قدرة التطبيقات العملية على بناء شركة ناشئة

أنا شخص مولَع بالشركات الناشئة، وأستمتع بكل ما يرافق عملية إطلاق شركة ناشئة وبالتعرُّف إلى الفِرق التي تعمل فيها، فأنا أستمدُّ الإلهام كل يوم من خلال الاستماع إلى الأشخاص الذين يقدِّمون أفكاراً مبتكرة والتعرف إليهم، ولاسيما الشركات التي أتقنت تصميم تطبيقاتٍ عملية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن جايسون سالتزمان (Jason Saltzman)، والذي يُحدِّثنا فيه عن أهمية التطبيقات في بناء شركةٍ ناشئة.

عندما يجتمع فريق لصنع أمر لا يقدَّر بثمن ويسهل فهْمه، فهذا يؤكد لي أنَّ مستقبل النظام البيئي للشركات الناشئة سيكون في حالة جيدة، وإنَّ تجربة هذا الأمر تمثِّل جانباً إيجابياً في وظيفتي كرئيس تنفيذي لشركة آلاي إن واي سي (AlleyNYC).

الآن، يمكن أن يكون الأمر صعباً؛ حيث لا تزال حالات المنافسة قائمة، ولكن أحياناً تتميَّز شركة ناشئة من بين شركات عدة، فنحن نعيش في زمن أضحت النواحي الجمالية فيه أهم مما ينبغي لها أن تكون صراحةً، لكنَّ النواحي الجمالية بالنسبة إليَّ لا تعني أن تكون الفكرة هي الأكثر جاذبية؛ بل أن تكون عملية، ومع ذلك، لا يمكن للجميع أن يحقِّقوا نجاحاً كالذي حقَّقه موقع فيسبوك (Facebook).

في عالم الشركات الناشئة، يوجد نسبة صغيرة جداً من الشركات التي حقَّقت انطلاقة ناجحة؛ حيث إنَّ التطلُّع لبناء شركة ناشئة يُعدُّ أمراً مُربِحاً، قد تخالفك التوقعات؛ لذلك عندما تكون الشركة الناشئة أكثر اهتماماً بالتطبيقات العملية وبطريقة تكيُّف المستخدِم أو العميل مع منتجاتها، فإنَّ ذلك أمراً مثيراً للدهشة.

في هذا المقال سأذكر لك مثالاً يجسِّد شركة ناشئة بدأت بانطلاقة ناجحة، مَن منكم يمتلك سيارة؟ أو هل سبق وزرت وكالة لبيع السيارات وأنت تعلم أنَّ مندوب المبيعات سيتعامل معك بوضوح ليساعدك على شراء تلك السيارة التي تريدها؟ حسناً، قبل بضعة أسابيع كان أحد أصدقائي في وكالة لبيع السيارات ويرغب في شراء سيارة، هل لك أن تتخيَّل أنَّ مجرى الحديث مع مندوب المبيعات تحوَّل تحوُّلاً غير ملائم خلال دقائق قليلة فقط؛ حيث اعترض صديقي على السعر. 

ولحل النزاع بينهما أمسكت هاتفي وبحثت على غوغل (Google)، ثم انتقلت إلى تطبيق يسمى "ديل شور" (DealSure)، وحمَّلته على هاتفي، والتقطت صورة لمعلومات السيارة، وخلال دقائق، تلقَّيت تقريراً كاملاً عن سعر السيارة، ثم عرضتها على صديقي وقرَّرنا الذهاب إلى وكالة أخرى لشراء السيارة نفسها.

لقد أعجبني التطبيق ووظائفه، لدرجة أنَّني قرَّرت البحث لمعرفة مَن صمَّمه والتواصل معه، والأمر المضحك، معرفتي فيما بعد أنَّ الشريك الإداري هو صديق قديم لي لم أتواصل معه منذ سنوات، ويدعى "جوش أوباتكا" (Josh Opatka) تعرفت إليه عندما كنت أعيش في ميامي (Miami)، عرَّفني جوش إلى الرئيس التنفيذي ومؤسِّس ديل شور، أندرو جيلرت (Andrew Gellert)، حتى أتمكَّن من معرفة المزيد حول وظائف هذا التطبيق وما هي دوافعه لبناء الشركة.

إقرأ أيضاً: أهمية الفيديو في التجارة الإلكترونية، وكيفية الاستفادة من تأثيره

لذلك سألته بعض الأسئلة:

1. ما هو تطبيق ديل شور؟

يتعلَّق بالقدرة على وجود شخص ما بجانبك لمساعدتك على التفاوض بشأن أفضل صفقة لأي سيارة جديدة ترغب في شرائها، وبمجرد استخدام التطبيق على هاتفك، يمكنك التقاط صورة لملصق أي سيارة بحيث يمكنك الحصول على معلومات السيارة وسعرها؛ ببساطة، يضمن لك التطبيق عدم تعرُّضك للخداع من قِبل الوكيل الذي ينصبُّ اهتمامه الأساسي على الربح فحسب.

2. كيف توصَّلت إلى هذه الفكرة؟

لقد توصَّلنا إلى فكرة ديل شور بعد أن أدركنا الإحباطات التي يواجهها الناس الذين يتطلَّعون إلى التعامل مع الأسواق اليوم، فمع أساليب البيع المربِكة، ومندوبي المبيعات الذين يستخدمون أسلوب الضغط النفسي على المشتري، يمكن أن تكون فكرة التعامل مع الوكيل سيئة وغير مرحَّب بها؛ لذلك، باستخدام تطبيق ديل شور يمكنك معرفة فيما إذا كنت قد حصلت على صفقة رابحة أم لا.

يستخدم الخبير الاستشاري لديل شور جميع حوافز الشركة المصنِّعة والحسومات، بالإضافة إلى البرامج الحالية لحساب السعر الفعلي للسيارة التي تريدها، وإذا لم يشترِ أحد سيارة مستعملة دون استشارة كارفاكس (Carfax) (هي خدمة تجارية على شبكة الإنترنت توفر تقارير تاريخ السيارة للأفراد والشركات على السيارات المستعملة والشاحنات الخفيفة)، فلماذا لا يستأجرون سياراتٍ جديدة باستخدام تطبيق ديل شور؟

إقرأ أيضاً: 3 محفزات للاستثمار في الأسواق الناشئة

3. ما هو حجم السوق؟

يوجد 18000 وكالة لبيع السيارات في الولايات المتحدة (United States)، وكل وكالة تبيع في أي مكان حوالي 150 إلى 400 سيارة شهرياً، ويجرِّب المستهلِك العادي قيادة ثلاثة إلى خمسة أنواع مختلفة قبل اتخاذ قرار بشأن العلامة التجارية التي سيختارها لسيارته، ثم يجرِّب قيادة ثلاث إلى خمس سيارات إضافية من تلك العلامة التجارية التي اختارها لتحديد الألوان والخيارات التي يرغب فيها.

كما تلاحظ، يعدُّ التطبيق العملي بحد ذاته أمراً رائعاً، وليس من الضروري أن تكون فكرة التطبيق رائعة ولا أن يقدِّم تجربة مستخدِمٍ شديدة التعقيد؛ بل يكفي أن يكون مفيداً، وفي النهاية، يجب أن يكون هدفنا كروَّاد أعمال تحسينَ حياة عملائنا ومستخدمينا ومجتمعنا.

 

المصدر




مقالات مرتبطة