تطوير مهارة حل المشكلات

"لا يمكننا حل المشكلات بنفس العقلية المسبِّبة لها" – "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein).



تحدَّ نفسك بحل المشكلات على الدوام:

نحن نواجه جميعاً المشكلات، سواء كنَّا رواد أعمالٍ طموحين أم لا، موظفين أم طلاباً جامعيين، أم آباء نقضي أوقاتنا في المنزل، وقد تختلف مصادر المشكلات التي تحدث بسببنا أو بسبب الآخرين.

ستدرك شيئاً فشيئاً أنَّه لا مفر من مواجهة المشكلات، بصرف النظر عن العمر أو المكانة في الحياة. يؤمن الكثيرون بأنَّهم عندما يجتازون مرحلةً ما أو يحققون هدفاً ما، فستُحَل جميع مشكلاتهم، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ مشكلاتنا لن تزول أبداً بعد حل مشكلةٍ واحدة؛ لأنَّنا سنلاحظ ظهور أخرى لتحل محلها.

ومع ذلك، ينتج عن التغلب على المشكلات المادية رد فعلٍ متساوٍ وعكسي، يظهر على شكل زيادة في الذكاء الاجتماعي والمهارات والمعارف المكتسبة للعالم من حولنا؛ لذا بدلاً من التركيز على تجنب مشكلاتنا، ينبغي أن نركز على زيادة الدروس المستفادة من المشكلات.

يزيد التغلب على المشكلات وتخطي العقبات من قدرتك على التفكير المنطقي:

فكِّر في المشكلات بوصفها إحدى طرائق التعلم، فعلى سبيل المثال، عندما بدأ أيُّ شخصٍ منَّا تعلُّم الرياضيات الأساسية، كانت عمليات الجمع والطرح البسيطة صعبةً للغاية، وكان تعلُّم كيفية الجمع والطرح عقبةً يجب التغلب عليها، فكلما تعمَّقت في معرفة الرياضيات، واجهت مسائل رياضية أصعب مثل الكسور وحساب التفاضل والتكامل، وهنا تزداد صعوبة المسائل بالتزامن مع تطور فهمك لها.

بالعودة إلى وجهة نظر عالم الفيزياء الألماني "أينشتاين"، نحن نحتاج في حل المشكلات الاجتماعية والعاطفية والتحليلية إلى مستوى تفكيرٍ أعمق وأدق من تفكيرنا الذي تسبَّب بها، ولتطبيق مقولته، يمكننا أن ننظر في أفكارنا بأبعادها المختلفة؛ إذ ينسج العقل الأفكار بطريقة سطحية متسلسلة تمتد إلى ما لا نهاية.

شاهد بالفديو: 5 نصائح لاكتساب مهارة حل المشكلات

الارتقاء بتفكيرك سيوسِّع مداركك ومعارفك العامة ومن ثمَّ يزيد سعادتك:

عندما نختلق مشكلةً ما، فستكون بمنزلة عائقٍ يمنع تسلسل وصفاء الأفكار المنطقية؛ لذا كان من غير الممكن أن نتجنبها؛ بل علينا أن نعاين المشكلة لحلِّها من أجل مواصلة سلسلة التفكير المنطقي.

وبما أنَّه من المستحيل تخطِّي العقبات بمستوى التفكير نفسه، فلا بُدَّ أن نرتقي ونزيد قدراتنا لنتغلب على العقبة أو المشكلة التي تواجهنا، وبعد أن نرتقي في تفكيرنا فهو يحافظ على المستوى الجديد، وهكذا نكون قد قمنا بما يشبه عملية توسعة لأذهاننا ومداركنا وقمنا بزيادة مستوى الفهم، ومن المستحيل أن نرجع لسابق عهدنا.

تخيَّل دماغك درجاً ترتقيه، وعندما تواجه مشكلة وتتغلب عليها، فأنت ترفع مستوى تفكيرك إلى الدرجة التالية، وبعد ذلك، تكرر نفس العملية، ومن خلال زيادة مستوى تفكيرك، يمكنك زيادة معرفتك ومجموعة المهارات المكتسبة، وتبنِّي أفكار جديدة، ومن ثمَّ فأنت تزيد نجاحك وسعادتك.

لذلك لزيادة نجاحك وسعادتك، تحتاج إلى الارتقاء بنفسك لحل مشكلاتك؛ وذلك لأنَّ زيادة صعوبة المشكلات الحياتية، ستُجبرك على توظيف مهارات ومعارف أقوى لمواجهتها، ومثلما يمثل تعريض العضلات لضغطٍ كبير أمراً أساسياً لزيادة قوة تحمُّلها، فمن الهام تحدي الدماغ لشحذ وتجديد مهاراته بما يزيد نموه مرة أخرى بشكلٍ أقوى.

إقرأ أيضاً: النجاح في حل المشكلات: أهم 8 نصائح للتخلص من المشاكل

في الختام:

الحياة ما هي إلا مجموعة من التجارب الملهِمة، وسنحتاج فيها إلى مواجهة المشكلات والتغلب عليها؛ وذلك لأنَّنا قد نواجه نفس المواقف بطريقة أو بأخرى، لكن بخبراتٍ أوسع في التعامل مع المشكلات؛ فلا يستمر الإنسان طيلة حياته في تعلُّم ركوب الدراجة على سبيل المثال؛ وإنمَّا سيصل في يوم ما إلى إتقانها عن ظهر قلب، بعدما كانت من أكبر المشكلات؛ لذا ارتقِ في عقليتك بالتدريج مثل صعود الدرج؛ لأنَّك بزيادة وعيك بمشكلاتك، سترتقي في حياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة