خطوات مذهلة تساعدك للتخطيط لحياتك

هل فكَّرت يوماً في أن يكون لديك مشرع ناجح، ولكن لا تعلم ما هي المنهجية التي يجب أن تسير عليها لتحقيق ذلك، وهل حاولت أن تكون شخصاً ناجحاً، ولا تعلم من أين تبدأ؟ إليك الخطوات التي ستساعدك على بدء أول خطوات النجاح، كيف يمكنك تحقيق أهدافك من خلال تبسيطها لتصبح أهدافاً يومية سهلة الإنجاز؟



إنَّ المهارة الرئيسة للنجاح هي القدرة على تحديد الأهداف ووضع الخطط لإنجازها، ولن تساعدك أي مهاة أخرى في الأداء بكامل إمكاناتك على تحقيق الأمور التي لديك القدرة على إنجازها أكثر من مهارة التخطيط.

جميع الإنجازات الكبرى اليوم هي وظائف متعددة المهام؛ حيث إنَّها تتكوَّن من مجموعة من الخطوات التي يجب اتخاذها بترتيب معين لتحقيق نتيجة ذات أهمية؛ إنَّ شيئاً بسيطاً مثل إعداد طبق معين في المطبخ يعدُّ وظيفة متعددة المهام؛ لذا إنَّ قدرتك على احتراف مهارة التخطيط وإتمام الوظائف متعددة المهام سوف تمكِّنك من إنجاز المزيد أكثر من معظم الأشخاص، وهي حاسمة بالنسبة إلى نجاحك.

الغرض من التخطيط هو أن يتيح لك تحويل أهدافك إلى واقع، وله خطوات معينة، وأوقات محددة، ولحسن الحظ يمكنك أن تتعلَّم هذه المهارة وتحترفها بالممارسة؛ حيث تجعلك هذه المهارة من أكثر الناس فاعلية وتأثيراً في محيطك وفي عملك، وكلما مارستها أجدتها بشكل أفضل.

يعمل جميع الأشخاص الناجحين وفقاً لخطط مكتوبة؛ حيث إنَّ الإنجازات العظيمة للبشرية كانت مسبوقة ومصحوبة بخطط مفصَّلة ومدروسة بعناية من بدايتها حتى نهايتها، قبل أن يبدؤوا.

في الواقع كل دقيقة تمضيها في التخطيط توفِّر عليك عشر دقائق في التنفيذ، وكل دقيقة تمضيها في التخطيط والتفكير قبل البدء ستوفر عليك الوقت والمال والطاقة في الحصول على النتائج المرجوة، وهذا هو السبب وراء المقولة: "الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل".

إقرأ أيضاً: كتابة الأهداف

7 فوائد للتخطيط:

  1. عملية التخطيط تجبرك على تنظيم تفكيرك وتحديد جميع الموضوعات الرئيسة التي يجب عليك التعامل معها إذا أردتَ أن تكون ناجحاً في نهاية المطاف.
  2. دراسة ما يجب عليك فعله من أجل تحقيق أهدافك تمكِّنك من تخطيط أفعالك بعناية قبل البدء، ومن ثمَّ توفر عليك تكاليف باهظة في الوقت، والأشخاص والأموال.
  3. الخطة الجيدة التي تُدرَس وتُقيَّم؛ تمكِّنك من تحديد العيوب والأخطاء التي قد تصبح كارثية على عملك فيما بعد، وتمكِّنك من طرح أسئلة "ماذا لو؟" على سبيل المثال: "ماذا سيحدث لو أنِّي رفعت سعر المنتج؟".
  4. يمكنك تحديد نقاط الضعف في خطتك وأخذ التدابير اللازمة للتعويض عن نقاط الضعف تلك، وفي أغلب الأحيان يمكنك أن تحدد الخلل الكارثي الذي سيؤدي إلى فشل المشروع، ويكون هذا ممكناً فقط من خلال القيام بعملية التخطيط.
  5. يمكنك التخطيط من تحديد مواطن القوة والفرص المحتملة التي يمكنك أن تستغلها من أجل زيادة احتمالية النجاح، وفي أحيان كثيرة ستكون غير مدرِك بمواطن القوة لديك أو الفرص الموجودة في الموقف قبل أن تقوم بعملية التخطيط.
  6. يمكنك من خلال تركيز وقتك وأموالك وجميع مواردك على هدف واحد أو هدفين يجب عليك تحقيقهما لكي ينجح مشروعك، في غياب التركيز الواضح، الاتجاه لتوزيع طاقاتك على مساحة واسعة وسوف تنجز القليل.
  7. ستوفر ساعات وأسابيع وشهور من الحيرة الأخطاء، والخسائر الخاصة بالمال والطاقة.

اعلم أنَّه لا توجد خطة مثالية من المرة الأولى، فمعظم الخطط التي تُوضع لإنجاز شيء جديد ستفشل مراراً وتكراراً في البداية، وهذا شيء متوقع، وقدرتك على تقبُّل الملاحظات وإجراء تعديلات على خطتك أمر ضروري لنجاحك، فعندما لا تنجح خطتك، استرخِ وخذ نفساً عميقاً، وأعد النظر فيها.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الفشل وتتابع نجاحك دون توقف؟

كيف أخطط لعام؟

إنَّ أول خطوة لتبدأ عامك بداية مختلفة وناجحة، هي أن تبحث عما تحب عمله، ومن ثمَّ تبذل جهدك لتصبح متمكِّناً في عمل ذلك الشيء، فأنت تحتاج إلى أن تجيب عن بعض الأسئلة، وقد تتغير إجاباتك بمرور الوقت ومع التجربة، ويجب عليك أن تكون واضحاً في إجاباتك، ويجب أن تستعد لتغيير ردود أفعالك كلما اكتسبت معلومات أكثر.

افترض أنَّك لا حدود لقدراتك، وتخيَّل أنَّك تستطيع حل مشكلة صعبة من دون مجهود، وأن تجعل حياتك مثالية على أكمل وجه.

وأسأل نفسك:

  • ما الشيء الذي أريد أن أفعله حقاً في حياتي؟
  • ما الشيء الذي أريد أن أفعله حقاً حقاً في حياتي؟
  • ما الشيء الذي أريد أن أفعله حقاً حقاً حقاً في حياتي؟

المرة الثالثة التي تسأل فيها هذا السؤال، تكون عبارة حقاً حقاً حقاً هي مفتاح الحل، فهي تجبرك على الحفر بعمق داخل نفسك، وتخطِّى الإجابات السطحية الماضية التي لا تخرج عن المال والنجاح، وغالباً سيعطيك ذلك الإجابة التي تبحث عنها، وبهذا تبدأ بتحرير إمكاناتك الكامنة.

تستثمر الشركات الناجحة الكثير من الوقت والمال في تطوير خطط استراتيجية من أجل مشاريعها، والتي تتمثَّل في الأهداف والخطط المدروسة بعناية والتي يستخدمونها في تحقيق نجاح وربح كبيرين في الأسواق المتنافسة.

وأنت تحتاج بالمثل إلى التخطيط الشخصي لضمان تحقيق الكثير في أقل فترة زمنية، مخلِّفاً أقل أخطاء ممكنة على طول الطريق، ويركِّز التخطيط على أربعة أسئلة رئيسة ينبغي أن تسألها لنفسك بانتظام:

  1. أين موضعي الآن في حياتي؟ ماذا أنجزت حتى الآن؟ ما قيمتك الاقتصادية؟ ما نوع الحياة العائلية التي تعيشها؟ وما مستوى صحتك ولياقتك البدنية؟
  2. كيف وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم؟ ما الاختبارات والقرارات التي اتخذتها في الماضي والتي رسمت بها حياتك الشخصية؟ ما الشيء الذي تعدُّه مسؤولاً بدرجة كبيرة عن نجاحك حتى الآن؟ وما سبب محطات الفشل التي مررت بها؟
  3. أين أريد أن أكون في المستقبل؟ تخيَّل وفكِّر فيما تعدُّه حياة مثالية، وخطط للسنوات الخمس القادمة وتخيَّل أنَّ حياتك مثالية في كل شيء، كيف تبدو؟ ما مدى اختلافها عن حياتك اليوم؟
  4. كيف أنتقل من موضعي الحالي إلى الموضع الذي أريد الوصول إليه؟ ما الأشياء التي يمكنك القيام بها بصورة مختلفة -بدءاً من اليوم- لكي تصنع مستقبلك المثالي؟

لا تتجاوز هذه الجزئية حتى تجيب عن هذه الأسئلة، فعند إجابتك عن هذه الأسئلة ستجد أنَّ تفكيرك بدأ يتغير، وأيضاً حياتك؛ وذلك لأنَّ حياتك هي طريقة تفكيرك.

عندما تستقطع وقتاً لكي تتوقف وتفكِّر فيما تريده أو كيف تحصل عليه، يمكنك أن توفر على نفسك سنوات من العمل الشاق.

فالتخطيط الشخصي يتطلَّب منك أن تجهِّز أولاً أهدافاً مكتوبة، وثانياً أن تتفحصها بعناية للبحث عن طرائق تطبيقها وإنجازها.

يريد أغلب الناس كسب مال وفير من خلال القيام بشيء يستمتعون به ويحققون منه في النهاية استقلالاً مالياً، لكنَّ نسبة صغيرة فقط من الناس ينجزون هذا الهدف الشائع؛ لذا فكِّر دائماً على الورق، واكتب قوائم لكل هدف رئيس، ويتفرع منه أهداف فرعية لخطوات التنفيذ، على سبيل المثال:" هدف رئيس: فتح محل حلويات على مستوى منطقتي.

 أهداف فرعية:

  • الإجراءات القانونية لفتح المحل.
  • الميزانية المالية لديكور المحل.
  • العمال الذين سأحتاج إليهم للعمل في المحل.
  • المنتجات التي سأقوم ببيعها.

وفي نهاية السنة أُقيِّم أهدافي:

  • هل كانت أهدافي واقعية؟
  • ما الذي يعوقني دائماً وأنا في طريقي لتحقيق أهدافي؟
  • ما الطرائق التي يمكنني تطويرها؟
  • هل أضع توقعات غير واقعية؟ وكيف يمكنني تعديلها؟
إقرأ أيضاً: كيف تنشئ خطة استراتيجية شخصية تتوافق مع أهدافك؟

كيف أخطط لشهر؟

بعد أن حدَّدتَ ما الذي ترغب في القيام به من أهداف خلال هذا العام أو الأعوام القادمة، تقوم الآن بتجزئة الهدف خلال الأشهر القادمة، فتحدد كل هدف كم يحتاج من الوقت لإنجازه.

ومن ثمَّ تقوم بتقييم نهاية كل شهر من خلال بعض الأسئلة:

  • ما الذي أُنجز؟
  • وما الذي لم يُنجَز بعد؟
  • وما هي العقبات التي واجهتها؟ وكيف يمكن أن أتجاوزها؟
  • وما الذي تعلَّمته من الشهر السابق؟

كيف أخطط لأسبوع؟

وبعد أن حدَّدت أهدافي لكل شهر أبدأ بالشهر الأول، وكيف لي أن أحقق تلك الأهداف خلال الأربعة أسابيع القادمة، أُقسِّم الهدف خلال الأسابيع الأربعة، وأُتابع أهدافي في نهاية كل أسبوع، وأقيِّم النتائج من خلال بعض الأسئلة:

  • ما الأهداف التي تحققت؟
  • ما التحديات التي واجهتها؟ وكيف تغلبت عليها؟
  • هل كان إنجازي هو أفضل استخدام لوقتي؟
  • ما هي الأهداف التي لم أتمكَّن من إنجازها؟
  • ما الذي يمكنني تعلُّمه من الأسبوع عموماً؟
إقرأ أيضاً: التخطيط الأسبوعي

كيف أخطط ليوم؟

بعد أن تحدِّد الأهداف التي ترغب في تحقيقها خلال الأسبوع، طالِع أهدافك في الصباح قبل بدء يومك، وحدِّد ما يجب عليك إنجازه، وفي نهاية اليوم عند المساء تحقق من أهدافك، وقيِّم نتائجك خلال اليوم:

  • ما الذي أنجزته؟
  • وما لم تنجزه؟
  • وما هي التحديات التي تواجهها؟ كيف يمكنك التغلب عليها؟

إنَّ قدرتك على تحديد ما تريده بالضبط وكتابته ووضع خطة ثم تنفيذها هو مفتاح الفاعلية الشخصية والإنجاز العظيم؛ حيث إنَّ هذه الأمور مهارات قابلة للتعلُّم ويمكنك إتقانها، ويمكنك أن تحوِّل حياتك في لمح البصر، وتحقِّق أهدافك وتحقِّق قدراتك الكامنة كلها، من خلال الالتزام بما تخطِّط له وتقوم بمتابعة أهدافك التي ترغب في تحقيقها.

المراجع:




مقالات مرتبطة