كل ما تود معرفته حول سرطان الدم عند الأطفال

يُعَدُّ سرطان الدم عند الأطفال واحداً من الأمراض المحزنة التي نراها بشكل واسع في المجتمع، وسنعرِّفكم في هذا المقال إلى أهم النقاط التي يمكن لكل أم أن تستدل من خلالها على وجود هذا المرض عند طفلها؛ وذلك من أجل الكشف السريع عن المرض؛ وهذا يحسِّن من إنذار المرض وفرصة الطفل في الشفاء.



ماذا يحدث عند إصابة الأطفال بسرطان الدم؟

يحدث في سرطان الدم تكاثر غير طبيعي في السلائل النقوية الموجودة في نقي العظام والتي تنتج عناصر الدم الثلاثة، وهي الكريات الحمراء والكريات البيضاء والصفيحات الدموية؛ وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى نقص في عدد هذه العناصر، أو أن تعاني من اضطراب في وظيفتها؛ وهذا بدوره يؤدي إلى أعراض تسمى بأعراض قصور النقي، وهي:

  1. كثرة حدوث النزوف التي تكون ناجمة عن نقص في عدد الصفيحات الدموية أو وجود خلل في وظيفتها.
  2. فقر الدم؛ وذلك بسبب نقص إنتاج كريات الدم الحمراء.
  3. كثرة حدوث الإنتانات؛ أي كثرة الإصابة بالجراثيم والفيروسات؛ وذلك بسبب ضعف المناعة الذي قد يسببه نقص الكريات البيضاء.
  4. تترافق سرطانات الدم بأعراض أخرى، تسمى الأعراض البنيوية أو اللانوعية، التي ترافق المرض في أغلب الحالات، وهي:
  5. نقص الشهية، وقد يكون ذلك بسبب الإنتانات المتكررة التي تضعف رغبة المريض في الطعام.
  6. نقص الوزن، الذي قد يكون نتيجة لنقص الشهية، وكذلك نتيجة للإنتانات التي تستنزف الجسم.
  7. ارتفاع الحرارة، وقد يكون بسبب الإنتانات أو بسبب الأذيات العصبية في المراحل المتقدمة.
  8. التعرق، وقد يكون كرد فعل على ارتفاع حرارة الجسم.

ما هي دلالات انتشار سرطان الدم عند الأطفال إلى أماكن أخرى في الجسم؟

تبدأ النقائل أو الارتشاحات بالتظاهر في المراحل المتقدمة من سرطانات الدم؛ إذ تبدأ الخلايا السرطانية بالانتقال عبر الدم أو عبر الأوعية اللمفية بالانتقال إلى الأعضاء الأخرى؛ وهذا يؤدي إلى الأعراض الآتية:

  1. ضخامة في الكبد.
  2. ضخامة في الطحال.
  3. ضخامات معممة في العقد اللمفية.
  4. أعراض عصبية بسبب ارتشاح الورم إلى الجهاز العصبي المركزي.
  5. ضخامة في اللثة.
  6. آلام عظمية منتشرة بسبب النقائل.

لماذا يقوم طبيب الأورام عند الأطفال بحقن دواء في ظهر الطفل؟

في جميع سرطانات الدم يقوم أطباء الدم والأورام عند الأطفال بحقن دواء يسمى "الميتوتريكسات" في السائل النخاعي الشوكي؛ وذلك لأنَّ هذا الدواء لا يستطيع اختراق الحاجز الدماغي الدموي، ولا داعي للقلق، فهذا لا يعني أنَّ السرطان انتشر إلى جهازه العصبي؛ وإنَّما هو إجراء احترازي عند جميع المصابين بسرطانات الدم، سواء الذين لديهم ارتشاحات سحائية أم لا.

إقرأ أيضاً: أعراض وأنواع مرض لوكيميا الدّم أو سرطان الدّم

هل سرطان الدم يميز الفقير عن الغني؟

في حقيقة الأمر، لا توجد أبحاث كافية تشير إلى ارتباط سرطان الدم عند الأطفال بالحالة الاقتصادية أو الاجتماعية، لكن يُشاع في الأوساط البحثية عن ارتباطه بالطبقات الاجتماعية الراقية، دون وجود أدلة كافية على هذا الكلام، في حين يجد الكثير من الأطباء، أنَّ الحالة الاقتصادية الجيدة هي من النقاط الإيجابية التي تُحسب لمصلحة الطفل، وتساعده على مقاومة المرض، وزيادة احتمالية الشفاء.

