علامات الساعة الصغرى في الإسلام
تنقسم علامات الساعة الصغرى في الإسلام إلى: علامات صغرى ظهرت وانقضت؛ وعلامات صغرى ظهرت ولم تنقضِ؛ وعلامات صغرى لم تظهر. وسنقدم لكم في هذا المقال كل واحدة من هذه الأقسام؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.
أولاً، علامات صغرى ظهرت وانقضت:
هناك الكثير من علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت، نذكر لكم منها أعزائي القراء ما يلي:
1. بعثة النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وموته:
ومن الأحاديث التي تدل على ذلك: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (بُعِثتُ أنا والسَّاعة كهاتين)، ويقرُن بين إصبعيه السبابة والوسطى.
2. معجزة انشقاق القمر:
وحدثت هذه المعجزة في عهد النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (بينما نحن مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بمِنى إذ انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقةٌ وراء الجبل، وفلقةٌ دونه، فقال لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: اشهدوا).
وذُكِر ذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)). (سورة القمر).
3. فتح بيت المقدس:
وفي حديث عوف بن مالك الأشجعي دل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ فتح بيت المقدس هو من إحدى علامات الساعة الصُغرى، وقد تم ذلك في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
4. خروج نار عظيمة من أرض الحجاز:
ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ هذه النار غير النار التي ستخرج في آخر الزمان والتي ستطرد الناس إلى محشرهم، وقد خرجت هذه النار العظيمة في سنة 954 للهجرة، وقد دل عليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تقوم السَّاعة حتَّى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تُضيء أعناق الإبل ببُصرى).
5. ولادة الأمَة ربَّتها:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: جاء جبريل عليه السلام إلى الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بهيئة رجلٍ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، فجلس عند النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأخذ يسأله إلى أن قال: (فأخبرني عن السَّاعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أمارَتِها، قال: أن تَلِدَ الأمَةُ ربَّتها).
6. خروج مُدعي النبوة والدجالين الكذابين:
عن ثوبان بن بجدد قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تقوم السَّاعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان، وأنَّه سيكون في أمتي ثلاثون كذَّابون كلهم يزعم أنَّه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي).
وقد ظهر من ادَّعى النبوة في عهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وهو "الأسود العنسي" في اليمن، كما ظهر بعد موت الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم الكثير، نذكر لكم منهم أعزائي القراء: (سُجاح بنت الحارث التغلبية، طليحة بن خويلد الأسدي، مسيلمة الكذاب، المختار بن أبي عبيد الثقفي، الحارث بن سعيد الكذاب) ومنهم من تاب وصَلُحَ إسلامه.
ثانياً، علامات الساعة الصُغرى التي ظهرت ولم تنقضِ:
وهي علامات ظهرت، ويمكن أن تتكرر، ومن هذه العلامات نذكر لكم أعزائي القراء ما يلي:
1. ظهور الفتن:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (بادروا بالأعمال فِتَناً كقطع الليل المُظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا).
2. كثرة المال والاستغناء عن الصدقة:
وحدث ذلك في زمن الصحابة وزمن عمر بن عبد العزيز، حتى أصبح الرجل يعطي الصدقة فلا يجد من يأخذها، وسيتكرر وقوعه في زمن المهدي وعيسى عليه السلام، ودل حديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تقُوم السَّاعة حتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتَّى يُهِمَّ رب المال من يقبل صدقته، وحتَّى يَعرِضه فيقول الذي يَعرضهُ عليه، لا أَرَبَ لي).
3. انتشار الأمن والأمان:
ويقصد بذلك أنَّ المسلِم عندما يسافر من مكانٍ لآخر لا يخاف من شيء، ولا يخشى على شيء لا على نفسه، أو ماله، أو عرضه، أو عقله، أو دينه، وقد ظهر ذلك في عهد الصحابة عندما اتسعت الفتوحات الإسلامية وانتشر السلام بين الناس، وسيتكرر ذلك في عهد المهدي وعيسى عليه السلام، ودل على ذلك ما قاله عديُّ ابن حاتمٍ الطائي: (بينَا أنا عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذ أتاه رجلٌ فشكا إليه الفاقة، ثُمَّ أتاه آخر فشكا إليه قطعَ السَّبيل، فقال: يا عديُّ، هل رأيتَ الحِيرةَ؟ قلتُ: لم أرها وقد أُنبئتُ عنها، قال: فإن طالت بك حياةٌ، لتَرَيَنَّ الظعينة ترتحِلُ من الحِيرة حتَّى تطوفَ بالكعبة لا تخافُ أحداً إلا الله).
4. ضياع الأمانة:
والأمانة اتباع الإنسان أوامر الله عزَّ وجل، واجتناب ما نهى عنه، ومن علامات الساعة الصغرى انتزاع الأمانة من القلوب، أي يصبح الرجل من أهل الخيانة بعد أن كان من الصالحين، لزوال خشية الله والإيمان من قلبه، وقد دل الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم على ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر السَّاعةَ، قال: كيف إضاعتها، قال: إذا وسِد الأمرُ إلى غير أهله، فانتظر السَّاعةَ).
5. انتشار الربا:
من علامات الساعة الصغرى عدم اهتمام المرء بالمال الذي يأخذه سواء كان حلالاً أم حراماً، فينتشر الربا بين الناس، وقد دل على ذلك حديث الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يُبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلالٍ أم من حرام).
6. كثرة القتل:
وقد ظهر ذلك منذ زمن الصحابة رضوان الله عليهم، عند مقتل عثمان بن عفان، ومازال القتل منتشراً إلى يومنا هذا، ولا يدري المقتول بأي ذنبٍ قُتِلَ، وقد دل على ذلك حديث الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تقوم السَّاعةُ حتَّى يكثُرَ الهرجُ، قالوا: وما الهَرجُ يا رسول الله، قال: القتلُ القتلُ).
7. كتمان الحق، وشهادة الزور، وقطع الأرحام، وانتشار التجارة:
عن طارق بن شهاب قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ بين يدي السَّاعة تسليم الخاصَّة وفُشُو التجارةِ، حتى تعين المرأةُ زوجها على التجارةِ، وقطع الأرحامِ، وشهادةَ الزور، وكتمان شهادةِ الحقِّ، وظهور القلمِ).
8. اختلال المقاييس:
اختلال المقاييس من علامات السَّاعة الصغرى التي ظهرت في وقتنا الحالي تحديداً، وفيها يُكَذَّب الصادق، ويُصدَّقُ الكاذب، ويُخوَّنُ الأمين، ويؤتمن الخائن، وهذا ما دل عليه الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث التالي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (تأتي على الناس سنواتٌ خدَّاعاتٌ، يُصدَّقُ فيها الكاذبُ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويؤتمنُ فيها الخائنُ، ويخوَّنُ فيها الأمينُ، وينطقُ الرُّويبضة، قيل: يا رسول الله وما الرُّويبضة؟ قال: الرجلُ التَّافِهُ يتكلَّمُ في أمر العامَّةِ).
9. انتشار الكذب بكثرة:
تُعدُّ كثرة الكذب أمراً ظاهراً في وقتنا الحالي، ومنتشراً بين الناس، والأمثلةُ كثيرةٌ على ذلك، فقد يكذب الوالد على ولده، أو تكذب المرأة على زوجها، أو يكذب البائع على المشتري، وغيرها من الأمثلة المُنتشرة في جميع المجتمعات، وقد دل على ذلك حديث الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، فعن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ بين يدي السَّاعة كذَّابين فاحذروهم).
10. زخرفة المساجد والتباهي بها:
إنَّ المساجد هي أماكن للعبادة والصلاة، وليست للتباهي بها، وزخرفتها، ولكن هذا ما يظهر جلياً في وقتنا الراهن، وقد دل على ذلك النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثه الشريف، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تقوم السَّاعة حتى يتباهى الناس في المساجد).
11. السلام للمعرفة فقط:
أي لا يسلِّم الرجل إلا على من يعرفه، وهذا مُخالفٌ لما أمرنا به الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم؛ حيثُ أمر بإفشاء السلام بين الناس، لانتشار الألفة والود بينهم، وذلك ما دل عليه حديث الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ من أشراط السَّاعةِ أن يُسلِّمَ الرجلُ على الرجلِ لا يُسلِّمُ عليه إلا للمعرفة).
ثالثاً، علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر بعد:
يوجد الكثير من علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر بعد، ومن هذه العلامات نذكر لكم أعزائي القراء ما يلي:
1. انحسار نهر الفرات عن جبلٍ من ذهب:
قد يكون الانحسار نتيجةً لذهاب مائه، أو تغيير الماء لمجراه، فيُكشف ذلك الجبل، ويقتتل الناس عليه، فيُقتَلُ من كلِ 100 رجل 99 رجلاً، وقد دل حديث الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم على ذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تقوم السَّاعة حتَّى يَحسِرَ الفراتُ عن جبلٍ من ذهب، يقتتلُ الناس عليه، فيُقتَلُ من كل مئةٍ، تسعةٌ وتسعون، ويقول كلُّ رجلٍ منهم: لعلِّي أكون أنا الذي أنجو).
2. عودة جزيرة العرب جنات وأنهار:
يعد ظهور الجنات والأنهار في جزيرة العرب من علامات الساعة الصغرى، ويكون ذلك بسبب حفر الآبار وانتشار الزراعة فيها، وقد دل على ذلك حديث الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تقوم السَّاعة حتى يكثر المال ويفيض، حتَّى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجدُ أحداً يقبلها منه، وحتَّى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً).
وبذلك أعزائي القراء نكون قد قدمنا لكم العلامات الصغرى للساعة في الإسلام.