تعرف إلى الاعتقادات الخاطئة التي تقف في وجه نجاحك

الحياة مليئة بالأشخاص الموهوبين الذين يشعرون رغم موهبتهم بالتعاسة، والافتقار للدافع، والفشل في تحقيق أهدافهم؛ وذلك لأنَّهم يصدِّقون الأكاذيب الشائعة عن الحياة والنجاح، والسبب في كونهم يصدِّقون هذه الأكاذيب هي أنَّها أسهل من الحقائق، فالحياة ليست مُريحة، وكل مَن يريد حياة سهلة لن يحقِّق النجاح، ما يجب فهمه هو أنَّه يجب عيش الحياة بكل ما فيها بما في ذلك اللحظات المؤلمة وصراعاتنا الداخلية.



في حين أنَّ كتب المساعدة الذاتية التقليدية تنصح اليوم بالتفكير الإيجابي وتجنُّب المعاناة، إلا أنَّه من الممكن أن تحقِّق أفضل النتائج من خلال مواجهة الحقائق المؤلمة، والاعتقادات الخاطئة والشائعة بين الناس، وعدِّها فرصةً لتعلُّم أشياء ثمينة حتى إن لم يكن ذلك مريحاً دائماً، وهي:

1. النجاح يعتمد فقط على العمل الشاق:

هذه من الاعتقادات الخاطئة وأكثرها شيوعاً، والدارسات تثبت ذلك، بالتأكيد عليك أن تعمل بجد لتحقيق أهدافك، لكن العمل الجاد ليس كل شيء، فيمكن أن تؤدي الموهبة والتوقيت والعلاقات والحظ دوراً أيضاً.

إنَّ النجاح لا يتناسب طرداً مع عامل الاجتهاد وحده، لكن ينبغي لنا التصرُّف كما لو كان الأمر كذلك؛ إذ لن تساعدك المواهب والحظ ما لم تكن لديك إرادة العمل، وهذه هي المفارقة، فأنت لا تحتاج فقط إلى العمل، ولكنَّه العامل الذي يمكنك التحكُّم به.

المثير للانتباه أنَّ الأشخاص الذين يعملون بجد هم من يحالفهم الحظ وتخدمهم الفرص وتدعمهم العلاقات، ففي كل مرة تعيد فيها المحاولة، فإنَّك تزيد من احتمالات حصولك على ما تريد، وفي معظم الأوقات يكون بمقدورك جعل الحظ يقف إلى جانبك من خلال العمل في المجالات المناسبة.

2. يمكنك الحصول على كل شيء تريده:

قد يكون ذلك ممكناً، لكنَّ احتمالية حدوث ذلك ضئيلة، على الأقل ليس دفعةً واحدة، كما تقول الإعلامية الأمريكية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey): "يمكنك الحصول على كل شيء، لكن بالتأكيد ليس دفعةً واحدة".

إذ يمكنك أن تمتلك مظهراً جسدياً رائعاً، وتدير مشروعاً تجارياً ناجحاً، وتبني علاقةً رائعةً مع شريكك، وأن يكون لديك حياة اجتماعية مزدهرة، لكنَّ تحقيق كل ذلك يحتاج بعض الوقت.

تكمن المشكلة في أنَّ الكثيرين يريدون الحصول على هذه الأشياء دفعةً واحدة، فيقرؤون كتب المساعدة الذاتية التحفيزية، ويعتقدون أنَّه يمكنهم على الفور قلب حياتهم رأساً على عقب من خلال اتباع روتين صباحي سحري مدته 30 دقيقة، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ التغيير يتم ببطء وبالتدريج من خلال اتخاذ إجراءات مستمرة والمواظبة على العمل، وهذا يعني أنَّ الحماسة والشعور بالحافز لا يكفيان ما لم يقترنا ببذل مجهود.

3. الأهداف الكبيرة تعني نجاحاً كبيراً:

تتحدَّث كثير من الكتب عن فائدة وضع أهداف كبيرة لتحقيق نجاحات كبيرة، ومع أنَّ فكرة تحديد أهداف كبيرة لتشعر بمزيدٍ من الحماسة والدافع لاتخاذ إجراءات حاسمة قد تكون فكرة مفيدة، إلا أنَّها أيضاً قد تكون فكرة ضارة.

