روتين النوم وعادات تساعد طفلك على النوم
يُعَدُّ نوم الطفل أحد التحديات التي تُواجه الأم في أثناء التربية؛ لذا سنُقدم لكِ في السطور القادمة بعض النصائح والعادات التي تُسهِّل عليكِ هذه المهمة، والتي تجعل طفلك يستقبل إشارات تجعله يشعر بحلول وقت النوم.
أهمية النوم للطفل:
يحتاج الطفل إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ وذلك حتى يكتمل نموه بشكل سليم ويُحافظ على نشاطه وتركيزه والتحكم بانفعالاته خلال النهار، وأي نقص في إشباع حاجته من النوم يجعل منه طفلاً عصبياً نزقاً طوال الوقت؛ لذا على الأم أن تحرص على تنظيم نوم طفلها، وترسيخ عادات صحية لديه قبل النوم.
علامات نعاس الطفل:
توجد علامات تظهر على الطفل تُشير إلى نعاسه وحاجته إلى النوم، مثل فرك الطفل لعينيه، التثاؤب والتمدد، الأنين والبكاء، فقدان اهتمامه باللعب.
الوقت الذي يحتاج إليه الطفل للنوم حسب كل مرحلة عمرية:
- الطفل من عمر الأسبوع إلى 4 أسابيع: يتراوح نوم الطفل في هذا العمر بين 16 إلى 17 ساعة في اليوم؛ وذلك لأنَّ الطفل لم يربط دورة نومه بالليل والنهار بعد؛ مما يجعل نومه غير منظم.
- الطفل من عمر شهر إلى 4 أشهر: يستمر الطفل في الأشهر الأربعة الأولى في النوم حوالي 17 ساعة في اليوم، لكن تبدأ دورة نومه بالانضباط قليلاً عما قبل؛ مما يجعله ينام فترة أطول في الليل، ويستيقظ للرضاعة أو تغيير الحفاضة.
- الطفل من 4 أشهر إلى السنة: يحتاج الطفل في هذه المرحلة العمرية إلى 15 ساعة نوم خلال اليوم، وغالباً ما ينام الطفل معظم الليل.
- الطفل من عمر السنة إلى 3 سنوات: يحتاج الطفل في هذه المرحلة من 12 إلى 14 ساعة من النوم يومياً.
- الطفل من عمر 3 إلى 6 سنوات: يحتاج الطفل في هذا العمر من 11 إلى 12 ساعة نوم يومياً.
نصائح وعادات لروتين طفلك قبل النوم:
ينام الطفل حديث الولادة معظم الوقت؛ لذا فإنَّه لا يحتاج إلى روتين للنوم قبل عمر الثلاثة أشهر، ويمكن البدء بتعويده على روتين نوم معيَّن بدءاً من دخوله في الشهر الرابع، فاحرصي سيدتي على إنشاء روتين لنوم طفلك يجعله يفهم أنَّ وقت النوم قد حان؛ وذلك من خلال اتِّباع العادات الآتية:
1. موعد النوم من أولويات الأسرة:
يحب أن تُحددي مواعيد معينة للنوم والاستيقاظ لجميع أفراد الأسرة، وتتأكدي من التزامهم بها على الأقل في الفترة الأولى ريثما يتعوَّد الطفل على الروتين، فعندما يرى الطفل التزام الجميع بالنظام، يُصبح الأمر سهلاً عليه.
2. إنشاء جو ملائم للنوم:
أن تنشئ الأم الجو الملائم للنوم بإطفاء أو تخفيف الإنارة، والتحدُّث بصوت منخفض، ويُمكن تشغيل الموسيقى الهادئة، وعزل الصوت، وضبط درجة حرارة الغرفة.
3. الحمام الدافئ:
يُعَدُّ الحمام الدافئ من أنجح عادات قبل النوم في حال كان الطفل لا يخاف من الماء؛ وذلك كونه يساعده على الاسترخاء والرغبة في النوم لشعوره بالدفء والنظافة.
4. فتح الستائر:
لا يُميِّز الطفل في الأشهر الأولى بين الليل والنهار؛ لذا أَيقظيه مبكراً مع الانتظام على الاستيقاظ في نفس الوقت يومياً، ومن المفيد هنا أن تفتحي ستائر الغرفة، وتسمحي لضوء النهار بالدخول؛ مما يجعل الطفل يربط ضوء النهار بالاستيقاظ، ومن الجيد ترك الأصوات واللعب والتفاعل مع الطفل خلال النهار وليس الليل، فبخلاف ذلك ليلاً يجب الانتباه إلى إبقاء الإنارة خافتة، وعدم إصدار الأصوات ولمس الطفل بلمسات ناعمة في حال استيقظ؛ مما يجعله يُفرِّق بين الليل والنهار.
5. قصة قبل النوم:
قراءة قصة قبل النوم من الطقوس المفضلة لدى الأطفال، وأكثرها فائدة، إذ أثبتت الدراسات أنَّ هذه العادة تُنمي مهارات الطفل اللغوية والفكرية، وترفع من معدل ذكائه، وتنشط خياله، وتجعله يُحب وقت النوم، وتعزز لديه عادة القراءة طوال حياته.
6. الاستعداد للنوم:
يجب أن تُعوِّدي طفلك على ممارسة نشاطات معيَّنة قبل النوم تجعله يشعر بأنَّه يستعد للنوم، مثل تنظيف الأسنان، وتغيير الملابس وارتداء ملابس النوم، واحتضانه وتقبيله.
7. عدم استخدام الإلكترونيات قبل النوم:
تُخطئ الكثيرات من الأمهات في إعطاء الطفل الأجهزة الإلكترونية قبل النوم؛ وذلك ظناً منهنَّ أنَّ ذلك يساعده على النوم، وهذا غير صحيح؛ إذ تُحفِّز هذه الأجهزة اليقظة لدى الطفل من خلال الضوء المنبعث منها، ويدفعه محتواها المُحفِّز إلى التركيز والتفكير بدلاً من الاسترخاء للنوم؛ لذا احرصي على إيقاف جميع الأجهزة الإلكترونية وإبعادها عن الطفل قبل موعد نومه بساعة على الأقل.
8. شرب الحليب قبل النوم:
اجعلي شرب كوب دافئ من الحليب عادة يومية لطفلك قبل النوم؛ إذ يساعد الحليب الطفل على الاسترخاء ويُعزز من نموه خلال الليل.
9. تجنب التوتر:
احرصي على إبعاد التوتر عن طفلك قبل النوم، وأبعديه عن مصادر الضجة والقلق وتجنَّبي الصراخ عليه أو الغضب، فكل هذا يرفع من هرمون الكورتيزول لديه مما يجعله لا ينام بسهولة.
10. الغناء والدندنة:
يُخبرنا أطباء وعلماء النفس أنَّ صوت الأم أحب الأصوات إلى الطفل؛ لذا من الجيِّد أن تُغنِّي أو تُدندني لطفلك قبل النوم بأغانٍ هادئة تبعث على الاسترخاء.
11. التدليك قبل النوم:
يزيد التدليك قبل النوم من نسبة الميلاتونين وهو الهرمون الذي يُحفز النوم عند الطفل، ويُمكن ترطيب بشرة الطفل بالكريمات قبل تدليكها.
12. السماح للطفل بالاختيار:
لا يحب الطفل الشعور بالإجبار أو الإرغام؛ لذا دعيه يختار بعض الأشياء قبل نومه كأن تسألينه: "هل تُفضل ارتداء البيجاما الحمراء أم الزرقاء؟" "اختر أيَّة من القصص تريد أن نقرأ؟".
شاهد بالفديو: 6 خطوات لنوم هانئ للصغار
13. التكرار:
لا يصح أن تطبقي روتين النوم للطفل لبضعة أيام ثم تتوقفي، ثم تعودي إلى تطبيقه؛ بل من الضروري الالتزام به وتكراره يومياً حتى يتحول إلى روتين يومي للطفل؛ مما يُشعره بالالتزام والجدية.
14. المرونة:
لا مانع من تغيير روتين نوم الطفل مع تغيُّر عمره، فمثلاً قد يكون الحمام الدافئ باعثاً للاسترخاء للطفل الرضيع، ولكنَّه ما إن يتعلم اللعب بالماء حتى يتحوَّل الحمام إلى نشاط ممتع وصاخب، ففي هذه الحالة يجب أن تُلغي الحمام من روتين نومه.
15. البساطة:
احرصي على جعل روتين نوم طفلك بسيطاً حتى يتمكن والده أو أحد الأقارب من تطبيقه له في حال غيابك عن المنزل، كأن يشمل الحمام الدافئ، وقراءة قصص قبل النوم، وشرب كأس الحليب.
16. الامتناع عن الهز:
انتبهي إلى عدم تعويد طفلك على الهز أو النوم في حضنك والمشي به؛ مما يجعله غير قادر على النوم إلَّا في هذه الوضعيات؛ لذا احرصي على وضعه في سريره عند شعوره بالنعاس.
17. ممارسة الرياضة:
احرصي على جعل طفلك يمارس بعض التمرينات الرياضية خلال النهار أو قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل؛ الأمر الذي يُساعده على الاسترخاء في الليل والنوم بشكل أسرع.
18. اختصار القيلولة:
لا مانع من السماح للطفل بالنوم فترة القيلولة، لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة الانتباه إلى عدم ترك فترة القيلولة تطول كثيراً؛ مما يُسبب له عدم القدرة على النوم ليلاً.
19. كسر الروتين أحياناً:
عندما يبدأ الطفل بالوعي وفهم ما يجري من حوله لا مانع من كسر روتين نومه في بعض الحالات؛ كأيام العطل، وأوقات الاحتفال وعيد ميلاده، حتى لا يشعر بأنَّ روتين نومه مصدر قيد له أو حرمانه من متعته.
20. توديع الجميع:
يُمكن اللعب مع الطفل لعبة توديع الجميع، وأخذه ليودع والده وإخوته وألعابه والقول لكل منهم: "تصبح على خير".
21. الصبر:
لا تعتقدي أنَّ طفلك سيعتاد على الروتين من اليوم الأول لتطبيقه؛ إذ يبدأ أغلب الأطفال بالتكيُّف في اليوم الثالث إلى الخامس من بدء تطبيق الروتين.
22. السماح بالبكاء أحياناً:
تُسارع بعض الأمهات إلى حمل الطفل عندما يبدأ بالبكاء، ففي حال تأكدتِ من أنَّه لا يبكي بسبب مغص أو جوع أو تغيير حفاضه؛ لا مانع من تركه يبكي قليلاً، ولا تُسارعي إلى حمله من سريره فهو الآن يختبر رد فعلك تجاه بكائه، فإن حملتيه أو أضأتِ الغرفة أو أعطيتِه لعبة، فإنَّه في الليلة القادمة سيظل يبكي حتى تقومي بذات الشيء، وإن لم تستجيبي إلى بكائه سيتعلَّم أنَّ البكاء لا يُجدي ويتعوَّد على تهدئة نفسه بنفسه.
عادات من حول العالم تساعد على تنويم الأطفال:
فيما يأتي أبرز العادات لنوم الأطفال حول العالم حسب تقرير نشره موقع "مامز" الأمريكي:
- نيوزيلندا: يرى سكان نيوزيلندا أنَّ وقت النوم المثالي للطفل هو 7:30 مساءً، وتقوم أغلب عائلات نيوزيلندا بتقديم حمام دافئ للطفل قبل النوم وقراءة كتاب له.
- هولندا: يتَّبع الهولنديون حسب موقع "مامز" روتين نوم يُعرف باسم "بي-3"، يبدؤون به بإطعام الطفل في وقت مبكر، ومن ثم تحميمه وقراءة كتاب له أو غناء تهويدة، وإطفاء الأنوار، ثم يخلد الطفل إلى النوم.
- فرنسا: يُعلَّم الطفل في فرنسا على النوم وحده، والفرنسيون متأثرون في أسلوب التهدئة الذاتية؛ فلا يُسارعون إلى الطفل بمجرد سماع صوت بكائه.
- الولايات المتحدة: يتبع الآباء الأمريكيون عادات نوم صحية مع أطفالهم بجعلهم ينظفون أسنانهم ويقرؤون كتاباً، ثم يخلدون إلى النوم وحدهم في غرفهم الخاصة؛ وذلك في وقت محدد وهو8:30 مساءً.
- اليابان: يُعَدُّ النوم المشترك أمراً شائعاً وجزءاً من ثقافة اليابان؛ إذ ينام الآباء والأطفال في نفس السرير وفي نفس الوقت.
في الختام: اضمني راحة طفلك وراحتك
تُغفِل بعض الأمهات أهمية موضوع نوم الطفل؛ إذ تتركه الأم دون ضوابط أو عادات، فيضطرب نوم طفلها ونومها، وتغدو حياتها سلسلة من التعب وقلة النوم؛ لذا سارعي عزيزتي الأم إلى التنبُّه إلى خطورة الأمر، ونظِّمي روتيناً وعادات صحيَّة لنوم طفلك تضمنين بها راحته وراحتكِ.