تمرين لتحسين القوة الذهنية
بصرف النظر عن مدى استعدادك لما قد يحدث معك ومقدار ما تخطط له ستسير الأمور غالباً بأسلوب خاطئ، وفي تلك اللحظات تحديداً نحتاج إلى القوة الذهنية، لكن في كثيرٍ من الأحيان، يقول الناس: "سأتعامل مع الانتكاسة عندما تحدث"، إنَّها عقلية مريحة لمن يتبعها، وأفضل من القلق الدائم بشأن كل ما يمكن أن يحدث.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تجربته في تحسين قوته الذهنية.
مع ذلك يُعدُّ هذا التفكير نوع من السذاجة؛ إذ نعلم جميعاً أنَّنا سنواجه انتكاسات ونتأذى عاجلاً أم آجلاً، لكن عندما يكون كل شيء على ما يرام لا نرغب في التفكير في الأمور السيئة، ومن الغريب أنَّ الأوقات الجيدة مثالية للتحضير والاستعداد لأيِّ شيء يمكن أن يواجهك؛ فعندما يكون كل شيء في حياتك على ما يرام يمكنك أن تأخذ الوقت الكافي للتركيز على ما تريد القيام به لتحسين نفسك.
في المقابل عندما تكون في خضم أزمة شخصية لن يكون لديك الوقت أو الطاقة لتقوية عقلك وجسمك؛ فأنت بحاجة إلى كل مواردك لتحقيق أقصى استفادة من وقتك، إنَّها ليست مسألة ما إذا كانت ثمة انتكاسة ستصيبك أم لا، إنَّها مسألة وقت.
في مرحلة ما من حياتنا يكون علينا جميعاً أن نتعامل مع الموت والحزن، ويمكن أن نعاني جميعنا من ضعفٍ وركودٍ في علاقاتنا، أو نواجه أزماتٍ شخصية، أو نشعر بالإحباط دون سبب معين؛ لذا فإنَّ قوتنا الذهنية هي التي تحدد كيف نتعامل مع تلك الظروف بطريقة جيدة.
المعوقات لا تأتي أبداً في وقت مناسب أو متوقع، فأنا عندما كنت أمرُّ بظرفٍ سيئ كنت أقول دائماً: "لماذا الآن؟" كما لو أنَّه ليس لدي أي سيطرة على العوامل الخارجية، إنَّ التفكير بهذه الطريقة غير مجدٍ أبداً.
إنَّه أمرٌ لا بد منه، ولا يعني لمجرد أنَّ كل شيء يسير على ما يرام أنَّك ستبقى في نجاحٍ مستمر.
شاهد بالفيديو: 12 عادة لتعزيز القوة الذهنية
جرب هذا التمرين الآن لتحسين قوتك العقلية:
نعلم أنا وأنت أنَّ الأشياء لا تتحقق بالتمني وإنَّما بالفكر والعمل، وهذا هو سبب أهمية التمرين الآتي؛ فعندما يسير كل شيء على ما يرام عليك التفكير فيما يمكن أن يحدث بشكل خاطئ؛ لذا دعونا نجرب هذا التمرين الفكري:
- ابحث عن مكان مريح للجلوس أو الاستلقاء.
- أغلق عينيك.
- فكر في شخص قريب منك ويمكنك الاعتماد عليه للحصول على الدعم.
- تخيل قضاء وقت ممتع معه.
- اشعر بالفرح النابع من وجودك مع هذا الشخص.
- تخيَّل الآن أنَّك وحدك في غرفة.
- تخيَّل أنَّك تتلقى مكالمة من شخص ما.
- تلتقط الهاتف وتسمع خبراً.
- الشخص الذي تحبه مات للتو.
- تشعر بالحزن العميق.
الآن، تخلص من هذا الشعور، ليس من الضروري أن تستغرق فيه، فالهدف هو أن تشعر مؤقتاً بالعواطف السلبية، حتى لا تشعر بالصدمة عندما تضطر إلى التعامل مع الحزن في المستقبل.
كرر هذا التمرين بتخيُّل الأشياء التي تخشى حدوثها سوف يحسن من قوتك العقلية؛ فمن الأفضل القيام بهذا النوع من التمرينات بدلاً من تأمل الخسارة في كثير من الأحيان، ولن يجعلك ذلك أكثر مرونة فحسب؛ بل سيجعلك أيضاً أكثر امتناناً لما لديك في حياتك.
أنا أفكر وأتخيل دائماً فقدان عملي وأموالي، وأتخيل أنَّني قمت باستثمار خاطئ وأنَّ كل شيء ذهب، لقد تخيلت أنَّ ذلك حدث لي كثيراً من المرات في ذهني، فلن يكون جديداً بالنسبة إلي إذا حدث حقاً؛ بل سأكون جاهزاً للبدء من جديد.
ليس عليك القيام بذلك يومياً هكذا يفترض بعض الناس عندما أتحدث عن التمرين، لكن افعل ذلك فقط عندما تشعر أنَّه مفيد.
كما أنَّني أتخيل إصابتي بأذى أو مرضٍ ما، فماذا أفعل عندما لا أستطيع المشي؟ قد تبدو كل هذه الأشياء محبطة لك، أو قد تظن أنَّها لن تحدث لك؛ لكنَّها أمورٌ تحدث لنا جميعاً، ففي الحياة لا يتعلق الأمر باحتمالية أن تسير الأمور بشكلٍ خاطئ؛ بل يتعلق بالتوقيت فقط.
في الختام:
يتعلق هذا التمرين بالامتنان، فعندما تدرك أنَّ حياتك جيدة كما هي ستشعر بمزيد من السعادة والحياة؛ وهذا أساس جيد لمواصلة تحسين حياتك، افعلها من منطلق قوة لا بدافع الخوف.