إذا كنت ترغب في ذلك) من خلال تغيير معتقداتك فقط.

طاولة المعتقدات:

يستخدم المؤلف الأمريكي "توني روبينز" (Tony Robbins) استعارة لتكوين المعتقدات تسمى "استعارة الطاولة"؛ فهي ببساطة تعني أنَّه يوجد أمامك سطح طاولة وهمي يمثل تصوراً عن نفسك، في حالة شارون ربَّما غُرِس هذا التصور عندما أثنى عليها زميلها في العمل، وفي هذه المرحلة كان ذلك مجرد "سطح طاولة" ليس فيها أي دعم، لكن بعد أن تلقت شارون المزيد من الإطراءات خلال الأسابيع التالية التي عززت الصورة الإيجابية فيها، أدى ذلك إلى تشكيل "أرجل الطاولة"؛ أي تصورها، لقد أصبحت الآن قادرة على دعم صورتها الذاتية الإيجابية، وتحولت هذه الفكرة إلى معتقد عن نفسها؛ فهذه هي الطريقة التي تتشكل بها المعتقدات.

تكوين المعتقدات:

عندما نكون صغاراً في السن تتشكل معتقداتنا نتيجة قوى خارجية - أي الآباء والمعلمين والأصدقاء والأقران والعائلة - ونحن نصدق الأشخاص الذين نحترمهم بسهولة، أمَّا في مرحلة البلوغ فتنتقل معتقدات الطفولة التي تكونت لدينا معنا؛ لذلك يحين الوقت للنظر فيها وتقييمها وتحديد المعتقدات التي نريد التخلص منها.

عندما تتساءل عن شيء ما فهذا يعني أنَّك بدأت الشك فيه؛ ممَّا يؤدي إلى المزيد من الأسئلة، ومن ثمَّ تقل احتمالية تصديقك للمعتقدات الراسخة التي يقدمها لك الآخرون، ومع ذلك ستكون قادراً على الاحتفاظ بالمعتقدات التي تؤمن بها بالفعل، لنأخذ على سبيل المثال الفكرة التي يعتقد 99.9% من سكان العالم بأنَّها صحيحة؛ وهي أنَّ الشمس تشرق كل صباح، ودعنا نفكر ونشكك فيها.

إنَّ احتمال شروق الشمس صباح الغد مرتفع للغاية، لكن كيف نحدد هذا الأمر؟ من خلال الماضي؛ فلطالما أشرقت الشمس في الصباح ولم يمر يوم واحد دون أن تشرق فيه في وقت محدد، لقد سُجِّلَت هذه الأوقات، ويمكننا الوثوق في تجربتنا السابقة؛ لذلك بسبب الأدلة ليس لدينا أساس للقول إنَّ هذا المعتقد خاطئ.

من الواضح أنَّ بعض الأشخاص قد يعتقدون أنَّ الشمس لن تشرق؛ لكنَّ الفرق هو أنَّ هذا المعتقد سيثبت أنَّه لا أساس له عندما تشرق الشمس مرة أخرى، ومع ذلك عندما نشكك في المعتقدات المتعلقة بأنفسنا - وليس بالقوى الطبيعية الخارجية - تبدأ الثغرات في الظهور.

عندما كنت أبلغ حوالي 5 سنوات من العمر أخبرني أشخاص ذوو أهمية في حياتي (أصدقاء، ومدرسون، وغيرهم) أنَّني لست ذكياً وقد صدقتهم، وفي ذلك الوقت لم أستطع فهم أنَّ هذا مرتبط بضعف سمعي غير المشخص آنذاك الذي عزز وجهة النظر هذه؛ فقد واجهت صعوبة في سماع المعلم في الصف؛ لأنَّني لم أستطع السماع على نحو جيد.

لقد استمر اعتقادي بأنَّني كنت "غبياً" لمدة 10 سنوات أخرى تقريباً وكانت تمثل تلك الكلمة مدى الأذى الذي سببه ذلك المعتقد لي، والسبب في أنَّني كنت على استعداد لتصديق ذلك هو أنَّ الأشخاص الهامين في حياتي أخبروني لفظياً وغير لفظيٍّ بأنَّني كنت "بطيء الفهم" ولم يكن لدي أي فهم أو معيار يمكنني من خلاله تحدي هذا الكلام في ذلك الوقت.

عندما بلغت 14 عاماً من عمري تغيرت الأمور؛ فقد شككت في المعتقدات التي كانت لدي بعد أن حققت نتائج جيدة في اختباراتي، وكانت هذه كلها مؤشرات خارجية واضحة على أنَّ الصفات التي وُصِفتُ بها عندما كنت طفلاً كانت خاطئة، ثمَّ بدأت في تكوين معتقدات أخرى بلغت ذروتها في اعتقادي بأنَّني ذكي ولديَّ الجرأة على التقدم إلى الجامعة؛ فلأنَّني غيرت معتقداتي واعتقدت أنَّني كنت ذكياً، ولأنَّني اعتقدت أنَّني أستطيع اجتياز الاختبارات العليا فقد واصلت تحقيق جميع المؤهلات المطلوبة منِّي منذ المحاولة الأولى؛ ممَّا سمح لي بدخول الجامعة.

لقد تخرجت عام 2000، وقد كان هذا أحد أكبر إنجازاتي في الحياة لمجرد اعتقادي السابق بأنَّني أفتقر إلى الذكاء أعلم أنَّ اجتياز الامتحانات ليس مؤشراً بالضرورة على الذكاء؛ لأنَّ نظام الامتحانات معيب بطبيعته؛ لكنَّه مؤشر على الالتزام والتمتع بدرجة من الذكاء.

هذه التجربة هي التي أثارت اهتمامي بالمعتقدات وكيف تشكل واقعنا وعوالمنا، وهذا توضيح لكيفية تحدي معتقداتنا وتغييرها الذي يمكن أن يغير واقعنا في المستقبل.

شاهد أيضاً: 8 خطوات للحفاظ على التحفيز الذاتي حتى في الأوقات الصعبة

كيف تعمل عبارات الدعم الإيجابية؟

تعمل عبارات الدعم الإيجابية ببساطة من خلال إعادة تدريب عقولنا على تصديق شيء جديد أو التخلص من معتقد قديم نملكه عن أنفسنا بالفعل، إنَّ استخدام الصيغة المذكورة أعلاه يمكن أن يجعلنا نضع المعتقدات موضع التساؤل حتى تتلاشى تماماً، وذلك لأنَّ التساؤل عن المعتقدات يُفقدها تلقائياً القليل من قوَّتها، بعدها نستبدل المعتقد القديم بآخر جديد ونجد أدلة تدعمه ونكرره كثيراً، ومع الوقت الكافي يصبح المعتقد الجديد راسخاً تماماً.

هنا يأتي دور عبارات الدعم الإيجابية؛ فمع تكرارها يمكننا اختيار المعتقدات التي نريدها عن أنفسنا، قد ترى أنَّ هذا أمرٌ سخيف، لكن تذكَّر أنَّ المعتقدات التي تملكها عن نفسك الآن هي ليست معتقداتك حقاً؛ بل انتقلت إليك من أشخاص آخرين؛ فعلى سبيل المثال فكر في معتقداتك المالية إذا كنت تعتقد دائماً أنَّك ستعيش دون امتلاك كثير من المال، فلا شك في أنَّ هذه الفكرة قد انتقلت إليك من والديك وقد انتقلت إليهم من والديهم؛ لذلك ترى أنَّ بعض معتقداتك قد تناقلتها الأجيال ببساطة من خلال تعزيزها بعبارات الدعم بالقدر الكافي.

فكر الآن في فكرة إيجابية تؤمن بها عن نفسك، ثمَّ فكر في سبب اعتقادك بها؛ فمن المحتمل أنَّ كثيراً من الأشخاص قد أخبروك أنَّك ذكي جداً - على سبيل المثال - ومن ثمَّ قد بدأت في تبني معتقد أنَّك ذكي؛ ممَّا سيؤثر في أفكارك وأفعالك في الحياة.

إقرأ أيضاً: أقوال وعبارات تحفيزية لتطوير النفس والذات

لماذا نحتاج إلى عبارات الدعم الإيجابية؟

لا يتعلق الأمر بالحاجة إلى عبارات دعم إيجابية؛ بل يتعلق أكثر بإدراك معتقداتنا القديمة واختيار تلك التي نريدها في حياتنا من أجل تغيير معتقداتنا المقيدة وتثبيت معتقدات جديدة عن أنفسنا.

إقرأ أيضاً: 56 مقولة للحصول على الإلهام والتحفيز والنجاح في الحياة

بمجرد أن تؤمن بهذه العبارات الإيجابية يمكنك البدء في التركيز على هدفك الكبير الذي تريد أن تحققه في حياتك، وبمجرد أن تبدأ في اتخاذ خطوات لتحسين حياتك تقوم بإنشاء حلقات تغذية راجعة إيجابية؛ لأنَّ القيم الواردة في عبارات الدعم الإيجابية ستصبح أكثر حضوراً في حياتك ممَّا يسهل الحصول على الطاقة للاستمرار في رحلتك الإيجابية خلال هذه الحياة.




مقالات مرتبطة