حماية الجانب السلبي في حياتك لتجنب الخسارة

ما هو الحلم أو الهدف الكبير الذي تطمح إليه في حياتك؟ هل تسعى إلى بدء عمل تجاري؟ أو أن تصبح كاتباً يعمل بدوام كامل؟ أو تطمح لأن تجوب العالم؟ أو أن تصبح مستقلاً مادياً؟ أو ترغب في تغيير مهنتك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، يخبرنا فيه عن تجربته في تجنب الخسارة من خلال حماية الجانب السلبي في حياته.

أراهن أنَّك فكرت في الأمر، لكن في مرحلةٍ ما، قلت لنفسك: "لست متأكداً من أنَّني أستطيع تحقيق ذلك".

إذا كانت لك طريقة تفكيري نفسها، فأنت تفكر دائماً في المخاطر التي ينطوي عليها اتخاذ أيِّ خطوة كبيرة في الحياة، وهذه ليست مفاجأة؛ فنحن نكره مواجهة المخاطرة والعقبات، ونكره المغامرة في أيِّ شيء جديد، فلم أقابل في حياتي أبداً شخصاً يتقبل فكرة خسارة كلَّ شيء لتحقيق هدف ما.

لكن ماذا يمكننا أن نفعل حيال نفورنا من المخاطرة (تجنب المخاطر)؟ فإذا فكرت في الأمر، جميعنا ننفر من الخوف ونتجنبه، فحين تفكر في القيام بشيء ما، وتفكر فيما قد يحمله هذا الشيء من مخاطر، تصرف النظر عن القيام به.

إليك فيما يأتي بعض الأمثلة:

  • "أريد أن أبدأ مشروعاً تجارياً، لكن لدي أيضاً وظيفة في الوقت الحالي، وأحتاج إلى الراتب الذي أتقاضاه منها؛ لذا سأعمل في المساء على عملي الجديد، لكن ماذا لو تركت وظيفتي وبدأت العمل ثم فشلت بعد ذلك؟".
  • "أريد أن أستثمر في سوق الأسهم من أجل تقاعدي، لكن ماذا لو كان هذا هو الوقت الخطأ؟ فربما نواجه أزمة مالية أخرى في غضون بضعة أشهر".
  • "أريد تغيير مهنتي، فقد سئمت العمل في المبيعات، وأرغب في أن أصبح مبرمجاً، لكن ماذا لو لم أتمكن من العثور على وظيفة مبرمج؟".

توجد دائماً بعض المخاطر التي ينطوي عليها كلُّ قرار نتخذه، لكن هذا ينبغي ألا يخيفنا.

كن جريئاً لكن لا تخاطر:

نعلم جميعاً أنَّنا لن نحقق أيَّ هدف ونحن نعيش حياة خانعة، فلن يتغير شيء أبداً إذا حبست نفسك في منزلك، لكن لكي نعيش الحياة على أكمل وجه ونصل إلى إمكاناتنا الكاملة، نحتاج إلى اتخاذ خطوات جريئة.

نحن نحتاج أيضاً إلى المخاطرة، فهذا ما نؤمن به، وها أنا أؤمن باتخاذ الخطوات الجريئة في الحياة، ومع ذلك، لا أؤمن بالمخاطرة، وقد كتب رائد الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون (Richard Branson) هذا في سيرته الذاتية "فقدان برائتي" ( Losing My Virginity): "فقط من خلال كونك جريئاً يمكنك الوصول إلى أيِّ مكان، إذا كنت مجازفاً؛ فالفن هو في حماية الجانب السلبي".

برانسون رجل جريء، ومع ذلك، فإنَّ شعاره هو حماية الجانب السلبي؛ ثمة شخص ناجح آخر، وهو المستثمر الأمريكي وارن بافت (Warren Buffett) لديه مقولة مماثلة: "القاعدة رقم 1: لا تخسر المال أبداً، القاعدة رقم 2: لا تنسَ القاعدة رقم 1".

لكن بطريقة ما، عندما أذكر نجاح بافت، يوجد دائماً من يعترض ويقول إنَّ المستثمر بافت خسر كثيراً من أمواله أيضاً، بالتأكيد، فلا أحد كامل؛ لكنَّه على الأقل يحاول تجنب ذلك، وهذا ما يهم.

استراتيجية تجنب المخاطر في الحياة:

لقد تبنيت أيضاً استراتيجية تجنب المخاطر في حياتي؛ بمعنى آخر: أحاول دائماً الحد من خسائري المحتملة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بحياتي المهنية وأعمالي وقرارات الاستثمار، فأنا دائماً أحمي الجوانب السلبية، وإليك كيف طبقت ذلك على أهم جوانب حياتي:

1. القرارات المهنية:

احم الجانب السلبي من خلال تعلم المهارات والاستثمار في مهاراتك، فاسأل نفسك هذا السؤال: كيف يمكنني قضاء وقتي بطريقة أتعلم فيها دائماً شيئاً جديداً؟

في حياتك المهنية، الوقت هو أهم مواردك، ليس المال أو حتى السمعة (وهي أمر هام أيضاً)، فقد حان الوقت لبناء مستقبل مهني، لكن ماذا يفعل معظمنا؟ نقضي كلَّ وقتنا في تحقيق أهداف الآخرين، ولا حرج في الحصول على وظيفة أو العمل في البيع والشراء.

أنت تحتاج إلى المال؛ لكنَّني أتحداك أن تنظر إلى أبعد من ذلك؛ إذ إنَّك إذا فقدت مصدر الدخل هذا بين عشية وضحاها سينتهي بك الأمر بلا شيء؛ وبذلك أنت لم تقم بأيِّ خطوة لحماية الجانب السلبي.

لكن إذا قضيت وقتك بحكمة، وحسَّنت مهاراتك كلَّ يوم، وتعلمت أشياء جديدة، وأقمت علاقات جديدة، ستجد دائماً شيئاً يمكنك الرجوع إليه، وبعد فترة، تصبح شبكة معارفك هي المورد الأكثر قيمة؛ لذا اقضِ وقتك على تحسين مهاراتك ومساعدة الآخرين.

شاهد بالفديو: 7 طرق لإحداث تغيير مذهل في حياتك بشكلٍ فوري

2. قرارات العمل:

حماية الجانب السلبي من خلال خدمة شرائح متعددة.

لطالما كانت رولكس (Rolex) علامة تجارية فاخرة، لكن هذا يعني أنَّهم لا يستطيعون بيع ساعاتهم للجميع، ومن الواضح أنَّ هذه هي استراتيجية العلامات التجارية الفاخرة؛ لذلك لم تستطع رولكس تقديم ساعة "رخيصة"؛ لأنَّ ذلك سيضر بهويتهم، فقد يخاطرون بفقدان عملائهم المتميزين.

لكن هانس ويلزدورف (Hans Wilsdorf)، مؤسس رولكس ما زال يريد صنع ساعات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة؛ لذلك طوَّر علامة تجارية جديدة تسمى تيودور (Tudor)، وهي قليلة التكلفة مقارنةً برولكس، وهي مناسبة للمهنيين الشباب والأشخاص الذين يرغبون في شراء أول ساعة عالية الجودة.

لذا إذا كنت تمارس نشاطاً تجارياً، فكِّر في خدمة أكثر من مجموعة واحدة من العملاء أو التركيز على أكثر من مجال واحد، فعندما لا تحقق المبيعات أداءً جيداً في مجالٍ ما، يكون لديك دائماً مجالات أخرى يمكنك بيع منتجاتك فيها؛ لهذا السبب أقوم دائماً بإنشاء منتجات متعددة، تركز على مجموعات مختلفة وقطاعات مختلفة.

إقرأ أيضاً: قوة الاستثمار في نفسك

3. قرارات الاستثمار:

احمِ الجانب السلبي من خلال التأكد من عدم خسارة كلِّ أموالك.

توجد عدة طرائق يحمي بها المستثمرون الجانب السلبي؛ إذ يمكنك شراء الأصول التي ترتبط ارتباطاً سلبياً بالأصل الذي تستثمر فيه، لكن لم تكن هذه الطريقة مناسبة لي، فأنا لست تاجراً محترفاً.

فأنا أقوم بالحد من خسائري المحتملة من خلال التنويع، لكن هذا ليس نوع التنويع الذي قد تتوقعه، فعلى سبيل المثال، أضع كلَّ الأموال التي ادخرتها لاستثمار الأسهم في صندوق مؤشر واحد.

ربما لا يبدو ذلك تنوعاً؛ لكنَّه جزء واحد فقط من استراتيجية الاستثمار الخاصة بي، فأنا أستثمر أيضاً في العقارات (التجارية والسكنية)، وأمتلك شركتين (في مجالين مختلفين)، إضافة إلى ذلك، أحتفظ بمدخرات نقدية كافية للعيش لمدة عام؛ فالفكرة هي عندما ينخفض ​​أحد الاستثمارات، فأنا لا أخسر كلَّ أموالي، ويمكنني التنويع أكثر من ذلك بكثير؛ لذا فكِّر في خدمة معظم المجالات والبلدان.

أخيراً، عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، استثمر.

لا تفعل أشياء غبية مثل شراء العملة الرقمية البيتكوين أو أيِّ شيء آخر ليس له قيمة أساسية، وتذكر: إذا كان هناك شيء يبدو جيداً بدرجة يصعب تصديقها، فمن المحتمل أنَّه زائف.

إقرأ أيضاً: 10 قواعد عليك اتّباعها إذا كنت ترغب في استثمار أموالك في الأسهم

في الختام:

الغرض الكامل من حماية الجانب السلبي هو منع الخسارة الكاملة؛ إذ لا يمكنك وضع كامل طاقتك في حياتك في مجال واحد فقط، وهذا ينطبق أيضاً على حياتك الشخصية، وعندما يفقد الناس هويتهم الشخصية في علاقتهم مع شريك الحياة؛ فهي بالكاد تنتهي انتهاء جيداً، فقد تتحطم مشاعرهم عندما تنتهي العلاقة، أو يشعرون بالعجز عن الانفصال، فينتهي بهم الأمر بالبقاء رغماً عنهم.

النقطة الهامة هنا هي أنَّك تريد أن تعيش حياةً واعية ومزدهرة، دون تحمُّل مخاطر غير ضرورية؛ لذا فكر في القرارات التي تتخذها، والأهم من ذلك؛ فكِّر في المستقبل؛ ففي النهاية هذا ما سيمنحك الحرية.




مقالات مرتبطة