على سبيل المثال، إذا تركت وظيفتك مؤخراً للانطلاق بمشروعك التجاري الخاص، وكان هدفك هو كسب 100 ألف دولار في العام الأول، ولكنَّك حدَّدت بدلاً من ذلك هدفاً بتحقيق أرباح تصل لمليون دولار معتقداً أنَّه من الجيد وضع هدف أكبر، فقد تواجه إحدى النتيجتين:

  • يحفِّزك هدف المليون دولار إلى العمل بأقصى طاقتك، وتحقق أرباح تقلُّ عن المليون دولار، ولكنَّها تتعدى الـ 100 ألف دولار بكثير، وهذا لا يُعدُّ نجاحاً.
  • التفكير في هدفك الكبير يثير لديك القلق والتوتر، وذلك لأنَّك لا تعرف كيف تصل إليه، وهذا يجعلك تشعر بأنَّك حائر وقلق دوماً ولا تستطيع اتخاذ أي إجراء.

بذلك تصبح الحقيقة أنَّ الأفكار الكبيرة ليست دائماً فكرة جيدة، كما أنَّها ليست سيئة في جميع الحالات، بل الأمر يتعلَّق فيما إذا كانت تلائمك أم لا؛ لذلك، أدرِك ما هو الأفضل بالنسبة إليك، وإذا كانت الأهداف الكبيرة ملائمة فلا تتردَّد، لكن إذا لم تكن كذلك فتجنَّبها.

4. تجني المال عندما تزاول عملاً تحبه:

هذه أسوأ استراتيجية للنجاح المهني، وذلك لأنَّه من الممكن أن تحب عملك وتبدع فيه، ولكنَّك لا تنجح من خلاله في كسب المال، فكثيرون لديهم هذا التصور الرومانسي المتمثِّل في ممارسة المهنة التي يحبونها وكسب الكثير من المال من خلالها لكونهم متحمسين لهذه الفكرة فحسب.

تكمن الحقيقة القاسية في أنَّ لا أحد يبالي بشغفك، بل ما يهمُّ الناس هو ما تستطيع تقديمه لأجلهم، فأن تُحِب ما تفعله هو أمر جيد بالنسبة إليك، لكن ما يهمُّ في العمل هو شيئان:

  • أن تكون بارعاً فيما تفعله.
  • قدرتك على تحويل ما تفعله إلى منتج أو خدمة يمكن بيعها.

لذلك؛ إذا كنت تريد البدء في مشروع تجاري فيجب أن تركِّز على ما تجيده وليس ما تحبه.

5. لديك كثير من الوقت:

على الأغلب ليس لديك كثير من الوقت، أو على الأقل لا يجب أن تراهن على ذلك؛ لذا ابدأ فوراً، وابذل ما تستطيع في سبيل أحلامك حتى اللحظة الأخيرة.

6. تحتاج إلى نجاح واحد فقط:

يتخيَّل معظم الناس أنَّ نجاحاً واحداً سيكون كفيلاً بتغيير حياتهم تغييراً جذرياً، كعملٍ فنيٍّ ينتشر بسرعة، أو مستثمر يؤمن بفكرتهم، أو ترقية واحدة في وظيفتهم، أو تواءم الروح الذي سيجعل حياتهم أجمل، لكنَّ الحقيقة أنَّك ستحتاج إلى مزيدٍ من النجاحات دائماً، وما يحدث أنَّ هذه النجاحات ستجعلك ترغب في تحقيق المزيد.

على سبيل المثال، بعد نشر كتابك الأول ونيله شهرة واسعة، ستسعى إلى تأليف كتاب ثاني، والثاني سيعقبه الثالث وهكذا دواليك.

شاهد: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح

7. لا تحتاج إلى مزيد من المعلومات:

يحصل معظم الناس على كثير من المعلومات، ولكنَّهم يفشلون في استيعابها، وهم يعتقدون أنَّهم يحتاجون إلى قراءة كتاب آخر، أو مشاهدة وثائقي آخر، أو الحصول على درجة علمية أعلى، لكن في الواقع ليس هذا ما تحتاجه، بل ما تحتاجه هو تطبيق ما تعلَّمته واتخاذ إجراءات في هذا السياق.

على سبيل المثال، الإنترنت نعمة ونقمة في آنٍ معاً، لقد أصبح بمقدورنا الوصول إلى عدد هائل من المعلومات، لكن بدلاً من استخدامها بحكمة فإنَّنا نجعلها أحد الأمور التي تعوقنا عن اتخاذ الإجراءات.

8. يوجد طريقة لتحقيق النجاح في أي مجال، ويجب تعلُّمها من الأشخاص الناجحين:

الإنترنت مليء بمحتويات يعدك فيها كثير من الأشخاص بتعليمك طريقة تحقيق النجاح؛ إذ يخبرونك بأسرارهم، وإجراءاتهم المتتالية، وكل شيء تعلَّموه، سواء في مجال اللياقة البدنية، أم تحقيق الأرباح، أم الحياة الزوجية السعيدة.

لكن لنكن واقعيين، لا توجد طريقة واحدة فقط للقيام بالأمر بطريقة ناجحة، بل هناك آلاف الطرائق المختلفة لتحقيق الأهداف، ويمكن لآلاف الأشخاص الذين يقدِّمون الكوتشينغ وآلاف المعلمين مساعدتك في رحلتك نحو تحقيق هدفك، وتحتاج فقط إلى اختيار الطريقة التي تناسبك.

9. المال لا يهم:

قد يكون هذا صحيحاً نسبياً، لكن ليس بالمطلق، وذلك لأنَّ معظم الناس يحاولون تجاهل حقيقة أنَّ الحياة تصبح أسهل وأكثر متعة في حال توفُّر المال، فالمال ليس المقياس الوحيد، أو الأصدق للنجاح، لكن من دون موارد مالية غالباً ما ستواجه صعوبات يصعب التغلُّب عليها.

إذاً، لنتحلَّى بالشجاعة لمواجهة الأمر، من المستحيل أن تعيش الحياة التي تتمنَّاها وأنت مفلس تماماً، كما أنَّه من الصعب إحداث تأثير في حياة الآخرين ومساعدتهم عندما تكون بالكاد قادراً على دفع فواتيرك، فقد لا يكون المال كل شيء، لكن في عالم تسود فيه ثقافة المادة لا بد أنَّ نعترف أنَّ المال هام لدرجة كبيرة.

10. مزيد من المال يحلُّ مزيداً من المشكلات:

على الرَّغم من أنَّ المال يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في عدة مجالات في حياتك، إلا أنَّه ليس حلاً لجميع المشكلات، فعلى سبيل المثال، الخلافات الزوجية المستمرة لن تنتهي عند كسب المزيد من المال، وإذا كنت تعاني من صعوبة في التواصل مع أفراد عائلتك فلن يصبح الأمر أسهل لمجرد أنَّ لديك المزيد من المال.

إنَّ الفكرة السليمة التي يجب أن تتبنَّاها هي أنَّ المال ليس مصدراً للشر؛ لذلك لا عيب في الرغبة في كسب مزيد من المال، لكن في نفس الوقت يجب أن تدرك حقيقة أنَّ كثيراً من الأشياء الثمينة في الحياة لا تعتمد على المال، مثل الحب والصداقة.

11. الأشخاص الناجحون لا يستسلمون أبداً:

أحد أكبر المفاهيم الخاطئة عن الأشخاص الناجحين هي أنَّهم لا يستسلمون أبداً، لكنَّ الحقيقة هي أنَّهم يفعلون ذلك كثيراً، فالفرق بينهم وبين الآخرين ليس أنَّهم لا يستسلمون، بل إنَّهم يعرفون متى يستسلمون؛ بمعنى أنَّهم يتخلَّون عن الأشياء التي يجب التخلِّي عنها.

لذا بدلاً من أن يكونوا عنيدين جداً، فإنَّهم يُقدِمون على مغامرات محسوبة النتائج، ويتوقَّفون عن المحاولة في فعل شيء لا أمل منه؛ لذا اطرح على نفسك هذا السؤال عندما تشعر برغبة في الاستسلام:

هل النتيجة التي تسعى إلى تحقيقها تستحقُّ الجهود التي تبذلها؟ وإذا كان الجواب "نعم" فعلى الأغلب يجب عليك المثابرة ومتابعة العمل، لأنَّه لا يمكن تحقيق أي إنجاز ثمين دون جهد ومشقة.

أمَّا إذا كان الجواب "لا" فغالباً أنت تستمر في فعل ما تفعله، لأنَّك تخشى من الانسحاب، وهذا ليس سبباً جيداً للمتابعة، طالما أنَّك تفعل شيئاً لا تؤمن به.

12. الأشخاص الناجحون يستيقظون باكراً:

ليست هذه صفة ضرورية في الأشخاص الناجحين، كل ما هنالك أنَّهم يستثمرون وقتهم جيداً، سواء كان ذلك بالاستيقاظ باكراً جداً أم لا، فليس بالضرورة أن يزيد الاستيقاظ باكراً من إنتاجيتك، كما أنَّ الاستيقاظ متأخراً لا يعني أنَّك شخص كسول؛ إذ لدى كل منَّا أوقات معيَّنة نشعر فيها بالطاقة والإنتاجية، وما يجب أن تفعله هو معرفة الإيقاع اليومي الذي يناسبك.

فبعض الأشخاص أكثر تركيزاً وإنتاجيةً وإبداعاً في الصباح الباكر، في حين يبلغ الآخرون ذروة إنتاجيتهم في أوقات متأخرة من الليل، وكلتا الحالتين طبيعيتان، فالمشكلة هي أنَّ ثقافتنا تعتقد أنَّك نشيط ومنتج إذا استيقظت باكراً، لكنَّ الحقيقة هي أنَّه لا فائدة من الاستيقاظ في الساعة الخامسة صباحاً وتضييع ساعتين حتى تشعر أنَّك في حالة يقظة تامة، وتتمكَّن من تقديم أفضل أداء.

13. أستحقُّ أكثر من ذلك:

يفشل معظم الناس في تحقيق أهدافهم، لأنَّهم ليسوا على استعداد لبذل أقصى طاقتهم، ويعتقدون أنَّهم قاموا بما يكفي وعملوا بجد وما عليهم سوى أن ينتظروا الحصول على المكاسب.

فالمشكلة هي أنَّك لست الشخص الوحيد الذي يكافح من أجل هذا الهدف أو ذاك، فقد يكون هناك أشخاص آخرون يكافحون أيضاً ليحقِّقوا ما تطمح إليه، وقد يكونون مستعدين للعمل بجدٍّ أكثر منك.

الحقيقة هي أنَّ لا أحد مدين لك بشيء، والحياة ليست مُنصفة دائماً، وأحياناً قد نعمل بجدٍّ ولا نحصل على أي نتيجة، لكن الحقيقة التي لا تحتاج إلى جدال هي أنَّ ما من أحد سيقدِّم لنا شيئاً دون أي مجهود من قِبلنا.

إقرأ أيضاً: خطوات لتحقيق النجاح في الحياة

14. هناك حكمة من كل شيء:

هذه إحدى الأكاذيب التي نواسي بها أنفسنا عندما لا نعرف كيف نصف مأساةً أو حادثة سيئة، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ المشكلات تحدث أحياناً دون تفسير أو سبب منطقي، والشيء الإيجابي هو أنَّه بمقدورنا تحويل هذه الحوادث إلى فرص للتعلم حتى لو لم يبدُ أنَّ لها سبباً واضحاً؛ إذ لا توجد فائدة من محاولة تحليل كل موقف يسير في الحياة والتساؤل عن سبب حدوثه، فأحياناً يكون من الأفضل تقبُّل ما حدث ثمَّ المضي قُدماً.

15. رأي الآخرين لا يهم:

 لا يهم رأي الآخرين فيك، على الأقل إلى حدٍّ معين، فإذا كان زملاؤك في العمل لا يحبُّونك فمن المتعذر غالباً أن تستمتعَ بعملك، وإذا لم يُعجب بك عملاؤك، فمن الصعب أن تؤسِّس مشروعاً تجارياً ناجحاً.

إنَّ ما يهمُّ أكثر من رأي الآخرين هو مدى رضاك عن نفسك، لكن لا يمكنك تجاهل جميع من حولك، فالاعتقاد بذلك هو نوع من السذاجة، فإذا كنت تعامل الآخرين معاملةً سيِّئةً فسوف يعاملك الآخرون بنفس الطريقة، وبالمثل إذا عاملتهم باحترام ولطف فسيكونون معك لطفاء ومحترمين على الأغلب.

إقرأ أيضاً: كيف تحقق النجاح في حياتك العملية والشخصية

في الختام:

لا تعني الحياة الناجحة تحقيق أهدافنا بقدر ما تعني شعورنا بالرضى والسلام الداخلي؛ إذ إنَّها ترتبط بمشاعرنا عند نهاية اليوم، وكيف نقضي أوقات الفراغ وأيام العطل عندما لا يكون هناك ما يجب أن نفعله ولا نشعر بأي التزام.

فقد يلهث معظمنا في الحياة ليحقِّق إنجازات بأسرع وقت ممكن، معتقدين أنَّ الزواج ينبغي أن يتم في سن معيَّن، ويجب أن نجني مبلغاً محدَّداً من المال، ونقتني أشياء معيَّنة، ونعيش حياتنا بطريقة محدَّدة، وذلك لنكون ناجحين وأثرياء.

لكن، أنت من يحدِّد ما الذي يعنيه النجاح بالنسبة إليك، والأفضل من كل ذلك أنَّ في إمكانك أن تعيش الحياة التي تختارها بالضبط دون أن تكون مضطراً إلى تبرير خياراتك والتفسير للآخرين الأسباب التي دفعتك لاتخاذها.

فهذه هي حياتك، ومن المؤكَّد أنَّ من حقك أن تعيشها بالطريقة التي تحب، وبالطريقة التي ستحقِّق لك أكبر قدر مُمكن من السعادة.

المصدر




مقالات مرتبطة