تساقط الشعر لدى النساء: أسبابه ونتائجه

إنَّ تساقط الشعر ضمن الحدود الطبيعية والمقبولة هو أمر منطقي وحتمي وموجود فرضته دورة الحياة وطبيعة الجسم ونظام الفصول على الإنسان، ولأنَّ الشعر يُعَدُّ صفة أنثوية ضرورية لدى النساء لأنَّه يكسب الأنثى جمالاً ورقة ونعومة؛ يُعَدُّ تساقط الشعر أمراً مقلقاً لدى معظم النساء عندما يصبح شعر المرأة خفيفاً وضعيفاً ويميل إلى التساقط في كل وقت.



ما هو المقصود بالنمو الطبيعي للشعر؟

تدل الإحصاءات والأبحاث العالمية على أنَّ هناك ما يقارب نسبة 90% من شعر الإنسان سواء أكان ذكراً أم أنثى ينمو في الدقيقة الواحدة من عمر الإنسان، وتتراوح الفترة الزمنية اللازمة لنمو الشعر بشكل كامل بالنسبة إلى الرجال والنساء على حد سواء ما بين السنتين إلى ما يقارب ست سنوات تقريباً، وأما عن النسبة المتبقية من نمو الشعر الطبيعي فتحدث في الطور الذي يسمى بطور الراحة، وتتراوح مدة طور الراحة من نحو شهرين إلى ما يقارب ثلاثة أشهر، وبعد أن ينتهي طور الراحة يعود الشعر إلى التساقط من جديد ويعاود بعدها نموه الطبيعي والتدريجي المعتاد ليستعيد لمعانه وكثافته وقوته التي يضفيها على كل رجل وامرأة.

في الحالة الطبيعية عند كل إنسان حين يتساقط الشعر، يبدأ وبشكل سريع شعر جديد بالنمو انطلاقاً من بصيلات شعرية صغيرة تسمى بالاصطلاح العلمي والطبي جريبات الشعر، وفي هذه الحالة تبدأ دورة جديدة لنمو الشعير؛ إذ يستعيد فيها شعر الإنسان نموه وقوَّته ولمعانه.

يقاس طول الشعرة الموجودة في رأس الإنسان ما بين 10 إلى 15 ميلليمتراً خلال شهر واحد من شهور السنة الواحدة، وكما هو متعارف عليه في الطب والعلم أنَّه كلما تقدَّم الإنسان في العمر بدأ نمو الشعر لديه بالتباطؤ والانحدار تدريجياً.

في أغلب الأحيان يعزى سبب تساقط الشعر عند البشر على حد سواء إلى وجود معادلة خاصة متوازنة ومتكاملة تسمى بدورة النمو الطبيعية للشعر، ويكون تساقط الشعر بمعدل ما يقارب 50 إلى 100 شعرة بشكل يومي أو شبه يومي، وهذا أمر طبيعي جداً ويحدث عند كل البشر، فليس هناك مبرر للقلق والخوف بشأن ظاهرة تساقط الشعر.

ما هي أهم الأسباب المؤدية إلى حدوث ظاهرة تساقط الشعر عند الإنسان؟

  1. لجوء الإنسان العادي إلى استخدام مستحضرات مركبة من مجموعة متنوعة من مواد كيميائية ضارة ومؤثرة في جسمه وخاصة المناطق التي يكثر فيها وجود الشعر، ولعلَّ أبرز هذه المستحضرات التي يستخدمها البشر: صبغات تلوين الشعر بما في ذلك شعر الرأس والحاجبين واللحية، ومواد أخرى تجعل الشعر ناعماً وكثيفاً وتقلل من تقصف الشعر، ولكنَّها تزيد من نسبة تساقط الشعر عند النساء والرجال على حد سواء، وهناك مواد أخرى تُستخدم لتجعيد الشعر وزيادة سماكته وهذه المواد تُصنَّف أيضاً على أنَّها مواد تسبب تساقط الشعر أيضاً.
  2. من أهم الأسباب التي تؤدي بدورها إلى حدوث ظاهرة تساقط الشعر هي تناقص الشعر بالتدريج وتحوله من شعر كثيف إلى شعر خفيف وضعيف وصولاً إلى ما يسمى بالصلع الجزئي أو الصلع الكامل، وقد يكون سبب هذا الصلع جينياً أو وراثياً؛ أي يمكن أن ينتقل إلى الأولاد من قِبل الآباء وإلى الآباء من قِبل الأجداد، وتعرف ظاهرة الصلع بالاصطلاح العلمي باسم "الثعلبة الذكرية"، ويحدث بشكل أساسي عند الذكور وقد يصيب الإناث أحياناً ويظهر بشكل شائع في مرحلة المراهقة أو ما يسمى بمرحلة البلوغ.

ما هي المشكلات الصحية التي ترافق ظاهرة خسارة أو فقدان الشعر عند النساء عموماً؟

1. احتمال الإصابة بالثعلبة:

تصيب الثعلبة فروة الرأس وتؤدي إلى تساقط الشعر بشكل كلي أو جزئي، وقد تؤثر في أي شخص مهما كان عمره وجنسه وحالته النفسية والفيزيولوجية وعمله، وهنا في هذه الحالة لا يمكن منع تساقط الشعر إلا باللجوء إلى طرائق معينة عند الحاجة.

من الناحية الطبية فلم يبخل الطب بأن يبحث عن تعريف موحد وشامل للمعنى الحقيقي للثعلبة، وهذا ما حاولت أن تقوله الصيدلانية والمتخصصة في التدريبات الفرنسية وفي الطب الفرنسي عموماً والتي تدعى "إلهام شوفيه"، فقد قالت في وصف مرض الثعلبة بشكل دقيق وموثق علمياً وطبياً: "الثعلبة هي عبارة عن مرض مناعي ذاتي يعطي الفرص للأجسام المضادة بأن تعترض وتهاجم بصيلات شعر الرأس؛ وذلك قبل أن يبدأ الشعر بالتساقط عموماً أو بصورة روتينية أو مؤقتة أو عابرة".

شاهد بالفديو: 6 خرافات تتعلق بالشعر عليك التوقف عن تصديقها

2. حدوث ما يسمى بسن اليأس عند النساء عموماً:

يُعرف سن اليأس بأنَّه ظاهرة ومرحلة طبيعية تصل إليها النساء حين تبلغ أعمارهنَّ الخمسين سنة، ويمتاز سن اليأس بتوقف المبيضين عن إنتاج ما يسمى بالهرمونات التناسلية الجنسية الأنثوية؛ وهذا ينجم عنه توقف حدوث الطمث عندهم في هذا السن، ودعنا نجيب عن سؤال جوهري وهام للغاية وتعنى به جميع السيدات:

ما هي العلاقة التي تربط بين تساقط الشعر لدى النساء وبين ما يسمى بسن اليأس؟

في الحقيقة، يتسبب سن اليأس في إحداث تغييرات كثيرة وكبيرة في جسم المرأة من الناحية الفيزيولوجية والنفسية والمورفولوجية؛ فمن الطبيعي أن نقول إنَّه حين تتوقف الدورة الشهرية، يتوقف المبيض عن إفراز الهرمونات؛ وهذا يُعَدُّ السبب الرئيس والعامل الأساسي في حدوث تغييرات وانقلابات كبيرة وجذرية في جسم المرأة، ومن ثمَّ ينخفض تركيز الأستروجين عن نسبة 80% وهي الحاثة الجنسية الأنثوية عند السيدات يتم إفرازها بشكل رئيس عند البلوغ، وأيضاً ينخفض إفراز هرمون التستوستيرون من نسبة 30% إلى نسبة 10%.

3. حدوث حالات الانهيار العصبي:

يمكن تعريف الاكتئاب بكل بساطة على أنَّه مرض عقلي يتصف بتقلب المزاج بين ساعة وأخرى، لكن هناك نقطة هامة وجوهرية؛ إذ يجب عدم الخلط بين الاكتئاب والكآبة؛ فالاكتئاب هو مرض أو هو حالة عقلية ومزاج متقلب، وأما الاكتئاب فهو شعور طبيعي يمر به الإنسان لدى حدوث موقف سيئ حصل له أو أنَّه فُهِم بطريقة خاطئة من قِبل الآخرين.

ما هي العلاقة التي تربط بين الانهيار العصبي وتساقط الشعر؟

في الحقيقة إنَّ الإجهاد النفسي والعصبي والعقلي لمدة طويلة قد تستمر لأيام أو لأسابيع أو لأشهر وقد تطول لمدة سنة، يمكن بكل بساطة أن يؤدي إلى حدوث ظاهرة تساقط الشعر بشكل تدريجي وبصورة تراكمية، وفي النهاية يصل الإنسان إلى فقدان شعره بشكل كلي ويقترب اقتراباً كبيراً من حالة الصلع.

عموماً، هذا الإجهاد الذي تحدثنا عنه آنفاً وبشكل مفصل ومطول يؤثر سلباً في عملية إنتاج وإفراز الهرمونات الجنسية إذا صح التعبير، وينجم عن ذلك التسارع والتصاعد في إفراز هرمون الأندروجين الذي يتسبب إفرازه بشكل أساسي ورئيس في غلق فتحات الجلد وجعل مسامات الشعر ضعيفة ورقيقة وغير قادرة على الاستمرار في النمو، وهذا ما ورد ذكره في كتاب الاختصاصية الصيدلانية الفرنسية "إلهام شوفيه".

إقرأ أيضاً: أنواع الانهيار العصبي وأسبابه وأعراضه

في الختام:

إنَّ تساقط الشعر عند السيدات يرتبط بظهور عوامل مختلفة مثل حالات الانهيارات العصبية، وتقلب المزاج من ساعة إلى أخرى، والاكتئاب الحاد والمَرَضي، والقلق، والوسواس القهري، وانقطاع الدورة الشهرية في سن اليأس، وحدوث اضطراب في إفراز الهرمونات الجنسية الأنثوية، وتوقف عمل المبيض، بالإضافة إلى إصابة العديد من النساء بما يسمى بالثعلبة.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة