كسب المال من خلال إيجاد حلول للمشكلات

تحديد المشكلة أمر صعب؛ إذ تُعرَف المشكلات بأنَّها المواقف المزعجة التي تحتاج إلى التعامل معها، أو هي الأسئلة التي تُطرَح عند التفكير في موضوع معيَّن؛ وهذا يعني أنَّ المشكلات هي الوضع الذي لا نرغب فيه ولا يمكننا تحديده بدقة، والحل دائماً موجود، ويعتمد عموماً على فهم أنَّ معظم الأشخاص لا يمكنهم حل المشكلة؛ وهذا يفتح المجال لشخص آخر لحلها نيابة عنهم؛ إذ يُقدِّم هذا الشخص القدرة على تحديد المشكلة ثم حلها؛ وهذا يساعد الناس على التعامل مع مشكلاتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، يُحدِّثُنا فيه عن أهمية المشكلات لإنشاء عمل تجاري.

الشركات الناجحة تحل المشكلات:

أنا متأكد من أنَّك سمعت بفلسفة العمل التي تفيد بأنَّه من أجل إنشاء نشاط تجاري ناجح، فإنَّه يحتاج إلى إضافة قيمة حقيقية إلى شريحة معينة من المستهلكين، فما هي القيمة على أي حال؟ بالنسبة إليَّ، الشركة الناجحة تضيف قيمة، ولكنَّها تفعل ذلك من خلال حل مشكلة كبيرة سيدفع العملاء المال مقابلها.

وفي حال سألنا ما مدى صعوبة المشكلة؟ وما مدى سهولة الحل؟ وهل يعاني الأشخاص من مشكلات؟ وهل الحل واضح بما يكفي لدفع المال مقابله؟ فهذه هي الأسئلة التي يجب طرحها عند بدء عمل تجاري، والمشكلة والحل والإيرادات، هي الترتيب الذي يجب على أرباب الأعمال النظر فيه عند تقييم أعمالهم، ففي البداية، حدِّد المشكلة.

1. تحديد المشكلة التي تسبب الألم:

إذا كانت المشكلة شيئاً غير مرغوب وغير محددة، فمن المحتمل أن يدفع الناس الكثير من المال لحلها، ويمكن أن تكون المشكلة أي شيء؛ فقد تكون الحاجة إلى وسيلة أكثر فاعلية لنقل الركاب، أو الافتقار إلى خيارات الشحن الفعالة دولياً، أو الحاجة إلى استراتيجيات تسويق أفضل؛ فالمشكلة هي الحاجة أو الفراغ الذي يريد الزبون أن يملأه.

ماذا حلَّ رجل الأعمال والمبرمج "مارك زوكربيرج" (Mark Zuckerberg) عندما بدأ شركة "فيسبوك" (Facebook)؟ لقد ساعد "زوكربيرج" بشكل كبير على تطوير القدرة على التواصل عبر الإنترنت، وما هو الفراغ الذي ملأه "سيرجي برين" (Sergey Brin) و"لاري بيج" (Larry Paige) عند إنشاء شركة "غوغل" (Google)؟ هي الحاجة إلى محرك بحث تجاري فعال على الإنترنت؛ إذ إنَّهم كانوا يحلون مشكلات حقيقية، وبفضل قابلية هذه المشكلات للتوسع، تمكنوا من تنمية أعمالهم لتصبح هامة كما هم اليوم.

إذاً ما هي مشكلتك؟ وما هي المشكلة التي تحاول حلها؟ فإذا كنتَ لا تحل مشكلة، فليس لديك عمل، ولكنَّ تحديد المشكلة لا يتوقف عند هذا الحد، وأهم سؤال يمكنك طرحه عند التحقُّق من إمكانات الشركة هو: ما هو حجم المشكلة؟ فكلَّما كبرت المشكلة وزادت حدَّة الألم، زاد عدد العملاء المحتملين لديك، وعلاوة على ذلك، كلَّما زاد الألم، زاد استعداد الشخص للدفع لتخفيفه؛ لذلك، لكسب المال، تأكَّد من أنَّ حجم المشكلة ونطاقها سيدعمان رؤية شركتك.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات تُسهّل عليك حل مشكلاتك

2. البحث عن طرائق لحل المشكلة:

بعد أن تُحدِّد المشكلة بوضوح في ذهنك، فإنَّ الخطوة التالية هي تقديم حل، وفي بعض الأحيان، يأتي الحل أولاً، وتُحدَّد المشكلة في المنتج أو في مدى ملاءَمة السوق، لكن عموماً، يأتي الحل من الحاجة إلى حل مشكلة معيَّنة، وبصرف النظر، فلا حاجة إلى إعادة اختراع العجلة، فما هي الأدوات والاستراتيجيات والخدمات المتوفرة التي يمكن أن تساعد على تخفيف المشكلة؟ في كثير من الأحيان، يكون العملاء في حالة من الكسل أو غير مدركين أو مشغولين للغاية ولا يستطيعون إجراء أبحاثهم الخاصة والعثور على حل لمشكلتهم، وهنا تكمن الفرصة.

من خلال تحديد المشكلة بدقة ثم توفير حل واضح لمَن يعانون من المشكلات، فمن الممكن إنشاء عمل تجاري قابل للتطبيق؛ إذ إنَّ الناس مستعدون لدفع المال لشخص ما للقيام بالأعمال الشاقة وحل مشكلاتهم حتى لا يضطرون إلى استثمار الوقت أو الطاقة في اكتشاف ذلك بأنفسهم.

وإذا كان لا بُدَّ من إعادة اختراع العجلة على شكل أدوات وخدمات جديدة تماماً، فلا بأس في ذلك، لكن تأكَّد من أنَّك على مستوى المهمة، ومع ذلك، توجد احتمالات بوجود حل موجود ينتظر مَن يكتشفه، أو إذا لم يُكتَشف حل محدد، فمن الممكن إنشاء خدمة تستخدم مجموعة من الأدوات المُتاحة لحل المشكلة، والحقيقة هي أنَّ تقديم حل موجود لمشكلة محددة، يمنحك القدرة على تحصيل الأموال مقابل هذا الحل.

في بعض الأحيان، يكون الأمر سهلاً، فإن كانت لديك معرفة متخصصة ضمن مجال يحتاج فيه الناس إلى المساعدة، فيمكنك تقاضي المال مقابل توجيهاتك ومساعدة العملاء على حل مشكلاتهم ببساطة؛ وذلك عن طريق توجيههم في الاتجاه الصحيح ومساعدتهم خلال العملية.

شاهد بالفديو: 5 نصائح لاكتساب مهارة حل المشكلات

3. نموذج الإيرادات:

هذا ما يقودنا إلى نموذج الإيرادات، ويُعرَف نموذج الإيرادات بأنَّه النقطة الأساسية للمستهلكين وأرباب الأعمال على حدٍّ سواء، ولكنَّ الأسباب معاكسة لأرباب الأعمال، فمن أجل الحصول على شركة ناجحة، يجب أن تولَد تدفقات نقدية كافية أو معدلات ربحية مرتفعة؛ وهذا يعني أنَّ هيكل التسعير ونموذج الإيرادات يجب أن يكونا حيث يمكن تحقيق هوامش عالية، بينما يريد المستهلكون قيمة أكبر وسعراً أرخص.

في علم الاقتصاد يسمى هذا فائض المستهلك وفائض المنتج؛ وفائض المستهلك هو الفارق بين القيمة الحقيقية للمنتج أو الخدمة والمبلغ الذي يدفعه العميل مقابل ذلك، وبالنسبة إلى المستهلكين، فإنَّهم يريدون تعظيم فائض المستهلك؛ وذلك لأنَّه يعني أنَّهم يحصلون على قيمة عالية مقابل سعر منخفض.

من ناحية أخرى، فائض المنتِج هو الفارق بين المبلغ الفعلي الذي تبيع به الشركة منتجها أو خدمتها والحد الأدنى للمبلغ الذي ترغب في بيعه به، والهدف هو تعظيم فائض المنتج؛ لذلك، ترى صراعاً متأصلاً بين العملاء والشركات؛ إذ يحاول المستهلكون تعظيم فائض القيمة لديهم وتحاول الشركات تعظيم فائضها النقدي.

إقرأ أيضاً: كيف تبقى على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المالية؟

4. إذا كانت المشكلة كبيرة بدرجة كافية وكان الألم حاداً بدرجة كافية فسوف يدفع العملاء مقابل الحل:

إذاً، نموذج الإيرادات الفعال هو الذي يجد حلاً وسطياً مناسباً؛ إذ يكون العميل على استعداد لدفع ثمن المنتج أو الخدمة، ويكون النشاط التجاري قادراً على النجاح، لكن إذا كنتَ تتابع، فلن يدفع العميل مقابل منتج أو خدمة على الإطلاق، فما يدفعونه هو حل لمشكلتهم؛ لذلك، كلَّما زادت صعوبة المشكلة، يكون المستهلك مستعداً استعداداً أكبر لدفع سعر أعلى لحلها، وخلاف ذلك صحيح.

بعد ذلك، إذا أدت الطريقة إلى حل المشكلة بشكل جيد، فسيكون المستهلك أكثر استعداداً لدفع المال من أجل تخفيف آلامه؛ إذ إنَّ نصف الحلول ينتج عنها مشكلات كاملة وأعمال فاشلة؛ وهذا يعني أنَّه بدلاً من البحث عن منتج ملائم للسوق، فالأفضل النظر إلى المشكلة وإيجاد الحل المناسب، وبهذه الطريقة، إذا كانت المشكلة كبيرة وكان الحل شاملاً، يمكن للشركة أن تتقاضى ما تريد وتضيف قيمة مشروعة لعملائها، وهذا ربح يرضي الطرفين بالتأكيد.

المصدر




مقالات مرتبطة