سبب وجيه واحد لشراء منزل (وبعض الأسباب لعدم القيام بذلك)

عندما تصل إلى مرحلةٍ في حياتك يمكنك فيها شراء منزل، سيكون لديك قرارٌ كبيرٌ لاتخاذه؛ وإذا سألت والديك أو أجدادك -أو أيَّ شخص في حياتك فوق سنِّ الخمسين- إن كان ينبغي عليك شراء منزلٍ أم لا، فقد يظنُّون أنَّك تُمازحهم، فالجواب بالنسبة إليهم واضحٌ وضوحَ الشمس، وهو: أنَّ عليك شراء منزلٍ بالطبع؛ فإذا كنت تستطيع ذلك، فمن الواضح لهم أنَّ هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب عليك القيام به دونَ تردُّد؛ لكن في الحقيقة، قد لا يكون شراء منزلٍ أفضلَ طريقةٍ للاستثمار في مستقبلك، ومن الهامِّ التأكد من أنَّه قرارٌ جيدٌ ويناسبك شخصياً.



تعدُّ مواردك المالية والفائدة التي ستعود عليك إذا قررت بيع المنزل في المستقبل، من أهمِّ الاعتبارات التي يجب التفكير فيها؛ ولكن، هناك الكثير من التفاصيل التي يجب أخذها في عين الاعتبار لتعرفَ ما إذا كنت مستعداً فعلاً للشراء أم لا، ومن هذه التفاصيل: طموحاتك وعلاقاتك وعواطفك خصوصاً.

رغم أنَّنا سنتطرَّق إلى الأمور العاطفية في هذه المقالة؛ لكن لنبدأ عملياً أولاً، ونلقي نظرةً على سوق العقارات وسوق العمل، وبعض الأسباب الجيدة والسيئة لاستثمار أموالك في الطوب والإسمنت.

الملكية ليست استثماراً يُعتَمدُ عليه دائماً:

يشتري جيل الألفية منازلهم الأولى في سوقٍ مختلفة تماماً عن جيل آبائهم، مثلاً: كانت أسعار العقارات في الولايات المتحدة -حتى الانهيار العقاري لعام 2007- ترتفع بمعدلٍ ثابتٍ بنسبة 6.4٪ كلَّ عام لمدة 36 عاماً مضت؛ لذا فإنَّ الشخص الذي اشترى منزلاً مُقابلَ 75500 دولار في عام 1985 كان يُمكن أن يتنبأ بثقةٍ بمكاسب حوالي 35000 دولار بحلول عام 1995 أي بعد 10 سنوات.

لكنَّ الوضع لم يعُد كذلك، حيثُ تُظهِر البيانات أنَّ عام 2004 كان العام الأخير من النمو الاقتصادي الطبيعي، ثمَّ استقرت أسعار المنازل لبضع سنوات عالمياً، ثمَّ انهارت في عام 2007، واستمرَّت في الانخفاض في السنوات القليلة التالية، ثمَّ ارتفع السوق ببطءٍ وبشكلٍ غير مستقر منذ عام 2012 وحتى الآن؛ ومع ذلك، لم تصل قيمة المنازل في بعض البلدان إلى قيم ما قبل 2004.

تشير الأرقام المنشورة في عام 2019 إلى أنَّ سوق الإسكان في أمريكا الشمالية يشهدُ انحداراً آخر حالياً، في حين أنَّ معدل الفائدة على الرهن العقاري في ارتفاعٍ مستمر.

لا يعني ما سبق أنَّه لا يمكنك كسب المال من بيع وشراء منزل، إذ يفعل الناس ذلك طوال الوقت؛ ولكنَّ تحقيق الربح غير مضمون هذه الأيام، خاصةً إذا كنت تبيع في غضون 3-5 سنوات من الشراء؛ ذلك لأنَّه من غير المحتمل أن تستردَّ حتى تكاليف الشراء خاصتك خلال تلك الفترة، والتي تبلغ حوالي 2-5٪ من سعر المنزل.

لذا عليك أن تحبَّ المنزل الذي تشتريه والبيئة المحيطة به، ذلك ما لم يكن لديك الكثير من المال ويمكنك شراء أكثر من منزل، أو شراء منزل واستئجار منزل آخر للعيش فيه.

لطالما اعتقد جيل آبائنا أنَّ ملكيَّة المنزل واحدةٌ من تلك الأهداف الكبيرة التي يجب أن نهدف إليها، فقد كانت علامةً على النجاح ووعداً بالأمن المالي المستقبلي؛ وقد أورثونا هذه الفكرة أيضاً؛ ولكنَّ هناك أدلَّةٌ أقلَّ لدعمها في الوقت الحالي، حيث تبدو حياتنا العملية مختلفةً تماماً عمَّا مضى.

إقرأ أيضاً: كيف تحدِّد أهداف عائلتك من أجل بناء أسرة سعيدة؟ (مع الأمثلة)

ما علاقة سوق العمل بذلك؟

كانت الأجيال السابقة تنعمُ بالاستقرار في الوظيفة نفسها لفترةٍ طويلة، فقد كانوا يحصلون على زياداتٍ في الأجور وترقياتٍ جعلت العمل جديراً بالاهتمام، وكان الأمن الوظيفي شيئاً يمكنهم الاعتماد عليه حقاً؛ لكن في هذه الأيام، عندما تعمل في شركة، فأنت لا تعلم إلى متى ستستمر في هذه الوظيفة.

لا يتوقع جيل الألفية والأشخاص الأكبر سناً من الجيل الذي سبقه، البقاءَ مع صاحب العمل نفسه -أو حتى في الوظيفة نفسها- لعقودٍ أو سنوات.

ومع ذلك، تعدُّ التغييرات المتكررة في الوظائف أمراً مُرَحَّباً به في ثقافة التوظيف الحديثة بالنسبة إلى الكثير منَّا؛ فقد وجدَ استطلاعٌ أجرته شركة "أكومينا" (Akumina) أنَّ 75% من جيل الألفية يعتقدون أنَّ تغيير الوظائف بانتظام يساعد على تقدُّم حياتهم المهنية؛ لكنَّ عدم استقرار الوظائف يؤثِّر في حياتنا كلها، وليس فقط في أسلوبِ عملنا؛ كما لا يعني كونك تكسب حالياً ما يكفي لدفع رهنك العقاري، أنَّك ستظلُّ تكسب هذا في غضون خمس سنوات قادمة.

وبالمثل، تعني التغييرات فيما نتوقَّعه من وظائفنا، أنَّ تطلعاتنا ورؤانا للمستقبل ستتغيرُ أيضاً؛ حيثُ تتطلَّب منَّا ثقافة عملنا الحالية التفكير على المدى القصير ووضعَ الكثير من الاحتمالات المختلفة لأنفسنا؛ لذلك من غير المحتمل أن نكونَ مُتأكدينَ من أنَّنا نريد حقاً شراء ذلك المنزل.

نحن لا نمتلكُ نعمةَ "الاستقرار" بالطريقة نفسها التي كان عليها جيل طفرة المواليد، كما أنَّ رواتبنا أقلُّ موثوقيةً، وأسعار العقارات والفائدة عليها أعلى، ولا يمكننا الاعتماد على مكاسب سوق الإسكان لجعل استثماراتنا جديرةً بالاهتمام؛ كما ندرك أنَّنا بحاجةٍ إلى التحلي بالمرونة والاستعداد للتكيف مع التغيير؛ لذا فإنَّ شراء منزلٍ في زماننا قد يمثل خطراً لا يُستهان به.

شاهد بالفيديو: كيف تحصل على ترقية عندما تشعر أنك عالق في موقعك الوظيفي الحالي؟

سبب وجيهٌ حقاً لشراء منزل:

لا يتعلق الموضوع بعدم وجود أسبابٍ وجيهةٍ لشراء عقار؛ لكنَّ هذه الأسباب ليست كما كانت عليه قبل 20 عاماً من الآن، خاصةً إن كنت تعلم أنَّ شراءَ منزلٍ ليس الخيار الوحيد للاستثمار، وأنَّه قد لا يكون استثماراً جيداً أصلاً؛ فهل مازلت تريدُ شراء منزلٍ رغم ذلك؟

لنفترض أنَّ لديك المال لإيداع وديعة، وأنَّك واثقٌ من أنَّك ستستمرُّ في كسب ما يكفي من المال لدفع الرهن العقاري لسنواتٍ قادمة؛ لكنَّ السبب الرئيس والجوهري للاعتقاد بأنَّها فكرةٌ جيدة هو: "أنَّك ترغب حقاً من صميم قلبك في امتلاك منزلك الخاص".

قد يبدو هذا تبريراً لتبسيط أو تسهيل الأمر؛ ولكن عندما تكون المكاسب المالية غير مضمونة وتستغرق عقوداً كي تتمكَّن من الوصول إلى حسابك المصرفي، فيجب أن يكون امتلاكُ منزل أمراً تريده بشدة.

تشمل بعض المزايا الأخرى التي قد تساهم في دعم رغبتك العميقة في امتلاك منزل ما يأتي:

  • أنَّ المنزل مُلكٌ لك، ويمكنكَ فعل ما تشاء به: لطالما حلمتَ بذلك، وتعدُّهُ بمثابة لوحةٍ فارغة للتعبير عن إبداعك وتأسيس منزلك الهادئ والمريح والمرتَّب بشكلٍ مثالي، أو الفوضوي دونَ أن تخجلَ من ذلك.
  • دفعاتك الشهرية ستذهبُ إلى الرهن العقاري: وستعود أيُّ زيادة في قيمة العقار بالمنفعة عليك. قد يستغرق الأمر عقوداً قبل أن تُسدِّد هذا الرهن العقاري بالكامل، ولكنَّ هُناك حدَّاً لذلك على الأقل؛ على عكس الإيجار مثلاً والذي يذهب لمالك المنزل دون أن تستفيد منه في المستقبل.
  • الإعفاءات الضريبية: وهي أنَّ مبلغاً معيناً من الفائدة التي ستدفعها على رهنك العقاري سيكون معفىً من الضرائب.
  • يجعلك تشعر بالاستقرار، وليس عليكَ الانتقال كُلَّ فترة: هناك الكثير من الفوائد لاستئجارِ منزل، ولكن هناك دائماً احتمالٌ لأن تُجبَرَ على الانتقال؛ في حين يمنحك العيش في منزلٍ تملكه شعوراً بالاستقرار والراحة، ويُمكِّنكَ من اقتناء الأثاثِ كما تشاء، وأنت سعيدٌ بمعرفة أنَّك لن تضطر إلى نقله من حينٍ إلى آخر.
  • يمكنك أنت -وشريكك، في حال كُنتَ تُخطط للزواج- التخطيط مسبقاً، وبناء حياتكما في مكانٍ يخصكما وحدكما.

أسباب تدفعكَ إلى عدم شراء منزل:

إذا كنت مُتردداً، فقد تُقْنِعُ نفسك أنَّ شراءَ منزل أمرٌ منطقي، حيثُ يمكنك الحصول على قرضٍ أو رهنٍ عقاري أرخصَ بكثير من الإيجار الذي تدفعهُ حالياً، وهذا قد يكون صحيحاً؛ لكنَّ مقارنةَ تكلفة الرهن العقاري بتكلفةِ الإيجار ليست طريقة دقيقة لمعرفة الفارق في نفقاتك الشهرية؛ فعندما تمتلك منزلاً، ستكونُ مسؤولاً عن مجموعةٍ من التكاليف الأخرى إلى جانب رهنك العقاري، بما في ذلك:

  • الضرائب الشهرية أو السنوية (حسب البلد الذي تعيش فيه).
  • تأمين صاحب المنزل (حسب البلد الذي تعيش فيه).
  • تكاليف الصيانة والإصلاح (أيضاً حسب البلد الذي تعيش فيه).

يمكنك التخطيط بشأن الضرائب والتأمين دون مشاكل؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بالصيانة والإصلاحات، يمكن أن تنهال هذه التكاليف غير المتوقعة عليك في أي لحظة؛ فأنت لن تدرك أبداً متى سيتعين عليك شراء مدفأة جديدة، أو الاتصال بكهربائي للتعامل مع مشكلات الكهرباء، أو طلبُ متخصص في إبادة الحشرات للقضاء عليها.

يُعدُّ ما سبقَ جانباً سلبياً آخر لامتلاك منزلك الخاص، ويُضافُ إليهِ عاملُ الوقت؛ إذ لم يعد بإمكانك الاتصال بمالك العقار لتقول "مرحباً، هل يمكنك القدوم وإصلاح الأنابيب؟"، بل سيكون عليك القيام بذلك بنفسك، وتكون جميع أعمال الصيانة متروكةً لك، ويكونُ عليكَ قضاءُ عطلات نهاية الأسبوع في التزيين والإصلاح والترتيبِ والاستبدال والإدارة، والكثيرِ من الأمورِ الأخرى.

كما أنَّكَ يجبُ أن تفكر في واحدةٍ من أهم العوائق، وهي حقيقةُ أنَّك -على الأرجح- لن تتمكَّن من البيع لفترةٍ طويلةٍ دون خسارة المال، بل وستكون مرتبطاً بهذا المنزل؛ وإذا أردت المغادرة لفترةٍ طويلة، فلا يزال عليك التأكُّد من تغطية التكاليف والصيانة؛ وإذا تغيَّرت حياتك بطريقةٍ ما، فلن تكون قادراً على تسليم إشعارك إلى المالك والخروج بكلِّ بساطة.

لذلك، هناك عدة أسباب لعدم شراء منزل في الوقت الحالي، منها:

  • قد يتغير عدد أفراد أسرتك في السنوات القليلة القادمة: وهنا نقصدُ الأطفال؛ فإذا اشتريت شقةً من غرفَتَي نوم ثمَّ رُزِقتَ بطفلين أو عشرة أطفال، فربَّما سيتوجب عليكَ تغيير المنزلِ في مرحلةٍ ما. وبالمثل، إذا اشتريت منزلاً صغيراً عندما تكون أعزباً ثمَّ بدأتَ علاقة خطبةٍ مع شخصٍ تريد الزواج منه، فقد تتعقد الأمور كثيراً.
  • أنت لست على مستوى الالتزام: لا يعني عدم رغبتك في شراء منزلٍ أنَّك غيرُ ناضجٍ أو خائف من الالتزام؛ فلا بأس إذا لم تكن مستعداً، أو لا تريد ذلكَ الالتزام بمنزلٍ واحد في مكانٍ واحد، أو لا ترغب في إضافة جميع المسؤوليات الخاصة بامتلاك منزلٍ إلى حياتك المزدحمة بالفعل.
  • تريد العودة للدراسة أو قضاء جزءٍ كبيرٍ من الوقت بعيداً عن العمل: لن يسمحَ لكَ الرهن العقاري بذلك.
  • لا يمكنك تحمُّل تكاليفه.
  • ليس بمقدورك شراءُ منزلٍ في منطقةٍ لطالما أردت العيشَ فيها.

وهذه النقطة الأخيرة، هي التي تأخذنا إلى الأمور العاطفية.

شاهد بالفيديو: كيف تضع ميزانية تساعد على الادّخار؟

هذه هي حياتك؛ فهل سيجعلها امتلاك منزلٍ أفضل ممَّا هي عليه؟

تلعبُ عواطفنا دوراً هاماً في قرار شراء منزلٍ أم لا؛ فعندما تمتلك منزلاً، ستكونُ مرتبطاً بالمنزل، والأرض التي بُنِيَ عليها، وبكلِّ المنطقة المحيطة به أيضاً.

فقد أظهر مسحٌ أجرَته "بانكرات" (Bankrate) -شركة خدمات مالية مقرها في نيويورك- في بداية هذا العام أنَّ 63% من مالكي المنازل من جيل الألفية قد يندمون على شراء منازلهم؛ ويتعلَّق ذلك بمسائل ماليةٍ غالباً، مثل: عدم معرفة التكاليف الإضافية لامتلاك منزل؛ كما أنَّ حوالي 10٪ أعربوا عن أسفهم لشراء منزلٍ بسبب موقعه، فهم لا يريدون العيش في المنطقة التي اشتروا فيها ذلك المنزل.

