جدولة الرعاية الذاتية عند العمل من المنزل

على الرغم من تحول العديد من الناس إلى العمل من منازلهم قبل بدء جائحة كورونا، فقد زادت الحاجة إلى العمل المرن عن بعد في السنوات الأخيرة؛ وذلك حسب دراسة أجرتها مؤسسة "غالوب" (Gallup) للاستشارات الإدارية في أيار/ مايو 2021؛ حيث أفادت أنَّ: 7 من كل 10 موظفين إداريين أميركيين ما زالوا يعملون عن بعد، وقد خلُصَت الدراسة إلى أنَّ 4 من كل 10 موظفين إداريين يفضلون خيار العمل عن بعد، ومع تزايد أعداد العاملين عن بعد، أصبحت عادة تخصيص وقت للعناية الذاتية أكثر أهمية من قبل.



رعاية الصحة النفسية هي جزءٌ هام من الرعاية الذاتية؛ وذلك لأنَّ العمل من المنزل قد يسبب قلة التواصل الاجتماعي التي اعتداها الناس في حياتهم السابقة التي انقلبت رأساً على عقب في أوائل عام 2020، ظاهرياً قد يبدو العمل من المنزل أفضل لتحقيق التوازن بين العمل والحياة. ومع ذلك، فمن الممكن أن تتداخل أوقات العمل مع أوقات الرعاية الذاتية بسهولة.

إذا كنت راغباً في وضع الرعاية الذاتية على رأس أولوياتك في أثناء العمل من المنزل، فإليك أهم النصائح لجدولة الرعاية الذاتية:

1. التزِم بجدول زمني يولي الأهمية إلى الرعاية الذاتية:

ابدأ جدولة خطوات الرعاية الذاتية؛ وذلك بإنشاء نظام ثابت ضمن تقويم يومي يضع الرعاية الذاتية في المرتبة الأولى، وأنشِئ جدولك اليومي المثالي الذي تخصص فيه وقت العمل ووقت عقد الاجتماعات، إلى جانب الوقت الذي تقضيه في المهام المنزلية، ومن ثم تأكد من تحديد أوقات الاستراحة، وأوقات الرعاية الذاتية حسب الحاجة.

حدد طرائق الرعاية الذاتية وأَضِفها إلى تقويمك اليومي حتى لا تفوِّتها، فمن السهل أن تنشغل طول الوقت في العمل من المنزل بسبب عقد الاجتماعات المجدولة على مدار اليوم؛ إذ تستهلك بعض المهام جميع قواك العقلية؛ لهذا بدلاً من الانتقال إلى المهمة التالية، يمكن أخذ نزهة قصيرة سيراً على الأقدام في أنحاء الحي الذي تسكن فيه أو ممارسة أي تمرين بدني، وهذا سيكون عظيماً، كما سيؤثر تأثيراً إيجابياً في أدائك وأداء المشاركين معك في العمل.

إقرأ أيضاً: 3 نصائح مفيدة لإدارة الوقت

2. ابدأ يومك بوجبة إفطار صحية:

لطالما سمع معظمنا نصائح ببدء اليوم بوجبةٍ صحية منذ أن كنَّا صغاراً في المدرسة. لن نبتعد كثيراً فها أنت ذا شخص بالغ ناضج وتعمل من المنزل؛ فعليك الالتزام بتناول وجبة إفطار صحية؛ وذلك لأنَّها بالفعل أفضل مجدد للطاقة بعد قضاء ثماني ساعات من النوم.

فهي أهم وجبة في اليوم كما سماها موقع "بيتر هيلث" (Better Health)؛ ويعود سبب تسميتها كأفضل وجبة في اليوم إلى أنَّها تعزز الجلوكوز لزيادة مستوى الطاقة واليقظة، ووفقاً لموقع "ويب إم دي" (WebMD) أشارت العديد من الدراسات إلى أنَّ تناول وجبة إفطار صحية يُحسِّن الذاكرة والتركيز، وهي العناصر الرئيسة ليوم عملٍ ناجح، كما يذكرون أنَّها تخفِّض نسبة السكر في الدم عند الاستيقاظ.

3. استيقظ في وقت مبكِّر:

قد يكون الاستيقاظ مبكراً هو تذكرتك لبدء يوم حافل بالإنجازات، كما ستكون مهمة جدولة مواعيد الرعاية الذاتية بأهمية وسهولة فكرة الحصول على ثماني ساعات من النوم كل ليلة؛ إذ يحتاج جسمك إلى وقتٍ للراحة والتعافي من كل ما مرَّ به خلال اليوم، فمفتاحُ الراحة هو النوم لنحو 8 ساعات قبل أن تخطط للاستيقاظ بنشاط.

هيِّئ نفسك للاستيقاظ مبكراً؛ لأنَّ هذا سيمنحك فرصاً لممارسة الرعاية الذاتية واعتماد نظام حياة أفضل، ويمكنك أن تتمرن في 30 دقيقة، أو تخصص 10 دقائق للتأمل، والتي يمكن أن تُسهِم إسهاماً كبيراً في الحفاظ على التركيز والمشاعر الإيجابية العظيمة طوال يوم العمل، أو يمكنك أن تكتب يومياتك أو تقرأ أو تقوم بأي عمل يجدد طاقتك خلال اليوم؛ إذ إنَّ هذه المهام ليست سوى نذرٍ قليل من العديد من المهام التي يمكنك استعمالها لتغيير عقليتك قبل بدء العمل أو حتى على مدار اليوم وأنت تُجدول مواعيد الرعاية الذاتية.

شاهد بالفيديو: 7 إيجابيات كبيرة للاستيقاظ المبكر.

4. حدِّد موعداً ثابتاً للتوقف عن العمل:

كما أنَّه من الأهمية بدء العمل بموعدٍ ثابت يومياً، فمن الهام أيضاً تحديد موعد ثابت للتوقف عن العمل، وفي عديد من الحالات يستمر استلام رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل وإرسالها حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل.

إياك أن تضع عقلك تحت ضغطٍ مثل هذا بتاتاً، ولكن اعثر على وقتٍ مناسبٍ لإنهاء العمل؛ فمن السهل الانخراط في العمل معظم ساعات اليوم عند العمل من المنزل، بينما يستحيل ذلك عند العمل في المكتب.

لهذا قد لا تكون قادراً على "إنهاء العمل" بسهولة والتوجه إلى المنزل بعد يوم عملٍ شاق، ومع ذلك يمكنك تحديد موعد مناسب لإيقاف استلام الإشعارات المرتبطة بالعمل حتى اليوم التالي، ويمكن أن تشكل رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات عاملَ تشتيتٍ وإزعاج غير صحي، فمن المفترض عدم القلق بشأن أمور العمل كل دقيقة من اليوم؛ إذ ينبغي أن يشمل العمل من المنزل أوقات مخصصة لنفسك وعائلتك.

5. كن حازماً بشأن أوقات الراحة والعمل:

استفد من فرصة العمل من المنزل بالعمل بمرونة؛ ولكنَّك ستضطر أحياناً إلى تغيير مكان العمل للمقهى، وإذا كان لديك متسع من الوقت لتكسر الملل وتُغيِّر الأجواء، فقد يمنحك تغيير مكان العمل الدَّفعة التي تحتاج إليها لإنجاز مشروعٍ أو مهمةٍ كبيرة.

يمكن أن يكون الوجود في المنزل عامل تشتيتٍ بحد ذاته؛ لذا فإنَّ الخروج إلى مكانٍ آخر سيساعدك على تحصيل إنتاجية أعلى بما يصب في مصلحة رئيسك وعملائك. اخرُج واقضِ بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة لتناول الغداء؛ إذ توجد طرائق عدة لتعزيز الرعاية الذاتية والتواصل الاجتماعي غير قضاء الوقت مع من نحب.

على سبيل المثال: تصميم جدولٍ زمني يحدد أوقات نشاطات الرعاية الذاتية مثل الاسترخاء والحصول على تدليك، أو حضور دروس جماعية والتفاعل مع الحاضرين، كما يمكن للموظفين في الأعمال المكتبية في الفترات الصباحية وما بعد الظهر جدولة مواعيد الرعاية الذاتية بعد أوقات العمل، على الرغم من أنَّ الأمر سيشكل تحدياً حقيقياً لإيجاد الوقت الكافي للرعاية الذاتية.

إقرأ أيضاً: 7 أشياء يجب على مدمني العمل القيام بها لأخذ قسط من الراحة

6. استعد إلى يوم العمل:

سيعمل تبديل الملابس المنزلية بملابس العمل على تهيئة العقل للدخول في الحالة العقلية للعمل. يجب أن يبقى هذا الجزء ثابتاً في جدول أعمالك؛ إذ إنَّ المداومة على خطواتٍ سهلة كالاستحمام وارتداء مجموعة جديدة من الملابس وسائل فعالة جداً لممارسة الرعاية الذاتية، وستكون بمنزلة نقطة تحول لعقلك؛ بأنَّه حان وقت العمل الجاد والبدء بإنجاز العمل.

تأكد من وضع خطة تحدد مسبقاً لما سترتديه كل أسبوع؛ وبهذه الطريقة يمكنك ارتداء الملابس كل يوم بكل سهولة في أثناء العمل من المنزل.

استعد إلى يوم العمل

في الختام:

أصبح العمل من المنزل الوضعَ الطبيعي للكثيرين في جميع أنحاء العالم، وفي حين قد يبدو العمل من المنزل مرناً، إلَّا أنَّه يضيف حملاً ثقيلاً إضافياً؛ وهذا يجعل الاهتمام بالرعاية الذاتية أمراً ثانوياً، فأفضل طريقة لتجنب ذلك هي التخطيط لجعل الرعاية الذاتية أولويَّة ضمن جدول الأعمال.

حدِّد أهداف الرعاية الذاتية وأولويات جدولك، وكن صارماً في رسم حدودٍ واضحة في وقتٍ مبكر، وضع جدولك قيد التنفيذ حتى لا تضطر إلى العمل في وقت النوم؛ إذ تسهم هذه النصائح - إلى جانب عديد من النصائح الأخرى - إسهاماً كبيراً في ضمان ممارسة نشاطات الرعاية الذاتية في يوم العمل.

المصدر.




مقالات مرتبطة