صداع الجيوب الأنفية: تعريفه وطريقة علاجه والوقاية منه

يُوصف صداع الجيوب الأنفية كألم عميق في عظام الخد وجسر الأنف والمنطقة السفلية من الجبين، وقبل التسرع في تشخيصه وأخذ العلاج من دون استشارة الطبيب، من الهام معرفة أنَّه غالباً ما تُشخَّص الشقيقة خطأ على أنَّها صداع الجيوب الأنفية بسبب تشاركهما بعديدٍ من الأعراض المرافقة، ومن ضمنها الاحتقان الأنفي؛ أي حدوث التهاب وتجمُّع للسوائل يؤدي إلى انسداد الممرات الهوائية.



لذلك سنقوم بعرض ما ينبغي معرفته عن صداع الجيوب الأنفية، وكيفية تشخيصه، وما يجب فعله للعلاج والوقاية منه حسب موقع "هيلث" (Health).

تعريف وأسباب صداع الجيوب الأنفية:

يقول الدكتور "كليفورد باسيت" (Clifford Bassett)، مختص علم المناعة والحساسية والمتحدث الرسمي باسم المؤسسة الأمريكية للربو والحساسية: "ينجم صداع الجيوب الأنفية الحقيقي في أغلب الأحيان عن الإصابة بإنتان فيروسي أو ما يُدعى بالتهاب الجيوب الأنفية"، وينتج التهاب الجيوب الأنفية عن الالتهاب الذي يصيب الخلايا المبطِّنة للجيوب الأنفية، والتي هي عبارة عن تجاويف مملوءة بالهواء في الجبين وعظام الخدين وخلف جسر الأنف، وتُوصف الآلام في هذه المناطق تحديداً بصورة أساسية بأنَّها الصداع الجيبي.

يتحدث الدكتور "إيزاك نامدار" (Isaac Namdar)، مختص أمراض الأذن والأنف والحنجرة في مركز "ماونت سيناي ويست" (Mount Sinai West) الطبي قائلاً: "كثيراً ما تُشخَّص الشقيقة أو الصداع النصفي خطأ على أنَّها صداع جيبي"؛ هذا يعني أنَّ الطريقة الصحيحة الوحيدة لتحديد الإصابة بالشقيقة أو الصداع الجيبي هي عن طريق مراجعة الطبيب، وخصوصاً مختص المناعة والحساسية أو طبيب أذن وأنف وحنجرة؛ إذ يمكن ذلك من خلال فحصٍ جسديٍّ روتيني، أو يمكن للأطباء إلقاء نظرة على الجيوب الأنفية في أثناء عملية تنظير الأنف.

يوضِّح الدكتور "باسيت" مفهوماً خاطئاً آخر: "غالباً ما يُربط الصداع الجيبي مع العوامل المحسِّسة، إلا أنَّ ذلك خطأ كبير؛ إذ إنَّه ليس عَرَضاً متعلقاً بالحساسية الفصلية أو العوامل المحسِّسة على مدار السنة عموماً"، والعَرَض هو ما يطرأ على الشخص من تغيرات أو ظواهر ترافق إصابته بمرض ما، وقد يشعر بها المريض أو يلاحظها الأشخاص من حوله.

طبيعة الصداع الجيبي:

وفقاً للدكتور "نامدار": "يتركَّز الألم في صداع الجيوب الأنفية فوق العينين وبينهما، أو فوق عظام الخدين"، وذلك حسب موقع الجيوب الأنفية داخل الرأس، ويُضيف الدكتور "باسيت" قائلاً: "يعاني المصابون بالصداع الجيبي أيضاً من ألم عند الضغط الخارجي على مكان الجيوب المصابة، وتتضمَّن الأعراض الإضافية الأخرى لهذا الصداع احتقان الأنف والسيلان الأنفي الخلفي - نزول الإفرازات الأنفية من المنطقة الخلفية للأنف باتجاه الحلق - والإحساس بجفاف الأنف، ويمكن أن تحدث آلام فموية أو وجهية أو آلام في الأسنان في حال العدوى الإنتانية كالتهاب الجيوب الأنفية".

وقد تختلف شدة ودرجة الصداع الجيبي باختلاف الأوقات خلال اليوم؛ إذ بحسب الدكتور "باسيت": "يُشير بعض المصابين إلى أنَّ آلامهم تكون أكثر شدةً في وقت مبكِّر مع بداية يومهم، وربَّما يعود ذلك إلى تجمُّع المخاط والمفرزات الأنفية خلال نومهم".

حين لا يترافق الصداع بسيلان الأنف أو الحُمَّى؛ أي ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 38 درجة مئوية مع قشعريرة غالباً، أو برائحة النفس الكريهة، أو تغيُّر رائحة النفس المعتادة؛ فمن المحتمل أن تكون الشقيقة هي السبب وليس الصداع الجيبي، وذلك وفقاً للمؤسسة الأمريكية للشقيقة.

وتحذِّر المؤسسة أيضاً من أنَّ الصداع الجيبي الذي يدَّعي الأشخاص الإصابة به بناءً على تقييمهم الذاتي من دون مراجعة الطبيب، هو بالواقع صداع نصفي أو شقيقة في 90% من الحالات؛ لذلك إن كنت تعاني من صداع متكرر ولست متأكداً من سببه، فمن الأفضل استشارة الطبيب بخصوصه.

طرائق العلاج والوقاية من صداع الجيوب الأنفية:

طرائق العلاج والوقاية من صداع الجيوب الأنفية:

يقول الدكتور "نامدار": "تختلف الخيارات العلاجية ما إن يتوصَّل الطبيب إلى تشخيص إصابتك بالصداع الجيبي؛ إذ قد يساعدك غسل الأنف بالسيروم الملحي عبر استخدام وعاء "نيتي" (Neti)، وهي حاوية مستخدمة لصب المياه المالحة في تجويف الأنف، وتعتمد على الجاذبية الأرضية من أجل تنظيف الأنف وإزالة المخاط والأوساخ.

قد يستخدم بعض المرضى الأدوية المضادة للالتهاب مثل الفلوناز، إضافة إلى اقتناء جهاز تنقية أو ترشيح الهواء في المنزل، ويمكن أيضاً العلاج بالصادات الحيوية - أدوية تُستخدم في القضاء على الجراثيم حصراً باختلاف أنواعها - في حال كان الصداع الجيبي ناجماً عن عدوى جرثومية".

أمَّا بالنسبة إلى الألم في حالة الصداع الجيبي، والذي يمثِّل المغزى الحقيقي لمقالنا هذا، فيقول الدكتور "نامدار": "يمكن استخدام المسكِّنات البسيطة التي تُباع من دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين والأسيتأمينوفين، الذي يُعرف بالسيتامول في بلادنا".

لا يمكن منع حدوث الصداع الجيبي في حال الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، إلا أنَّه يمكن بذل أفضل ما لدينا لمنع التقاط العدوى الفيروسية بالمقام الأول؛ فمثلاً ينبغي تكرار غسل اليدين بعناية بالماء والصابون، وكذلك محاولة تجنب لمس العينين والأنف والفم باليدين المتسختين، فضلاً عن السعي إلى تقوية جهاز المناعة من خلال تناول الخضراوات والحصول على قسط كافٍ من النوم، ممَّا يقلِّل احتمالية الإصابة بالأمراض.

إقرأ أيضاً: معلومات شاملة عن حالات صداع الرأس وطرق علاجها

في الختام:

تبقى الفكرة الأساسية من هذا المقال هي استشارة الطبيب بكل تأكيد عند الشك في الإصابة بصداع الجيوب الأنفية؛ إذ لا أحد سوى الطبيب المختص يستطيع تشخيص الصداع الجيبي، أو إعلامك بإصابتك بشيءٍ آخر كالشقيقة المزمنة، فضلاً عن الخطوات التالية التي عليك اتخاذها.

المصدر




مقالات مرتبطة