فن الرفض: 4 طرق لاستعادة وقتك

يُسبب لنا الرفض شعوراً بعدم الارتياح، لكن إذا تعلَّمنا كيف نرفض، يمكننا استعادة السيطرة على حياتنا، ففي كثير من الأحيان نقول نعم للأشياء التي لا نريدها.



نعتقد أنَّه يتعين علينا دائماً أن نقول نعم للفرص؛ فنحن نخشى أن يؤدي رفضنا إلى خسارة المال وتفويت المرح والتجارب الأخرى، ومع ذلك، من خلال قول نعم دائماً، فإنَّنا لا نقدِّر وقتنا؛ وبشكل أعمى نقول نعم لكلِّ ما يُعرَض علينا، فلا ننظر للرفض على أنَّه مهارة أو شيء ضروري للنجاح والسعادة.

إذا كنا في العمل وطلب منا مديرنا تسليم تقرير قبل نهاية اليوم، فإنَّنا نقول: "بالتأكيد"؛ لكنَّه بذلك يقاطع عملنا وغالباً ما يجبرنا على تنحية أشياء أخرى جانباً.

نحن نقول نعم لأشياء كثيرة في حياتنا الشخصية طوال الوقت، فعندما يطلب منا الأصدقاء الخروج بينما لدينا أشياء أخرى نقوم بها، ونوافق على طلبهم، نقدم بذلك معروفاً للأصدقاء أو المعارف دون التفكير في ذلك؛ بل إنَّنا نقول نعم لأشياء أكبر لا نريدها على سبيل المثال، نعمل في وظائف لا نحبها أو نبدأ علاقات مع أشخاص لا نحبهم.

نفعل هذا لأنَّنا نخشى الرفض وخذلان الناس، وفي النهاية نتجنب المواجهة؛ فإنَّ الضغط الذي يسببه لنا الرفض كثيراً ما يجعلنا نقول نعم تلقائياً، فعندما نقول نعم على مضض، نشكو أو نلوم أنفسنا "لماذا لا أستطيع أن أرفض ببساطة؟".

أحد الأسباب التي تجعلنا نجد صعوبة في الرفض هو رغبتنا في أن نكون عند حسن ظن الآخرين، وفي بعض الأحيان يتعين علينا اتخاذ قرارات من شأنها أن تؤثِّر في نتائج حياتنا؛ لذا لا يمكنك في هذه الحالات أن تخاف من الرفض؛ فعندما يتوقع الآباء أن يذهب أولادهم إلى الجامعة، غالباً ما يستسلم الأطفال للضغوطات، فجميعنا فريدون ولدينا أشياء نريدها في الحياة؛ لذا فإنَّ مطالبة الناس بفعل شيء لا يحبونه يعد أمراً غير عادل (بصرف النظر عن مدى رغبتك في ذلك)، فإذا كنت لا ترغب في الالتحاق بالجامعة لسبب وجيه، فلا تلتحق بها؛ إذ علينا أن نتبع شغفنا ونشق طريقنا.

طرائق للرفض:

الرفض ليس جريمة؛ إذ سيتفهم أصدقاؤك وعائلتك ذلك ويتابعون اهتمامهم بك، حتى عندما لا يمكنك الالتزام ببعض الارتباطات الاجتماعية، وإذا لم يتفهم أصدقاؤك الأمر، فقد حان الوقت للعثور على أصدقاء جدد؛ فعندما نهتم حقاً بشخص ما، يجب أن يستمر اهتمامنا به حتى إن فوَّت بعض النشاطات معنا، إضافة إلى ذلك، عندما يتعلق الأمر بوظيفتك، عليك أن ترفض كلَّ ما هو ليس ضرورياً لعملك؛ إذ سيحترمك الناس لقيامك بعملك وعدم إضاعة الوقت في الاجتماعات واستراحات القهوة.

شاهد بالفديو: 6 طرق لتجنّب إحراج قول كلمة لا في العمل

إليك فيما يأتي 4 طرائق للرفض، مستوحاة من كتاب "الجوهرية" (Essentialism) للكاتب جريج ماكيون (Greg Mckeown):

1. الرفض غير المباشر:

يمكن أن يكون البدء بالرفض محرجاً؛ لذا يُفضِّل معظم الناس البدء بنهج غير مباشر؛ ففي حياتك الشخصية، يمكنك أن تقول: "أنا أرغب في الانضمام إليكم على العشاء، لكن يجب أن أعمل على هذا المشروع لأنَّه هام بالنسبة إلي"، فلا بأس من اختلاق الأعذار حتى تتجنب قول "نعم"؛ فالهدف الأساسي من الرفض هو أنَّك لا تريد أن تفعل شيئاً؛ لذا ابحث عن طريقة لقول لا، دون الشعور بعدم الارتياح.

إقرأ أيضاً: 10 فوائد للرفض ستثير إعجابك بالتأكيد

2. الوعد بالإجابة لاحقاً:

غالباً ما نُفاجأ بالدعوات أو الطلبات من الناس، ونشعر بالضغط للرد على هذه الطلبات على الفور؛ لذا في المرة القادمة التي تتفاجأ فيها بدعوة، غالباً عن طريق الهاتف أو شخصياً، أخبرهم أنَّه عليك أن تنظر إلى تقويمك وستجيبهم لاحقاً؛ وبدلاً من ذلك، يمكننا القول إنَّه يتعين علينا مناقشة هذه الدعوة مع الشريك أو العائلة أولاً قبل أن نتمكن من الإجابة.

3. القبول المشروط:

ليس عليك دائماً أن ترفض، فعندما يطلب منك مديرك في العمل جمع معلومات قبل نهاية اليوم، لا يمكنك رفض ذلك، لكن ما يمكنك فعله هو إجبار مديرك على تحديد الأولويات، فإذا كنت تعمل في المبيعات على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "يمكنني أن أعطيك المعلومات، لكن هذا يعني أنَّني لا أستطيع إجراء المكالمات العشر التي اتفقنا عليها اليوم، فهل لديك مشكلة في ذلك؟" مع هذا القبول المشروط نجبر الناس على تحديد الأولويات، ويُظهر ذلك أنَّ لديك مهام كثيرة يتعين عليك أداؤها.

إقرأ أيضاً: كيف ترفض طلبات الآخرين لتحقيق إنتاجية أكبر؟

4. الرفض المباشر:

بمجرد أن تشعر بالارتياح للرفض في كثير من الأحيان، يمكنك اتخاذ الخطوة النهائية في إتقانه؛ في البداية نعطي الناس أعذاراً عن سبب عدم قدرتنا على فعل شيء ما؛ إذ نقول إنَّنا لا نسطيع تناول الغداء بسبب "موعد مع الطبيب"، أو نشعر بالحرج لمجرد أن نقول: "لا يمكنني إعداد الغداء هذا الأسبوع"، لكن عندما تتقن الرفض تتوقف عن إعطاء الأعذار وتبدأ في قول لا بحزم، فمع التدريب يأتي الإتقان.




مقالات مرتبطة