دور المرأة في الإعلام العربي وأشهر الإعلاميات العربيات

نجحت المرأة العربية في دخول معظم مجالات العمل، واستطاعت إثبات نفسها بجدارة، ومجال الإعلام أحد هذه المجالات؛ إذ سنتكلم في هذا المقال عن دور المرأة العربية في الإعلام العربي، وهل تحصل على فرصتها مثل الرجل؟ ومن هن أشهر الإعلاميات العربيات.



محدودية دور المرأة العربية في الإعلام:

  1. على الرغم من حضور المرأة العربية في الإعلام، إلا أنَّه ما يزال ضعيفاً نسبياً؛ فما يزال ظهورها أقل من الرجل، وما تزال الثقافة الذكورية مسيطِرة إلى حدٍّ ما، وتستمر بعض المؤسسات الإعلامية بِعَدِّ المرأة أضعف من الرجل إعلامياً، فتحصر ظهورها في البرامج التقليدية المتعلقة بالطبخ والأزياء والتجميل، والتركيز على الشكل الخارجي لها بسبب النظرة النمطية للمرأة بِوصفها عنصر جذب للمشاهد، وهو ما يُعرَف بـ "سلعنة المرأة"؛ أي التعامل معها بوصفها سلعة لتحقيق نسب مشاهدة عالية.
  2. يُبرر بعضهم تحيُّزه للرجل الإعلامي بأنَّ المرأة تقودها عاطفتها؛ وهذا يؤثِّر في موقفها ومحاكمتها العقلية، بينما يمتاز الرجل بالعملية والسيطرة على عواطفه، فنلاحظ ضعف ظهور المرأة بوصفها محللة أو مُعلِّقة في البرامج السياسية، مقابل استئثار الرجل بهذا الدور، وتُشير معظم الدراسات والإحصاءات إلى أنَّ نسبة حضور المرأة في البرامج الحوارية لا تتجاوز 28% في أحسن الأحوال، مقابل نسبة 72% للرجل.
  3. أيضاً ما يزال وصول المرأة العربية إلى المناصب الإدارية في المؤسسات الإعلامية خجولاً جداً، فما تزال ملكية هذه المؤسسات وصنع القرار فيها بيد الرجل.

الصعوبات التي تواجه المرأة العربية في الإعلام:

تواجه المرأة العربية العاملة في مجال الإعلام العديد من الصعوبات، من أبرزها:

1. السلطة الذكورية:

أكثر ما تُعاني منه المرأة العربية العاملة في مجال الإعلام هي السلطة الذكورية المستولية على قمة الهرم؛ إذ إنَّ أغلب وسائل الإعلام يترأسها الذكور.

2. التشكيك بقدرات المرأة:

تعاني المرأة العربية من تشكيك المحيط بقدراتها وبإمكاناتها في جميع المجالات، ومنها مجال الإعلام؛ إذ ترغب معظم المؤسسات والصحف والقنوات الإعلامية بتوظيف الرجل، اعتقاداً منها بالقدرة على تحمُّل ضغط العمل والصلابة النفسية أكثر من المرأة.

3. سلامتها الشخصية:

تتعرض المرأة العربية خلال عملها صحفية أو مراسلة حربية للخطر والتهديدات؛ كخطر الأسر والانتهاك الجنسي أو المعنوي، والمضايقات الإلكترونية من تعليقات مُسيئة، والترهيب اللفظي الكتابي.

4. حرية التعبير:

ما تزال المرأة العربية العاملة في مجال الإعلام تعاني من عدم مساواة كاملة مع نظيرها الرجل الإعلامي، في هامش الحرية المسموح لها للتعبير وطرح وتناول الموضوعات الحساسة والقضايا المثيرة للجدل.

5. التعرض للابتزاز:

قد تتعرض المرأة العاملة في الإعلام للمضايقات والتحرش من قِبل المسؤولين عنها أو حتى من زملائها، وابتزازها مقابل ترقيتها بعملها.

6. الوصول إلى المعلومة:

تواجه المرأة الإعلامية صعوبة في الوصول إلى المعلومة أكثر من الرجل، بسبب الحواجز الاجتماعية؛ كالجهل وعدم الثقة بقدراتها، وعدم التعاون معها في إعطائها المعلومة.

إقرأ أيضاً: النجاح وأهميته في حياة المرأة، وقصص نجاح شخصيات نسائية

أهمية دور المرأة في الإعلام:

يُعَدُّ وجود المرأة في وسائل الإعلام أمراً هاماً للأسباب الآتية:

  1. لا يمكن الاستهانة بقدرات المرأة في التأثير في الرأي العام، وقدرتها على النقاش وإدارة الحوار مهما تعددت أطرافه.
  2. تحسين الصورة المُشوَّهة للمرأة العربية بأنَّه لا طموح لها خارج البيت والأولاد والاهتمام بالشكل فقط لا غير.
  3. يخدم عمل المرأة العربية في وسائل الإعلام قضايا المرأة العربية أكثر من الرجل، لكونها أقدر منه على الشعور ببنات جنسها ومعاناتهن.

خطوات لتفعيل عمل المرأة العربية في الإعلام:

يمكن تحسين تمثيل المرأة العربية في الإعلام وتفعيل دورها من خلال الخطوات الآتية:

1. دور حكومي:

أن تحرص الحكومات على تفعيل دور المرأة العربية في وسائل الإعلام، وسن القوانين التي تضمن حقها في العمل في الإعلام، وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، ومراقبة مدى التزام وسائل الإعلام بهذه القوانين.

2. تكافؤ الفرص:

أن يُطبَّق مبدأ تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل للعمل في الإعلام، وعدم التشكيك بقدراتها أو بأفضلية الرجل عليها.

3. صنع القرار:

فتح المجال أمام المرأة العربية لتتبوأ مواقع إدارية عالية في المؤسسات الإعلامية، وتساهم في صنع القرار الإعلامي.

4. التوازن الجندري:

العمل على تحقيق التوازن الجندري في جميع مستويات العمل الإعلامي بحيث تصبح نسبة تمثيل الجنسين 50:50.

5. حماية المرأة الإعلامية:

التوجه إلى اتخاذ التدابير وتفعيل القوانين التي تحمي المرأة العاملة في الإعلام سواء في عملها المكتبي أم الميداني من التحرش أو الابتزاز أو التمييز بينها وبين الرجل.

6. تكريم المرأة:

زيادة الاهتمام بتكريم المرأة العربية الإعلامية الناجحة ومنحها الجوائز اعترافاً بإنجازاتها وتعزيزاً لدورها في الإعلام.

7. تأسيس المنظمات الداعمة:

الاهتمام بتأسيس المنظمات الداعمة لعمل المرأة العربية في وسائل الإعلام ومحاربة التحيز للرجل؛ وذلك على نمط منظمة (TAM) "المرأة والإعلام والتنمية" التي تأسست عام 2004 ومقرها في فلسطين، التي تعمل على دعم المرأة الفلسطينية لزيادة نسبة تمثيلها في وسائل الإعلام.

8. التدريب:

من الضروري الاهتمام بإنشاء مراكز متخصصة بالتدريب الإعلامي للمرأة العربية؛ وذلك لزيادة كفاءتها وتعزيز مؤهلاتها ومواهبها الإعلامية.

9. كسر النمطية:

العمل على كسر الصورة النمطية للمرأة العربية التي تحصرها فقط في برامج الجمال والطبخ والفن، ودعم حضورها في البرامج الثقافية والسياسية.

10. التوعية:

من الضروري زيادة وعي المرأة العربية سواء العاملة في مجال الإعلام أم أي مجال آخر، لحقوقها، وعدم السكوت عن أي ظلم أو غبن تتعرض له، وألا تقبل حصرها في قالب لا يتناسب مع مهاراتها وإمكاناتها.

إقرأ أيضاً: كيف نعزز دور النساء في المناصب القيادية؟

أشهر الإعلاميات العربيات:

على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهها المرأة العربية في الإعلام، فقد اجتهدت الكثير من النساء العربيات وتسلَّحت بالشهادات العلمية والخبرات المهنية، حتى أصبحت جزءاً من المشهد الإعلامي العربي سواء السياسي أم الثقافي أم الفني.

لم يقتصر دور المرأة العربية في الإعلام على البرامج الفنية والترفيهية والاجتماعية؛ بل شاركت في البرامج الحوارية السياسية والإخبارية، وأثبتت ثقافتها الفكرية والسياسية، وقدرتها على إدارة الحوار مع أبرز السياسيين ورجال الدين، والتأثير في الرأي العام المتعلق بأبرز القضايا السياسية والملفات الساخنة، ومن أشهر إعلاميات السياسة:

1. جيزيل خوري:

جيزيل خوري

من أشهر الإعلاميات العربيات التي تميَّزت في محاورة أغلب الرؤساء العرب، ووزراء الخارجية، بالإضافة إلى أبرز الشخصيات من الشعراء والمفكرين العرب، مثل "محمد حسنين هيكل"، و"إدوار سعيد".

2. فضيلة السويسي:

فضيلة السويسي

أثبتت الإعلامية الجزائرية "فضيلة السويسي" نفسها بوصفها مقدمة نشرات أخبار متميزة، وبقيت على الهواء مباشر مدة خمس ساعات متواصلة في أثناء تغطية يوم سقوط بغداد، بالإضافة إلى تقديمها برنامجها الشهير "مثير للجدل" الذي تناولت فيه قضايا سياسية، وقضايا اجتماعية، ورأي عام.

3. مي شدياق:

من أشهر الإعلاميات والصحفيات اللبنانيات، وتعرَّضت "مي" بسبب آرائها ومواقفها للتهديدات بالقتل، وفي عام 2005 تمت محاولة اغتيالها بتفجير سيارتها؛ وهذا أفقدها ساقها وذراعها اليسرى.

4. لميس الحديدي:

من أشهر الإعلاميات والصحفيات المصريات التي تُحقِّق برامجها أعلى نسب مشاهدة في الوطن العربي، كما استضافت "لميس" خلال مسيرتها العديد من الشخصيات العالمية والعربية الهامة، أمثال: "هيلاري كيلنتون"، و"توني بلير"، والرئيس الفلسطيني "محمود عباس".

5. رشا قنديل:

رشا قنديل

اشتهرت المذيعة المصرية "رشا قنديل" بتقديم البرامج السياسية والحوارية على قناة "بي بي سي عربية"، ومن أشهر برامجها "نقطة حوار"، و"أجندة مفتوحة".

6. نجوى قاسم:

كانت الإعلامية اللبنانية الراحلة نجوى قاسم من أشهر إعلاميات الأخبار والحوارات السياسية، إذ عملت "نجوى" مراسلة حربية في العديد من الحروب؛ كتغطية الحرب على أفغانستان عام 2001، وتغطية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 التي تعرَّض فيها مكان عملها في بغداد لحادث تفجير إرهابي، ونهضت "نجوى" من بين الركام لتنقل على الهواء مباشرةً وقائع الحادث.

المرأة العربية مراسلة حربية:

تميَّزت العديد من الإعلاميات العربيات بشخصيَّتهن القوية وبالشجاعة والإقدام، فنجحن في تغطية الأحداث الحربية والأمنية، والعمل مراسلات حرب أو تغطية أحداث الشغب والتمرد والاضطرابات السياسية، ومن أشهرن:

7. هديل اليماني:

هديل اليماني

وهي إعلامية يمنية حصلت على جائزة الشجاعة عام 2017 كأفضل مراسلة شجاعة نقلت الأحداث والمعارك التي تشهدها اليمن.

أشهر مذيعات الأدب والفن:

8. بروين حبيب:

بروين حبيب

عملت الشاعرة والناقدة البحرينية "بروين حبيب" في مجال الإعلام، ونجحت في تقديم أشهر البرامج التي استضافت كبار الأدباء والسياسيين والفنانين والإعلاميين في الوطن العربي، بالإضافة إلى برامجها الثقافية والاجتماعية التي تتناول قضايا حساسة تمس المواطن العربي، كما تكتب "بروين" مقالاً أسبوعياً في جريدة القدس العربي، ومقالاً شهرياً في مجلة دبي الثقافية، ومن أشهر برامجها: "مجموعة إنسان"، و"ليالي الكويت"، و"حلو الكلام".

9. منى الشاذلي:

منى الشاذلي

أثبتت الإعلامية المصرية "منى الشاذلي" نفسها في البرامج الحوارية التي تستضيف فيها أشهر الصحفيين والسياسيين والفنانين العرب، وتحقق برامجها نسب مشاهدة عالية، وأهم برامجها "التوك شو"، و"جملة مفيدة"، و"معكم منى الشاذلي".

10. خديجة بن قنه:

خديجة بن قنه

نجحت الإعلامية الجزائرية "خديجة بن قنه" في تقديم برامج حوارية متميزة، حاورت فيها أبرز السياسيين ورجال الدين، ومن بينهم الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ومن أشهر برامجها: "ما وراء الخبر"، وبرنامج "الشريعة والحياة".

11. منى أبو حمزة:

منى أبو حمزة

تميزت مقدمة البرامج اللبنانية "منى أبو حمزة" بشهرتها بوصفها مقدمة برامج تستضيف المشاهير من الفنانين والسياسيين، وأشهر برامجها: "حديث البلد".

12. رابعة الزيات:

رابعة الزيات

تشتهر مقدمة البرامج اللبنانية "رابعة الزيات" ببرامجها الفنية الممتعة التي تستقبل فيها الفنانين من مطربين وممثلين.

13. وفاء الكيلاني:

وفاء الكيلاني

حققت الإعلامية المصرية "وفاء الكيلاني" شهرة واسعة في تقديم البرامج الحوارية مع كبار المشاهير من الفنانين، واشتهرت بأسلوبها الذكي والمُشوِّق في طرح أسئلتها ونقاشها.

في الختام، المرأة العربية تتحدى نفسها:

نجحت المرأة العربية اليوم على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهها في كسر الصورة النمطية عنها، وألا يكون دورها هامشياً في الحياة، ولا سيما في مجال الإعلام فهو المجال الأكثر تأثيراً، وأكبر دليل نماذج الإعلاميات والصحفيات والمراسِلات العربيات اللواتي أثبتن قدرة المرأة العربية على تحدي نفسها والتأثير في المتلقي وجذبه، والقدرة على خوض القضايا السياسية والجدلية وإدارة الحوار بمهنية واحترافية، وتفوُّقها في كثير من الأحيان على زميلها الرجل.

 المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة