دور الموارد البشرية عندما يؤثر الطلاق على أداء العاملين

مع انخفاض نسبة الطلاق، ما يزال هنالك كثير من المتزوجين الذين يقررون الانفصال؛ من الواضح أنَّ القيام بذلك قد يغير حياتك، ولكن يمكن أن يكون له أيضاً تأثير كبير في حياتك المهنية وقدرتك على العمل بكفاءة.



في هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض المشكلات التي قد يسببها الطلاق، ولماذا تُعَدُّ المساعدة والدعم من فريق الموارد البشرية أمراً حيوياً للبقاء على المسار الصحيح.

مع وجود قدر كبير من التركيز على أنَّ التكنولوجيا هي واحدة من الأمور القيِّمة والمتاحة لأرباب العمل، ما يزال الموظفين يمثلون إلى حد كبير عنصراً هاماً. والعمل الجماعي، والإنتاجية، والكفاءة على أساس يومي هي الصفات اللازمة لتحقيق النجاح على الأمد الطويل. ولسوء الحظ، يمكن أن تتأثر كل هذه الأشياء إذا كان أحد الموظفين لديه مشكلات عائلية ويفكر في الطلاق.

تُعَدُّ نهاية الزواج محنة مرهقة جداً، ويمكن القول إنَّها واحدة من أكثر التجارب تحدياً في حياة المرء؛ ولهذا السبب، لا توجد تأثيرات فقط في الحياة المهنية للشخص الذي يمر بالطلاق، ولكن أيضاً في بيئة مكان العمل ككل.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على بعض الطرائق التي يمكن أن يؤثر فيها الطلاق - سواء كان يتعلق بموظف أم إدارة عليا - في بيئة مكان العمل، ودور قسم الموارد البشرية في التأكد من عدم معاناة الشركة أو الموظف:

1. يمكن أن يؤثر الطلاق في الإنتاجية:

تُعَدُّ المستويات المنخفضة من الإنتاجية مشكلة كبرى للشركات؛ إذ يمكن أن تؤثر في تقدُّم الشركة بأكملها، وإذا فشل أحد الموظفين في إكمال المهام وأداء واجباته في الوقت المحدد، فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك في الآخرين الذين يعتمدون عليه.

ويمكن أن يشعر الموظفون الذين يواجهون مشكلات عائلية بالتوتر والتشتت، وفي بعض الحالات الاكتئاب، وفي هذه الحالة الذهنية، قد يتراجع أداؤهم؛ لذلك من الضروري أن يتفاعل قسم الموارد البشرية وفقاً لذلك لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.

يجب دائماً توخِّي الحذر عند الاقتراب من الموظفين المطلقين، ومن الضروري إظهار الشعور الحقيقي بالتعاطف والإصغاء، وتوضيح كيفية تأثير ذلك في عملهم. ومن الضروري الحفاظ على توازن صحي بين احتياجات الموظف واحتياجات الشركة، وعندما يتعلق الأمر بتقديم المشورة، فمن الأفضل ترك ذلك لمحامي الأسرة؛ إذ سيكون لمحامي الطلاق سنوات من الخبرة في التعامل مع أشخاص في الموقف نفسه.

إذا استمر الموظف - على الرغم من بذل قصارى جهدك - في تقديم المستوى المتدني نفسه من الإنتاجية في عمله، وإظهار سلوك سلبي تجاه عمله؛ فإنَّ ساعات الدوام الجزئي هي بديل يمنحه الوقت الكافي للوصول إلى الحالة الذهنية الصحيحة والتعامل مع إجراءاته القانونية.

شاهد بالفديو: 8 تصرفات خاطئة تهدد الحياة الزوجية

2. قد يؤثر الطلاق في المعنويات:

يؤدي جو مكان العمل والروح المعنوية للموظفين دوراً كبيراً عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية والتحفيز؛ فإذا تعرَّض أحد الموظفين للتوتر أو الحزن الشديد، فقد يؤثر ذلك فيمَن حوله، وقد يكون هذا بسبب القلق على صديق أو النميمة والعداء أو البيئة غير المريحة.

بصرف النظر عن السبب، فإنَّ الروح المعنوية الضعيفة وجوَّ العمل المجهد هو أمر لا ينبغي لأي شركة أن تتجاهله، ويمكن أن يكون قسم الموارد البشرية هو الذي يفرق بين الموظفين السعداء وغير السعداء.

يجب تجنب الاضطرابات في مكان العمل بأي طريقة، ومن الضروري التحدث إلى الموظف ومناقشته، مع احترام المشكلات التي يمر بها، وأيضاً شرح تأثير ذلك فيمَن حوله، ومع ضرورة أن تكون متعاطفاً وحساساً، إلا أنَّك تحتاج إلى إعادة تأكيد تأثير ذلك في أداء زملائه في العمل؛ فيمكن أن تمنحه إجازة للتعامل مع مشكلاته العائلية، أو العمل بدوام جزئي، أو التواصل مع محامي الطلاق لمحاولة وضع خطة تعفيه من المخاوف القانونية والمالية.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعدك على التخلص من الآثار السلبيّة للطلاق

3. قد يؤثر الطلاق في القادة:

تؤثر القرارات الكبرى في تطور الأعمال ونجاحها، سواء على أساس يومي أم طويل الأمد. ولكي تكون هذه القرارات مفيدة للشركة، فإنَّها تتطلب عقلية موضوعية خالية من التشتيت أو التأثير العاطفي، وكلاهما يمكن أن يكون مَهمة صعبة إذا كان رب العمل يواجه تجربة الطلاق.

إذا كان هذا الشخص في الإدارة العليا أو له دور آخر يتطلب كثيراً من المسؤولية، فيمكن أن يكون للقرارات السيئة تأثير كبير في الكفاءة والإنتاجية في مكان العمل، وليس ذلك فحسب؛ بل يمكن أن يشوِّه ثقة الموظفين بقائدهم واحترامهم لسلطته، وبالنسبة إلى الموظفين الذين يعانون من المشكلات العائلية، فإنَّ القرارات اليومية السيئة التي يتخذونها، يمكن أن تلحق الضرر بكل من حياتهم المهنية وسمعة الشركة.

إذا أظهر أحد الموظفين علامات الإجهاد وسوء اتخاذ القرار، فيجب التعامل معه دون تردد، ومع أهمية التعاطف مع موقفه، فإنَّ العمل دائماً يأتي أولاً؛ لذلك قد يكون التحذير بشأن موقفه الحالي ضرورياً. ولا يُعَدُّ التغيب عن العمل أمراً جيداً أبداً، ولكن إذا لم تكن واثقاً من قدرتهم على العمل بفاعلية خلال هذه الفترة، فقد يكون إعطاء الموظف إجازة الخيار الوحيد والأفضل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة