ضيق الوقت: هل له دور في انخفاض الإنتاجية؟

كنت أتحدث إلى واحدة من طلابي الذين حضروا دورتي المتعلقة بالإنتاجية والتغلب على التسويف، وذكرَت أنَّها أرادت أن تنشئ مدونة لكنَّها لم تتخذ أيَّ إجراء للقيام بذلك، وأرادت في النهاية التخلي عن هدفها، وقالت: "ربما حان الوقت للمضي قدماً".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن دور ضيق الوقت في انخفاض الإنتاجية.

يمكنني أن أفهمها؛ لأنَّني أردت أن أكتب قبل حوالي عقد من الزمن قبل أن أبدأ حقاً، وجربت عدَّة أشياء مختلفة، وحاولت كتابة الروايات، لكنَّ أهدافي لم تتحقق حقَّاً؛ هذا موقف يمكن أن يفهمه أيُّ شخص؛ فربَّما كنت ترغب في إنشاء مشروع تجاري أو تأليف كتاب أو إنشاء تدوينة صوتية أو إطلاق تطبيق، لكنَّك لم تفعل ذلك مطلقاً، فما هو السبب؟

أحياناً نحن نبرر لأنفسنا: "ليس لدي وقت، أنا مشغول للغاية"، لكنَّ هذا ليس صحيحاً؛ إذ يمكننا دائماً تخصيص الوقت للأمور الهامة؛ لذا فالمشكلة ليست الوقت إنَّما شيء آخر، وأدركتُ ذلك عندما كنت أشاهد مقطع فيديو للكاتب "زيغ زيغلر" (Zig Ziglar)، الذي كتب أكثر من 30 كتاباً، فقد قال: "المشكلة هي الافتقار إلى الاتجاه وليس ضيق الوقت؛ فلدينا جميعاً أربع وعشرون ساعة في اليوم".

لماذا نشعر بالعجز في الحياة؟

عندما نشعر بالعجز في الحياة أو نشعر أنَّنا غير منتجين، فإنَّنا نحاول إجبار أنفسنا على العمل، ونعتقد أنَّنا بحاجة إلى مزيد من قوة الإرادة أو الدافع للمضي قدماً.

على سبيل المثال، كان أحد أصدقائي يواجه مشكلة الإنتاجية ذاتها لوقت طويل، وبين الحين والآخر يشعر بالإلهام لتغيير حياته، ويبدأ في العمل على أهدافه؛ فهو يريد أن يفعل كلَّ شيء في الوقت نفسه: "ممارسة الرياضة، والاستيقاظ مبكراً، وممارسة التأمل، وتغيير نظامه الغذائي، والقراءة، وإنشاء عمل جانبي بصفته مصمماً مستقلاً"، لكن دائماً ما كان يبدأ في أوج نشاطه وحماسته، ثم ما يلبث أن تنهار طاقته بعد بضعة أسابيع من الإنتاجية العالية؛ فهو إما متحمس جداً أو عاجز تماماً ويضيع كثير من الوقت، ونتيجة لذلك لم يحرز أيَّ تقدُّم جدي في أيِّ مجال خلال السنوات العديدة الماضية.

يمكنني أن أفهم هذا النمط لأنَّ هذه هي الطريقة التي كنت أعيش بها؛ لكن هذا كان قبل أن أفهم لماذا كنت أشعر بالعجز؛ فقد كان ذلك بسبب عدم وجود إحساس بالاتجاه؛ فقد كنت أحاول القيام بأشياء كثيرة في الوقت نفسه دون سبب وجيه؛ فمجرد فكرة أنَّ شخصاً ناجحاً يركض لمسافة 10 أميال في اليوم لا يعني أنَّه يجب عليك ذلك أيضاً، أو مجرد أنَّ شخصاً مشهوراً يستيقظ في الساعة 4 صباحاً فهذا لا يعني أنَّك كسول إذا استيقظت في الساعة 8 صباحاً.

شاهد بالفديو: 9 قواعد أساسية لزيادة الإنتاجية في العمل

ما هو هدفك؟ وماذا عليك أن تفعل للوصول إليه؟

اسأل نفسك هذين السؤالين إذا كنت تعاني دائماً من ضعف الإنتاجية ولا تحرز تقدُّماً جاداً في الحياة، فأكبر تغيير قمتُ به في حياتي كان عندما قررت أن أصبح كاتباً بدوام كامل، فعندما قررت متابعة تلك المهنة نشأ لدي إحساس بالاتجاه على الفور، وأخيراً وصلت إلى الوضوح.

لقد كان صديق آخر لي يقول: "لا أعرف في أي اتجاه عليَّ أن أسير" لمدة خمس سنوات، ودائماً ما أقول له الشيء نفسه عندما يسألني كيف نجحت؟ فأقول له: "لقد اخترت اتجاهاً وبدأت في التحرك".

لكن كيف يمكن أن تعرف أنَّه الاتجاه الصحيح؟ لم يكن لدي أي فكرة عن ذلك، فنحن لا نعرف أي شيء عن المستقبل، إذا كنت تريد تغيير حياتك وإحراز تقدُّم فعليك أن تتقبَّل عدم اليقين؛ فلا يمكنك معرفة كل شيء عن الغد، وهذا يجعل كثير من الناس غير مرتاحين، لكن عليك أن تتقبَّل الشعور بعدم الارتياح.

إقرأ أيضاً: أهمية وضوح الهدف وطرق الوصول إليه

هل تختلق الأعذار؟

أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لنفسك هو معرفة أنَّك تقوم باختلاق الأعذار؛ ففي وقت سابق من هذا العام، كانت طاقتي منخفضة وشعرت بأنَّني غير منتج وبدأت أشكو، وظللت أفعل ذلك لبضعة أيام، ثم أدركت وقلت لنفسي: "أنت تختلق الأعذار فقط؛ لذا توقف عن ذلك وافعل ما تفعله دائماً".

فالطريقة الوحيدة للحصول على حياة جيدة هي أن تظل نشطاً؛ لذا اكتشف الحل واستمتع بعملك وابحث عن المتعة في الأشياء الصغيرة وكن مفيداً؛ فهذه هي الطريقة التي نعمل بها بصفتنا بشراً، وهذا ما يمنحنا السعادة.

إقرأ أيضاً: 13 خطوة للتوقف عن اختلاق الأعذار وتحمل المسؤولية

في الختام:

لتبسيط الأمور لنفسك، فأنت بحاجة إلى نظام تعتمد عليه عندما تشعر بالعجز؛ ولهذا السبب أحب أن يكون لدي نظام إنتاجي؛ فلا أحتاجه عندما يكون كل شيء على ما يرام، بل عندما يكون كلُّ شيء سيئاً؛ فيمكنك أن تحدد أفعالك في الأوقات الصعبة من أنت، فهل ستختلق الأعذار وتقول إنَّك مشغول جداً ولا يمكنك ممارسة الرياضة أو قضاء وقت ممتع مع أحبائك أو الاعتناء بصحتك العقلية؟ أم أنَّك ستلهم نفسك من خلال إنشاء اتجاه في حياتك؟ إذا أجبت بنعم عن هذا السؤال الأخير فستكون بخير.

المصدر




مقالات مرتبطة