قصة نجاح رجل الأعمال ويليام سايتو

"اللعب بالكمبيوتر غيَّر حياتي" - ويليام سايتو استطاع "ويليام سايتو" أن يُحقِّق أرباحاً هائلة، وقد جعله لعبه بالكمبيوتر يُحدِث ثورةً في عالم الأمن الإلكتروني؛ ولكن كيف كانت نشأته وحياته؟ وماذا أراده والداه أن يدرس؟ وفي أيِّ مجالٍ اختارا له أن يعمل؟ وما طموحاته التي كان يرغب بتحقيقها؟ سنخبركم بكلِّ هذا في السطور القليلة القادمة.



ولادة ونشأة ويليام سايتو:

وُلِد في لوس أنجلوس في الولايات المُتحدة الأمريكية، في 23 مارس من عام 1971م، لعائلةٍ مكوَّنةٍ من: أبوين وثلاثة أولادٍ هو أكبرهم.

كان والداه من اليابان، وقد هاجرا إلى الولايات المُتحدة الأمريكية في عام 1969م، حيثُ عملَ أحدهما في مجال الطب البيطري، والآخر في الكيمياء؛ وقد حرصا كثيراً على تعليمه وإخوته الرياضيات المُعقدة منذ صغرهم، حيث أحضرا كتب رياضياتٍ مُعقدةٍ جداً، وألزما أولادهما بدراستها، حتَّى أصبح ويليام مُتمكِّناً من الرياضيات بشدة، ويستطيع حلَّ جميع المسائل المُعقدة والمعادلات الصعبة، ويقول عن ذلك: "تبيَّن أنَّ ذلك كان ميِّزةً هائلةً لصالحي".

لم يكن لدى أستاذ الرياضيات في مدرسته أيُّ معلوماتٍ هامَّةٍ أو جديدةٍ يقدِّمها إليه؛ لذا كان يسمح له بقضاء وقت الدراسة في استخدام الكمبيوتر الشخصي الخاص به، وكان يسمح له أيضاً بحلِّ بعض الألعاب التي مكَّنته من اكتساب بعض النقود؛ وقد قال في إحدى لقاءاته: "تمكَّنت من الاستفادة من اللعب بالكمبيوتر بطريقةٍ غيَّرت حياتي".

درس ويليام الثانوية في مدرسة داميان الثانوية في لافيرن في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتخرَّج منها عام 1987م، والتحق بجامعة ريفرسايد عام 1988م، وبدأ دراسته في كلية الطبِّ إرضاءً لرغبة والديه؛ لكنَّه فاجأ أهله مفاجأةً غير متوقعةٍ بالنسبة إليهما، حيثُ أنَّه ترك دراسته في كلية الطب في عام 1992، ليتفرَّغ للعمل في المجال الإلكتروني والتقني؛ فرفض والداه نتيجةً لذلك التحدُّث إليه لمدَّة سنتين كاملتين، لكنَّه لم يستسلم أو ييأس، وواصل مُحاولة إقناعهما بهدفه المُصِرِّ على تحقيقه بكلِّ عزمٍ وإرادة.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح العالم ستيفن هوكينج

المسيرة المهنية لويليام سايتو:

كانت بدايته عندما كان طفلاً في العاشرة من العمر، وذلك عندما اقترح مُدرِّسه في الرياضيات على صديقٍ له يعمل في بنك "ميرل لينش" بأن يسمح لويليام بمُساعدته في كتابة برامج للكمبيوتر. وقد قال في إحدى مقابلاته عندما سُئِلَ عن هذه التجربة: "عندما أنجزت عملي، تلقَّيت شيكاً في المُقابل، وهو أمرٌ لم أكن أتوقعه. لقد غير ذلك طريقة تفكيري تجاه القيام بشيءٍ للتسلية، والحصول على أجرٍ في الوقت نفسه".

ثمَّ بدأ بمشروعٍ لأمن الكمبيوتر عندما كان في المرحلة الإعدادية، وقد افتتح في أثناء فترة دراسته الجامعية عام 1991م شركته الخاصة (I/O Software)، والتي كان من أهدافها: تطوير نظامٍ لعرض الأحرف اليابانية في البرامج المكتوبة باللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى تطوير خدمات الأمان المُتعلِّقة بأجهزة الكمبيوتر الشخصية؛ وقد نجحت الشركة في تحقيق ذلك. كما طوَّر نظام بصمات الأصابع ونظام بصمات الأعين، بهدف التعرُّف على المُستخدم الرئيس للجهاز، حيث يمنح هذا الأمان لجهاز الكمبيوتر لحماية مُختلف ملفَّاته الشخصية. 

جعلت كلُّ هذه الإنجازات شركة (I/O Software) تحتلُّ مكانةً مُتميِّزةً في سوق أمن المعلومات والقياسات الحيوية بوقتٍ قصيرٍ جداً؛ ممَّا دفع شركة (Microsoft) لعقد شراكةٍ مع (I/O Software) في عام 2000م، ودامت تلك الشراكة حتَّى عام 2004م، حيث قرَّر ويليام بيع أصول أعمال شركته (I/O Software) لشركة (Microsoft) بمبلغٍ مرتفعٍ جداً، حيث وصف ويليام قيمة هذا المبلغ بقوله: "سوف يكفيني طيلة عمري إذا ما أردت أن أتقاعد إلى الأبد".

انتقل ويليام إلى اليابان في عام 2005م، وعمل على تأسيس شركةٍ جديدةٍ في اليابان أسماها (InTecur)، تختصُّ بالعمل في مجال الاستثمار وتوظيف الأموال، حيثُ استثمر في العديد من الشركات اليابانية الناشئة؛ كما تعمل شركته على تقديم الاستشارات ودعم روَّاد الأعمال والتكنولوجيا، وإعطائهم من خبرته، وتشجيعهم على تحقيق النجاح، وخاصَّةً الذين هم من أصلٍ ياباني، حيث يقول في ذلك: "أشعر أنَّ الثقافة اليابانية تجعل هذا الأمر صعباً؛ لأنَّها تقدِّم المساعدة لأصحاب العمر الأكبر والخبرة، ولا تُعطي مَن هم في العشرينات من أعمارهم الفرصة. لذا شعرت بأنَّ عليَّ ردّ الجميل لذلك الجيل القادم؛ لأنَّ تلك الفرصة أتيحت لي شخصياً".

ويليام سايتو

بلغت عدد الشركات التي استثمرتها شركة (InTecur) حوالي 24 شركة، ومن ضمنها 14 شركةً تُديرها النساء، حيثُ يعتقد ويليام أنَّ النساء لا يحصُلنَ على الفرصة الكاملة في مجتمعه الياباني، ويقول في إحدى تصريحاته: "أنا أحقِّق أيضاً سابقةً في الاستثمار في أشخاصٍ لم ينجحوا في السابق، فالفشل في اليابان كلمةٌ سيئةٌ؛ لكنَّ العكس بالنسبة إليَّ هو الصحيح، إذ عليك أن تفشل مرةً، وأن تعيش تلك التجربة في البداية، ومن ثمَّ تتعرَّف على نُقاط ضعفك ونُقاطِ قوتك. أعتقد أنَّ هذه الثقافة تخنق روح المُغامرة والريادة اليابانية، وتُعيق نمو البلاد، ولكنَّني مُتفائلٍ بأنَّ الأمور في طريقها للتغيُّر، وهذا ما يجعلني أكثر سعادة؛ فإطلاق العنان لإمكانية النجاح في المُستقبل، ورؤية الناس يقومون بتغييرٍ حقيقي، هو أكثر ما يجعلني أشعر بالفخر، وما زالت تلك قصةٌ لم تكتمل، لكنَّها تشق طريقها بثقةٍ وعمق". كما ألَّف العديد من الكتب المنشورة في اليابان، والتي تحتوي على وجهات نظره وتوصياته حول المُمارسات التجارية اليابانية، وثقافة الشركات؛ ونال في عام 1998م جائزة رجل الأعمال لذلك العام.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح رجل الأعمال الأمريكي سام والتون

المراكز والمناصب التي شغلها في القطَّاع الحكومي:

  1. عمل كمستشارٍ مُتخصِّصٍ للحكومة اليابانية في مجال أمن الفضاء الإلكتروني والحاسوب.
  2. اختير كزعيمٍ عالميٍّ شابٍ للمُنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2011م.
  3. عُيِّنَ لتوفير تكنولوجيا المعلومات والدعم الفني لجنة الحمية الوطنية التي كانت تحقِّق في كارثة "فوكوشيما دايتشي" النووية، والتي وقعت في مارس من عام 2011م، حيثُ لُقِّبَ "مسؤول التكنولوجيا الرئيس".
  4. شغل منصب مستشارٍ رئيسٍ لرئيس الوزراء "شينزو آبي" في قضايا الأمن السيبراني.
  5. عُيِّنَ مستشاراً رسمياً للأمن السيبراني في مكتب مجلس الوزراء في الفترة الواقعة ما بين 2013 و2017م.
  6. عُيِّنَ مُستشاراً لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في الفترة الواقعة ما بين عامي 2016 و2017م.
  7. عَمِلَ مستشاراً في سياسة التعليم لوزارات: التعليم، والثقافة، والرياضة، والعلوم، والتكنولوجيا.
  8. رُشِّحَ كعضوٍ في فريق العمل الفني للألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2020م، والألعاب الأولمبية للمُعاقين.

المناصب التي شغلها في القطاع الخاص الياباني:

  1. أوكلَت إليه مَهمَّة المستشار الاستراتيجي لشركة الخطوط الجوية اليابانية في عام 2015م. 
  2. عمل بمَهمَّة تقديم المشورة إلى (JAL) بشأن استراتيجية تكنولوجيا المعلومات الخاصَّة بها.
  3. عُيِّنَ بمركز المدير التنفيذي بدوامٍ جزئي، واستطاع أن يكون أول مديرٍ للترويج للابتكار الرقمي في (JAL) من مايو إلى ديسمبر من عام 2017.
  4. كان عضواً في المجلس الاستشاري لـ (The Japan Times) في الفترة الواقعة ما بين عامي 2014 و2015م.
  5. شغل سايتو منصب مستشارٍ لـ (Fast Retailing Hakuhodo).

استقالة ويليام سايتو:

قدَّم ويليام استقالته من المنصب الاستشاري الذي كان يشغله في مجلس الوزراء في ديسمبر من عام 2017م، وفي اليوم نفسه أعلنت الخطوط الجوية اليابانية أنَّه استقال أيضاً من منصبه كموظفٍ في مجال الابتكارات الرقمية.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة