دور الأخصائي الاجتماعي في المستشفى

يعد فن الخدمة الاجتماعية الطبية من الفنون الحديثة في الخدمة الاجتماعية وهو يتضمن تدريب الأخصائي الاجتماعي المتخصص في فن خدمة الفرد، وفي بعض الأحيان للمتخصص في فن خدمة الجماعة بالمستشفيات والعيادات الشعبية أو العيادات الخاصة أو أي منشأة صحية، وذلك لكي يساعد المرضى على الاستفادة من الخدمات الطبية المختلفة. في هذا المقال سنتعرّف على دور الاخصائي الاجتماعي في المجال الطبي.



تعريف الأخصائي الاجتماعي:

أخصائي اجتماعي هو شخص مؤهل للعمل في مختلف المجالات التعليمية والاجتماعية مع الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات بهدف القضاء على المشكلات الاجتماعية من أجل الارتقاء بالمجتمع ونشر العدالة بين مختلف فئات المجتمع بحيث يحصل كل فرد على حقوقه وخاصة أبناء الفئات المهمشة في المجتمع.

كما يعمل الأخصائي الاجتماعي على توفير الخدمات الطبية والنفسية بأفضل شكل لذلك يشترط على حامل هذا اللقب أن يكون حاصلاً على مؤهل علمي وترخيص من النقابات الخاصة بالأخصائيين الاجتماعيين، وتشترط بعض الدول شروط صارمة حول الشهادة العلمية والخبرة العملية حتى يحصل الأخصائي الاجتماعي على تصريح رسمي لممارسة العمل.

دور الاخصائي الاجتماعي في المجال الطبي:

يتمثل دور الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي بمساعدة المرضى وخاصة من النواحي العاطفية والمشاكل النفسية التي تؤثر على المريض في مرضه وعلاجه. فالمريض يحتاج إلى الرعاية وتعمل الخدمة الاجتماعية الطبية على:

  1. الرعاية الطبية للمرضى.
  2. الرعاية العاطفية.
  3. الرعاية الاجتماعية.

ما هو دور الاخصائي الاجتماعي في المجال الطبي؟ لقد ظهرت الحاجة ماسة إلى الأخصائي الاجتماعي بالمستشفى لكي يهتم بالناحيتين الاجتماعية والنفسية أما الطبيب واهتمامه فينصب على الناحية الفسيولوجية (العلاج الطبي). وقد اعترف بالخدمة الاجتماعية الطبية في انكلترا عام 1880م ثم انتشرت في مستشفيات العالم في بداية القرن العشرين. أما في الدول العربية فقد نشأت في مصر عام1940م وافتتحت مكاتب الخدمة الاجتماعية في مستشفى القصر العيني ثم انتشرت في جميع مستشفيات مصر. أما في العراق فقد بدأ بتعيين باحثات اجتماعيات طبيبات في مستشفى الأمراض العقلية عام 1965م وقد بدأ تعيين الباحثات الاجتماعيات في مدينة الطب منذ عام 1977م. وتعتبر الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي بالمستشفى عنصراً أساسياً في العلاج الطبي نظراً للدور الهام الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي في تعاونه مع الطبيب والمسئولين في الفريق الطبي المعالج لتذليل الصعاب وحل المشكلات الاجتماعية وثيقة الصلة بالمريض ويتضح ذلك في سعي الأخصائي الاجتماعي الطبي لتحقيق الأهداف التالية:

  1. مساعدة المريض للوصول إلى الشفاء بأسرع وقت ممكن.
  2. القضاء على المشاكل التي يعاني منها المريض.
  3. نشر الوعي والثقافة الصحية للوقاية من المرض.
  4. التعاون مع المسؤولين لتقديم الخدمات المطلوبة للمرضى.
  5. ربط المستشفى بالمجتمع الخارجي ومؤسساته.

وفيما يلي توضيح لدور الأخصائي الاجتماعي الطبي وذلك في النقاط التالية:

1. دور الأخصائي الاجتماعي مع الفريق الطبي المعالج:

للأخصائي الاجتماعي دورٌ هامٌّ وأساسيٌّ مع الفريق الطبي العلاجي بالمستشفى أو المؤسسة الطبية، وهو فريق يتكون من الطبيب والممرضة والأخصائي النفسي وأخصائي الترويح وأخصائي التغذية بالإضافة إلى الأخصائي الاجتماعي وغيرهم ممن يسهمون في تنفيذ خطة العلاج، ويعتبر الأخصائي الاجتماعي مسئول عن تزويد الفريق الطبي المعالج بكل ما يهمهم معرفته من بيانات تتصل بحالة المريض وتفيد في تشخيص حالته وعلاجه وشفائه. وهو أيضاً مسئول عن دراسته البيئة بما فيها من عوامل تؤدي إلى الإصابة بالمرض. ويشترك مع باقي الفريق الطبي المعالج في رسم خطة العلاج وتنفيذها وخاصة فيما يتعلق بالعلاج الاجتماعي البيئي وذلك من خلال العمل مع أسرة المريض وزملائه للتخفيف من حدة الضغوط البيئية الواقعة علية.

2. دور الأخصائي الاجتماعي مع المرضى:

تتلخص جهود الأخصائي الاجتماعي الفنية في تقديم خدمات فردية لمن هم في حاجة إليها سواء كانت مادية أو بيئية أو وجدانية، كما يجب أن يعمل على إيجاد وسيلة مجدية لاكتشاف الحالات الفردية التي تحتاج إلى عناية خاصة. ويمكن حصر بعض الوظائف الفنية للأخصائي الاجتماعي الطبي في المسؤوليات التالية:

  • شرح وظيفة المؤسسة الطبية أو العيادة ودور الفنيين فيها.
  • بحث التاريخ المرضي للمريض لمساعدة الطبيب وتوجيهه في عمليات الفحص والتشخيص ورسم خطة محكمة للعلاج.
  • دراسة التاريخ الاجتماعي للمريض إذا كان في حاجة إلى عون فردي أو إذا كانت هناك عقبات تعترض العلاج.
  • إعداد المرضى لتقبل بعض أنواع الاختبارات الطبية التي تضايقهم وتزعجهم وتثير مخاوفهم للألم الذي قد تتضمنه، وذلك بشي من التمهيد والشرح لطريقتها وغرضها في الفحص أو في العلاج، كما في حالة حقن الهواء لمرضى الدرن الرئوي والكشف على المثانة في حالة مرضى الكلي.... الخ
  • تعليم المريض حقيقة المرض إذا لم يزعجه ذلك، وتوضيح معنى الاصطلاحات الطبية التي تخيفه ومعاونته في تنفيذ الخطة العلاجية بدقة.
  • اكتشاف الصورة الديناميكية للحقائق والعلاقات الهامة المتعلقة بموقف المريض والتي يمكن أن تؤثر في تشخيص المرض وعلاجه وموعد خروج المريض من المستشفى ومتابعة رعايته خارجياً.
  • تزويد المرضى بألوان من الثقافة الخاصة التي ترتبط بمرضهم عن طريق محاضرات يقوم بإلقائها أطباء كل في مجال تخصصه.
  • تحويل المرضى وأسرهم إلى المؤسسات الاجتماعية الطبية الخارجية التي يمكنها أن تقدم لهم المساعدات المناسبة المرغوبة في موقفهم.
  • إعداد وحفظ السجلات الاجتماعية للمرضى.
  • إعداد الشهادات والتقارير الطبية التي تكون ذات قيمة خاصة في تسهيل نيل المريض وأسرته لمساعدات معينة، أو لتيسير استرداد المريض لوظائفه في المجتمع بعد إتمام شفائه.
  • كثيراً ما يقوم الأخصائي الاجتماعي بعمل أبحاث اجتماعية خاصة بمرضى المستشفي أو العيادة التي يعمل فيها حتى يمكنه تقدير ما يلزمه من خدمات اجتماعية وحتى يدرك مدى استفادة المرضى من قسم الخدمة الاجتماعية.
  • ومن مسئولياته أيضاً تمييز الحالات المحتاجة إلى تتبع بعد ترك المستشفى ورسم خطة التتبع الاجتماعي والصحي.
  • وإذا نظرنا إلى وقت فراغ المرضى كمشكلة تعطل العلاج أدركنا أنه في حاجة إلى اهتمام وعناية الأخصائي الاجتماعي وتختلف أهمية دور الأخصائي باختلاف حقيقة المرضى.
إقرأ أيضاً: أحاديث نبوية عن فضل زيارة المريض

3. دور الأخصائي الاجتماعي مع الممرضات:

هناك صلة قوية بين الأخصائي الاجتماعي والممرضات وذلك لأن الممرضات لهن صلة قوية بالمرضى لاحتكاكهن المستمر بهم ونظراً للفرصة المتاحة لهن لملاحظة المرضى والمساهمة في زيادة معرفة أعضاء الفريق الطبي بالمريض وأيضاً لإسهامهن في تنفيذ خطط العلاج ويمكنها ملاحظة استجابات المريض بالنسبة لهذه الخطط ومن ثم فدور الأخصائي الاجتماعي يكون من خلال ما يأتي:

  • توجيه الممرضة لأهمية تقديم الخدمات اللازمة للمرضي سواء كانت مرتبطة بتقديم الخدمات الطبية أو غيرها من الخدمات بأسلوب حسن.
  • توجيه الممرضة لأهمية تهيئة المريض بالشكل المطلوب لاستقبال الطبيب.
  • أداء الخدمات الضرورية لوقاية مخالطي المرضى وعائلاتهم.
  • معاونتهن عن طريق تزويدهن بالمعلومات التي تساعدهن على تفهم ظروف المريض والوقوف باستمرار على مدى استفادة المريض من برامج العلاج مما يساعد على وضع خطط العلاج المناسبة.
  • مساعدة الممرضات في فهم أهمية العوامل الوجدانية والاجتماعية في المرضى وكيفية التعامل مع ألوان السلوك الدائم والمؤقت التي يبذلها المرضى، وإذا كان للمريض موقف شاذ يحتاج إلى معاملة من لون خاص يقوم الأخصائي بشرح الموقف للممرضات المتعاملات معه ومساعدتهن على تقبله ورسم خطة معاملته.
إقرأ أيضاً: قصص نجاح مجموعة من أشهر المُمرضات في التاريخ

4. دور الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى والمسؤولين في الأقسام المختلفة:

الأخصائي الاجتماعي الطبي مسؤول أمام رؤسائه من الناحيتين الطبية والاجتماعية عن عمله الفني وذلك من خلال ما يأتي:

  • العمل على تنظيم قسم الخدمة الاجتماعية بالمستشفى أو المؤسسة الطبية تنظيماً يضمن وجود أماكن لمقابلة المرضى بحيث تكفل سرية المعلومات.
  • العمل على تنظيم الأعمال الكتابية بما يسهل عملية التسجيل وحفظ سجلات المرضى، كما له الحق في أبداء الرأي في تنظيم العمل بالعيادة وإعداد الوسائل التي تتحكم في نظام حضور المرضى، كنظام المواعيد والقيد والتحويل.
  • الاتصال بالأقسام المختلفة باستمرار بمعدل زيارة إلى ثلاث زيارات كل أسبوع لمتابعة سير العمل والنظام.
  • مناقشة المسئولين في التخصصات المختلفة لمعرفة ما يواجههم من مشاكل وما يرغبون فيه من خدمات وعرضها على المسئولين بعد الاتفاق عليها.
  • العمل على ربط جميع أقسام المستشفي ببعضها البعض لتحقيق هدف المستشفى.
  • العمل على أن يسود حسن التفاهم والعلاقات الاجتماعية الحسنة بين رؤساء الأقسام والموظفين لتقديم الخدمة المطلوبة للمريض.

5. دور الأخصائي الاجتماعي مع المجتمع الخارجي:

يرتبط الأخصائي الاجتماعي بعلاقات وثيقة الصلة مع المجتمع الخارجي كما يرتبط بعلاقات وثيقة مع مجتمع المستشفى، ويمكن توضيح مهام الاخصائي الاجتماعي وعلاقته مع المجتمع من خلال المهام والوظائف التي ينبغي عليه تأديتها وهي كما يأتي:

  • ربط المستشفي بالمؤسسات الخارجية للاستفادة من خدماتها لصالح المرضي.
  • تحويل المرضى إلى الجمعيات والمؤسسات الخارجية وتزويدهم بالمطلوب من المعلومات.
  • نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع الذي توجد به المستشفى للوقاية من المرضى.
  • ومن واجبات الأخصائي تناول بيئة المريض بالتعديل سواء كان ذلك بتعديل اتجاهات الأقارب أو بإحداث ما يلزمه من عوامل خاصة واستغلال الموارد البيئية الصالحة في فترة النقاهة وبعد إتمام الشفاء كمؤسسات للتشغيل.
  • ويمكن في بعض الحالات توفير رعاية صحية بالمنزل عن طريق ممرضة زائرة كما يحصل في بعض حالات الشلل والمرض المزمن وذلك لكي توفر للمريض أفضل رعاية في ظل ما يحيط به من إمكانيات.

في الختام:

يمكن تلخيص دور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي في مجال خدمة الجماعة من خلال ما يمكن أن يقدمه أو يهتم بتوفيره من البرامج والخدمات التالية:

  1. البرامج الثقافية.
  2. البرامج الترويحية.
  3. البرامج الرياضية.
  4. البرامج الاجتماعية.
  5. مكتب الخدمة الاجتماعية الطبية (للمرضى الجدد أو متابعة المرضى بعد انتهاء العلاج).



مقالات مرتبطة