قد يكون ذلك منطقياً، فقد وجدت دراسةٌ أجراها عالم النفس "كاري ل. كوبر" ( Cary L. Cooper) وزملاؤه أنَّ المكان الذي نعيشُ فيه والطريقة التي يتعاملُ بها محيطنا مع احتياجاتنا الشخصية، سواءً كانوا داعمينَ أم مُحبطين؛ لها تأثيرٌ هامٌّ على صحتنا العقلية؛ فالضجيج، وإمكانية الوصول إلى الطبيعة، والتصميم، وطريقة التنقل، والتحفيز الحسي، والارتباط بالتجارب السابقة؛ كُلُّها عوامل تلعب دوراً في ما نشعر به حيال مكانٍ ما.

علاوةً على ذلك، فإنَّ الانتقال إلى مكانٍ ما لأنَّك تستطيع شراء منزلٍ هناك فقط، وليس لأنَّك تريد حقاً العيش هناك؛ يعني أنَّك قد بدأت بدايةً سيئةً بالفعل، وهو أمرٌ يُولِّد الاستياء؛ فإذا كنت تستطيع تحمُّل دفع إيجار منزل في مكانٍ تريد العيش فيه، فلماذا لا تفعلُ ذلك، وتترك فكرة شراء منزلٍ إلى وقتٍ لاحق؟

يؤثر المكان الذي تعيش فيه والشعور الذي يمنحك إياهُ في حياتك كلِّها؛ فإذا كنت لا تشعر بالراحة أو بالدافع، أو لا تشعر ببساطةٍ بأنَّك في منزل أحلامك، أو إذا كنت تشعر بأنَّك محاصرٌ وتقضي كُلَّ وقتك في تخيّلِ مدى روعة الحياة لو كنت تعيش في مكانٍ آخر، أو تريد أن تكون حراً كي تُسافرَ وتستكشف العالم أكثر؛ فلماذا ستشتري هذا المنزل أصلاً؟

ليس هناك جدوى من شراء منزلٍ لمجرد أنَّك تعتقد أنَّ هذا ما يجب عليك القيام به، كما قد لا يكون شراء العقارات استثماراً جيداً أيضاً؛ لذا يجب أن يكون المنزل جيداً ومناسباً لك في المقام الأول، ويجب أن تحبَّ العيش فيه، وأن تشعر أنَّه يستحقُّ المال والجهد والالتزام.

إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، وتقول في نفسك: "هذا المكان فرصة كبيرة للاستثمار، وسأكسب الكثير منه في غضون عشر سنوات، وأتمكَّن بعد ذلك من تحمل تكلفة منزل أحلامي"؛ فهذا ممكن، ولكن ماذا عن تلك السنوات العشر؟ هذه الحياة لا تتكرر، وأنت لا تريدُ قضاء سنواتٍ في منزلٍ غير مناسب لأنَّك يجب أن تعيش في هذا المنزل الذي تأمل أن يَثبُت أنَّه استثمارٌ جيدٌ فيما بعد.

إذا اشتريتَ منزلاً لأول مرة، قد يساعدك ذلك على تحقيق أهدافك المالية وأسلوب الحياة الذي تريده، وسيكون ذلك مثالياً؛ لكن لا تشترِ بسبب ضغوطات الآخرين عليك؛ لأنَّ المكاسب المالية ستبقى فرضيةً لن تتحقق حتى تبيع المنزل بالفعل، وعليك أن تعيش هناك في تلك الأثناء.

إنَّ امتلاك منزلٍ خاصٍ له فوائده بالتأكيد؛ ولكنَّ للإيجار فوائده أيضاً، أو العيش مع والديك إذا كنت تفعل ذلك للأسباب الصحيحة.

ابتعد عن الضغط الذي يمارسه الأهل والأصدقاء والآخرون من حولك عليك، وافعل ما تريده أنت؛ فشراء منزلٍ هو خيارٌ فقط، وليس شرطاً حتمياً لتحقيق الحياة التي تبتغيها؛ لذا ضع ذلك في ذهنك وفكِّر في الأمر مليَّاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة