تعرّف على مبطلات الصوم في شهر رمضان

الصوم في شهر رمضان هو ركن من أركان الدين الإسلامي وأحد مبانيه العظام، وقد فرضه الله سبحانه وتعالى على عباده رأفة بهم ورحمة منه فهو بذلك أحد أهم أنواع العبادات ومن أدّاها على أحسن وجه كتب له حسن الآخرة والجنة بإذن الله، ومن لم يؤديها ولم يحترم شروطها كان له عذاب الدنيا وبئس المصير، ولأننا نهتم لأمرك عزيزي ونريد أن تكون ممن يرضا الله عنهم سنعرفك على مبطلات الصيام تجنبها تماماً.



أولاً: تناول الطعام والشراب

إن تناول الطعام والشراب خلال يوم الصيام ولو بكميات قليلة تعتبر من مبطلات الصيام، وعلى فاعلها خطيئة كبيرة ويجب أن يتوب لله عز وجل وأن يُعوّض هذا اليوم بعد انقضاء شهر رمضان.

حكم وقت الصيام:

يقول الله تعالى في كتابه الكريم (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)."178" البقرة. وبذلك نجد أنّ الوقت المسموح به تناول الطعام من غروب الشمس حتى طلوع الفجر وباقي ساعات النهار يجب أن تمسك تماماً عن تناول الطعام.

ثانياً: العلاقة الحميمة بين الزوجين

إن ممارسة العلاقة الحميمة (الجماع) خلال ساعات الصيام من مبطلات الصوم، وعلى فاعلها إثم وعليه دفع كفارة إفطاره والكفارة إما بعتق رقبة وإذا لم يستطع فعليه صيام شهرين متتابعين وفي حال لم يستطع عليه إطعام ستّين مسكيناً.

حكم وقت العلاقة الحميمة في رمضان:

يقول الله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) البقرة/187. وبذلك نتوصل إلى أن العلاقة الحميمة (الجماع) مسموحة فقط من أول غروب الشمس إلى طلوع الفجر.

 

اقرأ أيضاً: أحكام تخص الأزواج في رمضان

 

ثالثاً: الحيض والنفاس

يعتبر الحيض والنفاس من مبطلات الصيام وفي حال حدث إحداهما حتى ولو قبل الغروب بلحظات فإن المرأة تفطر وعليها قضائه بعد انتهاء شهر رمضان ولا خطيئة بإفطارها.

حكم الحيض والنفاس في رمضان:

عن عائشة رضي الله عنها: ( كان يصيبنا ذلك ـ تعني الحيض ـ فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) متفق عليه،  إذاً المرأة الحائض لا يجوز أن تصوم شهر رمضان حتى تتطهر من حيضها، أما المرأة في وقت النفاس لا يجوز أن تصوم بحسب تأكيد الأئمة الأربعة لكن متى طهرت وجب عليها الصيام حتى ولو قبل مرور أربعين يوماً على ولادتها.

 

اقرأ أيضاً: كيف يُمكن للمرأة الحائض قيام ليلة القدر؟

 

رابعاً: الردّة

الردّة هي ترك الإسلام بعد الدخول فيه وهي الرجوع عن دين الإسلام إلى الكفر، ومن يستمر بالصيام على الرغم من ارتداده فهو غير مقبول لأن الرّدة من مبطلات الصيام وهي عبادة تحتاج إلى إخلاص النيّة.

حكم الرّدة في رمضان:

من كفر بالله ورسوله وخرج بنيّته عن الدين الإسلامي يجب أن يقضي هذه الأيام بعد عودته للإسلام، وذلك لما ورد في الآية الكريمة: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَءايَـٰتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءونَ*لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ).[٩]

خامساً: القيء عن سبق إصرار وتعمّد

أجمع العلماء الأربعة في مذاهبهم على أن القيء عن سابق إصرار وتعمد من مبطلات الصيام، وعلى فاعله إثم كبير وعلى المسلم أن يقضي هذا اليوم.

حكم القيء في رمضان:

إذا حدث القيء دون قصد الشخص فلا حرج بذلك وعليه أن يكمل صيامه والدليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومَن استقاء عمداً فليقض".

 

اقرأ أيضاً: أحكام الصيام في رمضان -3

 

الآن أصبحت عزيزي على دراية كاملة بمبطلات الصيام احرص على تجنبها والتزم بالأحكام الواردة حتى تؤدي هذه الفريضة وتنال مغفرة الله ورحمته.




مقالات مرتبطة