إنَّ أشيع نوع من أنواع سرطان الدم هو سرطان الدم اللمفاوي الحاد، وهو عبارة عن تكاثر خبيث في السلائل النقوية التائية والبائية، ويُعَدُّ هذا النمط هو أشيع سرطان عند الأطفال عموماً؛ إذ يصيب الأطفال بعمر السنتين وحتى عمر 12 سنة، مع ذروة إصابة في عمر السادسة.

ما هي العوامل المؤهبة للإصابة بسرطان الدم عند الأطفال؟

يمكن تلخيص مؤهبات الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال بالنقاط الآتية:

  1. تعرض الطفل للإشعاعات التي تستطيع تأبين خلايا الجسم والتأثير فيها بطريقة تدفعها إلى التكاثر بشكل خبيث.
  2. يُعَدُّ التدخين من العوامل المؤهبة الهامة.
  3. قد تكون الإصابة ببعض الفيروسات مثل فيروس عوز المناعة المكتسب أو ما يعرف بالإيدز مؤهباً للإصابة بسرطان الدم.
  4. بعض الأعراق لديها تؤهب أكبر للإصابة بسرطان الدم عند الأطفال، مثل الأوروبيين على سبيل المثال.
  5. عوامل وراثية.
  6. تزداد نسبة إصابة الأطفال بسرطان الدم في حال كان لدى الطفل أحد التناذرات، مثل تناذر داون، وتناذر بلوم، ورنح توسع الشعريات الوراثي.

ما هي أهم الأعراض الموجودة عند الأطفال الذين يعانون من سرطان الدم؟

يتظاهر سرطان الدم اللمفاوي الحاد بالكثير من الأعراض، أهمها:

  1. قد يلاحظ الأهل أنَّ طفلهم قد تأخر في المشي، أو مشى لفترة ومن بعدها توقف عن المشي، وهي علامة هامة يجب على الأهل الانتباه إليها.
  2. يلاحظ الأطباء وجود ضخامات في الأحشاء مثل الكبد والطحال عند أغلب الأطفال.
  3. قد يشعر الطفل بآلام عظمية في مناطق متعددة من جسمه.
  4. بالإضافة إلى ضخامة العقد اللمفية، وأعراض قصور النقي من إنتانات متكررة وحمى ونزف وفقر دم.

ما هي أهم الأماكن التي قد ينتقل إليها سرطان الدم عند الأطفال؟

  1. إنَّ أول مكان يمكن لسرطان الدم أن ينتقل إليه هو نقي العظام لأنَّه المكان الأقرب.
  2. قد ينتقل إلى الخصية عند الذكور، أو المبيض عند الإناث.
  3. السحايا أو الجهاز العصبي المركزي.
  4. الثدي عند الفتيات بعمر 13 سنة فما فوق.

متى يمكن أن نقول إنَّ سرطان الدم عند الأطفال يحمل إنذاراً جيداً؟

إنَّ أفضل مؤشر جيد يمكن أخذه في الحسبان، هو التحسن الأولي على العلاج؛ إذ بينت الدراسات الحديثة أنَّ من يحدث لديهم استجابة أولية على العلاج، يكون لديهم فرصة أكبر في الشفاء.

ما هو أسوأ نمط من سرطان الدم عند الأطفال؟

يُعَدُّ سرطان الدم الذي يترافق مع اضطراب في الصبغي الثامن أحد أسوأ الأنواع، سواء استجاب للعلاج الأولي أم لا، وفي أي عمر كان.

ما هو أشيع سبب للوفاة في سرطان الدم عند الأطفال؟

بينت الدراسات أنَّ أغلب مرضى سرطان الدم عند الأطفال الذين فارقوا الحياة كانوا مصابين بأخماج فطرية، ووجد الأطباء أنَّ النسبة الأكبر منهم توفوا في مراحل مبكرة من المرض؛ وذلك بسبب انهيار أنظمة المناعة في الجسم.

سرطان الدم

ما هي العلاجات المتاحة لسرطان الدم عند الأطفال؟

  1. يُعَدُّ العلاج الكيميائي أحد أهم وأشيع العلاجات المتاحة لسرطانات الدم عند الأطفال.
  2. قد يتطلب الطفل نقل دم في حال وجود نقص في عناصر الدم، وخاصةً بعد العلاج الكيميائي.
  3. يتطلب بعض المرضى نقل الصفيحات الدموية في حال حدوث أي نزيف أو نقص في تعدادها.
  4. الصادات الحيوية التي تُعطى بشكل وريدي في حال الشك بوجود أي إنتان، وكذلك بشكل وقائي في حال حدوث نقص في تعداد الكريات البيضاء، وتُعطى الصادات بشكل فموي خارج هذه الأوقات.
  5. قد يتم اللجوء إلى زرع نقي العظم من خلال أخذ خلايا نقوية غير مصابة من أحد أخوة المريض، ومن بعدها يجري حقنها في دم المريض مع إعطاء مثبطات المناعة.
  6. يتم اللجوء إلى زرع نقي العظم في الحالات المتقدمة من المرض، التي يبدو فيها المريض على وشك خسارة كل نقي العظم الموجود لديه.
  7. قد يتم اللجوء إلى العلاج الشعاعي أو ما يسمى التشعيع في بعض الحالات؛ وذلك من خلال توجيه حزمة شعاعية على بعض مناطق الورم، لكن لا يمكن تطبيق هذا العلاج على مناطق ذات حساسية معينة مثل الجهاز العصبي المركزي أو الخصية.

هل يمكن للعلاج المناعي أن يحقق الشفاء من سرطان الدم عند الأطفال؟

لجأ العلماء إلى دراسة تأثير العلاج المناعي في سرطان الدم عند الأطفال، الذي يستند إلى تقوية جهاز المناعة في مواجهة الخلايا السرطانية، وقد نجح هذا العلاج في السرطانات التي تحوي عدداً كبيراً من الطفرات الجينية مثل سرطان الرئة وسرطان الجلد، لكن مع الأسف الشديد لم يلقَ العلاج المناعي النجاح المطلوب في سرطان الدم عند الأطفال؛ وذلك لأنَّه يحوي عدداً قليلاً من الطفرات الجينية؛ وهذا يجعلها تختبئ من الجهاز المناعي.

لم يقف العلم عند هذا الحاجز؛ بل يعمل الكثير من العلماء والأطباء في عدة مراكز أبحاث، على إنتاج خلايا مناعية من نمط CD8 التي تستهدف الخلايا السرطانية بدقة أكثر من غيرها؛ أي إنَّ الأمل في إيجاد علاج مناعي لسرطان الدم عند الأطفال ما يزال موجوداً.

هل يمكن أن يكون سرطان الدم عند الأطفال مُعدياً؟

سرطان الدم عند الأطفال هو حالة وراثية جينية ناجمة عن خلل في الصبغيات؛ وهذا يؤدي إلى تكاثر غير مراقب في خلايا نقي العظم، ومن ثمَّ فهو مرض غير مُعدٍ حتماً، لكن يجب إبعاد الطفل عن الوسط المحيط به من أجل حمايته من أي إنتان قد يصل إليه؛ وذلك لأنَّ مناعته تكون ضعيفة؛ لا بل إنَّها قد تقارب الصفر تماماً.

هل يوجد طريقة للوقاية من حدوث سرطان الدم عند الأطفال؟

بسبب عدم معرفة السبب الواضح وراء حدوث سرطان الدم عند الأطفال، فلا توجد أي طريقة للوقاية من الإصابة به حتى الآن.

إقرأ أيضاً: الأنيميا عند الأطفال: الأسباب، الأعراض والوقاية

هل يمكن لسرطان الدم عند الأطفال أن ينكس؟

  1. إنَّ سرطان الدم عند الأطفال قد ينكس؛ أي إنَّه قد يعاود الظهور بعد الشفاء، وإنَّ أشيع مكان للنكس هو نقي العظم.
  2. قد يحدث النكس في أي مكان بما فيها الجهاز العصبي المركزي؛ إذ يتظاهر بالاختلاجات والوسن والصداع وعلامات ارتفاع التوتر داخل القحف والغثيان والإقياء والوسن والنعاس.
  3. قد يحدث النكس كذلك في الخصيتين؛ إذ يظهر على شكل كتلة غير مؤلمة.

في الختام:

لا بد أن نذكر في نهاية هذا المقال أنَّ سرطان الدم عند الأطفال ليس مستحيل العلاج؛ بل إنَّ أشيع نمط من أنماطه وهو سرطان الدم الليمفاوي الحاد، تبلغ نسبة شفائه نحو 85%، وهي نسبة جيدة؛ لذا من الهام جداً مراجعة طبيب الأطفال عند ملاحظة الأهل لأي عرض غير طبيعي.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة