قوة التسامح

ألم نقابل جميعاً أشخاصاً يبدون وكأنَّهم لا يستطيعون الحصول على ما يريدونه؟ ألم نقابل أشخاصاً يحملون الضغينة طوال حياتهم؟ أشخاصاً يغضبون ويُصرُّون على أن تتم الأمور بطريقتهم.



منذ آلاف السنين، يعيش البشر حياة يتَّبعون فيها أساليب قاسية في معاملة بعضهم بعضاً؛ فمتى سينتهي هذا؟ ومتى سنغيِّر أساليبنا؟ قد يبدو الأمر بسيطاً، لكنَّ القول أسهل من الفعل.

التسامح يتطلب وقتاً:

التسامح هو عملية وليس حدثاً بسيطاً، أو أمراً نفعله بكبسة زر. يعتقد بعض الأفراد أنَّ التسامح نوع من الاستسلام، ولكنَّه ليس كذلك، بل هو أشبه بالاستغناء عن السيطرة على العالم ليكون كما نريد. كلما قلَّ إجبارك العالم على القيام بالأشياء بطريقتك، زاد انفتاحك على كل ما يمكن للعالم تقديمه لك.

شاهد بالفيديو: 15 قول عن التسامح والغفران

التسامح يمنحك شعوراً بالرضا:

يمنحك التسامح شعوراً جميلاً، ويشير إلى استعدادك لمواجهة العالم. وهو فعلٌ نبيلٌ ينبع من أفكار أجمل، واحترام أكبر لنفسك وللآخرين، كما ينبع من التكيُّف مع الصعوبات التي نواجهها في حياتنا.

كانت الحياة وستظلُّ دائماً قصيرةً تشوبها العيوب؛ هذا صحيحٌ وينطبق على حياتك وحياة بقية سكان العالم البالغ عددهم 7 مليارات نسمة، كما ينطبق على حياة أنواع الكائنات الحية جميعها. ولكن يبدو أنَّنا الشكل الحي الوحيد على هذا الكوكب، الذي يحاول جعل الأشخاص من حوله يدفعون ثمن ما يفعلونه.

لسوء الحظ، فإنَّ الفرد أو الأفراد الذين نحاول معاقبتهم ليس لديهم تأثير في الحياة أكبر من تأثيرنا فيها. فكيف يمكن لشخص آخر أن يوفر لنا الأمن إن لم يكن بحوزته، أو لم يتمكن من الحصول عليه؟ كيف يمكن لشخص أن يعدنا بالخلود إن لم يكن الأمر بيده ولن يكون بيده، ولن يحققه أبداً؟ لماذا نستمر في الاعتقاد بأنَّ وضعنا يختلف عن وضع الآخرين؟ لماذا نُصرُّ على ذلك؟

نريد جميعاً أن نعيش حياة سعيدة وآمنة، وهذا أمر جيد، ولكن لا يمكننا القيام بذلك على حساب الآخرين؛ هذا هو جوهر القضية. لا يمكننا أن نجد السعادة والأمان إلا من خلال الاستفادة القصوى من ظروفنا، وأن نصبح جزءاً من البناء المستمر للحياة. كما لا يمكننا الوصول إلى ذلك عن طريق إزعاج أيِّ شخص آخر من أجل إنشاء ترتيب مريح يناسبنا نحن فحسب. ليست هناك حاجة إلى الغضب ما دمنا نضع سعادة بقية العالم نُصب أعيننا.

المصدر




مقالات مرتبطة