عندما لا تكفي عبارتا "من فضلك" و"شكراً لك"

يُعَدُّ قول عبارات مثل: "من فضلك" و"شكراً لك" أحد وسائل التواصل الأساسية التي نستخدمها لإبراز نوايانا وتحديد نوايا الآخرين؛ لذا من الضروري استخدامها في مكان العمل دون استثناء.



فهذا ليس بالأمر الصعب، ومع ذلك، عند جمع الناس مع غرباء سوف يبدؤون بقول: "من فضلك" و"شكراً لك" تلقائياً؛ فالكلام هو مقياس مهم واللطف أساس متين لأيَّة علاقة، ونحن نعرف هذا بشكل بديهي؛ لأنَّ البشر مجبولون على التعاون وليس على التنافس.

قانون الإنتاجية المتناقصة:

يوجد مبدأ هام للغاية يجب مراعاته عند إدماج الموظفين، وهو قانون الإنتاجية المتناقصة؛ فهو يشير إلى النقطة التي يكون فيها مستوى الفوائد المكتسبة من عمل معين أقل من مقدار الطاقة المستثمرة فيه، وبعد الوصول إلى هذه النقطة تتضاءل فوائد العمل حتى تختفي كلياً.

عبارات مثل "من فضلك" و"شكراً" لها تأثير قوي ولكنَّه محدود؛ إذ تضفي المكافآت الملموسة مثل بطاقات الهدايا والجوائز والشهرة في الشركة حماسة إلى مكان العمل التي يصعب على كلمتي "من فضلك" و"شكراً لك" تقديمها، لكن كما يمكن لبطاقات الهدايا والجوائز إثارة الحواس أكثر، فإنَّ هذه الكلمات اللطيفة البسيطة يمكن أن ترضينا بشكل أعمق.

الدوافع الخارجية والداخلية:

يفرِّق علماء النفس بين الدافع الخارجي "من الخارج" والدافع الداخلي "من الداخل"، وهو وجود أشياء في هذا العالم تحفز رغباتنا الخارجية مثل "المكاسب المادية والمكانة الاجتماعية"، وتوجد أشياء أخرى تحفز الرغبات الداخلية مثل "التقدير، الاحترام، والانتماء"؛ إذ تحتاج النفس البشرية إلى التوازن بين الاثنين للوصول إلى ذروة الدافع، ليس فقط في العمل؛ وإنَّما أيضاً في أيَّة مهمة في الحياة، وإذا طغى أحدهما على الآخر، فإنَّ قانون الإنتاجية المتناقصة يبدأ بالظهور.

فكِّر في الأمر: ما مدى الروعة التي ستشعر بها عند حصولك على الكثير من الهدايا إذا لم يمنحك أحد في العمل الاحترام المتمثل بقول: "من فضلك" و"شكراً لك؟" وبنفس المنطق، كيف يمكن أن تصبح الكلمات هذه مُرضية إذا لم تُدعَم بمكافآت مادية؟

شاهد بالفديو: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

حل متوازن:

نؤكد باستمرار على مبدأ التوازن عند إدماج الموظفين في العمل عبر التقدير، ويكفي القول إنَّه لا يكفي أن تكون لطيفاً فقط.

إليك بعض النصائح:

1. لا تفرط في استخدام البريد الإلكتروني لإظهار التقدير:

إنَّ التعبير عن الامتنان حصرياً عبر البريد الإلكتروني يمكن أن يقلل أثره بسرعة، فضع في حسبانك موازنة المدح عبر البريد الإلكتروني بمكافأة مادية أو شكر شخصي أكثر إن أمكن؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّه كلما كان الامتنان شخصياً، أصبح أكثر فاعلية.

2. حدد نسبة التقدير:

يجب على المديرين تحديد نسبة التقدير التي يرتاحون لتقديمها على مقياس يبدأ بالتقدير الرسمي وينتهي بالتقدير غير الرسمي، وربما يفضلون تقديم مكافأة مادية واحدة لكل خمس مرات يقولون فيها "شكراً" لأي موظف، أو يقدمون ببساطة مكافأة مادية واحدة في نهاية الأسبوع، ومهما كانت الطريقة المُجدية؛ فالفكرة هي تحقيق التوازن.

3. كن صادقاً:

يكمن العامل الأساسي للاندماج في العمل في قدرة الإدارة على التواصل مع الموظفين كأفراد، وبناء علاقات حقيقية ومعرفة ما يحفزهم، فعبارتا "من فضلك" و"شكراً لك" رائعتان، لكن من خلال الإفراط في استخدامهما يمكن أن يصبحا وسيلة لتجنب الاندماج الحقيقي.

إقرأ أيضاً: كيف تتجنَّب مخاطر برامج المكافآت؟

اتِّباع نهج مدروس:

بحسب منظمة "وورلد آت وورك" (WorldatWork)، فإنَّ 80% من المؤسسات لديها ميزانية لبرنامج التقدير الخاص بها، منها 42% تخصص 0.1-0.3% من قيمة الرواتب التي يقدمونها لتلك البرامج، فهي ليست برامج باهظة الثمن، ومع ذلك أعتقد أنَّ العديد من هذه البرامج لا تحصل على القيمة المضافة أو الفاعلية من الموازنة المناسبة.

يجب أن نضع في حسباننا دائماً أنَّ الموظفين هم مجموعة من الغرباء الذين يجب عليهم اتخاذ قرارات كل يوم لتنحية اختلافاتهم جانباً وإنجاز العمل؛ لذا يجب أن يتم التعامل معهم بنفس ذلك التوازن الموضوعي، بصرف النظر عن مدى كون علاقات العمل غير رسمية أو عفوية.

المصدر




مقالات مرتبطة