قبل أن يفوت القطار، وأنت واقف في محطات الانتظار

تختلف غايات الحياة لدى النَّاس من شخصٍ لآخر، فأحدهم غايته ورسالته في هذه الحياة أن يكون لديه مال وفير، وثانٍ غايته أن يبقى قويَّ البِنْيَة الجسديَّة، وآخر غايته أن يتعلَّم أكثر فأكثر، ومنهم مَن غايته أن يكون أبناؤه على أحسن حال، وهكذا هي الحياة بالنِّسبة إلى كثير من الأشخاص.



ماهي رسالتك في الحياة؟

يقول الكاتب زياد ريس مؤلف كتاب "تجربتي لحياة أفضل": إنَّ أسمى رسالات الإنسان هي عبادة الله - سبحانه وتعالى - وإعمار الأرض، وكم هو جميل أن تتماشى الرِّسالة التي تضعها مع الرِّسالة السماويَّة للإنسان، فمن الهام أن يراجع الإنسان ذاته في وَضْع ورَسْم رسالته مع خارطة الطَّريق للوصول والسعي وراء تحقيقها بحيث تكون ضِمْن الإطار الكبير من الرسالة التي تحمل قِيَماً سامية في الحياة.

ما أودُّ الإشارة إليه هنا أنَّه ينبغي تخصيص جزء من وقتك في التَّفكير والبحث عما يخدم رسالتك "إعمار الأرض"، والتي تعني في أهمِّ مدلولاتها إعمار النَّفس البشريَّة وتحقيق نهضة المجتمع، وليكن من خلال تخصيص بند محدَّد، وإذا صرفت ساعة أو نصف ساعة من وقتك يوميَّاً في خدمة بند أو عامل مُعيَّن من عواملها فسوف تحصل على المعرفة والخبرة بذلك بعد أعوام.

إنَّ النَّجاح في أيِّ جانب من جوانب الحياة دائماً ما يكون مقروناً بوجود خطَّة عمل ينتهجها المرء ويسير عليها، فلا نجاح دراسي من دون تخطيط، ولا نجاح في تجارة من دون تخطيط، وكذلك الأمر بالنِّسبة إلى النَّجاح في الصِّناعة وغيرها من مجالات الحياة، حتى على الصعيد الشَّخصي والحياة اليوميَّة لا يمكن للمرء أن يُحقق أهدافه من غير تخطيط، وهكذا الأمر فيما يخص رسالة الإنسان القيميَّة السَّامية في الحياة.

أمثلة عن التخطيط لتحقيق الأهداف:

  1. العمل لمده ساعة أو نصفها يوميَّاً في البحث عن آليَّات التكافل الاجتماعي؛ وسوف تكون خبيراً بذلك بعد ٣-٥ سنوات.
  2. العمل لمدة ساعة أو نصفها يوميَاً في خدمة ورعاية المسنين، وسوف تكون مرجعاً لذلك خلال ٣-٥ سنوات.
  3. العمل لمدة ساعة أو نصفها يوميَّاً في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصَّة، وسوف تكون رائداً لذلك مع مرور الزمن.

توجد أمثلة وأفكار كثيرة تخدم رسالة "إعمار الأرض"؛ منها: مساعدة المرضى، غَرْس القِيَم، تطوير البحث العلمي، التَّربية البدنيَّة، تفعيل فكرة الوقف، تأصيل التاريخ، الاهتمام بالمتفوِّقين، البحث العلمي التَّخصُّصي، تفعيل مفهوم جَبْر الخواطر، وما إلى ذلك.

لنَتذَكَّر جيداً أنَّ الزمن ينقضي بسرعة، والاهتمام بتخصيص نصف ساعة يوميَّاً لغرض قِيَمي يخدم رسالة الإنسان سوف تكون ذخراً له، ويعود عليه بخير كثير في انعكاسات يراها أمامه في الدنيا، كما يبقى رصيداً لآخرته يوم الدِّين.

ربما تكون البداية صعبة ومُحيِّرة لاختيار التخصُّص، ولكن اعمل على القراءة والبحث، واكتب النِّقاط التي تُثير اهتمامك، وسوف تذهب نفسك لتخصُّص مُحدَّد وتنطلق.

كيف تصنع رسالتك في الحياة؟

إنَّ الغاية التي سنصلها معاً هي أن تعرف كيف تصنع رسالتك في الحياة، وكيف تؤدي دورك السَّامي خلال سنوات عمرك الحالية، لكي تترك أثراً للأجيال القادمة.

شاهد بالفيديو: مقومات النجاح الأساسيّة في الحياة

وهذا ممكن من خلال اتِّباع خطوات الحل الآتية:

الخطوة الأولى:

الأشخاص النَّاجحون في حياتهم هم الذين يريدون أن يتركوا بصمتهم، وأوَّل خطوة كتابة رسالة الحياة، وتحديد مهام أساسيَّة في حياتهم الشَّخصيَّة وحياتهم المهنيَّة، وتحديد الأشخاص الذين يمكن أن يلجؤوا إليهم في كل دور من أدوار حياتهم.

الخطوة الثَّانية:

معرفة نقاط القوَّة والضَّعف لديهم بعد مصارحة مع الذَّات؛ وبعد ذلك يعملون على تحديد القُدُرَات والمواهب التي يمكن أن يبدعوا بها، ويتبع ذلك الشَّغف والتَّحفيز الداخلي في تحقيقه.

الخطوة الثَّالثة:

يطلقون العنان لعقلهم وأفكاركم الإيجابيَّة، وطرد كل الأفكار السلبيَّة، ويعملون على طرح أسئلة ومُراجعات داخليَّة عمَّا يمكن أن يقوموا به من إضافات تعود بالخير على الأسرة والأصدقاء والمجتمع.

إقرأ أيضاً: أهمية الانضباط والالتزام لحياة ناجحة

الخطوة الرَّابعة:

يعملون على التَّوازن بين الحياة الخاصَّة والرسالة التي يحملونها.

إقرأ أيضاً: خذ الخطوة الأولى وابدأ وصحح مسارك على الطريق

في الختام:

الزمن لا ينتظر أحداً، وقطار الحياة يمشي دون توقُّف، كما أنَّ الحياة لا تُقدِّم فرصاً مجَّانية لأحد، ولا تُعطي المعجزات؛ لذا يجب على كلِّ امرئ منَّا أن يبحث بذاته ليكتشف رسالة حياته؛ لكي يتبنَّاها من أجل أن تكون له بَصْمته الواضحة والمُؤثِّرة في الحياة.




مقالات مرتبطة