توقع الأحداث: القوة التي تمنحها الأحلام لنا

أنا شخص مهووس بتوقع الأحداث، وأعتقد أنَّني أستمتع بشعوري بالإثارة قبل القيام بشيء ما أكثر من القيام به فعلاً، لقد شاركت في سباق ماراثون في العام الماضي في مدينة يوجين (Eugene) في ولاية أوريغون (Oregon)، وما حدث في هذا السباق يقدم مثالاً رائعاً عن الكلام الذي قلته سابقاً؛ إذ أشعرتني كل ثانية من التدريب قبل السباق بالإثارة والحماسة، وفي اليوم السابق للسباق كانت أفكاري مشوشة، وكان كل تركيزي منصبٌّ في تصوُّر نفسي في أثناء السباق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن توقُّع الأحداث وأثرها فينا.

لقد تصوَّرت عدداً من الأمور والأحداث التي كانت من الممكن أن تحدث، وقد كان الأمر رائعاً بالطبع، كان الحدث الفعلي ممتعاً جداً، لكن ليس كما تصوَّرته في مخيلتي، فقد كان سباقاً هادءاً وعادياً، ويمكنني القول: إنَّه لم يكن من أفضل الأمور التي حصلت في حياتي.

هذه هي الطريقة التي تنتهي بها معظم خططي الكبيرة، وليس لدي أيِّة مشكلة في ذلك؛ إذ إنَّني أستمتع في توقع الأحداث بقدر ما أستمتع بالحدث نفسه أو بالذكريات التي تليه، فبالنسبة إلي الحدث الفعلي هو أقل جزء ممتع من التجربة بأكملها.

ففي عملية توقُّعي للأمور أقوم بإنشاء مشهد من الأحلام وأتخيل إنجازاً بالغاً في الأهمية، وبعد ذلك أتشبث بأفضل الأجزاء من التجربة وتتلاشى الأمور السيئة ببطء أو على الأقل تخفُّ.

إقرأ أيضاً: الخيال: تعريفه، وفوائده، وعلاقته بالذكاء والإبداع

ما هي فائدة الخيال الواسع؟

إنَّ توقُّعَ الأحداثِ أمرٌ خطيرٌ؛ لذا من أجل استخدامه بأمان عليك التأكُّد من أنَّك تملك شيئاً ما لتتوقعه؛ أي إذا كنت ترغب في الاستمتاع بتوقع الأحداث، فيجب أن يكون هذا الأمر مرتبطاً بحدث حقيقي سيحدث فعلاً، فأحلام اليقظة لها مزاياها - وأحاول تخصيص وقت لها كل يوم - لكنَّني أحاول أيضاً أن أتذكَّرَ أنَّ هذه الأحلام لن تفيدني بشيء؛ بل الأمر الوحيد الذي سيفيدني هو العمل على تلك الأحلام واتخاذ الإجراءات بشأنها فقط.

شاهد بالفيديو: 4 طرق مضمونة لتحويل أحلامك إلى حقيقة واقعة

أحلام يقظة لا معنى لها:

لقد كرهت توقع الأحداث لفترة طويلة، فقد كنت أشعر بالإرضاء الفوري وأردت الحصول على كل شيء في الحال؛ وذلك لأنَّه لم يكن لدي أية متابعة للأمور، لقد حلمت بسيناريوهات رائعة لحياتي، ثمَّ تخلَّيت عنها لأنَّها أحلام يقظة لا معنى لها، وكان توقع الأحداث محبطاً بالنسبة إلي؛ وذلك لأنَّه لم يكن لدي أي شيء أتطلع إليه، ولم أعمل على تحقيق أي من أحلامي.

الطريقة الوحيدة التي كنت أشعر بها بالرضى، هي إمَّا عن طريق شراء شيء صغير أو القيام بشيء غير هام لإشباع رغبة ما - لكي أشعر بما يمكن أن يحدث إذا التزمت بفكرة ما ـ وبالطبع كان يتلاشى هذا الرضى بسرعة أيضاً.

إذا لم أكن ملتزماً بنسبة 100% بإكمال كل التحديات الهامة وحتى السخيفة منها؛ فيتسبب ذلك في إحباط كل أحلامي، وعند الالتزام بأمر هام، يصبح العمل على تحقيق هذا الأمر شيئاً أكثر أهمية؛ إذ إنَّني أعلم أنَّ الأمر الذي أريده سيتحقق؛ لذلك لا أشعر بالاكتئاب عندما أفكر في الأمور كما اعتدت أن أفعل.

إقرأ أيضاً: أحلام اليقظة: سلبياتها وإيجابيتها، وطرق التعامل معها

في الختام:

يعدُّ القيام بشيء كبير أمراً هاماً، ولكنَّه عموماً يمثل جزءاً صغيراً من التجربة بأكملها؛ لذا أعتقد أنَّه من الهام أن تحلم بأمور مستحيلة، ولكن لا تنتظر حدوثها بسهولة؛ فسوف يتحقق كل ما تريده فقط عندما تُظهر أنَّك على استعداد للاستمرار به؛ إذ إنَّ الأحلام لا تغير حياتك؛ بل أنت من يغيرها.

المصدر




مقالات مرتبطة