فوائد بناء العضلات

إنَّ بناء العضلات لا يحمل فائدةً جماليةً فقط؛ وإنَّما يقدم فوائد صحية كثيرة جداً، وفيما يأتي 3 أسباب رئيسة تجعل امتلاك مزيد من العضلات منفعةً كبيرةً لصحتك:



1. تحمي العضلات من السمنة وداء السكري:

عندما تمتلك كتلةً عضليةً أكبر يصبح جسمك قادراً على استقلاب الكربوهيدرات بصورة أفضل. يخزن جسمك الكربوهيدرات في مكانين رئيسين وهما الكبد والعضلات الخالية من الدهون؛ وذلك لكي يستطيع الحصول على الطاقة بسهولة عند الحاجة؛ ومن ثَمَّ، فإنَّ وجود كتلة عضلية أكبر يعني وجود مخازن أكبر للكربوهيدرات الزائدة.

لهذا السبب يوصي الخبراء بتناول معظم الكربوهيدرات مباشرةً بعد التدريبات الرياضية؛ أي بعد أن تُستهلك الكربوهيدرات الموجودة في عضلاتك، فعندما تتبع هذه النصيحة، فإنَّك تخزن الكربوهيدرات الزائدة في عضلاتك بدلاً من أنسجتك الدهنية، وتساعد هذه الطريقة على تقليل دهون الجسم دون الحاجة إلى تقليل السكريات من نظامك الغذائي.

تزيد الكتلة العضلية أيضاً من حساسية الأنسولين لديك، ممَّا يقي من بعض الأمراض الاستقلابية، مثل: داء السكري؛ إذ يكون جسمك غير قادر على استقلاب الكربوهيدرات استقلاباً فعالاً.

يتطور مرض السكري عندما لا تستجيب خلاياك لإفراز غدة البنكرياس للأنسولين، ولا يتمكن جسمك من استقلاب الكربوهيدرات بالقدر الكافي؛ ونتيجةً لذلك يحول جسمك الكربوهيدرات الزائدة إلى دهون، وتُسمى هذه الحالة مقاومة الأنسولين.

لكي تحصل خلاياك على العناصر الغذائية الضرورية يجب أن تستجيب للأنسولين الذي يُحفزها على امتصاص العناصر الغذائية من مجرى الدم؛ إذ تساعد هذه العملية على التخلص من السكر الزائد في الدم، والذي يضر كثيراً بصحة الأوعية الدموية.

الأشخاص الذين يمتلكون كتلةً عضليةً غير كافية لتخزين الجلوكوز معرضون لخطر الإصابة بمرض السكري؛ وذلك لأنَّ هذه الكربوهيدرات الزائدة الواردة مع الغذاء تتحول إلى دهون بدلاً من تخزينها في العضلات؛ ومن ثمَّ تزداد نسبة الدهون في الجسم ممَّا يعرضك لخطر السمنة ومرض السكري.

إقرأ أيضاً: 8 معلومات طبية عن مرض السكري

2. تُحسن العضلات القوية نوعية حياتك:

يصبح الإنسان أكثر خمولاً مع تقدِّمه ​​في السن، ويصبح الروتين اليومي أكثر صعوبةً، ويبدأ الضمور العضلي أو الفقد الطبيعي للأنسجة العضلية في حوالي سن الـ 30، ويمكن للأشخاص غير النشطين أن يفقدوا ما بين 3% إلى 5% من كتلة عضلاتهم كلَّ عقد؛ أي بحلول عمر الـ 50 تكون قد فقدت حوالي 10% من كتلة عضلاتك، وستستمر خسارة العضلات هذه مدى الحياة، وسوف تتسارع تسارعاً ملحوظاً بمجرد أن تتجاوز سن السبعين.

يؤدي انخفاض كتلة العضلات إلى الحاجة إلى بذل مزيد من الجهد عندما تتحرك؛ لأنَّك تمتلك مخازن أقل لتستمد الطاقة منها، وعندها ستدخل في حلقة مفرغة؛ لأنَّ نشاطك سيقل شيئاً فشيئاً.

تنمو العضلات وتتطور بناءً على مقدار الجهد الذي تفرضه عليها؛ فإذا كنت خمولاً، فإنَّك لا تُعطي جسدك سبباً للحفاظ على كتلة العضلات لديه بدلاً من ذلك سوف تتحلل عضلاتك لتوفير بعض العناصر الضرورية لإصلاح الأعضاء وصيانتها.

تحميك الكتلة العضلية الكبيرة من الإصابات؛ لأنَّ العضلات الأقوى توفر دعماً أفضل لمفاصلك، فعندما تبني العضلات ستحمي نفسك من الالتواءات والتمزقات؛ لأنَّ الأنسجة الضامة لديك مثل الأوتار والغضاريف تزداد قوةً مع نمو العضلات، ومن الممكن بالتأكيد زيادة كتلة عضلاتك مع تقدمك في السن بممارسة تمرينات المقاومة بانتظام.

يميل أولئك الذين لديهم كتلة عضلية أكبر إلى عيش أنماط حياة أفضل، وأكثر نشاطاً؛ وذلك لأنَّ لديهم طاقة وقوة أكبر تسمح لهم بأداء النشاطات البدنية، ويعيشون حياةً أكثر حرية.؛ لذا إنَّ امتلاك أنسجة عضلية صحية يُساعد على تحسين جودة حياتك حتى تتمكن من العيش بالطريقة التي تريدها لأطول فترة ممكنة.

شاهد بالفيديو: 7 أمور تعيق نمو العضلات عند الرجل

3. تُسرع العضلات شفاؤك من الأمراض:

إنَّ امتلاكك كتلةً كافية من الأنسجة العضلية السليمة أمر ضروري أيضاً للشفاء من الأمراض؛ فتُبنى العضلات من الأحماض الأمينية الموجودة في البروتين الذي تتناوله مع الطعام؛ فالعضلات هي بمنزلة خزان للأحماض الأمينية التي يمكن لجسدك أن يستمد منها البروتين عندما لا تأكل ما يكفي منه في وجباتك الغذائية.

يحتاج جسمك إلى الأحماض الأمينية لأداء مجموعة من الوظائف المختلفة الضرورية للحياة، مثل عملية تصنيع البروتين لاستخدامه في بناء الأنسجة وإصلاحها، وإنتاج الهرمونات والإنزيمات، ودعم العظام والغضاريف، وعندما يتعرض جسدك لأيِّ نوع من الإجهاد مثل الإصابات، تزداد متطلبات البروتين عن الطبيعي.

يؤدي مخزن الأحماض الأمينية هذا أيضاً دوراً كبيراً في إبقائك بصحة جيدة، ومقاومة المرض؛ وذلك لأنَّ الأحماض الأمينية تُساهم في أداء وظائف مختلفة في جهاز المناعة، مثل تنشيط الخلايا التائية والبلاعم وإنتاج الأجسام المضادة، ومن ثمَّ تؤدي دوراً محورياً في الوقاية من المرض، كما أنَّ بعض الأحماض الأمينية مثل الأرجينين والجلوتامين والسيستين، ضروريةٌ للوقاية من الأمراض المُعدية والأمراض المزمنة وغيرها من الحالات المَرَضية وعلاجها.

إنَّ وجود كتلة عضلية أقل، يعني مخزناً أصغر من الأحماض الأمينية المتاحة للاستفادة منها وقت الحاجة، ممَّا يجعل قدرتك على مقاومة المرض والالتهابات أضعف.

تُعدُّ الكتلة العضلية الخالية من الدهون أيضاً مؤشراً على معدل البقاء على قيد الحياة في حال الإصابة بالسرطان؛ لأنَّ السرطان يزيد الحاجة إلى الأحماض الأمينية بشدة، ويُخفض القدرة على هضم البروتين، ونتيجةً لذلك يستخلص الجسم الأحماض الأمينية من العضلات بمعدل أكبر؛ فأولئك الذين يعانون من الضمور العضلي في أثناء العلاج الكيميائي يحتاجون أوقات أطول للشفاء، ويعانون من الالتهابات في كثير من الأحيان، وللأسف لديهم معدل وفاة مرتفع.

إنَّ الكتلة العضلية الخالية من الدهون هامةٌ للغاية، وتعمل بوصفها مصدراً غذائياً للأحماض الأمينية التي يمكن لجسمك الاستفادة منها في حالة المرض.

إقرأ أيضاً: 12 مكمل غذائي ضروري لتقوية المناعة والوقاية من الفيروسات

في الختام:

لا تنحصر فوائد بناء العضلات بالناحية الجمالية فقط؛ إذ تؤدي العضلات أدواراً هامة، وتُساعدك على الاستمتاع بحياة طويلة وصحية وجيدة؛ فالمظهر الجميل هو مجرد مكافأةٍ صغيرة على جهودك.

المصدر




مقالات مرتبطة