سؤالان يجب أن تطرحهما على نفسك لتعزيز العقلية الإبداعية

نحن نعيش في عالمٍ مهووس بحجم ما نملك، فترانا نتوق باستمرار إلى المزيد من الإنتاجية والكفاءة والقدرة على التنبؤ بالأمور بحجة أنَّها ستفيدنا، ولكن عند تحليل هذه الرغبة يصبح التركيز على الحجم طريقة تفكير لتحقيق المزيد ولكن دون إيلاء أيِّ اهتمام للآثار المرافقة له، وقد تحصل على المزيد ولكن سيكون لديك المزيد من الهموم بالمقابل؛ لذا المزيد ليس بالضرورة الأفضل.



لكن عند النظر إلى الحجم من الناحية الإبداعية نرى أنَّه لا يركز سوى على ما يمكن قياسه ونغفل بذلك عن كثير من الأشياء الأخرى التي يعدها الإبداع أكثر أهمية؛ مثل جودة المزيد التي هي حقاً حجر الأساس لاقتصاد القرن الواحد والعشرين.

لكنَّنا نكرر العملية نفسها فننجذب بدلاً من ذلك إلى كم الأشياء التي يمكننا لمسها والشعور بها، ومع ذلك فإنَّ السعي اللانهائي لامتلاك المزيد يبعدنا عن الإبداع، ويمنعنا من تطوير عقلية إبداعية؛ هذا البحث عن الحجم والكمية يشوش رؤيتنا عندما نحاول التفكير بإبداع؛ لذا بدلاً من ذلك كي نصبح أكثر إبداعاً في كل ما نقوم به نحتاج إلى تحويل تركيزنا من الكم إلى النوعية؛ ذلك لأنَّ جودة ما نقوم به أهم بكثير من كمية ما نملكه؛ فالجودة هي الشيء الوحيد القابل للتطوير والذي سيضمن استمرار العقلية الإبداعية بصرف النظر عمَّا تفعله.

أمَّا إذا قمت بقياس الكمية فسينتهي بك الأمر بصنع أشياء لا قيمة لها؛ لكنَّ تحسين الجودة هو وسيلة مؤكدة لتنمية الإبداع في حياتك المهنية، إذاً مع تجذُّر السعي وراء المزيد فينا، كيف يمكنك التعرف إلى الوقت الذي يسيطر البحث عن الكمية والحجم على دافعك لتحقيق الجودة والإبداع؟ يمكن أن يساعدك إجراء فحص لتقييم مفاهيمك بصرف النظر عن مهنتك أو نوع العمل الذي تديره.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح تُحفّزك على الإبداع

إليك سؤالين يجب أن تطرحهما على نفسك لضمان تعزيز العقلية الإبداعية:

1. لماذا أقوم بهذا العمل؟

نحن ننفق كثيراً من وقتنا وطاقتنا في التركيز على الكم بحيث يكون سبب إنتاجنا له في المقام الأول غير محدد؛ فنحن نعمل فحسب؛ لكنَّ تحديد السبب وراء ما نفعله ضروري؛ لأنَّنا دونه نعمل دون أيِّ هدف منطقي؛ لذا يجب أن يكون لدينا سبب في المقام الأول يحدد غاية ما نقوم به، وهذا السبب سيفتح العنان للإبداع الذي استبدلنا التكرار الأعمى به.

توقف للحظة واسأل نفسك عن سبب قيامك بعملك بعيداً عن الأسباب السطحية؛ فأنا متأكد من أنَّ لديك سبباً أكبر بكثير من قيامك بما تفعله من نشاط عملك ومهامك اليومية؛ ألا وهو الشغف الذي جذبك إلى تلك المهنة في المقام الأول.

أنت تحتاج إلى إعادة اكتشاف السبب بطريقة إبداعية؛ فعندما تنظر إلى حياتك المهنية أو شركتك بإبداع فإنَّ هذا السبب سوف يؤدي إلى تعزيز جودة عملك، وما عليك سوى أن تتذكر ما الذي جعلك تختار هذا العمل؛ ففي بعض الأحيان يفقد عملنا غايته دون إبداع، ويصبح ببساطة استمرارية لكل ما سبقه، لكن سبب ما تفعله يأتي من هويتك الإبداعية، والأمر متروك لك لإعادة اكتشافه.

إقرأ أيضاً: 8 طرق رائعة ولا مثيل لها لتعزيز الإبداع

2. ماذا أفعل؟

هل أنت عالق في اجتماعات لا نهاية لها طوال اليوم دون أي فائدة؟ إذ يشعر معظمنا بهذه الطريقة من وقت لآخر، أو هل تركز كثيراً على التفاصيل اليومية لدرجة أنَّك فقدت الهدف من عملك؟ أم أنَّ السعي وراء الحجم والكمية يرهقك؟ من السهل الانشغال في التفاصيل الصغيرة التي لا تبدو أنَّها هامة.

يمكن أن تقودك نظرة دقيقة إلى عملك إلى الاقتراب من العقلية الإبداعية والتركيز على الجودة؛ على سبيل المثال إذا كنت ممرضاً فما هي طبيعة عملك؟ يظنُّ معظم الناس أنَّك توفر من خلال هذا العمل الرعاية للمرضى أو تدير المبادرات وما إلى ذلك، ولكن يمكن أن يبدو ما تقوم بفعله سلسلة من الأمور غير المرتبطة ببعضها فتفقد الوضوح في روتينك اليومي.

لكن إذا نظرت حقاً إلى عملك فسوف تجد معنى أكبر حين تربط عملك بهدف؛ فربما تهتم بالمرضى أو ربَّما تكون مدير التواصل مع المرضى الذين تساعدهم في فترة الإقامة في المستشفى، وبصرف النظر عن ماهية عملك إذا نظرت إليه بطريقة إبداعية فسوف تبتعد عن الكم والحجم وتتشبث بالجودة والهدف.

إقرأ أيضاً: 13 خدعة تساعدك على تعزيز إبداعك

في الختام:

من خلال طرح هذين السؤالين البسيطين يمكننا المساعدة على التحكم بالرغبة الخارجة عن السيطرة للسعي وراء الكم، فإذا توقفنا عن التفكير فيما قد يكون عليه "المزيد" فيمكننا إطلاق العنان للإبداع؛ لأنَّ في أي نهج للإبداع يجب أن نحدد ما نقوم به بالضبط وسبب قيامنا به؛ وذلك من أجل الوصول إلى حلول إبداعية لا يستطيع العقل التحليلي وحده توفيرها، وفي هذا الحل ستشهد وفرة من الجودة والهدف والإبداع.




مقالات مرتبطة